يا باغي الخير اقبل

ملتقى الإيمان

إن هذه الامة المباركة امة الاسلام هي امة الجسد الواحد

متى اشتكى منها عضو واحد تداعى لها سائر الجسد بالسهر والحمى

انها امة التكافل والتراحم والتعاطف امة الرحمة

فافرادها يرحم بعضها بعضا ...

ولذلك فقد جعل الله الاحسان بابا عظيما من ابواب التقرب اليه...

بل جعل المقرض المتصدق على الفقراء والمساكين

كانه يقرض ربه الغني الذي له ملك السموات والارض

فقال تعالى :

" من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له وله اجر كريم "

فأي شرف اعظم من هذا الشرف ... ؟

وأي منزله اكبر من هذه المنزله .. ؟

ولذلك قال ابو الدحداح لما سمع هذه الاية من رسول الله صلى الله عليه وسلم :

كأن الله يستقرضنا يارسول الله

قال : أجل

قال : إني اشهدك يارسول الله اني قد جعلت مزرعتي صدقة لله
ولرسوله صلى الله عليه وسلم .

وقد جعل العلماء الصدقة من أفضل القربات ...

ففي الصدقة : تفريج كربة ... وإغناء عن سؤال ... وإشباع جائع

وإفراح لصغير ... وإعفاف لاسرة ... وسرور يدخل على شيخ كبير

وتتجلى في الصدقة اسمى صور التكافل والتعاون بين المسلمين ...

فما أجمل حال المسلمين وهم يسابقون في الخيرات ويسارعون في القربات

اما سمعت اخي بعمر بن الخطاب رضي الله عنه حينما قال :

أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان نتصدق فوافق ذلك مالا عندي

فقلت : اليوم أسبق أبي بكر إن سبقته يوما .

قال : فجئت بنصف مالي

فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما ابقيت لاهلك

قلت : مثله

واتى ابو بكر بكل ماعنده فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم :

ما أبقيت لاهلك فقال : أبقيت لهم الله ورسوله .

قلت : لا اسابقك الى شيء ابدا ...

اخي المسلم :

إن في الصدقة قلت او كثرت عشر خصال محمودة ...

خمسة في الدنيا وخمسة في الآخرة ...

أما التي في الدنيا :

فأولها : تطهير المال .

وثانيها : تطهير البدن كما قال تعالى :

" خذ من اموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها "

والثالث : أن فيها دفع البلاء والامراض كما قال عليه الصلاة والسلام :

" داووا مرضاكم بالصدقة " .

ورابعها : أن فيها إدخال سرور على المساكين وتفريج كربهم

وهذا من أفضل الاعمال .

والخامس : أن فيها بركة في المال , وسعة في الرزق

كما قال تعالى : " وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه "

وأما الخمسة التي في الآخرة :

فاولها : أن الصدقة تكون ظلا لصاحبها من شدة الحر

وثانيها : أن فيها خفة الحساب

وثالثها : انها تثقل الميزان .

ورابعها : جواز على الصراط

والخامسة : زيادة الدرجات في الجنة .

ولو لم يكن للصدقة فضيلة سوى دعاء المساكين ...

لكان الواجب على العاقل ان يرغب فيها ...

فكيف وفيها رضى الله تعالى ورغم الشيطان ..

وفيها الاقتداء بالصالحين لان الصالحين كانت همتهم الصدقة ..



اخي المتصدق :

هل عانيت يوما من الم الجوع والم الحرمان ...؟

هل أصابك قرص البرد ... فتمنيت رداء يحميك ...؟

هل طلبك ابناءك حاجة ضرورية لهم فلم تجد في جيبك ما يكفيهم ... ؟

وهل جربت هم الدين ومطالبة صاحبه له ... ؟

فانظر وتأمل حال من لا يجد طعاما ولا شرابا ولا كساء ...

قد يكون جارا لك او قريبا منك وربما كان بعيدا ..

الم تسمع اخي أنين الجائعين وبكاء العارين وصياح اطفال المساكين ..؟

أما مررت بأهل بيت جياع ... لا طعام لهم ولا شراب ... ؟

انها حكمة العليم الخبير ليختبر الغني في غناه والفقير في فقره ...

فكم من المسلمين من لا يجد كسرة خبز يابسة أو شربة ماء نقية

او قطعة قماش يستر بها عورته ... ؟؟؟

فما عذرنا عند الله ونحن نتقلب في نعيم العيش ...

فبعضنا يحتار كيف يختار من انواع الطعام والشراب والكساء ...

وبعضنا لا يعلم اين ينفق الزائد من ماله ...

وربما هنالك اقوام رتعوا في الحرام نسال الله السلامة والعافية ...

فهيا اخي الممسك المقتر اطلق يدك وتيقن بوعد الله عز وجل

بالخير والاجر والمثوبة ولا يخوفنك الشيطان ويزين لك البخل والشح

فان هذا ديدن الشيطان وطريقته قال تعالى :

" الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا "

كما ابشرك بحديث الصادق الذي لا ينطق عن الهوى :

" مانقصت صدقة من مال " رواه مسلم

وقوله صلى الله عليه وسلم : قال الله تعالى :

" انفق يابن آدم ينفق الله عليك " متفق عليه

هاقد آن لي ولك أن نتذكر ونتعظ وان نقرض ربنا الرحمن وان نسارع

في ذلك ونقدم لانفسنا قبل الرحيل ...

" من قبل ان ياتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة "

قهذا شهر رمضان أقبل ... شهر الخيرات والرحمات والعطاء ...

فلا تبخل على ربك بقليل ولا كثير قال تعال :

" وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والارض

أعدت للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراء

والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين "

وأبشـــر أيهــا المنفــق ببشــارة مـن فــوق سبــع سمـوات ..

" الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوا منا

ولا أذى لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون "

ولا تكن ممن قال الله عنهم :

" هآأنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل

ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه والله الغني وانتم الفقراء

وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم "

واحذر أن تكون ممن هم أشد من ذلك :

" اللذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ويكتمون مآأتاهم الله من فضله

وأعتدنا للكافرين عذا مهينا "

وأما من لا يجد ما ينفق اقول له :

اعلم ان ابواب الخير لك ايضا مفتوحة فبكلمة طيبة ...

وبحث القادرين على العطاء ... وسؤال الله تفريج كربات المكروبين ...

وقضاء حوائجهم ... يكون لك بذلك الاجر العظيم ...

فهيا بنا ايها المتصدقون نلج ابواب الرحمة والعطاء ...

" ماعندكم ينفد وماعند الله باق ولنجزين الذين صبروا أجرهم

باحسن ماكانوا يعملون "

جعلني الله واياك ووالدينا من الحامدين الشاكرين..

المنفقين في السراء والضراء ممن ينادون يوم القيامة :

" ادخلوا الجنة انتم وازواجكم تحبرون "

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين ...

2
284

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

طيف الأحبة
طيف الأحبة
جوزيتي خيرا غاليتي وفقك الله لما تحبين

:26:
سحــابه الخــير
جزاك الله خير ووفقك إلى كل مايحب ويرضى