Aisheea

Aisheea @aisheea

عضوة جديدة

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ .. ) توضيح

الأسرة والمجتمع

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

لكل من تستشهد بهذه الايه

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً أما بعد:

فإن من صور القول على الله بدون علم الكلام في معاني آيات الله عزَّ وجلَّ والخوض فيها بلا علم

ولا برهان، بل بمجرد الظن والتخرص وهذا مزلق خطير يقع فيه الكثير من الناس قال تعالى: {قُلْ

إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ

يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} ·

فمرتبة القول على الله بغير علم فوق مرتبة الشرك بالله عزَّ وجلَّ الذي هو أعظم الذنوب، إذ إن الشرك

بالله فرع من القول على الله بغير علم·

فمن ذلك أن بعض الناس يستدل بقوله تعالى{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ

تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُواْ عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللّهُ عَنْهَا وَاللّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ} ·

يستدل بها في غير موضعها، فعندما يرون من يريد السؤال عمّا أشكل عليه في أمور دينه

ومعاملاته ينهونه ويستدلون بهذه الآية وهذا حمل للآية على غير محملها واستدلال بها في غير ما

تدل عليه، إذ إن الله عزَّ وجلَّ أمر العباد أن يسألوا عمّا أشكل عليهم ويرجعوا إلى أهل العلم قال

تعالى: { فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} ·

وقال تعالى: { وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ

اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً} ··

فالسؤال عمّا أشكل واجب على كل من يجهل أمراً من أمور دينه وهو عاجز عن الاجتهاد، وأما الآية

التي يستشهدون بها وهي قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ

وَإِن تَسْأَلُواْ عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللّهُ عَنْهَا وَاللّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ} فليس فيها

دلالة على ما ذهبوا إليه من بقاء الإنسان على جهله وعدم سؤاله عمّا أشكل عليه، بل إنها تدل على

النهي عن السؤال عن الأشياء التي أخفاها الله عزَّ وجلَّ واستأثر بعلمها وهم غير محتاجين إليها،

بل عليهم فيها ضرر إن أبديت لهم كحقائق الأنساب وكسؤال آيات الأنبياء·

قال ابن كثير -رحمه الله- في تفسير هذه الآية: “هذا تأديب من الله تعالى لعباده المؤمنين ونهي لهم

من أن يسألوا عن أشياء لا فائدة لهم في السؤال والتنقيب عنها لأنها إن أظهرت لهم تلك الأمور

ساءتهم وشق عليهم سماعها”

وقال أيضاً: “أي لا تسألوا عن أشياء تستأنفون السؤال عنها فلعله ينزل بسبب سؤالكم تشديد أو

تضييق، وقد ورد في الحديث “أعظم المسلمين جرماً من سأل عن شيء لم يحرم فحرم من أجل

مسائلته” انتهى·

وقال العلامة عبدالرحمن السعدي -رحمه الله-: “ينهى الله عباده المؤمنين عن سؤال الأشياء التي إذا

بيّن لهم ساءتهم وأحزنتهم وذلك كسؤال بعض المسلمين لرسول الله صلى الله عليه وسلم عن آبائهم

وعن حالهم في الجنة أو النار، فهذا ربما أنه لو بيّن للسائل لم يكن له فيه خير كسؤالهم عن الأمور

غير الواقعة وكالسؤال الذي يترتب عليه تشديدات في الشرع، ربما أحرجت الأمة، وكالسؤال عمّا لا

يعني، فهذه الأسئلة وما شابهها هي المنهي عنها وأما السؤال الذي لا يترتب عليه شيء من ذلك

فهو مأمور به كما قال الله تعالى: { فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} ·انتهى·

وقال الشيخ محمد بن عثيمين -رحمه الله تعالى-: “هذه الآية نزلت مخاطباً الله بها من كانوا في عهد

النبوة الذي هو عهد التحليل والتحريم والإيجاب والحل فإنه ربما يسأل الإنسان في عهد النبوة عن

شيء لم يحرم فيحرم لمسألته أو عن شيء ليس بواجب فيوجب من أجل مسألته فلهذا قال الله عزَّ

وجلَّ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُواْ عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ

تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللّهُ عَنْهَا وَاللّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (101) قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِّن قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُواْ بِهَا كَافِرِينَ}

(102)

ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إنما أهلك من كان قبلكم كثرة

مسائلهم واختلافهم عن أنبيائهم” أما بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فليسأل الإنسان عن كل

ما أشكل عليه بشرط ألا يكون هذا من التعمق والتنطع فإنه منهي عنه لأن التعمق والتنطع لا يزيد

الإنسان إلا شدة” انتهى·

فالحاصل: أن الآية الكريمة ليس فيه دلالة على المنع من السؤال عمّا أشكل من أمور الدين، بل إن

السؤال عمّا أشكل واجب كما سبق، لقوله تعالى: { فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ}

····

وأما هذه الآية التي يستدل بها في غير موضعها فإنها تدل على المنع من السؤال عمّا لا ينبغي

السؤال عنه من أمور الغيب والأشياء التي ليس للإنسان فيها حاجة، بل قد يكون عليهم فيها ضرر

إن أبديت لهم كحقائق الأنساب وكسؤال آيات الأنبياء·

وأيضاً تدل على المنع من سؤال النبي صلى الله عليه وسلم عن بعض الأشياء المسكوت عنها، حتى

لا يحرج الأمة، كمن سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الحج، فقال: “

أكل عام يا رسول الله”، قال: لو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم”

ثم قال عليه الصلاة والسلام: ذروني ما تركتكم فإنما أهلك من كان قبلكم بسؤالهم واختلافهم على

أنبيائهم”، والله الموفق·

  
6
837

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

فيافي 2011
فيافي 2011
جزآأك الله خييير
استمتع بالحياه
جزاااااااااك الله كل خير
هذا اثري
هذا اثري
بارك الله فيك
عطرالكلماات
عطرالكلماات


جزاك الله خيرا
ريـمـيـه
ريـمـيـه
جزيتي خيرا