حينما نتحدث عما جرى للفتاة "وجدان" من إهمال لحالتها المَرَضية إنما نعبِّر عن عظيم امتعاضنا واستيائنا وسخطنا لما وصلت إليه الحال من عدم الاكتراث للحالات الحرجة التي تستدعي تحويلها على وجه السرعة لأحد المستشفيات المتخصصة بالعاصمة الرياض؛ فما معنى أن تتم المخاطبات من الشؤون الصحية بالقريات إلى الشؤون الصحية بالجوف "ود وهات رح وتعال" ومن ثم للرياض، وما يستغرقه ذلك التخاطب من وقت يذهب ضحيته إنسان بحالة حرجة؟.. هذا الروتين المطول والانحناءات والالتواءات المتعرجة المتعثرة يراد من ورائه موت الكثيرين، وعلى استحياء!!
يا وزير الصحة، لقد حققتَ مجداً فوق مجدٍ اسمك، لن ينساه التاريخ في الكاميرون وفي إندونيسيا وأستراليا، ولدى الغرب أيضاً، فقد فصلت سيامييهم، واعتنيت بهم أشد الاعتناء، وحققت ما تصبو وتطمح إليه من سمعة عالمية، فهلا نظرت إلينا "نظرة ولو جبر خاطر"!!!
يا معالي الوزير، ما هو متوافر من إمكانيات بالمستشفيات المتخصصة بالرياض ليس متوافراً لدينا هنا بالقريات وفي الشمال!! فقبل فترة أُجريت للفتاة "تهاني" عملية إزالة زائدة دودية، وذلك بعد جهد جهيد في تشخيص حالتها المرضية، وأُجريت لها العملية، وبقيت لمدة خمسة أيام وحرارتها مرتفعة وتتقيأ "تستفرغ" قيحاً وصديداً طيلة هذه الأيام، وعندها رغب والدها في نقلها إلى أحد المستشفيات في عمان العاصمّة الأردنية، وطلب تقريراً بحالتها إلا أنهم تلكؤوا بإعطائه التقرير، وقام الأطباء يترجونه ويتوسلون إليه بأن يفتحوا العملية مرة أخرى، وأبلغوه بأن هذه المرة سوف تتحسن حالة ابنته، حينها أذعن لطلبهم، وفعلاً أجروا فتح العملية، وعمدوا إلى عمل "لي" أنبوب بلاستيكي، يخرج من خلاله الصديد، وتبيّن بعد ذلك أن من قام بإجراء العملية لم يقم بعمل هذا الأنبوب؛ كون الزائدة الدودية قد "انفجرت" قبل إجراء العملية بالداخل، وهذا خطأ طبي كاد يودي بحياة هذه الفتاة، وبقيت لمدة تزيد على عشرة أيام وهي منوَّمة بالمستشفى، وعندما شعروا بأن الخطأ سيُكتشف عند نقل ابنته لأحد المستشفيات بعمّان توسلوا إليه حتى رضخ لمطلبهم رجاءً منه أن تُشفى ابنته!!!
وأيضاً يا معالي الوزير ما حصل للفتاة "جنى"، التي تم تنويمها بمستشفى القريات العام لمدة ستة أيام؛ بسبب ارتفاع درجة حرارتها، فقد شك الأطباء بإصابتها بالحمى الشوكية طالبين من والدها الموافقة على سحب عينة من السائل الشوكي بالظَّهر، وعندما رأى والدها تدهور حالتها الشديدة توجَّه بها إلى أحد المستشفيات بالأردن، وبعد الكشف عليها هناك وعمل الفحوصات الطبية والتحاليل المخبرية وأشعة "الألترا ساوند" اكتشفوا أن الزائدة الدودية "منفجرة" لديها، وبها تسمم شديد لمضي اكثر من يوم على انفجارها...
كثيرةٌ هي معاناة المرضى هنا يا معالي الوزير؛ فلا توكلنا إلى ما لدينا من ضعيف الإمكانيات والكوادر؛ فنحن أمانة سوف تُسأل عنها يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلا من أتى الله بقلبٍ سليم
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
روز علي
•
رفع
الصفحة الأخيرة