يوميات مديرة 16إن فعلتِ 000 سامحتُـــكِ

الأدب النبطي والفصيح

وصلتني هذه الرسالة بالبريد وأنقلها كما هي :

حضرة المديرة
لن يكون ما أكتبه لك جديدا عليك ولكنني أخطه على هذه الورقة كطلب مني أن تسا محيني على ما فعلتـُــه بك 0 00 فهل تفعلين ؟؟
قد تتساءلين لماذا فعلتُ بك ذلك ؟ لماذا خنتك ؟ لماذا عبثتُ في أوراقك وأدراجك وأنت غائبة مريضة ؟ لماذا كشفت ُ أسرارك وملحوظاتك عن المعلمات ؟ رغم أنك أكدتِ لي مراراً وتكراراً أنها ليست تقارير ضدهن وأنها مجرد ملاحظات تدونينهاحتى لا تنسي مراجعتهن لتزاحم الأعمال 0
وكنت أرى أنك تجتمعين مع كل واحدة على حدة لتصحيح مسارهن .
ولكنني لم أتوان أن أظهرها للمعلمات !
لحد الآن لا أعرف لماذا فعلتُ ذلك ؟
لماذا خنتُ أمانتكِ ؟ لم تعامليني إلا طيبا ورددته تآمراً عليك 0
سامحيني فأنا الآن بين السماء والأرض مسافرة إلى أبعد نقطة في هذا العالم 0
أعلم أن ما فعلتُه جعل الجميع يظن بك غدرا , ورأيتُ كيف دفعت ِ أنت ثمنه غالياً , فلقد رأيت ُما حل بك بسببي 0 وأنا أبكي ندماً على ما اقترفت يداي ,
ولكن ماذا أفعل إنها لحظة شيطانية فأرجوك أن تسامحيني , قد أموت بالغربة فلا أريد أن تقابليني يوم الحساب وتقتصي مني 000 أرجوك 0

وبعد عدة أشهر رددت عليها :

قد لا تكون مصادفة أن أحرق مراكبي بالأمس وأرمي بجذوات نارها في أنأى محيط حتى لا أتدفأ عليها 00
وقد لا يكون ظلما ً أن أمحو سطورا ً في سيرة مأساة وأختزلها في ثلاث كلمات :
آسفـــــــــــــــــــة 000 لا 0000 أستطيــع
وقد لا يكون لدي رد على ما كتبت إلا سؤالا يقف في حلقي الجاف بعد قراءة ما كتبتِ , ثم يعود آسفا جارا معه كبرياء الرفض :
00 رفض الإستيضاح منك !!!!
00وَلِمَ أستوضِح عن سبب فعلتك تلك ؟؟ ألكي أكرهك 000 أم أعذرك ؟؟

