آهات رحلة

آهات رحلة @ahat_rhl

عضوة مميزة

يا اسرتي .. رمضان يودعنا

الأسرة والمجتمع










كم هو جميل أن يربط الإنسان ماضية بذكريات جميلة كان يعيشهــا منذ الصغر...،
كنا ونحن صغار ننتظر رمضان بفارغ الصبر ونشارك
في الاستعداد له بهمة ونشاط
كان والدي يحرص يوميا على تذكرينا باهمية الشهر الفضيل
وانه شهر البركات و الخيرات و العتق من النيران و
غفران الذنوب و السيئات
وانه ليس مخصص للتلفاز والمسلسلات الغير هادفة
ولا للملهيات الاخرى
و لا للوجبات الشهية المتنوعة
ولا الهدف منه هو الجوع والعطش في النهار
والتهام ما لذ وطاب في الليل
فكلوا على قدر حاجتكم لا اكثر
فالهدف هو تحقيق الشبع لا الوصول لدرجة التخمة
فكان يردد على مسامعنا
انه شهر اغتنام الفرص والباقيات الصالحات التي
تفيد الانسان في دنياه وبعد مماته تمهيداً إلى
الطموح الاعلى وهو رضى الله تبارك وتعالى
ودخول الفردوس الاعلى
يقول والدي .. شهر رمضان فرصة لتكثيف العبادة
وليس كما يظن البعض ان هناك عبادات لا تعمل الا في الشهر الفضيل
ما عدا التراويح
رمضان فرصة كبيرة جدا للوقوف مع النفس واستشعار عظمة الجبار وسعة
رحمته وكيف انه يمنح الفرص لعباده والذكي من يحرص
ويحافظ على هذه الفرصة ويتقرب الى الله بشكل مكثف
واستغلال كل دقيقة من الشهر الفضيل
في الطاعات والعبادات
كنت سابقاً اجد صعوبة في فهم قصد والدي العزيز
كنا نستمع له بشغف وقد لا تدرك عقولنا الصغيرة
عمق كلامه وحكمته
حتى توضح لي مقصده بعدما كبرت وفهمت مغزى كلامه
العبادة اسلوب حياة يومي
من واجبنا المحافظة على الصلوات وقراءة القرآن وختمه
والاذكار والادعية
والمحافظة على صلاة الليل والوتر والضحى والنوافل
طوال اشهر العام
ولكن للاسف هناك
من يلتزم فقط في الشهر الفضيل ليعود ليهمل هذا الجانب
بعد انتهاء رمضان متعللاً بالانشغال
واعجب العجب
صنفان من الناس
ناس عرفوا الله وعظمته ثم عصوه ولم يحرصوا على هذا المغنم ( رمضان )
والصنف الاخر من يعجز عن التسامح مع الناس والعفو
عنهم رغم طلب التسامح منه
والمبادرة بالاحسان اليه وهو مايزال يحمل الحقد
على اخوته المسلمين
وهو الضعيف العاجز
فسبحان الخالق القوي العفو الرحيم

اسرتي الصغيرة
في اسرتي الصغيرة لنا طقوس خاصة
واهمها هو تكثيف وقت العبادة
وهجر وسائل التواصل الاجتماعي
والتلفاز
وتخفيف الاكل على مائدة الافطار
واهمها تنظيم الوقت
ورفع شعار لا للسهر
فرمضان ليس شهر السهر كما يعتقد البعض
يومي يبدأ من الصباح الباكر جداً
اعد وجبة افطار سريعة ومغذيه لاطفالي
واحضر وجبه الغداء ايضاً واقوم بتسخينها لهم في وقتها
ثم
اتفرغ للعبادات في الغرفة المخصصة للصلاة
فترة العصر
اخصص وقت لاطفالي الصغار
لتعميق قيمة الشهر الفضيل في قلوبهم الصغيرة
ثم اعد الافطار
بعد الافطار
وصلاة التراويح
اذهب لزيارة بيت الوالد الحبيب
او زيارة الاهلي واقاربي
واهل زوجي
ينتهي يومي في الساعة 11
ونخلد جميعنا للنوم
واستيقظ الساعة 2 للسحور
ويكون السحور خفيف ومغذي
ويكون لدي وقت للصلاة وقراءة القرآن وانا انتظر صلاة الفجر
بعد الفجر انام ساعتين فقط
واستيقظ بعدها استعداداً لبداية يوم جديد
اشعر في الشهر الفضيل بأنني تحررت من القيود
قيود النت و وسائل التواصل الاجتماعي
وقيود وجود التلفاز بشكل يومي في حياتنا
وجدت ان الحياة هكذا ابسط واجمل
وراحة للنفس والقلب

