قال ابن الجوزي - رحمه الله - :
تباعد عن أهل السوء وباعد أولادك عنهم لا يعادونك بأفعالهم وأقوالهم وطباعهم ولا يزال يقسو قلبك حتى يستأنس بهم فهناك الهلاك.
والسوء يتفاوت فمن أهله أهل الفواحش ومنهم أهل اللهو ومنهم أهل الغيبة والنميمة ومنهم أهل الملاهي وآلات الطرب.
فإنهم يسبون أهل العقول عقولهم حتى ينحلوا عن دينهم ومروءتهم فيعسر عليهم الخلاص لما يجدونه من لذة النغمات والأصوات.
حتى يكون عادة وطبعًا فربما يجلس الرجل إليهم وهو كاره لسماع لغوهم مستوحش من نفسه ثم لا يزال على ذلك حتى يراه حسنًا.
- نقلا من كتاب مفتاح الأفكار للتأهب لدار القرار الجزء الأول
أبعدوا عن مُخالطة الخونة والفسقة ومُبتغي الملاهي والضلال
وأصحاب البدع كالأشاعرة والرافضة والمعتزلة
والجهمية والصوفية المنحرفة.
واحذر أن تغترَّ بقول المُغفلين نُخالطُهْمَ لنجذبَهُم
إلى الاستقامة وهذا غلط.
والصحيح هو الذي يتضرر بمخالطة المريض،
وأما المريض فلا يبرأ بمخالطة الصحيح، وقديمًا قيل:
وما ينفع الجرباء قُربُ صحيحةٍ
..........
إليها ولكنَّ الصحيحة تُجْرَبُ
يبقى الصالح صالحًا حتى يُصاحب فاسدًا، فإذا صاحبهُ فسد مثل
مياه الأنهار تكونُ حُلوةً عذبةً حتى تُخالِطَ ماء البحر،
فإذا خالطته ملُحتْ وامترتْ وفسدتْ.
ولكن الدعاية إلى مخالطة أهل المنكر لجذبهم عنه خِدْعَة من إبليس وأتباعه لِسُخَفَاءِ العُقول.
فكم أوقعوا في هذه الشبكة من مُغفَّل زعم أنه يجذبهم فجذبوه وأغرقوه وبقي في الحسرة والندامة."إيقاظ أولي الهمم العالية إلى اغتنام الأيام الخالية"
للشيخ عبد العزيز السلمان - رحمه الله -