يا قمـــــــري المنــــــــير

هاهو الآن يحدق لي بأن انطلقي بي على سهول الورق .. أطلقي جماحي فقد تعبت من الجلوس و أنهكني التعب ..
قلت له : كيف سأطلق عنانك يا قلمي وعن ماذا سأكتب .. فأشار إليه ...
قلت له : قمري المنير ؟؟ فأومأ ب نعم !!
أطرقت قليلا لأستجمع قواي التي خارت منذ أيام و لأفتح عينين أنهكهما طول السهد و مسحت بقايا دمع مخزون في مقلتي وتناسيت أحزان المرض..
نظرت إلى قمري الصغير النائم بقربي .. وأخذت أتلمسه بكل محبتي .. وفجأة استجمعت كل قوتي .. وبدأت أكتب ..
أه أيها القمر المنير في سماء حياتي .. مالي أراك تذبل أمامي ويضنيك التعب .. أيها الشلال العذب المتدفق من شرايين قلبي .. كيف سأكتب عنك ؟؟ وأنا منك استقيت سعادتي وبك بدأت تعود ابتساماتي الطفولية .. معك بدأت رحلة أحلامي الكبيرة تعلن بداية مسيرها .. ماذا سأكتب؟؟
رحلتي معك قصيرة لم تكمل العام ولكنني أجد الأمل هناك ينبعث من صفاء عينيك ورقة ابتسامتك ..
كلما أنظر إليك مبتسما .. يتجدد في صدري الأمل .. فأتناسى مرضك وأبعد كل هواجس السوء من أن تلاحقني وتسيطر على تفكيري وأبتسم بسعادة لك .. أغمض عيني وأحلم بك .. بمستقبلك .. أتعلم كيف أراك ؟؟
أراك فارسا قويا وشجاعا .. أراك حلما ورديا جميلا رسمته بيدي .. وشكلته بأناملي ... علمته القرآن و السنة وغرست في قلبه الإيمان .. أرشدته إلى الطريق الصحيح ثم تركته هناك يشقه بيديه القويتين .. ويعلن في الحياة عن ولادة فجر جديد .. يكون هو مصباحه و شمسه .. ويكون في ليل الزمان ذلك القمر المنير ..ها أنا أرسم لك أحلامي فتغدو كلوحة سحرية أتقنت رسمها فتألقت وتركت لها أثرا عبر الزمان أصيل ..
آه يا قمري المنير .. كيف أبعد الآلام عنك .. كيف أعيد نسج لوحتي التي حل بها بعض السواد
كيف لي أن أعيد لها ذاك التوهج و الضياء ؟؟
يا قمري المنير تعال إلي وابتسم كعادتك .. أمسك بيدي وانطلق .. ارسم معي لوحة الأمل بالمستقبل ..
واحمل معي كل الرضى و التسليم ..
بأمر الله .. بالقضاء و القدر !!