يوميات زوجة لم تتقن فنون الحب

الأسرة والمجتمع

قبل الشروع في الموضوع اود لفت انتباهكن ان صاحبة الموضوع هي رين وان الموضوع سيكون على عدة مشاركات
سأقص اليكن فصول حكاية سيدة أراها فريدة من نوعها،
قد توجدالكثيرات مثلها لكن متخفيات خلف قناع التضحية والمسكنة،


هن نساء دخلن قفص الحياةالزوجية،
فواجهن حياة تحتم عليهن العيش مع زوج من بيئة أخرى فأبين إلا أن يغيرنه ليصبح نسخة من آبائهن أو اخوانهن أو فارس أحلامهن الذي طالما تخيلنه،

وللأسف فشلن فشلا ذريييعا


تأكدن عزيزاتي أني هنا لا أسخر أوأنتقد هذه الشخصية كبرا أو عجرفة
وإنما هي رغبتي بإفادة أخواتي دفعتني لأسطر لكن هذه الأحداث
راجية من الله أن تعمكن الفائدة

خلال قراءتكن لهذه القصة أتمنى أن تتذكرن دوما قوله تعالى: " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"





سوسن هي سيدة شابة، وأم لثلاثة أطفال من بينهم توأم بنت وولد.
هادئة هي ذات جسد متناسق و ملامح عادية جدا.

بالنسبة لي لم يكن من السهل تذكرها جيدا بعد لقائنا الأول إذ أنه ليس هناك في مظهرها أوشخصيتها ما يجذب الغرباء إليها.

زوجها ّ(بدر) هو صديق زوجي منذ الطفولة و زميله حاليا في العمل ،
تزوجا قبلنا ببضعة أشهر،


حين التقيتها لأول مرة كنت لا أزال مخطوبة (عقد قران) و أراد زوجي أن يعرفني على زوجات أصدقائه المقربين،
لم تنطق طوال الجلسة سوى بضع كلمات و بعضها غير مسموع من شدة خجلها ، لقدكنت أنا العروس أكثر جرأة و حيوية منها.

وهكذا استمرت علاقتي بها رسمية طوال فترة خطوبتي والسنة الأولى من زواجي تتخللها زيارات قليلة و بعض الاتصالات، وكانت غالبا هيالمبادرة ليس تجاهلا مني لها ولكن كانت فعلا الحاضر الغائب في تلك الشلة في حين توطدت علاقتي بباقي زوجات أصدقاء زوجي.

في تلك الزيارات كانت سوسن تخلع عباءتها و تكون مرتدية ملابس عادية تحتها، لم تكن من تلك الفتيات المواكبات للموضة،
و لكنها كانت مرتبة وتحرص على ارتداء بعض قطع الذهب.
في تلك الزيارات كانت سوسن
تخلع عباءتها و تكون مرتدية ملابس عادية تحتها، لم تكن من تلك الفتيات المواكبات للموضة،
و لكنها كانت مرتبة وتحرص على ارتداء بعض قطع الذهب.


خلال العام الثاني من زواجي، ازدادت لقاءاتنا و بدت أكثر جرأة معي من الأخريات،


كثيرا ما كنت أسمع التعليقات ممن حولنا على قوة شخصية زوجها و كما يقولون (مخه قفل) وكانت دائما ترد على هذه التعليقات بابتسامة كنت أراها صادقة و ليست منمقة مجاملة للآخرين.


ما كنت أراه هو أن حياتهما تمر بهدوء و سلام حتى جاء ذلك اليوم الذي بدا فيه زوجي مستاءا جدا ،


طلب مني أن أستعد للخروج لأننا سنزور أحدأصدقائه (من نفس الشلة) و توجد قرابة بينه و بين بدر .

أخبرني زوجي في الطريق أن خلافا قد حدث بين سوسن وبدر في الليلة السابقة ذهبت سوسن بعدها إلى بيت أهلها.


تعجبت كثيرا فسوسن من النوع المسالم و بدر على الرغم من عدم معرفتي له عن قرب إلاأن زوجي كان دائما يذكره بالخير و يركز على طيبة قلبه.

حين وصلنا رأيت سوسن وطفليها هناك، استغربت فكيف تأتي سوسن لزيارة أصدقاء زوجها و هما متخاصمان.
عرفت فيما بعد أن سوسن أخبرت أهلها فور وصولها إلى بيت أهلها بسبب خصامهما و الذي كان لا يستدعي كل هذا الزعل فاتصلت أمها بأم بدر

و حل والداه المشكلة بأن طلبوا منه أن يعيد زوجته إلى بيتها فكان لهم ما أرادوا لكن دون أن يحدثأي نقاش بين الزوجين

ومن تلك اللحظة بدأت أول فصول حكايتها.



