................................... ابن الشهيد.........................
امتشقت أشيائي الخاصة , ووضعتها تحت إبطي وانطلقت ميممة المدرسة . فتحت مذياع السيارة ليرسل نهاية آية جميلة من سورة طه .... (( وألقيت عليك محبة مني ولتصنع على عيني .... )) . فسحت في كلمة ولتصنع , وأخذت أقلبها يمنة ويسرة في عقلي : تصنع من صناعة وتصنيع أي تشكيل ومن ثم تهيئة , والتهيئة ..تربية أي المقصود تربى على عيني .. أرقبك , أدلك , أعينك وبالنهاية أخرجك للدنيا وقد صنعت كما أردت ..
واستوقفتني ((أردت )) ..
الله أراد لموسى أن يربى ويهيأ على عينه ليخرجه للناس نبيا ومجاهدا للكفر والطغيان فكان كما أراد صادقا قويا تقيا مجاهدا .
وكأنني مع هذه السياحة تركت العنان لسيارتي أن تقودني إلى باب المدرسة ولكنني لم أدخل ..!! وأنا أفكر بالصناعة ومصنعي الصغير أمامي بمئات القاطنين فيه كل ينتظر أن يصنع .
ولمحت ما امتشقت صباحا .. تلك الجداول والملفات .. تلك الكراسات والكتيبات ..هل هذه هي موادي الأولية ؟؟ هل هذه هي أسلحتي التي امتشقتها صباحا لأصنع منها توليفة آخذ بها براءة اختراع !!
وتجمدت أوصالي وجبنت عن الدخول
وتصاعدت تلك الدقات التي لم تغطها أبواق السيارات المارة , وكاد ذلك الوعي الذي أكسبتنيه السنون أن يخذ لني ورغم سماعي لجرس المدرسة والأصوات المتلاحقة إلا أن الإرتباك كان قائد معركةالتوازن هنا .
ونقر على شباك سيارتي أنقذني , وابتدأ الشعور يعود لمستقره بنظرة إلى الطارق وشعره الأسود الناعم يحيط برأسه وعيناه الواسعتان الباكيتان تناشداني فتح النافذة
وفتحت له قلبي أيضا
جواد .. كان يبكي
جواد في العاشرة من عمره , عاش معي في مدرستي مذ كان في الرابعة وحتى هذه اللحظة
_أذكى طالب و أقدرهم على حل المسائل الرياضية بلمح البصر
_ أقدرهم على حفظ آيات القرآن الكريم ومن المرة الأولى
_ أكثرهم قدرة على المناقشة في أمر صغر أو كبر
_ أنشطهم
_ أكثرهم ترتيبا
_ أجملهم خطا
..... يبكي وبدموع حارقة .. ولماذا؟؟
____ أبي ... أبي لقد استشهد أمس !!!!
واكتمل إغماء التفكير عندي وتبعه إغماء القلب وانخلع ذاك الذي يسكن بين الجوانح
... آه يا أوراق الشجر الخريفية اسقطي الآن فهذا أوانك
....آه يا دموع الديم اسكبي الآن وابلك فهذا أوانك
.... آه يا قلوبا حزينة حبيسة اخرجي الآن من اعتقالك وابكي هذا الأب العظيم
بحرية وبدون قيود انطلقي الآن.. ابكيـــــه فقد افتدى روحــــه لتظل أرواح هؤلاء الصغار شامخة في وطنها حرة أبيـــة.
.. ولم تكن دموعي السيالة لتقف إلا عندما ابتدأ جواد يمسحها بكلمات بقيت على المدى أعظم من كل ما قيل :
__ أنا لا أبكي لأنه استشهد وإنما لأن ابن الجيران يقول لي إن أباك مات , وأنا مصر أنه حي يرزق !
ألم تعلمونا أن الشهيد حي وهو الآن معنا ينظر إلينا ولكنه في مرتبة أعلى منا لذلك فنحن لا نستطيع رؤيته ..
.. أليست الآية الكريمة التي نرددها دائما تقول:
..............(( ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون )) ............
وساعتها خجلت من هذه الدموع التي لم تنقطع إلى الآن وأجلست ابن الشهيد الحي وثبت قلبه بالآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة فأضاء وجهه وقال لي :
___ سأخططها على لوحة كبيرة وأهديها لصديقي حتى يعلم منزلة أبي عند الله وعند الناس
حتى يعلم منزلـــة الشهيــــــد ..
واختفى بين الجموع الصغيرة
وأردت أن أخفي وجهي في كفي وأنخرط في البكاء ولكني نظرت إلى تلك الأوراق والملفات
إلى تلك الأسلحة التي امتشقتها صباحا ..لأرى أنها على جهدها المقل
....صنعت نفسية بعون الله
نفسيـــة مثل نفسية جواد
ابــــن الشهيـــــــــــــــــد.

صباح الضامن @sbah_aldamn
محررة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

بحور 217
•
اكتفيت بالصمت !!!
عندما قرأت هذه اليومية البارحة اكتفيت بالصمت ..
ينبغي أن أبحث عن أدواتي واشحذ همتي ليكون في بيتي أطفال مثل جواد ..
معلمة الحنان ..
جزاك الله خيرا .
عندما قرأت هذه اليومية البارحة اكتفيت بالصمت ..
ينبغي أن أبحث عن أدواتي واشحذ همتي ليكون في بيتي أطفال مثل جواد ..
معلمة الحنان ..
جزاك الله خيرا .

