يا أبا جعفر ما هكذا صنعنا بأسراكم يوم بدر

ملتقى الإيمان


بسم الله الرحمن الرحيم

غزوة بدر الكبرى أول معركة من معارك الإسلام الفاصلة

تعبئة الجيش وقضاء الليل





ثم عبأ رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشه‏.‏ ومشى في موضع المعركة، وجعل يشير بيده‏:‏ ‏‏(‏هذا مصرع فلان غدًا إن شاء الله، وهذا مصرع فلان غدا إن شاء الله‏)‏‏.‏ ثم بات رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي إلى جذع شجرة هنالك، وبات المسلمون ليلهم هادئي الأنفاس منيري الآفاق، غمرت الثقة قلوبهم، وأخذوا من الراحة قسطهم؛ يأملون أن يروا بشائر ربهم بعيونهم صباحًا‏:‏ ‏{‏إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ‏} ‏‏.‏

كانت هذه الليلة ليلة الجمعة، السابعة عشرة من رمضان في السنة الثانية من الهجرة، وكان خروجه صلى الله عليه وسلم في 8 أو12 من نفس الشهر‏.‏


قضية الأسارى

كان عبد الرحمن بن عوف وأمية بن خلف صديقين في الجاهلية بمكة، فلما كان يوم بدر مر به عبد الرحمن، وهو واقف مع ابنه على بن أمية، آخذًا بيده، ومع عبد الرحمن أدراع قد استلبها، وهو يحملها، فلما رآه قال‏:‏ هل لك في‏؟‏؟؟؟ فأنا خير من هذه الأدراع !!!! التي معك، ما رأيت كاليوم قط، أما لكم حاجة في اللبن‏؟‏ ـ يريد أن من أسرني افتديت منه بإبل كثيرة اللبن ـ فطرح عبد الرحمن الأدراع، وأخذهما يمشى بهما، قال عبد الرحمن‏:‏ قال لي أمية بن خلف، وأنا بينه وبين ابنه‏:‏ من الرجل منكم المعلم بريشة النعامة في صدره‏؟‏ قلت‏:‏ ذاك حمزة بن عبد المطلب، قال‏:‏ ذاك الذي فعل بنا الأفاعيل‏.‏

قال عبد الرحمن‏:‏ فوالله إني لأقودهما إذ رآه بلال معي ـ وكان أمية هو الذي يعذب بلالًا بمكة ـ فقال بلال‏:‏ رأس الكفر أمية بن خلف، لا نجوت إن نجا‏.‏ قلت‏:‏ أي بلال، أسيري‏.‏ قال‏:‏ لا نجوت إن نجا‏.‏ قلت‏:‏ أتسمع يابن السوداء‏.‏ قال‏:‏ لا نجوت إن نجا‏.‏ ثم صرخ بأعلى صوته‏:‏ يا أنصار الله، رأس الكفر أمية بن خلف، لا نجوت إن نجا‏.‏ قال‏:‏ فأحاطوا بنا حتى جعلونا في مثل الْمَسَكَة، وأنا أذب عنه، قال‏:‏ فأخلف رجل السيف، فضرب رجل ابنه فوقع، وصاح أمية صيحة ما سمعت مثلها قط، فقلت‏:‏ انج بنفسك، ولا نجاء بك، فوالله ما أغني عنك شيئًا‏.‏ قال‏:‏ فَهَبَرُوهُمَا بأسيافهم حتى فرغوا منهما، فكان عبد الرحمن يقول‏:‏ يرحم الله بلالًا، ذهبت أدراعي، وفجعني بأسيري‏.‏

وجاء رجل من الانصار بالعباس بن عبد المطلب أسيرا ، فقال العباس : يا رسول الله إن هذا ما أسرنى ، لقد أسرنى رجل أجلح من أحسن الناس وجها على فرس أبلق ..ما أراه في القوم . فقال الانصارى : أنا أسرته يا رسول الله .

وكان جملة الاسارى يومئذ سبعين أسيرا ، منهم من آل رسول الله صلى الله عليه وسلم : عمه العباس بن ع بدالمطلب ، وابن عمه عقيل بن أبى طالب ، ونوفل بن الحارث بن ع بدالمطلب .