لن أفعل 0
سأكتب في سجل أيامي أنه كان في هذه الدنيا مجموعة بشر يمشون بجواري وأمامي وخلفي, يحيكون لي من نسج سواد ليلهم خيوطا يكبلون بها أرواحهم 00 يشعلون بها قلوبهم ليتركوها رمادا أسود اللون يقتاتون عليه 00
سأكتب في سجل أيامي أن يدي هاتين اللتين ستشهدان على ما فعلتُ في دنياي , لم تسيء لأحد إلى حد الخيانة , وإن فعلَتِ اللمم غير قاصدة فقد استغفرت 0
سأكتب في سجل أيامي أنك لبست عباءتي وخماري وسكنت جدراني الأربع وشممت عبيرا حضرته لك وحدك من ورد أبيض ,لك وحدك00 ولكنك مع ذلك خنت أمانتي 0
سأكتب في سجل أيامي أنك صليت معي 00 صمت معي 000رتلت آي القرآن معي ,توأمت بيني وبين أحلامك الشابة ومع ذلك محوت ذكرى طاهرة بعمل تدعين أنه قاهر 0
00 وماذا سأكتب بعد ذلك في سجل أيامي ؟
هل أكتب أني سامحتك ؟
إن أردتُ فعل ذلك00 فلم ؟
هل لأنك كشفتِ لكل من شوهتِ صورتي أمامهم أنني لم أوذ أحدا منهم ؟؟
هل لأنك جمعت كل من كذبت عليهم ونسيت أنك ادعيت الإيمان وبينت لهم أن هذه ليست تقارير بل ملاحظات يومية كانت في غياهيب السر لا يعلمها إلا الله وأنا وأنت ؟؟
أم لأنك اعترفت بمساندتك لمن أوغل في ذمي ورميي بشتى مفردات الظلم والبهتان ؟
ألمجرد رفعك ليدك الآثمة في محكمة خالية من شهود تقولين فيها 000أنا مذنبة ! تريدين بهذا أن تقفلي ملفك وتنعمي ببقية من راحة قبل أن تلاقي ربك 0
00 لا يا عزيزتي
لن أسامحك , حتى أرى دموعك التي اختفت يوم كنت أنادي على بقايا انسانة فيك 0
00حتى أرى عباءتي التي ألبستك إياها وقد عادت إلي لا يشوبها نفاقك وخداعك وتآمرك 0
00حتى أرى تلك الأيام التي عشت أضع لها إطارا وصور تلميذاتي يتراكضن هنا وهناك وينتظرنني في مساحات عمرهن وحرمتني من إكمال مشواري معهن
00 بتـرته ! أعملت ِ فيه سكينك فكان أن وأدت الطريق في منتصفه
00لا لن أسامحك
حتى أرى كل هذه الأشياء فهل تعيدينها لي
إن فعلتِ 000000000000000سامحتُك 0
23
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

بحور 217
بحور 217
أوحقا لن تسامحيها ؟؟؟؟؟



لا أعتقد ..



ما أعرفه عنك يقول غير هذا ..



ما أعرفه عنك يؤكد أنك ستسامحين رغم كل شيء ..



لا أدري لم أقول هذا رغم غحساسي بعمق جراحك ..



ولكن هذا ما أشعر به .. وما اشعر أن قوتك جديرة به ..



غاليتي..

هذه هي الدنيا ونماذج البشر فيها أحيانا تستعصي على فهمنا ...

لم يفعلون ؟؟؟ لا نعلم ..

ولكننا حين نتعامل مع الله ..

ندرك أننا نحتاج ثواب العفو ..

وندرك أنهم سيجدون من الآثام الكثير فلن يزيدهم ما فعلوه معنا إثما !!!!

وندرك أننا نستفيد من العفو أكثر منهم ..

نقاء القلوب عندنا أغلى ما نملك ..

فلا تسمحي لشيء يشوب قلبك الكبير ..






مع احترامي وتقديري ومحبتي .
عطاء
عطاء
ستسامحينها...بالتأكيد!!

ستسامحينها ..لأنك لن ترضي بجراحات تودعينها قلبك ..كلما هبت عليها رياح الذكرى ..أذكت جذوتها

فلربما حرمكِ ذلك من صفاء الذهن وسلامة القلب من الشتات..


طعم الظلم....يحرق...لكن طعم العفو ...يداوي الجراحات...


ما الذي يضيرك؟؟ أوليست هذه الدنيا محل ُ عمل....أو ليس كل إنسانٍ ميسر لما خلق له ...أو ليس كل امرىء يعمل


على شاكلته....ما الذي يضيرك...ويؤخركِ عن مسامحتها...؟؟!!

إن لم نر سواد الليل ....لن نبهج بنور الشمس...


ستسامحينها....لأنكِ تحملين قلباً هو قلبكِ لايعرفُ الكره...وسطر في الحب قصائد


قلبٌ عرف كيف يحنو على الصغار....لن يعاني تجاوزه عن الكبار....لاأعرف لمَ مرّ بخاطري

