الحمدلله الذي كرَّم بني آدم .. وفضلهم على كثير مما خلق ...والصلاة والسلام على رسوله
الأميــن ... الحمدللــه الـذي ليس لأحد على احد فضل إلا بــديــنٍ وتقــوى .....
يـــــــاأحبــه حبيبنا محمد صلوات الله وسلامــه عليه ليس لدينا حبيبُ غيره ..... وليس لنا
قــدوةٌ غيــره .. ففــي إتبــاع ماجاء بــه في أمره ونهيــه هي ثمــرة الإيمان الصادق ...
وأحــد مظاهر صلاح الفرد والأســـره والمجتمــع .... فهي الحجه القاطعــه على محبته
صلى الله عليه وسلم حينما نتقيد بماجاء بـه ... وأمــا من ادعــى محبتــه وهو لـــــــــــم
يتبعــه ولم يطبق ماأمر بــه فهو كـاذب في زعـمــه .. وكاذب في دعــواه ....
فيـــــــاأحبــه التقيد بما جاء بــه فرضٌ .. فهو سبب في صلاح الأمه وصلاح الجماعات
وصلاح الأقــوام ... فيجب ترك أي سبيل يخالف ماجاء بــه حتى لانكون سبب فــــــي
شــقــاء الأمــه وتفرق الجماعــات ..............
وإسلامنــا بتربيتــه السمحــه لــم يــدع باباً من أبــواب الفرقــه إلا وعمل على ســده .....
ومن هــذه الأبــواب العنصريـه .. فقــد عمد الإسلام إلى غرس معاني الحب والعــــــدل
والمســاواه في النفوس .. وحــذَّر من التكبر والأنــانيـــه وحب الــذات ........ وذلكـــ
للقضـــــــاء على جميــع مظاهــر الفوقيــه والتفريق بين البشــر ..............
فـــــــــأكثر مايحض عليه إسلامنــا هو إجتماع الناس على الخير والصلاح والبر والتقوى
وتبــادل فيما بينهم من منافــع .. تنفعهم في دينهم ودنياهم ....
فــــإن أكثر مايشتت إجتمــاع الأمــه وهذه الجماعات هي العنصريــــه ..................
والعنصريــه ( سرطان الجماعات ) وسمــه قبيـحــه للتفرقه ولضياع الأمم .... فالجماعه
كما وصفها أهل العلم هي التي أجتمعت على الحق وائتلفـت عليه ... وطبقت سنة نبينــا
وتجنبت كل مــايـؤذي البشريــه ...
ففــي الإبتعاد عن العنصريه والتقيد بما جاء به الرسول تجتمع كلمـة الأمــه ونضمن لها
سلامتها من التنازع والتفرقــه والفشــل ... وأيضــاً لإعتصامهم بحبل الله والتقيد بما جاء
في القران تــزيد من صلاح حالهم في الدنيـــا .. وتــزيدهم قــوه ونمــاء ... وتزيد من
ربــــــاط الأخوه فيما بينهم ...................
يقــول الله تبارك وتعالى ( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ) أي انمــا تتفاضلوون عند اللــــــــــه
بالتقوى لا بــــالأحســاب .. فــإسلامنا لايفرق بين الناس بألوانهم ولا بـــــــــأصولهم ولا
بــأنسابهم وإنما يفرق بدرجة التقــوى ....
فعلـى المسلم أن لايميـــز في المعامله بين الأشخــاص ... بسبب العرق أو اللون أو الجنس
أو الجنسيــه ... وأن لايستعمل العنف ضدهــم ..... وأن لايخاطبهم بــألفاظ مهينـــــــــــه
أو بــذيئــه قـد تضرهـم نفسيــاً ... فكل الناس سواسيــه والميــزان واحــد للتميز بينهم في
تقــوى اللــه .. والله أعلم بــــــالـمتقيــن ................
أيضــاً من حقوق المؤمنين على بعضهم هو إحترام مشاعرهم وعدم السخريــــــــــــــــــه
كما قال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ )
سواء بكلام وقول أو فعل التي كلها تــدل على تحقير المسلم والتقليل من شــأنــه ........
فـــإن السخريــه والتطاول بالكلام البذيء والعنصريه لاتقع إلا من قلب ممتلــيء من
مساويء الأخلاق ... متحلٍ بكل خلقٍ ذميم ... وهذا لايجوز وهو دال على إعجــاب
الساخـــر بنفســه .... ثم قال (ولَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ ) أي لايعيب بعضكم على بعض ....
والهمز واللمز كلاهما منهي عنــه وحرام ومتوعـد عليـه بالنار ..............
ومـــــــــانــراه اليوم في مجتمعاتنــا من تفرقه وعنصريه وتنابز بالألقاب شيءٌ يندى لــه
الجبيــن ... نــرى التفرقــه في مجتمعنا المسلم وخاصةً بين الشباب .. وأيضــاً الفتيات ..
أيضــاً التفرقه في المدارس .. وتقع أيضــاً بين القبائل .... وفي المنتديــــــــــــــات ...
وأي شريحــةٍ كانت غالباً يقع بينها تفرقــه وعنصريــه .......... واقع رأيناه ولا يخفى
على الجميــع ........
والعنصريــه بصفــه عامــه حقيقــةً أرى علاجها في أسبابها ... ياأخوات ان لم نربـــــي
أنفسنــا اولاً ولــم نصلــح ذاتنــا أولاً لن ننفع غيرنا ... ولن نصلح غيرنا .... ولـــــــــــن
نصلــح أبنائنـا وأجيالنــا .. التغيير يبــدأ من أنفسنا .. ولـن انكر أفضالكن إن شاء الله في
تربيــة أبنائكم وبناتكم تربيه إسلاميه صحيحه وعلى الطريق الصحيح .....
ولكن في المقابل لا أنسـى دور المجتمــع إذا كان به فئــه فاسده في تغيير سلوك ابنكـ
أو ابنتكـ ... ولكن يبقى الفضل اولاً لتربيــة الوالدين .. تربيــة الأهل هي الأســاس
وهي المرجــع لكل نفس حائره ولكل ذهن مشتت .. ويبقى لنا التذكير المستمر
لفلذات أكبادنا بــأن الكلمه الطيبه صدقــه .. وتعوديهم دائماً وحثهم على تهذيب النفس
والإبتعاد عن العصبيــه بكافــة أشكالها وصورها .. والحث على التواضع بين الناس ...
اللَّهُمَّ لاَ تُؤَاخِذْنَا بِسُوءِ فِعْلِنَا ، وَلاَ تُهْلِكْنَا بِخَطَايَانَا يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .....
(( انتهــى ... إن أصبت فمن الله وإن اخطـات فمن نفسي والشيطان ... ))