حدثنا إسرائيل ، عن إبراهيم بن مهاجر ، عن مجاهد ، عن ابن عمر ، قال : لما أسر الاسارى يوم بدر أسر العباس فيمن أسر ، أسره رجل من الانصار . قال : وقد أوعدته الانصار أن يقتلوه . فبلغ ذلك النبى صلى الله عليه وسلم فقال : " إنى لم أنم الليلة من أجل عمى العباس ، وقد زعمت الانصار أنهم قاتلوه " قال عمر : أفآتيهم ؟ قال : نعم .

فأتى عمر الانصار فقال لهم : أرسلوا العباس . فقالوا : لا والله لا نرسله . فقال لهم عمر : فإن كان لرسول الله رضا ؟ قالوا فإن كان له رضا فخذه . فأخذه عمر ، فلما صار في يده قال له عمر : يا عباس أسلم ، فو الله لئن تسلم أحب إلى من أن يسلم الخطاب . وما ذاك إلا لما رأيت رسول الله يعجبه إسلامك .

وقال ابن إسحاق : حدثنى العباس بن عبدالله بن معبد ( 1 ) ، عن بعض أهله ، عن ابن عباس ، قال : لما أمسى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر والاسارى محبوسون بالوثاق ، بات النبى صلى الله عليه وسلم ساهرا أول الليل ، فقال له أصحابه : ما لك لا تنام يا رسول الله ؟ فقال : " سمعت أنين عمى العباس في وثاقه " فأطلقوه ، فسكت ، فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وتوسعة رقعة الاسلام ثم دخلت سنة أربع وأربعين ومائة , وكانت خلافة بني العباس

وتلقى الناس أبا جعفر المنصور أثناء طريق مكة في حجة في سنة أربع وأربعين ومائة وكان من جملة من تلقاه عبدالله بن حسن بن حسن بن علي بن ابي طالب فأجلسه المنصور معه على السماط ثم جعل يحادثه بإقبال زائد بحيث إن المنصور اشتغل بذلك عن عامة غدائه وسأله عن إبنيه إبراهيم ومحمد لم لا جاآني مع الناس فحلف عبدالله بن حسن أنه لا يدري أين صارا من أرض الله وصدق في ذلك وما ذاك إلا أن محمد بن عبدالله بن حسن كان قد بايعه جماعة من أهل الحجاز في أواخر دولة مروان الحمار بالخلافة وخلع مروان وكان في جملة من بايعه على ذلك أبو جعفر المنصور وذلك قبل تحويل الدولة إلى بني العباس فلما صارت الخلافة إلى ابي جعفر المنصور خاف محمد بن عبدالله بن الحسن وأخوه إبراهيم منه خوفا شديدا , وذلك لأن المنصور توهم منهما أنهما لا بد أن يحخرجا عليه كما أراد أن يخرجا على مروان والذي توهم منه المنصور وقع فيه فذهبا هربا في البلاد الشاسعة فصارا إلى اليمن ثم سارا إلى الهند فاختفيا
بها فدل على مكانهما الحسن بن زيد فهربا إلى موضع آخر فاستدل عليه الحسن بن زيد ودل عليهما وانتصب البا عليهما عند المنصور والعجب منه أنه من أتباعهما واجتهد المنصور بكل طريق على تحصيلهما فلم يتفق له ذلك وإلى الآن فلما سأل أباهما عنهما حلف أنه لا يدري أين صارا من أرض الله ثم ألح المنصور على عبدالله في طلب ولديه فغضب عبدالله من ذلك وقال : والله لوكانا تحت قدمي ما دللتك عليهما !!


فغضب المنصور وأمر بسجنه وامر ببيع رقيقه وأمواله فلبث في السجن ثلاث سنين وأشاروا على المنصور بحبس بني حسن عن آخرهم فحبسهم وجد في طلب ابراهيم ومحمد جدا هذا وهما يحضران الحج في غالب السنين ويكمنان في المدينة في غالب الأوقات ولا يشعربهما من ينم عليهما ولله الحمد والمنصور يعزل نائبا عن المدينة ويولي عليها غيره ويحرضه على إمساكهما والفحص عنهما وبذل الأموال في طلبهما وتعجزه المقادير عنهما لما يريده الله عز وجل .

