
,,نسرين حسن ,, @nsryn_hsn_1
عضوة نشيطة
يعيش مليكنا " قصة قصيرة"
هناك من قال محض اسطورة,,,
و من قال بل تحدث كل يوم في سائر ارجاء المعمورة.!
يحكى أن,,,,
حدث في غابر العصور، أن جنة على الأرض سكنها امبراطور، قيل عنه أحمق و قيل مغرور.
عنده لكل صبيحة يوم ثوب مخصوص، مطرز من الياقوت و الزمرد فصوص فصوص، قيل محال أن يفنى كنزه ولا هو بمنقوص.
قصره الفاخر لا تضم اروقته دولابا، هو ليس له في حاجة، فهو لا يكنز ثيابا.
و من خلفه شعبه، شتى الوان المهانة ذاق، شب و نما على الجوع و طأطأة الأعناق، الرضا و الخنوع ديدنه و إلا شُد عليه الوثاق.
هيا,,, شنفوا اذان مليككُم بمعسول الثناء، للتأكيد على ديمومة التأييد و الولاء,,
هيا اطربوني و اشدو بجمال حاكمكم المتأنق، و يا ويحه من يقول ذاك تملق.
جيل بعد جيل، يتعالى الهتاف,,,مليكنا مليكنا ، أنت أنت، غايتنا و المراد من رب العباد، و دونك حياتنا علقم و سم زعاف.
مرت أعوام و أعوام، و الحال على نفس المنوال، إلى أن سمع به معدم محتال...
فجاء من أقصى المدينة يسعى،و قال ادخلوني على البلاط، أنا اسمي ماهر و عملي خياط، و بهاء مليككم بي وحدي مناط، له عندي ثوب أبدا لن يشبهه سائر الأنماط.
قالوا على الرحب و السعة، حللت أهلا و نزلت بنا سهلا، و هل يؤرق مضجعنا إلا بهاء مولانا...
قال آتُونِي من كل النفيس أصناف و ألوان، و من الحرير و الذهب و الزبرجد و المرجان، و من كل ما خُلق ما هو ذو قيمة و شأن، أحيك للمليك ثوبا لم يرى مثله في العالمين انس ولا جان.
فقط تدركه أبصار ذوي الحكمة و الألباب، يتجلى لكل متقن و من للحظة الحساب يرتاب.
و إن توارى عن الأحمق فلا تثريب عليه، فما كان من أمره إلا صنيع يديه.
و لا تنسونا بالدسم من الطعام، و اللوزيج و حلو الشام، لعمري فمثلكم ضيفه لا يضام.
نزل الخياط المحتال، ضيفا معززا مكرما ببرج عال، لشهور يهرج و يمرج و يدعي "احيك ثوبا حسنه لن يخطر على بال"، و في ليلة أكتفى فيها بما قد نال.
قال: يا حاجب، اشهد، إني انتهيت و اكتفيت، فاجعلني صباحا بين يدي مولانا، البسه ثوبا به يزدان
قالوا: هيا,, إلى قاعة العرش خذوه، و على مولانا باكرا أعرضوه
و عندما جاء الصباح، و ضوء الفجر لاح، دلف المحتال القصر باسط ذراعيه، و كأنه يحمل ثوبا ثقيلا عليه.
و بين يدي السلطان، زف له خبر أن وقت الأناقة قد حان,,,
لا لا ,,,عفوا سيدي ،مُد يديك الكريمة,,
نعم، هكذا,,, و رجليك المهيبة
في غضون لحظات، كان المحتال قد البسه الخيبة، و فر بالزكائب المحملة بلا أمل في آيبة.
كل من رآه قال يالا العجب، أهو قصور في البصر أم من فرط النصب.
فقير وزير الكل قال:
ويحي,,,, إن قلت لا أرى سأكون من الجهلاء أو في زمرة الأعتاء، و حينها ليس لي إلا السياء.
و ما كان من السلطان إلا كما من الشعب قد كان، ارتدى الوهم و قلبه به من الصميم فرحان، ارتدى خيبة لم ترد لمثله على مر الزمان، خرج على شعبه يميس بخيلاء و هو في الأصل عريان.
و راح الشعب يردد و يصفق ، يعيش قائدنا النيق الأنيق، يعيش مليكنا المهيب الهمام
يعيش يعيش مليكنا، بعقله الراجح يعيش، ليته الف سنة يعيش..!!!
*************************
فكرة القصة من التراث العالمي كتبتها بقلمي/ نسرين مصطفى حسن
2
314
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

الصفحة الأخيرة
قرأت القصة منذ سنوااات طوال وأنا طفلة ...
وها أنت تعيدينها بأسلوب جديد ...وبقلم متمكن من تطويع الحرف
والتعبير الدقيق ..المتقن ..
فتحت لي نافذة الذكريات
بارك الله بك ... !