ليدي لين راسل
ليدي لين راسل
بنات اللي ساكنة بقويزة تتطمنا
انا اخويا طلع من بيته بس يقول الوضع سئ
وكمان الحرازات وكيلو 14
ليدي لين راسل
ليدي لين راسل
يقول النجمي وهو يستجمع أنفاسه «دهمت السيول غرفة نومنا في الصباح الباكر، استيقظنا على هدير المياه وهي تحاصر كل شيء، لحظات قليلة وارتفع منسوب الماء إلى أكثر من مترين، استرجعت في ثوان لحظات فرحي، أحسست أنها النهاية الحتمية، قررت البقاء حتى آخر لحظة لافتدي رفيقة دربي، صحيح أنني مجيد وهاو للسباحة تحت أسوأ الظروف، كيف لفارس مثلي أن يترك كل شيء لينجو بنفسه؟ بقيت في الغرفة الغارقة لأكثر من ساعة، ظننت أن الأمور تمضي على ما يرام فسبحت في اتجاه نافذة الغرفة بحثا عن طوق نجاة أو مخرج طوارئ لتتدفق مياه السيل مثل السهم إلى غرفتي. في لحظات وجدت نفسي وزوجتى في بر الأمان بعد أن كتب الله لنا حياة جديدة.. وسعيدة».
تختلف حكاية علي المدخلي عن زميله في الحي المنكوب، إذ ظل شاهدا على ضحايا جرفتهم حدة التيارات المائية، وعلى مركبات فارهة غاصت في الطين والوحل، منازل شعبية ذابت تحت وطأة السيل الجارف. يتذكر المدخلي «.. انتشلت مع آخرين جثثا لضحايا قادتهم الصدف إلى التواجد في بطن وادٍ مغمور لم يكن أحد يعرف مخاطره، كانت المركبات والسيارات الغارقة أشبه بمصائد وشباك تصطاد كل من يقف أمام طريقها، رأيت امرأة تحاول الإمساك بصغيرتها، وتدخلنا جميعا في إجلائهما من منطقة الخطر. في لحظات قليلة تحول داري إلى بحيرة صغيرة ولم يكن من سبيل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه غير طرق أبواب الجيران وإعلامهم بالخطر المحدق بهم، لا سيما أن أغلب السكان كانوا نائمين ساعة الدهم».
يقول المدخلي إنه ورفاقه في الحي كانوا أمام تحد كبير؛ إجلاء السكان وإبعادهم من منطقة الخطر وإيقاظ النائمين وحثهم على النجاة بأرواحهم، والإطمئنان على سلامة الناجين، وهو الأمر الذي دفع علي المالكي إلى الاستبسال في حماية جيرانه، يقول الرجل «كان المشهد أمام منازلنا أشبه بالأفلام السينمائية المرعبة، إعصار عنيف يضرب كل شيء، ينشر الدمار والحطام في كل مكان، ظللنا حتى الساعة العاشرة مساء معزولين في منازلنا، وزاد انقطاع التيار الكهربائي الأمر سوءا».
عائلة حسن الشهري التي كانت تتناول وجبة الإفطار لا تعرف كيف خرجت من حصار السيل، واضطرت الأسرة للاعتماد على خبراتها في السباحة للوصول إلى منطقة آمنة كتبت لهم حياة.
ليدي لين راسل
ليدي لين راسل
هذي في الخط السريع عند كوبري الجامعة









ليدي لين راسل
ليدي لين راسل
ذكرى ضحايا السيل العرم في بيتي العتيبي والغامدي
قويزة تستجمع دموع الحزن في يوم الفرح

جدة






مشاعر متناقضة عاشها سكان قويزة في أول أيام العيد، غلبت الأحزان على مظاهر الفرح في عيون الناس، ومع ذلك رصدت عدسات «عكاظ» بعض أطفال أحياء السيول وفيضانات الصرف وهم يلهون أمام منازل أسرهم التي جرفتها تيارات الماء، غلبت سرادق العزاء في أغلب الشوارع ، ومن لم يفقد عزيزا آثر أن يظهر حزنه وأساه تضامنا مع الأسر المنكوبة في المنتزهات، العدل ، الروابي ، السليمانية وحي الجامعة.
مر يوم العيد الأكبر في قويزة استثنائيا على غير العادة، حزن وهدوء مشوب بالحذر بعد التنبيهات التي أطلقتها سلطات الدفاع المدني أمس الأول عن أمطار وسيول جديدة محتملة، وما بين الترقب والانتظار خلت الميادين والشوارع من السيارات والمارة، وآثر المحزونون البقاء في منازلهم لتلقي العزاء في فقدائهم، والتهاني بيوم العيد السعيد فاختلطت المشاعر في القلوب وفي العيون.
5 ضحايا في منزل العتيبي
«خالد العتيبي» الذي فقد ثلاثة من أنجاله وشقيقه وزوجته في السيول الداهمة لم يفق بعد من أثر الصدمة، ومازال شريط ذكرياته يسترجع مثل هذا اليوم من العام الماضي واجتماع الأسرة كلها على مائدة العيد السعيد، شتان بين الأمس واليوم، يقول العتيبي، في عيد هذا العام واريت أبنائي وشقيقي وزوجته الثرى، لتتحول مجالسنا إلى سرادق عزاء لا صالونات تهان وأفراح، ولا راد لقضاء الله .
يصف جمعان الغامدي حال قويزة في يوم العيد.. «الحزن ينثر أجنحته في كل مكان، لا يكاد يخلو منزل من الفاجعة التي غيبت الفرح وأحلت الأسى، منذ 39 سنة ظللت حريصا على ذبيحة العيد، غير أن ظروف هذا العام جاءت على غير أمانينا بعد أن فقدت اثنين من أعز أبنائي، عجزت عن إجلائهما ، وكتب الله حياة جديدة لاثنين آخرين فالحمد الله على قضائه وقدره».
حزن في يوم الفرح
الحزن في يوم الفرح كان علامة بارزة في حي قويزة، واعتذر أغلب سكانه عن مظاهر الحبور والبهجة ، وبقي المنكوبون مشغولين بلملمة أحزانهم ومتعلقاتهم وأثاثات بيوتهم المحطمة، وانشغل عيضة الزهراني وخالد المالكي، ومعهما آخرون، بالبحث بين أنقاض الحطام عن أوراق وحاجيات صغيرة تعيد إليهم ملامح ما قبل يوم الأمطار والسيل العاصف. يقول عيضة «فقدنا كل شيء و لم يتبق لنا شيء غير الحزن» . يلتقط المالكي أطراف الحديث ويكمل «هذا المنزل الذي نقف على أطلاله كان يقطنه أربعة أشخاص لفظوا أنفاسهم غرقى، لم يبق في الدار غير ثياب العيد التي لم يروها» ملامح قويزة منسجمة مع الحدث، غابت البسمة وحضرت آثار الحزن والفجيعة والأسى الطويل.
ليدي لين راسل
ليدي لين راسل