
هناك في مكتبٍ ما
كان الكرسيّ الوثير الدوّار قد ابتلع أحد المسئولين بسلام و ( انسجام )
طرق الباب شخصٌ يقبض بخفّة ملفا أخضر مألوفٌ للجميع ( رفيقُ العاطلين )
واضح جدا أن ذلك العاطل قد أمضى وقتا ليس بالقليل
في ترتيب هندامه ومظهره أمام مرآة منزله
لتلفظه لقنينة ذات شكل غريب باهر تحوي سائلا ملونا
ما أن لامست سبابته رأسها حتى هبّت عاصفة قوية برهنت انتمائها لفئة ( أ ) من قوارير الروائح العطرية
قبعت بسكون في أركان الغرفة
ثم
تشبثت به بعناد ليرضخ أخيرا
ويصطحبها معه لغرفة المسؤول
فعادت لشقاوتها المعتادة محدثة زوبعة خفيفة صاحبت دخول صاحبنا
ثم
هدأت وقبعت بخفة وسكون في مكان ما هنا أيضا
كانت قسمات الوجه لذلك العاطل مرنة للغاية لحد أنها سمحت لابتسامة لبقة أن ترتسم على شفتيه
وسمحت أيضا برسم الكثير من الودّ في عينيه
نظراتُ المسؤول المتعجبة أُسرت لفترة في خلجات تلك الملامح البريئة
تلتها انتفاضة خفيّة حوّلت النظرات إلى الملف الأخضر أخيرا
لتستنتج آليا سبب الزيارة ولتطرح السؤال الروتيني الممل :
أي خدمة ؟؟؟
وبعد رمي المسؤول بقنبلة السؤال الصاروخي
والتي كانت كافية لتدمير جبهات التوازن في عقل العاطل وربما جسده أحيانا
أدارَ صاحبنا دفّة الحوار بذكاء ليبحر مع مسؤوله في أوساط عميقة ...
فانتقى من اللفظ أسهلهُ
ومن الكلمات أرقّها
ومن العبارات أسلسها
ومن الخُلق أدمثهُ
ومن اللين ألينهُ
ومن التواضع أرفعهُ
وعندما انتهى
ارتسمت على شفتي المسؤول ابتسامة رضا
وانتصب مادّا يده يطلب الملف
بعد وعد ممتن بالخدمة
وقد يسبق ذلك دعوة ملحّة للمشاركة في ارتشاف فنجان قهوة مثلا
أو قد يلي ذلك تبادل لأرقام الهواتف النقاّلة ....
!!!!!!!!!!!!!!!!
ماشاء الله تبارك الرحمن الله يعطيك الف عاااافيه