يا من تسأل الله النصر .. إنه مرهون ب ( عباداً لنا ) ...
من خواطر الشيخ الشعراوي رحمه الله ..
إذا أمعنا النظر في الآيات التي وردت في سورة الإسراء وقول الله تعالى :
( وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدُنّ في الأرض مرتين ولتعلُنّ علوّاً كبيراً)
الإفساد الأول : في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم .. ونقضهم للعهود .. والإفساد الثاني هو ما نراه اليوم ..
( فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عباداً لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعداً مفعولاً ) ..
ووقفنا عند قوله تعالى ( عباداً لنا ) .. وسألنا : ترى من هم ؟.. إنهم ( النبي صلى الله عليه وآله وسلم وصحابته الكرام ) .. عاهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم يهود يثرب عهوداً وبقي وفياً عليها إلى أن نكثها اليهود .. بني قينقاع ثم بني النضير ثم بني قريظة .. واختلف عقاب كل قبيلة بحسب جريمتها ... وكانت آخر المعارك بين النبي صلى الله عليه وآله وسلم واليهود :غزوة خيبر .. وانقضت مدة طويلة .. من أيام المدينة إلى 1948 ...
وجاء في القرآن : { ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيراً }
( ثم ) تدل على الفترة والتراخي في الزمن .. أجل فقد مر زمن طويل .. وأرداوا إنشاء وطن قومي .. وجاؤوا بالأموال والبنين .. ودعم من الدول القوية .. وكان عد بلفور .. وبعد ذلك انتصروا علينا .. جاءتهم الكرة ..لماذا ؟.. لأننا تخلينا عن وصف ( عباداً لنا ) .. لما ابتعد المسلمون عن منهج الله .. انحلّت عنهم صفة : ( عباداً لنا ) .. جعل الله الغلبة لليهود ..
وهذا ما نراه الآن .. الملحمة جاءت .. الكرة كانت لهم لما كان المسلمون : بعيدين عن
( عباداً لنا ).. نحن الآن في أي دور : نحن في الكرة لهم .. وإن أردنا أن نعود فلنعد إلى : ( عباداً لنا ) .. ( فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤا وجوهكم ).. متى نسوء وجوه اليهود ؟.. عندما نعود إلى وصف ( عباداً لنا) .. ( وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة )..
المرة الأولى عندما دخل سيدنا عمر بن الخطاب للمسجد الذي كان بحوزة الرومان .. وليس لليهود .. وبهذا لم تكن الإساءة لليهود .. ليدخلوا المسجد .. بين الدخولين : خروج .. خروجنا الآن من المسجد الأقصى تصديق لوعد القرآن ... عودوا عباداً لنا : يعود المسجد لكم ..
( وليتبروا ما علوا تتبيراً ) .. دل على أن هناك فترة بناء وارتفاع .. علوا : هم والذين من ورائهم .. اليهود ومن يدعمهم .. نستغرب من علوّهم وارتفاع شأنهم مع ما ورد في القرآن الكريم من أن الله تعالى ضرب عليهم الذلة .. أجل فهم بذاتهم أذلة .. ولكن إن كان لهم عهد مع المسلمين أو مع الأقوياء الذين يدافعون عنهم فسيكون لهم علو وارتفاع في الأرض ..
نحن الآن في زمن الكرة علينا .. إن عدنا ( عباداً لنا ) .. فإننا نسوء وجوههم وندخل المسجد الأقصى .. وندمر ما رفعوه وعمروه .. نحن ننتظر من الحق وعد الآخرة .. حيث ندخل المعركة بصفة إسلامية وإيمانية .. ونحقق ( عباداً لنا ) ..ولنعلم أن اليهود سيظلون في حال عداء للمسلمين .. لأن في عدائهم لنا تنبيه للخميرة الإيمانية في المسلمين .. فالخميرة الإيمانية تتنبه في الناس عند الكفر والإيذاء .. فالباطل يعضّ الناس فيلتفتون إلى الحق .. وأخيراً فلنتأمل :
لقد حكم الله على اليهود أن يبقوا مبعثرين .. مقطعين أمماً .. واليوم صار لهم وطن قومي .. في فلسطين .. ترى لماذا ؟.. يريد الله تعالى أن يضربهم الضربة الإيمانية الواحدة : يتجمّعون ليأتي وعد الآخرة .. ( جئنا بكم لفيفاً ) .. جمّعناكم ليأتي وعد الآخرة .. فكرة التجمّع في مكان واحد خدمة للإسلام .. وذلك كي نقضي عليهم بإذن الله تعالى كتلة واحدة .. وهنا لا نملك إلا نسأل المولى أن يجعلنا في زمرة ( عباداً لنا ) .. ممن نصرتهم وانتصرت لهم .. اللهم انصر الإسلام والمسلمين .. وأعل فينا كلمة الحق والدين .. واجعلنا من عبادك المخلصين واجعل لنا سهماً في خدمة دينك .. واجعلنا من جنودك يا رب العالمين .. اللهم حرّق أكباد هذا الجيل بسهام الآلام الدينية وهموم الدعوة إلى الله اللهم آمين .

غزال الشام @ghzal_alsham
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
اللهم انصر الاسلام والمسلمين
وأهلا بك معنا نستفيد من مواضيعك أختك دمشق الفيحاء :26: