السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قصة محزنه يحكي لها التاريخ .. ويبكي عليها الجميع ..
(كل من عليها فآن ويبقى وجه ربك ذوالجلال والاكرام ) , "وضحى" هي الابنه الوحيدة في العائلة . كانت ايام الصبا الابنة المدللة بين اشقائها وطفلة بريئة جداً . وتمتلك من الجرأة واللباقه كسائر الأطفال . تساعد والدتها على اعمال المزرعة , وتربية الماشية والدواجن انذاك . فتحت المدارس أبوابها للوهلة الاولى عام 1380 هجري , وسجلت بالمدرسة اسوة ببنات الحارة , وكانت متفوقة جدا , وكثير من معلماتها يثنن عليها في دراستها وأدابها وجرأتها المعهوده بالطفولة .
حتى انها تخرجت واصبحت (معلمة) تزوجت من شخص ولم تبقى بذمته مدة طويلة وطلقها , ثم تزوجت من شاب اخر ولم تنجب اولاد وظلت تدور العالم تبحث عن علاج لعل الله ان يرزقها بطفل يضفي عليها لغة الامومة . كما هو حال بنات جيلها ممن رزقن بأطفال , وأخيرا ذكر لها علاج في احدى الدول المجاورة القريبة من تركيا بأن هناك (تيس حلوب)
تشرب من حليبه المرأة ثم تحمل , ولكن دون نتيجة . وبعد تقدم الطب , وثورت اطفال الانابيب . اصبح لديها أمل بالله وقامت وعملت اكثر من تسع مرات وفشلن , الا المرة العاشرة اصابت سبحان الله ورزقت (بولد) واسمته فيصل وفرح كل من يعرفها . واحضرت له خادمة ومربية من الفلبين , وكانت تحضر لها ملابس والعاب من كبرى الماركات العالمية . ولو اصيب بوعكه صحية لاتعرف طعماً للنوم , وصل فيصل بالعمر سنة ونصف ينعم بما لذ وطاب وبرفاهية الدنيا الزائفة , وكل الحارة تحب فيصل .
وذات ليلة نام فيصل وكانت ليلة شتاء وفيها مطر وبرد قارس . وغطته بأجود انواع الفرو والبطانيات , وصلت صلاة اخر الليل , وقبلت فيصل التقبيلة الابدية , اللذان لايشاهدان بعضهما البعض الا ان شاءالله في جنات النعيم . ويقول ابو فيصل : شاهدت العناق الحار بينهم لم اشاهده من قبل , كانت تبكي وتذرف الدموع ظننت ان الامور قد انتهت , وحلت ساعة الصفر وكل لحظة تقوم بتغطية فيصل , أذن الفجر وذهبت لصلاة الفجر , وبعد رجوعي وجدتها تصلي . ونمنا ننتظر شروق شمس يوماً جديد , لنذهب الى اعمالنا كالمعتاد ,وبالعادة اجدها تلاعب فيصل وتودعه بقبلات وتوصي عليه الخادمة والمربية , وتذهب الى المدرسة .
ذاك اليوم كان يوما مختلفا عن عهده السابق , لم تقم ام فيصل كعادتها كانت الساعة تشير الى التاسعة صباحا , وفقت على صراخ فيصل يريد امه ان ترضعه , ولاحياة لم تنادي وعلى الدنيا السلام .
حاولت ان افيقها من نومها ولم اجد لها حراك , ذهبت مسرعا احضر لها الطبيب , وحضر الطبيب وبعد الكشف تبين انها انتقلت الى جوار ربها.. وظل فيصل الصغير يتنقل مابين اخوال وأعمام , وكل الاطفال يحبونه , وفي ليلة ظلمى وفي ساعة متأخره منه أصيب بإرتفاع في درجة الحرارة , وكان ينادي باعلى صوته على والدته , ماما .. ماما .. ماما .. حتى ان انقطع صوته ولم ترد عليه ..
لايسهر الليل الا من به ألم , ولاتحرق النار الا رجل واطيها
<~ قصة حقيقية من قصص بنات حواء الباحثات عن ابواب الحمل , ابواب المتاعب والمصاعب .. وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه
دعواتكم لها بالمغفرة والرحمة , وجنات النعيــم , ولإبنها فيصل بالتوفيق
وقال تعالى : ( يوم لاينقع مال ولابنون الا من اتى الله بقلب سليم )

بنت مارد @bnt_mard
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.




الصفحة الأخيرة
ويسخر لفيصل خواله وعمامه