أجل يوما بعد يوم يزداد حبي لك ربي
و حمدي لك على نعمك
أولها ان خلقتني فأحسنت خلقتي ...
لك الحمد يا الله
و الله يا أخواتي لا يعرف قيمة هذه النعمة العظيمة الا من حرمها
و من ابتلي في شكله بعيب خلقي
وقانا الله و اياكم و صبر أصحابها و أرضاهم بما ابتلاهم و ابدلهم خيرا
في الدنيا و الآخرة يا رب ...
كنت أنظر الى أحدى تلميذاتي
التي كانت مميزة بين أترابها بأخلاقها ،و جدها
و استغرب انطواءها و انعزالها عن أقرانها ...
فهي أول من يدخل الى الفصل و آخر من يغادره
تكاد ملامحها تختفي تحت الطرحة التي تلفها على رأسها
مخفية بها أغلب وجهها
و أكمام قميصها التي تغطي يديها فلا يظهر منهما الا أطراف أنامل
رقيقة ،كانت أجمل فتيات الفصل ،أطولهن قامة وأرشقهن قواما
لكن ...لك الحمد يا الله و لا اعتراض على حكمك و قضائك
كانت تعاني من مرض البرص الذي اكتشفته بعد أيام قلائل
في يوم طلبت منها الكتابة على اللوح
رفعت يدها من أجل الكتابة فاضطرت لافلات كم قميصها من كفها
لأرى يدا لا ككل الأيادي ،يدااا آلمتني بشدة و أشفقت
لصاحبتها
بحثت عن صورة قريبة فلم أجد الا هته
رغم أن يد صغيرتي أجمل بكثير
طلبت منها ان تنتظرني بعد انصراف التلاميذ ففعلت ...
و رأيت عن كثب وجهها البريء الذي لا يبدو منه الا اليسير محاولة
منها لاخفاء آثار البرص الجلية فيه...
شكرتها على اجتهادها، أخبرتها بأنها متميزة
في كل شيء ,,,,
استفسرت عن سبب انطوائها ؟؟؟ رغم أني استنتجت السبب ...
لتنهمر دمعة من تحت جفنيها ...
آثرت الصمت و لم ألح عليها في الجواب
قبلتها و حضنتها ،و أخبرتها أن الطب قد تطور كثيرا
و أني أعرف أناسا تخلصوا من المرض
بشكل شبه نهائي ...
لم أتمم قولي بعد ،فاذا بها تقول حقا أستاذتي ؟؟؟
أكدت لها الأمر واسترسلت قائلة بأنه
يبقى لنفسية المصاب و تقبله للمرض و انسجامه مع محيطه و مجتمعه
الدور الكبير في الشفاء باذن الله ...
لم أكن اعرف أحدااا قد شفي من المرض ...
لكني أحببت أن أراها تلاعب أقرانها و تحادثهم و تعيش طفولتها كغيرها
ادعو لتلميذتي بالشفاء
و احمدوا الله حمدااا كثيرا على حسن الخلقة
فهي فعلا تستحق
الحمدلله رب العالمين
من جد
قال تعالى (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ)
سبحان الله