
ام رمروم @am_rmrom
عضوة نشيطة
يا إمامنا صل فإنك لم تصل00
إن مسئولية الإمام بالمسجد مسئولية من المسئوليات الجسيمة التي لا يعيها كثير من الأئمة والعلماء في عصرنا هذا ، بل ولا يعيرها في أيامنا هذه الكثير ممن يقومون بالإمامة أي اهتمام . فإذا أردنا أن نلقي الضوء على أحد هذه الجوانب فأول ما يلفت انتباهنا هو الحديث الذي رواه الصحابي الجليل أبو هريرة -رضي الله عنه- .
قال : بينما نحن جلوس عند النبي - صلى الله عليه وسلم - إذ دخل رجل صلى فقام فسلم على النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فقال : إرجع فصل ، فإنك لم تصل ، فعلها ثلاثاً ، ثم قال : والذي بعثك بالحق نبياً لا أحسن غير هذا فعلمني .
فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا قمت إلى الصلاة فكبر ، ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن ، ثم اركع حتى تطمئن راكعاً ، ثم ارفع حتى تعتدل قائماً ، ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً ، ثم ارفع حتى تطمئن جالساً ، ثم افعل ذلك في صلاتك كلها . وإذا ما نظرنا إلى موقف النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الذي ورد آنفاً فإنه رغم أن النبي كان جالساً مع أصحابه يحدثهم إلا أنه لم تفت عليه أن يراعي شئون المصلين في المسجد والنظر في صحة صلاتهم ، بل ولم يكتف بذلك مرة بل فعلها ثلاث مرات وهو يراقب هذا الرجل .
والمتمعن في سيرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وصحبه الكرام يجد أن القيام بمهام الإمامة ليس عبارة عن طقوس وحركات يؤديها الإمام ويكررها المأمومون خلفه ، بل يتعين عليه أن يراعي من هم حوله فهذا من مسئولياته وكما قال الرسول - صلى الله عليه وسلم - : كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته .
وهذه المسئولية تتفاوت بحسب القدرة . فيجب على الإمام مراعاة شئون من حوله جميعاً سواء كانت مما يتعلق بأمور الدين ، أو الدنيا ، ذلك لأن الإسلام لم يفرق بين أمور الدين والدنيا لأنه نظام حياة كاملة وشاملة لأعمال الإنسان المسلم في جميع أحواله ، وأطواره ، لكن الذي فرق أمور الناس بين دين ودنيا هم العلمانيون وجميع أعداء الإسلام ، حتى صرنا مقتنعين بما أملاه الغرب - وأذياله من العلمانيين - علينا من التفرقة بين الدين والدنيا .
فهل لأئمتنا ولنا أن نعي الدور المنوط بنا تجاه ربنا ثم تجاه مجتمعنا الذي نعيش فيه ؟ .
0
298
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️