لا زالت المجتمعات العربية تنكوي بنار العنصرية داخل المنزل !! نعم عنصرية تفضيل الذكور على الإناث ، وبالتالي يتبع ذلك التفضيل فروق كبيرة في التربية بين الجنسين ، وسرعان ما تظهر نتائج التربية المجحفة للبنت ، والتدليل الزائد للولد ، فالمعادلة نتائجها متوقعة.
فمن الطبيعي أن يخرج الطفل إلى المجتمع ليفرد عضلاته ، فبحكم تربيته تترسخ لدي الولد بعض المفاهيم الخاطئة بأنه هو الأفضل والأقوى وأفضل من أته البنت ، فهو كثيراً ما يسمع في المنزل كلمة التفضيل والتفخيم عند منع اخته من عمل ما " هو ولد وأنتِ بنت "!! ، ومن ثم يصبح شاب لديه نزعة الذكورية عالية جداً ،وأول ممارسة لهذه النزعة تكون في محيط المنزل تحت تشجيع من الآباء ، وربما أيضاً تمارس علي الأم التي تكون سعيدة جداً بأبنها ، أما الأخت فتعاني من الشروط التي يمليها عليها أخوها دون أي وجه حق لمجرد إرضاء لغرورة وبرضا من الأبوين ، لماذا تختل كفتا الميزان ؟.
ولو نظرنا إلي جذور المشكلة لوجدنا أن قدوم الذكر يعتبره كثير من الأسر العربية فالاً طيبا وشرفا وامتداداً لأسم العيلة ، فمن خلال الولد تستمر سلالة العائلة بينما يعتبرون الفتاة عارا وتربي وهي مكبلة بالقيود والعادات والتقاليد المجحفة والمعاملة السيئة بالطبع بالنسبة للولد وقائمة طويلة من الممنوعات التي في معظمها حق من حقوقها كحقها في الدراسة والتعليم واختيار الأصدقاء والتنزه واختيار الوظيفة واختيار الزوج المناسب لها كل تلك الحقوق ليس لها محل من الإعراب في ظل التعصب والتفرقة بين تربيه الولد والبنت وللأسف الشديد هذا التعصب موجود حتى الآن وبين أوساط الأسر ذات الثقافة العالية فينشأ الولد إما مدللا أو متسلطا أو كلاهما معا وهذان الأمران ليسا من أسس التنشئة الجيدة للولد ليشب صالحا وقادرا على تحمل المسؤولية ،كما ذكرت جريدة اليوم .
فمنال 22 سنة ، بكالريوس تجارة وتعمل في أحد الشركات ، تقول أنا أعاني الأمرين من أخي بسبب تسلطه وتعنته معي ، فهو دائماً يقوم بدور الرقيب علي بالرغم من أني أعمل مثله تماماً ورغم وجود الأب إلا أنه الأب يشجعه جداً علي هذه التصرفات معي ، وقد فاض الكيل ، لأن حياتي الآن تخلو من الخصوصية تماماً ، لدرجة أن أخي يرفض شرائي للموبايل حتى لا تصبح لي أي خصوصيات لا يعلمها ومكالمات لا يتلصص عليها ، ولكن هو لديه الموبايل لأنه رجل !! ونتيجة لذلك قمت بشراء الموبايل دون علم أخي بذلك " وربنا يستر " وتقول بمرارة حتي عند رجوعي من العمل يقف لي بالمرصاد علي أي تأخير حتى لو كان دقائق لا أعلم ماذا أفعل فى هذه السيطرة التي ليس لها حدود فأبي وأمي راضيين كل الرضا عن هذا الوضع !!
ومشكلة أميرة لا تختلف كثيراً عن منال ، فهي طالبة في آخر عام بكلية الآداب وتقول أخي الكبير لا يطاق ، فكل شيئ له مسموح بعكسي تماما فحريتي قليلة وحقي مهضوم في الأسرة ، فأحيانا يسمح لي أمي بالخروج وهو يعارض ، ففي يوم استأذنت أمي بالذهاب إلي عيد ميلاد إحدي صديقاتي ، وهي كانت موافقة ولكن لتعلي من شأن أخي قالت لي قولي لأخوكي قبل نزولك ، وفعلاً قبل خروجي قلت له وعارض بشدة خروجي ومنعني من الذهاب لصديقتى مما سبب لي احراجاً كبيراً مع صديقتى ، لا أعلم لماذا يتصرف تلك التصرفات ، وعند سؤالي لوالدي يقول لي "هو راجل يعمل اللي هو عايزو "
أما مني 19 سنة فتقول الحمد لله أنا ليس لدي أخوة أولاد ومرتاحة آخر راحة لأني أري صديقاتى اللآتي يعانين بسبب أخواتهن الذكور ، واستغرب واتسائل لم يتصرف الأخ هذه الأفعال مع أخته وليس علي الولد أي رقيب أو حسيب؟؟
ويشير المختصين النفسيين إلي أن السبب في ذلك يرجع إلي تنشئة الرجل المتسلط سواء كان أخاً أو أباً أو زوجا ينشأ علي الموروث الاجتماعي الذي يتبنى أفكاراً خاطئة يشحن الولد بها منذ الصغر كفكرة انه رجل شايل عيبه ، وأنه لا يعيبه شيء علي الإطلاق ،وبالتالي تولد لديه نزعة اللا مسئولية تجاه المجتمع وحب الذات والتسلط تجاه أهله ، وبالطبع هنا يصبح خطأ لأسرة التي تلجأ لهذا الأسلوب في التربية مع الطفل وتجعله ينحى منحى الخطأ، لذا علي كل أم وأب أن يتأكدوا أن التربية السليمة في المساواة بين الولد والبنت وكل منهم يعلم حقوقه وواجباته ،ليخرج إلي المجتمع إنسان سوي ويصبح هناك نوع من التوازن في المجتمع .

koketa @koketa
كبيرة محررات
يــــارب ولــــد .. أولــــى خطوات القهــر الذكـــــوري داخل الأســر العربيـــة
0
586
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️