طائرة من الفرح والجميع يلتفون حولك بسعادة غامرة منتظرين موعد وضعك واستقبال أول ضيف لكِ، وهذه تهديك ملابس وتلك أدوات عناية الرضيع، وأنت ملكة متوجة الجميع يلبي مطالبها، أما زوجك فيشعر بالوحدة والغيرة بل وتتزاحم في رأسه تساؤلات جمة يخجل من طرحها .
يرى المجربون والخبراء، أن السبب يعود إلى مخاوف دفينة، ويضيفون أن أغلب الأسئلة التي تشغل باله تكون ناتجة عن هذه المخاوف مثل: هل سيؤثر المولود القادم على علاقته بزوجته، التي قد تهمله وتصب كل اهتمامها بالضيف الصغير؟ هل سيكون قادرا على توفير كل احتياجات هذا الأخير من طعام ولباس وحفاضات؟ هل ستشكل حاجياته عبئا إضافيا على ميزانية البيت؟ وتتفاوت نسبة هذه المخاوف من رجل إلى آخر، لكن بعض الدراسات تشير إلى إصابة بعضهم بإعراض مرضية عضوية، مثل أوجاع الظهر ومشاكل الهضم، أثناء فترة حمل زوجاتهم، بحيث يتعدى الأمر بالنسبة لهم التقلبات النفسية والشعورية، وهو ما يصطلح عليه طبيا بـ "الحمل العصبي" أو "الرجل الحامل".
تقول "إلهام" وهي معلمة في الـ30 من العمر، إنه بعد زواجها مباشرة حملت بطفلها الأول، وكانت تعتقد أن زوجها سيطير فرحا عندما تخبره بحملها، لكن المفاجأة التي لم تكن تتوقعها، هو غضبه الشديد إلى درجة مطالبته لها بالإجهاض، مبررا الأمر بأنهما لم يخططا للحمل ولم يكن يعرف بشوقها إلى الأمومة بهذه السرعة. كان الأمر عصيبا بالنسبة لها فهي لا يمكن أن تتخلص من الجنين الذي حلمت به طويلا، وهو كان مصرا على موقفه الذي لم يتراجع عنه إلا بعد تدخل كبار أفراد العائلة. وتقول إلهام إنها فهمت فيما بعد أسباب تصرف زوجها واعترفت أنها كانت مخطئة عندما اعتبرت أن قرار حملها يخصها لوحدها، وأنها لم تفهم حينها أن ردة فعله المفاجئة والقاسية كانت نتيجة شعوره بالقلق والخوف من التغيير الذي سيطرأ على حياته والذي لم يكن مستعدا له.
أما "رشيدة" وهي طبيبة في الـ 28 من العمر، فقالت أنها قررت وشريك حياتها الإنجاب بعد مضي عام على زواجهما، إلا أنها تفاجأت به يستقبل الخبر بفتور لم تكن تتوقعه. ولم يقتصر الأمر على هذا لأنه تغير وأصبح منطويا على نفسه، يتفادى الحديث معها عن الطفل القادم وكأنه أمر يخصها لوحدها. وتتابع رشيدة أنها لم تقتنع بوجود أسباب نفسية لهذا التغيير، سوى خوفه من المصاريف الإضافية التي يتطلبها الطفل الجديد، خصوصا أن زوجها كان يتسم بالبخل الشديد.
تؤكد المحللة النفسية "فاطمة الكتاني" - حسب ما ورد بصحيفة الشرق الأوسط - أنه لا يمكن الحديث عن أسرة إلا بعد ولادة الطفل الأول، أما قبل ذلك فهي مجرد علاقة رجل بامرأة داخل مؤسسة الزواج، وبالتالي فإن الرجل لا يشعر بالمسؤولية، من الناحية النفسية والفعلية، إلا عندما يصبح أبا، وهذه المسؤولية تولد لديه شعورا بالقلق والخوف يحاول عادة إخفاءه عن الآخرين، وفي حالات أخرى قد يظهر في شكل رفض قاطع للمولود القادم إلى حد مطالبة زوجته بإجهاضه .
ولتفادي الوقوع في مثل هذه المشاكل توصي الكتاني الزوجين بالتخطيط المشترك لموعد الحمل، حتى يتهيآن نفسيا للحدث.
وتضيف : إن المرأة أثناء فترة الحمل، تعاني من متاعب صحية وإرهاق بدني، وهو أمر طبيعي، إلا أن بعض النساء كما قالت، يبالغن في إظهار هذه المتاعب لكي يستدررن عطف الزوج واهتمامه، في الوقت الذي يكون هو أيضا بحاجة إلى الاهتمام والرعاية. ويزيد الأمر سوءا بعد الولادة، إذ قد يشعر بالغيرة من طفله، ويدفعه ذلك إلى الابتعاد عن البيت أو سوء معاملة زوجته، لذلك تؤكد على إشراك الزوجة زوجها في كل مراحل الحمل والاهتمام بالجنين طيلة مراحل نموه، لأنه بحاجة إلى حنان الأبوين معا حتى وهو في بطن أمه، وان لا تتصرف بأنانية، وتشعر زوجها بان الطفل القادم هو ملكها فقط وأنه الأهم في حياتها.
