يا يبه : خذ راتبي بس لا تحرمني الزواج .. ( رسالة دامية + حلول غير مسبوقة )

قبل ( 6 ) سنوات ، السعودية ، مدينة نجران ،
وقعت ْ رسالة خطـّـيـّـة من إحدى الفتيات بيد أحد الخطباء ؛ وقد طلبت ُ منه آنذاك - الاطلاع عليها ؛ فأعطاني نسخة ً منها ،

ومع كوني لا أزال أبحث ُ عن الرسالة دخل أوراقي القديمة ؛ إلا أنني لا أزال أتذكرها بحروفها المأساوية ولهجتها الدموية ،

فكان مما أفادت ْ به الكاتبة عن نفسها وأخواتها :

- أنهن ّ ( 3 ) ،

- وأن الصغرى - الكاتبة - قد تجاوزت الثلاثين ،

- وأن والدهن يمنعهن من الزواج طمعا ً في الراتب ،

- وأنها تدعو عليه في أوقات الإجابة بأن يأخذه الله في : كل سجود .. وعند نزول المطر .. وفي داخل الحرم المكي ّ .. وفي أنصاف الليالي عنما تقوم من الليل ..

- وأنها قد تجاوزت حاجز الخجل وكتبت ْ رسالة الاستغاثة - هذه - طلبا ً لحل ّ مشكلتها ومشكلة أخواتها .

- وأنها تتوق لسماع كلمة ( أمي ) وتريد أن تستخدم ما أودعها الله ُ من عاطفة أمومة .

............................

وبعيدا ً عن هذه الحادثة ؛ وتجاوبا ً مع حوادث أخرى أعرفها شخصيا ً ،

فقد كتبت ُ هذا الموضوع ؛

لا لأذرف - وإياكم - الدموع !! ولا لمزيد ٍ من الحسرات !!

فلا وقت لدينا لكي يضيع في التباكي ..

ولكن لأُطلعكم على شيء ٍ من الأمر وعلى ما ينبغي عمله من حل ّ لهذه المشكلة ؛

فأترككم مع موضوعي ...

............. .............

إن من المشاكل التي عصفت بقلوب كثير من بناتنا ، مشكلة منع الأولياء بناتهن من الزواج !

وهذا ما يسمى في الفقه الإسلامي بـ( العـَـضـْـل ) .

............. .............

ولهذا المنع دوافعه الكثيرة ؛

فمنها :

1 - الرغبة في الاستيلاء على راتب البنت ! ( وهو الأغلب ) .

2 - حجر البنت لحين يتقدم لها ابن عمها أو أحد من القبيلة ! ( وهو موجود ) .

3 - الأَنـَـفـَـة والاستعلاء من أن يرى الأب ُ ابنته في ظل ّ زوج ٍ ما دام على قيد الحياة ! ( وهو الأغرب ) .

" والدافع الثالث ؛ بحكم غموض وحساسية أناملي حيال التعبير عنه ؛ إلا أنني أزيده وضوحا ً بهذا المثال " :

حيث أعرف - شخصيا ً - رجلا ً منع بناته الثلاث من الزواج لأن الرجولة والخجل تمنعانه من أن يرى ابنته في أحضان زوج ٍ !!

............. .............

الجواب :

هو منع الولي تزويج مـَـولـِـيـّـته من كـُـفء ٍ أرادتـْـه .

............. .............

فمتى ما توفرت الشروط التالية كان الولي ظالما ً :

1. كون المتقدم للخطبة كفء ً .

2. كون الفتاة تريده .

3. كون المنع لا مستند له من جهة الشرع .

............. .............

الجواب :

بعد رفع الدعوى لدى القاضي فإنه ينظر في الأمر ؛ فمتى ما ثبت عنده أنه ( عاضل ) فإنه يقوم بأحد أمرين :

1. إما إجباره على التزويج .

2. أو نزع أحقـّـيـّـته في الولاية ؛

وعند نزع الولاية منه فالقاضي مخيـّـر ٌ بين أمرين ؛

- فإما أن يولـّـي غيره ( كالأخ أو العم أو الجد ... ) .

- أو يتولـّـى بنفسه عقد الزواج في المحكمة .

............. .............

الجواب :

عليها بما يلي :

1. اللجوء إلى الله بالدعاء .

2. الصبر والعفاف ، والنظر فيما عند الله للصابر من أجر . والصبر لا ينافي :

3. اللجوء لأحد عقلاء الأسرة ليناقش الأب ويجادله بالتي هي أحسن وأقوم .

4. لا مانع من أن تناقش الفتاة من أهلها ؛ إذ ليس في هذا ما يخرم الحياء ؛

فلا أرى أحدا ً أحق ّ من أن يناقش مصير الفتاة وحياتها أكثر منها نفسها .

5. إرسال من يخوف الأب الظالم بالله ويذكره بعقوبة ظلمه هذا في الآخرة ، وما قد يجره على ابنته في الدنيا من الآثار .