وقد واطأهما على أمرهما أمير من أمراء المنصور يقال له ابو العساكر خالد بن حسان فعزموا في بعض الحجات على الفتك بالمنصور بين الصفا والمروة فنهاهم عبدالله بن حسن لشرف البقعه ,,, وقد أطلع المنصور على ذلك وعلم بما مالأهما ذلك الأمير فعذبه حتى أقر بما كانوا تمالؤا عليه من الفتك به فقال وما الذي صرفكم عن ذلك فقال ابو العساكر خالد بن حسان: عبد الله بن حسن نهانا عن ذلك فأمر به الخليفة فغيب في الارض فلم يظهر حتى الآن وقد استشار المنصور من يعلم من أمرائه ووزرائه من ذوي الرأي في أمر ابني عبدالله بن حسن وبعث الجواسيس والقصاد في البلاد فلم يقع لهما على خبر ولا ظهر لهما على عين ولا أثر والله غالب على امره .

وقد جاء محمد بن عبدالله بن حسن إلى امه فقال : يا أمه إني قد شفقت على ابي وعمومتي ولقد هممت أن أضع يدي في يد هؤلاء لأريح أهلي فذهبت أمه إلى السجن فعرضت عليهم ما قال إبنها فقالوا لا ولا كرامة بل نصبر على أمره فلعل الله يفتح على يديه خيرا ونحن نصبر وفرجنا بيد الله إن شاء فرج عنا وإن شاء ضيق وتمالؤ كلهم على ذلك رحمهم الله .

وفيها نقل آل حسن من حبس المدينة إلى حبس بالعراق وفي أرجلهم القيود وفي أعناقهم الاغلال وكان ابتداء تقييدهم من الربذة بأمر أبي جعفر المنصور وقد أشخص معهم محمد بن عبدالله العثماني وكان أخا عبدالله بن حسن لأمه وكانت ابنته تحت ابراهيم بن عبدالله بن حسن وقد حملت قريبا فاستحضر الخليفة وقال قد حلفت بالعتاق والطلاق إنك لم تغشني وهذه ابنتك حامل فإن كان من زوجها فقد حبلت منه وانت تعلم به وان كان من غيره فأنت ديوث فأجابه العثماني بجواب أحفظه به فأمر به فجردت عنه ثيابه فإذا جسمه مثل الفضة النقية ثم ضربه بين يديه مائة وخمسين سوطا منها ثلاثون فوق رأسه أصاب أحدها عينه فسالت ثم رده إلى السجن وقد بقي كأنه عبد أسود من زرقة الضرب وتراكم الدماء فوق جلده فأجلس إلى جانب اخيه لامه عبدالله بن حسن فاستسقى ماء فما جسر أحد أن يسقيه حتى سقاه خراساني من جملة الجلاوزة الموكلين بهم .

ثم ركب المنصور هودجه وأركبوا اولئك في محامل ضيقة وعليه القيود والاغلال فاجتاز بهم المنصور وهو في هودجه فناداه عبدالله بن حسن الهاشمي ..والله يا أبا جعفر ما هكذا صنعنا بأسراكم يوم بدر ....يقصد انا جدنا الرسول عليه الصلاة والسلام لم يتحمل ان يرى جدكم العباس تحت الاسرفأخسأ ذلك المنصور وثقل عليه ونفر عنهم ولما انتهوا إلى العراق حبسوا بالهاشمية وكان فيهم محمد بن ابراهيم بن عبدالله بن حسن وكان جميلا فتيا فكان الناس يذهبون لينظروا إلى حسنه وجماله وكان يقال له الديباج الأصفر فأحضره المنصور بين يديه وقال له أما لأقتلنلك قتلة ما قتلتها أحدا ثم القاه بين اسطوانتين وسد عليه حتى مات فعلى المنصور ما تسحقه من عذاب الله ولعنته وقد هلك كثير منهم في السجن حتى فرج عنهم بعد هلاك المنصور .
0
454

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️