يا من تدعون إلى موادة الكفار .. أفيقوا من غفلتكم الشيخ/ صالح بن فوزان الفوزان

الملتقى العام

يا من تدعون إلى موادة الكفار .. أفيقوا من غفلتكم

الشيخ/ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء

فإن الله حذرنا في كتابه المبين من موالاة الكافرين وموادتهم فقال تعالى: (لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ) وقال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ) وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ).

وبناء على هذه الآيات وغيرها عقد العلماء باباً في كتب العقائد يسمونه باب الولاء للمؤمنين والبراء من الكافرين. ولكن وجد من بين أظهرنا في الآونة الأخيرة من ينادي بحذف هذا الباب من كتب العقائد المقررة في المدارس إرضاء للكفار.

وقالوا هذا الباب يزرع الغلو والتطرف في الطلاب وكره الآخر احتجاجاً بما يحصل من بعض المتطرفين الجهال من اعتداء على المعاهدين والمستأمنين والمسالمين من الكفار.
ولم يعلموا أن ديننا يحرم هذا التصرف ويأمر بالوفاء بالعهود ويحرم دماء هؤلاء وأموالهم ويأمر ببر الذين لم يقاتلونا في الدين ولم يخرجونا من ديارنا. فلا يحملنا بغضنا لهم على الاعتداء عليهم. قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا).

وكون هؤلاء المتطرفين الجهال حصل منهم ما حصل ليس حجة على الإسلام لأنهم أخذوا بطرف من النصوص وتركوا الطرف الآخر شأنهم شأن الذين في قلوبهم زيغ فأخذوا بالمتشابه وتركوا المحكم.

بل إن هؤلاء الذين ينادون بإلغاء الولاء والبراء هم مثل أولئك أخذوا بطرف من الأدلة وتركوا الطرف الآخر. وطريقة الراسخين في العلم هي الجمع بين الأدلة والأخذ بالكل قائلين: (كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا).
وإن ما حصل وتكرر من الكفار الآن من سوء التعامل مع المسلمين الأسرى وغير الأسرى في البوسنة والهرسك وفي سجن (أبو غريب) وفي سجن (جوانتنامو) من التعذيب بل استطال شرهم وامتدت أيديهم إلى القرآن الكريم فدنسوه وأهانوه كما نشر ذلك في صحفهم، وهذا مصداق قول الله تعالى: (إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ).

وفي حين أن الله سبحانه وصف المؤمنين فقال: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً) فلم يعاملوا أسرى المسلمين بمثل معاملة المسلمين لأسراهم وما حصل من الكفار الآن هو امتداد لما ذكره الله عنهم في قوله: (وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُواً وَلَعِباً).

فكيف يسوغ لهؤلاء المخدوعين منا أن يدعوا إلى موادتهم وعدم الكره لهم وهم يظهرون عداوتنا وعداوة ديننا وعداوة كتاب ربنا (وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ) (يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ) (وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ). فما حصل منهم هذه الأيام نحو القرآن إنما هو غيض من فيض مما عندهم.

وإن مطالبة بعض المسلمين لدول الكفر بالتحقيق في هذه الجريمة ومعاقبة من وقعت منهم ومع أن هذا لن يتحقق. فإنه لا يزيل ما بنفوسهم نحو المسلمين. فعلى المسلمين أن يأخذوا حذرهم من مكر الكافرين وخداعهم ولا يثقفوا بما يظهرون لهم بألسنتهم وتأباه قلوبهم، وأن يأخذوا بوصية ربهم لهم بقوله: (لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ) (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ) إلى قوله تعالى (وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ).

ولا مانع أن يتعاملوا مع الكفار بما أباح الله لهم التعامل به دون محبتهم في القلوب ودون الثقة بهم في أمور الدين.
هذا هو الواجب على المسلمين في كل زمان ومكان وإذا لم يفعلوه حصلت فتنة في الأرض وفساد كبير من زوال الفوارق بين المسلمين والكفار واستطالة الكفار على المسلمين وعلى دينهم بالأذى.

--------------------------

(صحيفة المدينة ـ ملحق الرسالة) الجمعة 26 ربيع الآخر 1426 - الموافق - 3 يونيو 2005 - العدد (15381)

منقول
6
544

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

صيد^الخاطر
صيد^الخاطر
ولا مانع أن يتعاملوا مع الكفار بما أباح الله

وهل اباح الله موالاتهم للكفار ومعاونتهم لهم ضد المسلمين في قطار الارض ؟؟؟؟؟

اظهر الله الحق على لسان الشيخ ونقلته بيديك يامن تحبين السلفيه .. فهل من تراجع ؟؟؟؟
الرداء الابيض
ولا مانع أن يتعاملوا مع الكفار بما أباح الله لهم التعامل به دون محبتهم في القلوب ودون الثقة بهم في أمور الدين.</B>
هذا هو الواجب على المسلمين في كل زمان ومكان وإذا لم يفعلوه حصلت فتنة في الأرض وفساد كبير من زوال الفوارق بين المسلمين والكفار واستطالة الكفار على المسلمين وعلى دينهم بالأذى.
الرداء الابيض
اختي صيد الخاطر ما فهمت قصدك من الرد ( هل هو التشكيك بمذهب السلفيه )
متأمل
متأمل
فتاة تحب السلفية

جزيتِ خير الجــزاء غاليتي ...

أحس بأن موالاة الكار تعتبر هزيمة نفسية للمسلمين ..

أما التعامل معهم بما أباح الله فهذا شرع نبينا

ولا أنـــسى المقاطعـــة .. ( لم أقل واجبة )


ـــــــــــــ وفقتِ ،،
عدة الصابرين
عدة الصابرين
جزا الله الشيخ خير الجزاء وبارك الله بعلمائنا000

وجزيت خيرا أختي السلفية على نقلك المبارك00
(((ولا مانع أن يتعاملوا مع الكفار بما أباح الله لهم التعامل به دون محبتهم في القلوب ودون الثقة بهم في أمور الدين.
هذا هو الواجب على المسلمين في كل زمان ومكان وإذا لم يفعلوه حصلت فتنة في الأرض وفساد كبير من زوال الفوارق بين المسلمين والكفار واستطالة الكفار على المسلمين وعلى دينهم بالأذى.))


كلام الشيخ وااااااضح وجلي 0000 اما من أرادت التصيد بلافهم وتحاول تظهر كرهها للعلم والعلماء 000فالله حسيبها0