6. عند عدم حل ّ المشكلة فإنه يتم اللجوء لـ : تبصير الأب بأنه وبمجرد رفع الدعوى لأقرب محكمة فإنه سيتم ّ الزواج رضي َ أم سخط .

7. رفع الدعوى لدى أقرب محكمة .

............. .............

قمت ُ - شخصيا ً - بسؤال أكثر من قاض ٍ ، وكلهم أفاد باستعداده للفصل في أمثال هذه القضايا ، وأنها ليست نادرة - كما يظن ّ البعض - ! بل قال لي أحدهم عندما اتصلت به هاتفيا ً : ( بالأمس زوّجت ُ فتاة ً في مثل هذه الظروف ) .

فما على الأخت إلا أن تتوجه - برفقة أحد محارمها - كأخ ٍ أو عم ٍ أو خال ٍ ، عندها تأخذ موعدا ً مع القاضي ، وبعد سماع الدعوى فإن القاضي يطلب حضور الولي المدّعى عليه ، عند تأخر المدّعى عليه ؛ فإن غالب القضاة يحكمون عليه غيابيا ً بمجرد ثبوت تعمده عدم الحضور وثبوت كون الخاطب كفئا ً .

............. .............

1. لتكن علاقتك بربك قوية ؛ إذ هو خير مـُـعين على الشدائد .

2. حاولي كسب أحد محارمك في صفـّـك ليكون عونا ً لك أمام والدك وفي الإجراءات القضائية .

3. احذري من الشكوى لغير بني جنسك ، إلا لمحرم ٍ ، أو لقاض ٍ - وبشكل ٍ رسمي ّ في المحكمة - .

4. لا يخدعنـّـك الشيطان بزعمه أن هذا ينافي الحياء ، ثم يأتيك بطريق الحرام ليوقعك في الذنب بعد أن يحرمك من الحلال .

5. لا يحملنـّـك بغض تصرف والدك على كرهه أو الدعاء عليه .

6. اعلمي أن العفاف عن المحرم لا يساويه شيء من كنوز الدنيا .

7. احذري من الحلول المحرمة ؛ كزواج السر ّ ( الزواج العرفي ) .

8. اعملي أن مخالفة الأب الظالم ليست من العقوق .

............. .............

ولا أدري عن جدوى هذه النصيحة وفاعليتها على التطبيق العملي ، ولكني أظن ّ - وبحسب رأيي الشخصي - أنها نافعة جدا إن توفرت لدى الأخوات ..

ألا وهي تقديم ورقة استقالة من الوظيفة - التعليم أو غيره - ؛ نعم سيغضب الوالد البشع !! ولكنه لن يجد ما يطفي غضبه .. وبعد مدة يسيرة سيقتنع أن ابنته التي كانت يوما ً ما مصدر رزق ٍ له ؛ أصبحت عبئا ً يتطلب حاجيات ٍ ولوازم ..

وبالتالي فلن يمانع من تزويجها ..

لكن إياك أن يعرف سبب استقالتك ؛ فقد يعاملك بالضد ّ ، أو قد يزوجك زواجا ً لا ترضينه .

............. .............

أمل تيسير أمر رفع الدعوى ؛ فمثلا ً :

:

يتم قبول الدعاوى بالهاتف .. لا أقول من خارج أسوار المحكمة !!

بل من هاتف مخصص في الدور الأرضي من كل محكمة .

بحيث تجد الفتاة - الخجولة بطبعها - هاتفا ً مخصصا ً لتتكلم مع القاضي من القسم المخصص لاستراحة النساء .

:

عدم التأكيد على اشتراط المحرم أثناء رفع الدعوى !! فما هي حيلة الفتاة التي لم تجد من محارمها من يواجه ظلم الأب !! فلجأت - بعد الله - إلى المحكمة الشرعية !!

............. .............

تيسير خطوات العلاج على الفتيات ؛

فمثلا ً :

:

يتم ّ قبول طلب الاستقالة من المعلمة بدون الحاجة لإذن ولي أمرها !! فما حيلتها وهي الهاربة من ظلم ولي الأمر !! فتقع في ظلم ٍ من نوع ٍ آخر !!

:

لا يـُـقبل إلغاء الاستقالة إلا من المعلمة مباشرة ؛ بحيث لا يتم إلغاؤها باعتماد رأي ولي الأمر ..

...............................

وختاما ً :

فإننا إن لم نقف مع أخواتنا الفتيات ؛ فمن يقف معهن ّ ؟!

والنداء عبر موضوعي هذا لـ :

- الأولياء .

- معالي وزير العدل .

- معالي وزير التربية .

- الإخوة القضاة .

- محارم الأخت المظلومة .

أسأل الله أن يوفق الجميع لما فيه الخير والصلاح .. الموضوع يجبر على الإطالة والبسط ، وإلا فإن الإطالة والإملال ليسا من عاداتي ..


تنبيه :

لا أستقبل رسائل خاصة عبر بريد المنتدى .
للتواصل - بدون ماسنجر - :
xxxxxxxxxxxxxxx
________________

تحياتي ..