ها هو ذا رمضان يمضي،
وقد شهدت لياليه أنين المذنبين، وقصص التائبين،
وعبرات الخاشعين،
وأخبار المنقطعين
وشهدت أسحاره استغفار المستغفرين،
وشهد نهاره صوم الصائمين وتلاوة القارئين،
وكرم المنفقين
إنهم يرجون عفو الله،
علموا أنه عفو كريم يحب العفو فسألوه أن يعفو عنهم
ما أريد أن أقوله ونحن نودع شهر رمضان الكريم
هو أن تقف كل منا مع نفسها متأملة فاحصة ومتفكرة
تتذكر وتراجع وهي خارجة من هذا الشهر الفضيل
وتسأل نفسها
وماذا أضاف لها رمضان من علم ومعرفة وقيم وسلوك
هي دعوة إلى استخلاص دروس ضرورية
واستنتاج دلالات وعبر هامة،
وتسجيلها والتركيز عليها لتعميقها في الكيان والاستمرار
عليها لتكون نهج حياة يومي حتى بعد شهر رمضان
ويمكن أن أذكر بعض هذه الدروس الضرورية،
لنستمر في تذكرها واستحضارها وأدائها
أهمية المجاهدة والاجتهاد حيث نجاهد أنفسنا لتستقيم
وتثبت على طاعة الله وتقبل على النوافل، وتبتعد عن الحرام
ونجتهد في إحسان العمل والاتصال بالله.
أهمية استغلال الوقت وحسن برمجته والتخطيط له وقضاء ساعاته
ودقائقه في ما يفيد وينفع.
أهمية ضبط الحواس وتوجيهها ومراقبة عملها وأدائها وضرورة
الانضباط السلوكي الاجتماعي والتعامل مع الآخرين بالحلم
والاناة وسعة الصدر وحسن الخلق.
لذة الحياة في ظلال القرآن والاستمتاع بالحياة مع القرآن
والسعادة بقضاء الساعات في تلاوته وحفظه وتدبره.
فضل الاستيقاظ وقت السحر ، وأداء صلاة التهجد،
ولذة الذكر والتضرع والاستغفار بالأسحار
فضل العلم والتعلم بما سمعناه من الدروس والعظات،
وما تلقيناه من العلماء والدعاة.
أن نستعلي على ضعفنا وكسلنا وتراخينا، ونصبر على
جراحنا وآلامنا، ونتخلى عن إحباطنا ويأسنا، ونتحول
إلى الأمل واليقين والإيجابية والثبات، والثقة ان الله معنا دائماً
فهل ننسى هذه الدروس الضرورية بعد انتهاء رمضان ؟
وهل نتخلى عن هذه المكاسب التي جنيناها من رمضان؟
لا أظن أن بصيراً متوسماً يفعل ذلك!!.
من ذاق طعم الإيمان وحلاوة العبادة لا يرجع عنه بعد رمضان
هذه بعض المعاني الإيمانية التي عشناها ينبغي أن نحافظ عليها ولا نتركها

العشر الاواخر
يا شهر رمضان ترفق، دموع المحبين تُدفق،
قلوبهم من ألم الفراق تشقق،
عسى وقفة للوداع أن تطفئ من نار الشوق ما أحرق
قالت عائشة رضي الله عنها: (كان النبي صلى الله عليه
وسلم إذا دخلت العشر أحيا ليله وأيقظ أهله وشد مئزره).
اسأل الله تعالى ان يتقبل مني ومنكن صالح الاعمال في
العشر الاواخر من الشهر الكريم
أن يعود علينا رمضان في السنة القادمة والمسلمون بدينهم
متمسكون وبشرع الله عاملون ولكتابه حافظون
44
3K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

أوركيد00
أوركيد00
الله يجزاك الجنه كنت محتاجه لهذا التذكير
sahraouia
sahraouia
نورتي اهاتي جزاك الله كل خير
ريفانتي
ريفانتي
الله يجزاك خير الجزاء
زائرة
جزاك الله خير
الامان بالله
الامان بالله
اهاتي الصديقه المميزه كلامك يريح القلب /اسال الله ان يكتب لي ولك ولكل مسلم قبول صيامنا وقيامنا وكافه طاعاتنا يارب//////////