قصة النبي صلى الله عليه وسلم حين تجاوز عن وحشي بن حربٍ قاتل ُ عمه حمزة...
قطر الغمام
قطر الغمام
أستاذتي الحبيبة :
قرأت كلماتك وكأني أحس بها شريطا يدور في مخيلتي ، يحكي قصة من ألم
تعبير بليغ ذاك الذي تستخدمين ( سكنت جدراني الأربع )
تذكرت وأنا أقرأ كلماتك قول الشاعر :
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة .......على النفس من وقع الحسام المهند
أحس بشعورك وأقدره
ولكن لم الحزن يا حبيبة وهي قد كشفتْ لكل من حولك صدقك ونقائك وطهرك
لم الحزن يا حبيبة وقد سطرت في سجل أيامك أطيب الأفعال

أو تراه حزنا على بقايا صاحبة
أوتراه حزنا على طعنة الظهر القاصمة
أم تراه حزنا على عصافيرك الصغيرة التي حرمت منها
أم تراه حزنا على أيام عُطرت بالصلاة والقراءة
أقرأُ كل هذا بين طيات حروفك

حبيبتي :
أكتبي في سجل أيامك ، سجلي فيه بلون أخضر على صفحة بيضاء
أنك لم تُسيئي لأحد ، لم تخدعي أحد
أكتبي كل نقائك وطهرك سجليه
ثم أنشري هذا السجل أمام أمثال هذه التي كتبت عنها
لن تستطيع إلا أن تتوارى خلف ستارها الأسود حتى وإن سامحتيها وغفرت لها
وها أنت بعد سنوات طوال تسجلين ما حدث بكل فخر وبكل ألم
فخر وألم أو تراهما يجتمعان
رأيتهما يعانقان كلماتك بزهو
لذلك أقول لها أنا أعلم أن أستاذتي سامحتك

أستاذتي الحبيبة
سرحت بأفكاري هناك حيث مكتبك ، فلم أستطع التوقف فعذرا

تلميذتك المحبة : قطر الغمام
صباح الضامن
صباح الضامن
نعم
يا بحور
ونعم يا عطاء
ونعم يا قطر الغمام

قبل أن أحادثكم بما تمنون أود أن أدرج هذه القصة القصيرة عن أحد طلاب العلم عندها تعرفن سبب إدراجي هذه اليومية وهدفها

تعلم الطالب علوم الدين وبقي عليه علما منها فأشار عليه أحد الأساتذة بأخذ العلم المتبقي عن أحد الأئمة 0
أخذ الطالب يطرق باب الإمام كل يوم والإمام يرده,والطالب لا ييأس
ومضى أكثر من شهر والحال على ما هو عليه حتى سمح الإمام للطالب بالدخول , والسؤال يلح عليه
لماذا يا شيخي كنت تردني طوال هذه المدة؟
ورد الشيخ قائلا :
يا بني :
يجب أن تتعب في طلب العلم , حتى تتمسك به ولا تنساه فسهولة الحصول على الشيء قد يسهل فقدانه 0

ولقد أردت أن أثير في القارئات الكريمات الفضول وحب البحث حتى يظل ما أردت بثه عالقا في الذهن وهو:
المسامحة رغم الجرح من أعلى درجات الإيمان0
ولو أنني كتبت مباشرة أنني سامحتها لربما طوي الأمر وما علق بالذهن هدفي 0
فالجميع يعلم أن هذه مذكرات , وأحداث هذه اليومية كانت من زمن , وتعمدت وضع عبارة ((ورددت عليها بعد شهور ))) حيث كان الجرح لا زال غضا ينزف وكان ذاك شعوري عندها0

كنت أتمنى أن ينتبه أحد لذلك رغم سعادتي بثقتكن في 0
ياغاليات
ابتعدت عن جراحي وتساميت عليها وسامحتها ليس من أجلها بل من أجل أن لا أنشغل بمن أذاني فبهذا التصرف أوقف أذيته المستمرة 0 وأنشد مرتبة الإحسان تقربا إلى الله
ولقد عوضني الله بمدرسة أفضل أكمل مشواري معها

شكرا لثقتكن
لاحرمني الله منكن
نــــور
نــــور
و الآن تستطيع أن تشرق شمسي على صفحة أزال صباحك عنها كل الغيوم المتلبدة التي كانت تعقد لساني عن الرد ..

فشكرآ لإحسانك !!!