هذا ومن جانب آخر فقد أظهرت دراسة أميركية حديثة، أن الأزواج يشاركون زوجاتهم نفس أعراض الحمل من زيادة الوزن والغثيان وتغيرات في الشهية وإحساس مستمر بالتعب واكتئاب وحتى آلام الأسنان. وأطلق العلماء على هذه الحالة اسم "الكوفاد" هي مصطلح طبي مشتق من الكلمة الفرنسية COUVE معناها الرقاد انتظار الفقس أي مشاركة الزوجة أعراض الحمل.
وأوضحت الدراسة التي قامت بها الأكاديمية العلمية لصحة الأم بولاية تكساس أن 10% إلى 65% من الرجال يشعرون بتلك الأعراض والتي تبدأ مع الشهر الثالث لحمل زوجاتهم وتستمر في الازدياد حتى المرحلة الأخيرة من حمل الزوجة ولا تنتهي تلك الأعراض إلا بعد الولادة.
ورغم اعتراض البعض على أعراض الكوفاد للرجال حيث يرجعون زيادة وزن الرجل مثلاً إلى العادات الغذائية الجديدة التي تكتسبها الزوجة أثناء الحمل مما ينعكس عليه أيضاً بزيادة شهيته وإقباله على التهام الأطعمة، أما الإحساس بالاكتئاب وغيره من أعراض الحمل فيرجعونها إلى أسباب نفسية أيضا إلا أن الحقيقة تقول إن مشاركة الرجل لأعراض حمل زوجته صحيحة ولكن بعض الرجال يشعرون بالأعراض أكثر من غيرهم وهؤلاء هم من طال انتظارهم للإنجاب حيث تبالغ الزوجة أيضاً في الشكوى من متاعب الحمل عن غيرها.
وبشكل عام يتقاسم المتزوجون ما هو أكثر من ذلك، إذ يقول الخبراء إنهم قد يصابون على الأرجح بالأمراض نفسها… فإذا كان أحد الزوجين يعاني الربو أو الاكتئاب أو قرحة في المعدة أو ارتفاع ضغط الدم إن زيادة في معدل الكوليسترول فهناك احتمالات لإصابة شريكه بالمرض نفسه.
وأكدت "جوليا هيبسيلي كوكس" من جامعة توتنجهام في وسط إنكلترا أن أزواج الأشخاص الذين يعانون مرضا معينا يواجهون خطرا متزايدا للإصابة بهذا المرض؛ إذ تبلغ الزيادة في احتمالات الإصابة بالربو أو الاكتئاب أو قرحة المعدة 70 في المائة على الأقل".
وأضافت كوكس وفريقها أن البيئة هي على الأرجح سبب الإصابة بالأمراض نفسها، إذ يأكل الأشخاص المتزوجون أحيانا أنواع الطعام ويتعرضون معا للمواد المسببة للحساسية ويشتركون أحيانا في أنماط الممارسات التي يساهم كل منها في الإصابة بالأمراض مثل الحساسية وارتفاع ضغط الدم وزيادة معدل الكوليسترول. ودرس العلماء التاريخ الطبي لثمانية آلاف من الأزواج تراوح أعمارهم بين 20 و74 عاما.
وبعد الأخذ في الحسبان عوامل السن والبدانة والتدخين التي لها تأثير على الإصابة بالأمراض، وجدوا أن الأزواج الذين يعاني شركاؤهم مرضا معينا يواجهون خطرا أكبر من الأشخاص الآخرين للإصابة بالمرض نفسه. وتعتقد كوكس وزملاؤها الذين نشرت نتائجهم في المجلة الطبية البريطانية أن فحص الأزواج لاكتشاف بعض الأمراض يجب أخذه في الاعتبار.

koketa @koketa
كبيرة محررات
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

&&شغف&&
•
مشكوره كوكيتا على المواضيع المميزه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
موضوع هام جدا ويجب تشجيع الزوج على مشاركة زوجتة كل مراحل الحمل وكذلك يجب حضورة الولادة معها حتى يقدر مدى التعب الذى تمر بة
جزاكى الله خيرا وجعلة فى ميزان حسناتك
موضوع هام جدا ويجب تشجيع الزوج على مشاركة زوجتة كل مراحل الحمل وكذلك يجب حضورة الولادة معها حتى يقدر مدى التعب الذى تمر بة
جزاكى الله خيرا وجعلة فى ميزان حسناتك
الصفحة الأخيرة