في ذلك اليوم استأذنت صاحبة المنزل لترضع طفلها الرضيع ،
ريم: أستأذن سأذهب لأرى عبادي و أعود
رين: تفضلي عزيزتي البيت بيتك
سوسن: رين أردت أن آخذ منك رقم سهى
رين: حسنا و أعطيتها الرقم


كنت حتى تلك اللحظة لا أعلم إن كانت سوسن تعلم أني على علم بمشكلتها مع زوجها أم لا


سوسن و من خلال حديثها : بتعرفي الرجال بدهم وحدة قوية و قد حالها
استغليت الفرصة و بدأت أهون عليها بطريقة غير مباشرة و أنصحها بالصبر و محاولة كسب زوجها.


عزيزاتي زوجها نشأ في بيئة مختلفة عن تلك التي نشأت هي فيها ،وكذلك حالي
و لكنني كنت أنجح دائما بالوصول إلى حل وسط يرضيه و يرضيني
رغم صغر سني و قلة تجربتي حين تزوجت إلا أنني لم أيأس.


كان حالها يحزنني جدا فقد بدت مكسورة جدا
ولكنها كانت تفضفض باسترسال و كأن هما كان يملؤ قلبها و بدأت تفرغه. لم نتطرق لموضوع خلافها مع بدر




ولكن تكلمنا بشكل عام عن أوجه الاختلاف
بين الحياة التي اعتدنا عليها قبل الزواج و التغيرات التي نواجهها الآن ولم يكن حتى ذلك الوقت ما يمكن أن يسبب لنا مشاكل حقيقية.


كنت أحاول مساعدتها بصدق و إعطائها حلول لبعض مشكلاتها و أبين لها أنها ستنجح ولكنها تحتاج إلى القليل من الصبر
و لكنها لم تبد أي استعداد للمحاولة بل كانت تحاول إقناعي بأية طريقة بأن زوجها مختلف.



سوسن: رين إنه يتكاسل حتى في زيارة أخي الذي تزوج حديثا، لقد مضى على زواجه الآن أربعة أشهر وزاره القريب والبعيد و أنا أخته التي لم يقصر معها أو مع أولادها يوما لم أر بيته حتى الآن.


رين: ألم تقولي لي سابقا أنك اشتريت هدية زواج أخيك وأنك ذاهبة لزيارته بعد يومين.


سوسن: بلى فأنا سأذهب مع أمي و أبي في نهاية الأسبوع فقد يئست من زوجي.
*سوسن لا تمتلك رخصة قيادة لذلك فقد توقعت أنها ذهبت إلى السوق برفقة زوجها عندما اشترت الهدية*


رين: كان بإمكانك أن تشجعيه على الذهاب بأن تخبريه بأن أباك سيذهب و أنه مشتاق لرؤيته ،وأن تشاركيه في اختيار الهدية فعلاقته بأخيك طيبة و إن لم تصل إلى درجة الصداقة.


سوسن: بدر لا يعرف أنني اشتريت لأخي هدية زواجه فقد أعطيته من مالي الخاااااص نصف المبلغ قبل سفره في شهر العسل كمساعدة له و النصف الآخر اشتريت له به هدية برفقة والدتي ووالدي.



عزيزاتي فوجئت، ذهلت بل قولوا صدمت، لم أتوقع أن هناك زوجة تحب أن تضع زوجها بهذه الصورة، صورة الرجل الذي لا يهتم بزيارة أهل زوجته و يدعها تنفق من مصروفها (سوسن لا تعمل) من أجل هدية و هو مقتدر.


ما يشعرني بالقهر الآن أنها لم تطلب مالا من زوجها ليرفض بل انتظرت حتى اشترت الهدية ثم أخبرته أنها ستذهب برفقة زوجها فلم يعارض ولم يبد استعداده للذهاب.
ولكن خطأها بدا لي صغيرا فسوسن تتقن أن تبين ضعفها للآخرين و تبرر تصرفاتها بأنها لم تعتد رؤية هذه المواقف في بيت أهلها، وبعد أن أشبعت عقلي بفكرة ظلم زوجها لها و عاطفتي بمشاعر الحنق على هذا الزوج الذي لا يبالي بالكائن الضعيف الذي يشاركه حياته،
أخبرتني بعد ذلك بالسبب الذي يرفض زوجها لأجله زيارة أخيها.


أعذرنني عزيزاتي فأنا لا أستطيع ذكر السبب إذ قد تعرف صاحبة القصة. لا أنكر أنه كان بإمكان بدر أن يزور أخو زوجته ولو لمرة واحدة دون أن يتأذى ولكن رفضه يبدو أكثر عقلانية من عدم محاولة سوسن أن تثنيه عن رأيه.
0
462

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️