عطاء
•
ماتمنّيتُ الذّرية أختي صباح إلا لذلك وحملتُ همّ الأطفال وتربيتهم قبل مجيئهم!!!
لله درّك00 يصبح للحياة معنى إذا كنّا وكنت وكانوا أهلاً لشهيد يهرق دمه في سبيل
الله00
وتربية معنى الشهادة والجهاد في أي مدرسة سنعلمه ونصنعه ياأختنا صباح
أفي مدرسة الرقة والترف والتخمة؟؟؟!!
همٌّ خيم على فؤادي وأنا أجري مقارنة ً بين جواد وغيره من الأولاد!!!!
رائع ما خطته يمينك ولم أكتف بالصمت بل كل عرقٍ في نبض واستوفز!!!!!
لله درّك00 يصبح للحياة معنى إذا كنّا وكنت وكانوا أهلاً لشهيد يهرق دمه في سبيل
الله00
وتربية معنى الشهادة والجهاد في أي مدرسة سنعلمه ونصنعه ياأختنا صباح
أفي مدرسة الرقة والترف والتخمة؟؟؟!!
همٌّ خيم على فؤادي وأنا أجري مقارنة ً بين جواد وغيره من الأولاد!!!!
رائع ما خطته يمينك ولم أكتف بالصمت بل كل عرقٍ في نبض واستوفز!!!!!

كلمة سر
•
لم أكن أعلم أني أشترك مع الجميع في شعوري
و لا يزال قلمي مطأطئ الرأس عاجزا .. فما عساه أن يخط من خربشات أمام بديع مايرى من حروف تخطها لنا مديرتنا الفاضلة ..
و لذا يكتفي بالصمت ..
مرحى ..
فبل أن يفعل ذلك ..
يهديك دعوة صادقة أن يسخر الله قلمك لخدمة دينه ..
و يسلك به درب الأخيار ..
و اعذريني ..
لأني سأعود إلى
صمتي ..
و لا يزال قلمي مطأطئ الرأس عاجزا .. فما عساه أن يخط من خربشات أمام بديع مايرى من حروف تخطها لنا مديرتنا الفاضلة ..
و لذا يكتفي بالصمت ..
مرحى ..
فبل أن يفعل ذلك ..
يهديك دعوة صادقة أن يسخر الله قلمك لخدمة دينه ..
و يسلك به درب الأخيار ..
و اعذريني ..
لأني سأعود إلى
صمتي ..

إلى الغاليات
إشراق
... وأتمنى أن تكون كلماتي دائما تشع بوجودك , يا من ينتظر منك دائما هذه الإشراقات, وتهدف كلماتي أيضا لشحذ ذاك الحنين الذي يداعبنا جميعا أن تكون مدارسنا إيمانية ولا داعي للصفوف فكلنا هنا نجلس على مقعد واحد إسمه العمل من أجل أن ترضى يا رب, بلسان واحد وقلب واحد .
بحور
... وذاك الصمت الإيجابي لهو بليغ بلاغة المحكي مما في الصدوروصمتك أو كلمة التعبير عنه أعطى للجميع توفزا فتسابقت الكلمات معربة عن استعماله فكنت رائدة ومثل هذا التميز لهو سلاح تستطيعين أن تشحذيه دائما من أجل من تحبين
, أعانك الله
عطاء
... وأحيانا تكون الكلمة ابنة لنا والمواضيع التي نكتبها أولادنا التي نعطيها كل ما في قلوبنا من حب ورعاية فنتركهم وراءنا عندما توضع نقاط في نهايتنا .. وهذه النقاط هي امتداد لما عملناه فتكتب وراءها سطور نأمل ألا تكون نشازا , ولن تكون بإذن الله فمن أحسن البدايات زانت له النهايات بإذنه.
كلمة سر
... وسلام على من رفع اسمي بجانب نقوشه , ورفع دعاء من قلبه لأجدها صباحا ترفرف فوق سمائي تحثني على العمل وتعيد دعاء كمثله وأحسن لمن بكلمة جهر أذاعت سر قلب
لكن مني كل الحب
إشراق
... وأتمنى أن تكون كلماتي دائما تشع بوجودك , يا من ينتظر منك دائما هذه الإشراقات, وتهدف كلماتي أيضا لشحذ ذاك الحنين الذي يداعبنا جميعا أن تكون مدارسنا إيمانية ولا داعي للصفوف فكلنا هنا نجلس على مقعد واحد إسمه العمل من أجل أن ترضى يا رب, بلسان واحد وقلب واحد .
بحور
... وذاك الصمت الإيجابي لهو بليغ بلاغة المحكي مما في الصدوروصمتك أو كلمة التعبير عنه أعطى للجميع توفزا فتسابقت الكلمات معربة عن استعماله فكنت رائدة ومثل هذا التميز لهو سلاح تستطيعين أن تشحذيه دائما من أجل من تحبين
, أعانك الله
عطاء
... وأحيانا تكون الكلمة ابنة لنا والمواضيع التي نكتبها أولادنا التي نعطيها كل ما في قلوبنا من حب ورعاية فنتركهم وراءنا عندما توضع نقاط في نهايتنا .. وهذه النقاط هي امتداد لما عملناه فتكتب وراءها سطور نأمل ألا تكون نشازا , ولن تكون بإذن الله فمن أحسن البدايات زانت له النهايات بإذنه.
كلمة سر
... وسلام على من رفع اسمي بجانب نقوشه , ورفع دعاء من قلبه لأجدها صباحا ترفرف فوق سمائي تحثني على العمل وتعيد دعاء كمثله وأحسن لمن بكلمة جهر أذاعت سر قلب
لكن مني كل الحب
الصفحة الأخيرة
أسكن الله والد الجواد الشهيد فسيح جناته .
كلام جميل وأسلوب رائع سلمت يمينك .