بسم الله الرحمن الرحيم
بكى بكاءً مراً وقال لا أستطيع أن أرى مولودي الجديد!!
من يتزوجني وأنا بهذه الحال؟
بابا أريد أن ألعب مع أصحابي ولكن لا استطيع؟
خرج في نزهة ولكنه أبتعد عن رفاقه وبكى وقال ربي أرحمني فإني لا أرى شيئاً.
صرخت وقالت زهقت لا أرى إلا ظلاماً في ظلام.
هذه بعض أحوال من فقد الجوهرة .
أعرفت ما هي تلك الجوهرة؟
إنها العين تلك الجوهرة الثمينة.
لا تظن أن العالم الذي حولك معروف لديك بالسليقة .
ولا تظن أنك خُلقت معلمة تعلمين ا لناس وترشدينهم دون أن يكون لديك علم مسبق بتلك ا لعلوم.
أختي الحبيبة:
لقد تعرفنا على العالم من حولنا بوسائل ونعم عظيمة.
وإن إحدى هذه الوسائل والنعم أو الجوارح، هي العين.
والعين هذه يعادلها أولي الألباب بكل الجوارح الأخرى، كاللمس والشم والتذوق والسمع .. يعتقدون
أنها تعادل ذلك كله وزيادة .. لماذا؟
لتعرفِ الجواب اسألي إنساناً أعمى عن ذلك .
والعمى شكلان : عمى منذ الولادة، وعمى بعد الولادة.
ولقد سُئل أعمى منذ الولادة، كيف ترى في الأحلام؟
قال أحس بالموجودات من غير تشخيص. ألمسها وأسمعها وأدركها بيدي، أما الإبصار فإني لا أعرفه،
حتى في عالم الرؤى والأحلام ..!!!
إذا هو لا يرى، ومن لا يرى في اليقظة منذ الولادة، لا يرى في المنام.
لأن الإبصار يرتبط بالإدراك المسبق للكون وما يحوي ، حيث أن مركز الإبصار يوجد في الدماغ وله
نور خاص يضيء داخل الدماغ بمجرد تصويب النظر إلى الأشياء التي نود رؤيتها.
ولأن الأعمى منذ الولادة لم يكن له تلك الذاكرة البصرية فهو لم يختزن الصور والألوان، وبالتالي فهو
محروم من تلك النعمة العظيمة .. إذاً هو في ظلمة دامسة حالكة دائمة .. آه .. هنا يكون التمحيص
ويكون البلاء ..
قال تعالى {وفي أنفسكم أفلا تبصرون}.
أختي الحبيبة إن هذه العين الصغيرة قد حوت العالم كله وهي جزء لا يتجزأ منك.
علماً أن الكفيف في عالم ضيق جداً لا نتصوره نحن المبصرون، ولا يخطر لنا على بال. وهنا تحصل
المفارقة .. بل هنا نشعر بالنعمة.
هل تعلم أن أكثر من ثلاثين مليون شعيرة داخل هذه العين الصغيرة؟
هل نكون مخطئين إذا اعتبرناها أعظم جوهرة في الوجود؟
أختي الحبيبة كثير من الناس يتمنون أن يروا ما يحبون ولكن لا يستطيعون..
تصوري أختي الحبيبة كيف أن الكفيفة تريد أن ترى طفلها الذي خرج من أحشائها، ولكن لا تستطيع..
تتحسسه، تتلمسه، تشمه، تحتضنه، ولكن هيهات لا تستطيع أن تراه..
آه ثم آه، ما أعظم مصابها وأشد كربها (اللهم أرحمها يا رحمان يا رحيم).
وأعظم من مصيبة هذه الأم هي مصيبة الكثير من الصالحين والصالحات الذين فقدوا نعمة الإبصار،
وهم في شوق عظيم لرؤية آيات الله وعظمته في هذا الكون الفسيح. {إن في خلق السماوات والأرض
واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في
خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار}
وأعظم من الاثنين بل هي المصيبة العظمى والكارثة الكبرى هم ألئك الغارقين في رؤية المعاصي من
أفلام خليعة ومجلات هابطة. يعصون الله بنعمه عليهم بدون حياء ولا خوف ولا وجل.
أختكم/ لا يأس مع الحياة.
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أشكرك أختي الحبيبة (ميران) على التفاعل والدعاء.
وأنا أردد معاك (ليتنا نتعظ ونعتبر ونقدر نعمة البصر فيما يرضي الله عز وجل)
اسأل الله عز وجل أن يوفقني وإياك إلى ما يحبه ويرضاه.
أختك/ لا يأس مع الحياة.
أشكرك أختي الحبيبة (ميران) على التفاعل والدعاء.
وأنا أردد معاك (ليتنا نتعظ ونعتبر ونقدر نعمة البصر فيما يرضي الله عز وجل)
اسأل الله عز وجل أن يوفقني وإياك إلى ما يحبه ويرضاه.
أختك/ لا يأس مع الحياة.


الغنادير
•
جزاك الله كل خير غاليتي
فهناك كثير من النعم التي نغفل عنها والبعض يستغلها فيما لايرضي الله
نسأل الله أن يهدي الجميع
فهناك كثير من النعم التي نغفل عنها والبعض يستغلها فيما لايرضي الله
نسأل الله أن يهدي الجميع
الصفحة الأخيرة
موضوع جدآ رائع وهادف
بارك الله بكِ وجزاك الله عنا كل خير
هنا تكمن العظه والعبره كما قلتي اختي
وأعظم من الاثنين بل هي المصيبة العظمى والكارثة الكبرى هم ألئك الغارقين في رؤية المعاصي من فلام خليعة ومجلات هابطة. يعصون الله بنعمه عليهم بدون حياء ولا خوف ولا وجل.
ليتنا نتعظ ونعتبر,وونقدر نعمة البصر فيما يرضي الله عز وجل
شكرآ لكِ على هذا الطرح القيم