يا ابن آدم لا تبتعد

ابن آدم لا تبتعد على الذي يحبك والذي ينتظر عودك الى رحابه بشوق ولهفة الذي خلقك بل وكرمك على كثير من مخلوقاته أتعلم يا ابن آدم أن الله إذا أحب عبدا ابتلاه فالحمد لله ما خاب من دعاه ولا ندم من سأله ورجاه لا إله إلا هو يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف الكرب عمن ناجاه ويسمع تضرع المظلوم وشكواه

لا يخفى عليه نداء المنكوب و من تحركت بالدعاء شفتاه. هو الكريم واسع العطاء أجاب قوماً بنملة بعد أن رفعت يديها إلى السماء لما خرج سليمان يستسقي بالناس وفي طريقه للمصلى رأى نملة رفعت يديها تدعوا الذي يعطي ويمنع ويلطف ويغيث...

يصعد اليه الكلم الطيب والدعاء الخالص الصادق والدمع البريء، فهلا قرعت بابه و لذت بجنابه ووقفت بعتباته....يا مكروب، يا مهموم، يا مريض يا محزون ، أليس لك عينٌ باكيةٌ وقلبٌ حزين؟ ألست من الضعفاء وهو القوي العزيز ألست فقير وهو الغني الكريم ؛ ألست حائر تائه وهو الهادي ؛ الست في الظلام وهو الذي أشرقت الظلمات لنور وجهه العظيم إلى من تلجأ وتنادي و لمن تشتكي يا ابن آدم ألعباد ضعفاء مثلك ؟
لا تسألن بني آدم حاجةَ ** وسل الذي أبوابه لا تحجب
الله يغضب إن تركت سؤاله ** وبني آدم حين يُسأل يغضب
اقرع باب السماء واشتهد في الدعاء، فهو سلاح المؤمن وعماد الدين اقرع الباب وأكثر القرع والإلحاح. واعلم أن الله ، سبقت رحمته غضبه، وحلمه عقوبته، الفضل أحب إليه من العدل، والعطاء أحب إليه من المنع، إذاً بادر يا ابن آدم إلى العودة وأنت الذليل الحقير وتضرع إلى العلي القدير تضرع الأسير برب جبار كبير.لا إلاه لك إلا

ناصر الضعيف ومفزع الملهوف، من تكلم سمع نطقه ومن سكت علم سره ومن عاش فعليه رزقه ومن مات فإليه منقلبه، إذا أراد شيئا قال له كن فيكون، ما بين طرفة عين وانتباهتها يغير من حال إلى حال.وهو الذي قال ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ) هو القريب يسمع ويجيب، وبابه دائما مفتوح، حليم كريم صفوح، قريب فرجه كلمح البصر ؛ جواد مجيد، لا ضد له ولا ند، أقرب اليك من حبل وريديك ، محمود دعا المذنبين للمتاب، وفتح للمستغفرين الأبواب، ورفع عن أهل الحاجات الحجاب فهلا قرعت الباب وناديت العزيز الوهاب

دعاه عبده يونس ﴿ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾
وأسمع الإجابة ﴿ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ ﴾ فسبحان من سمعه من قعر البحار وهو على عرشه واحد قهار.افزع إلى السجادة وافرشها في الثلث الاخير من الليل
وناد إذا سجدت له اعترافاً **** كما ناداه ذو النون ابن متى
وأكثر ذكره في الأرض دأبا **** لتُذكر في السماء إذا ذكرتا
﴿ أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ ﴾ ان كنت مريضا في نفسك او بدنك فإن الله عز و جل طبيب الأطباء، بيده الشفاء سبحانه، وصدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم يوم قال (الدعاء ينفع ما نزل وما لم ينزل) ، الدعاء عدو البلاء ... لا تضن أن غيرك أحسن حالا منك فو الله الذي لا ألاه سواه كلنا مبتلين هل تعلم من هو الفائز هو الذي عرف أن الله ابتلاه ليسمع دعاءه ومناجاته ويرى تقلبه في الساجدين ويراه كسيرا ذليلا يرفع رأسه لخالقه ويسأله المعونة والفرج ... إلزم صلاتك ففيها نجاتك لا تهجر كلام ربك واذكره في كل حين لازم الاستغفار وسيشفيك الله من كل مس وحسد وعين وسيطرد عنك كل شيطان مريد يوهمك بالمرض والضعف والخوف ليبعدك عن طريق الله فيفرح شماتة بك ...افق يا عبد الله وليكن لك من اسمك نصيب ...ردد دائما لا حول ولا قوة الا بـ

كن واحدا من هؤلاء وسترى العجب العجاب ﴿ يَسْأَلُهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ﴾
وقل ربي اخرجني من حولي و قوتي إلى حولك وقوتك ؛
تمسك بحبل الحي القيوم العظيم الجليل سترى في نفسك قوة عجيبة وإرادة لا تعرف المستحيل ...