يوميات مديرة (2) أشتاتا أشتوت.....

الأدب النبطي والفصيح

تزاحمت الأعمال وبدأت تلح علينا بتسريع الإيقاع فبدايات العام دائما متعبة كثيرة المطالب . وكنت في كل يوم أفتح فيه باب مكتبي أحس بأن أحدا قد تبرع بأن يجمع كل طلبات العالم وكل أوراق العالم وكل مشاكل العالم ووضعهاعلى مكتبي , ولقد حلمت مرة أن مكتبي يطير في الهواء كأنه طائرة ورقية فرحت بألوانه الجميلة ولكن الفرح الطفولي سرعان ما تبددلأن ذيل تلك الطائرة الأثيرية كانت من جميع الأوراق التي تتناثر هنا وهناك , فعلمت أن طائرتي لا زالت أسيرة !
وأمسكت بقيودي الورقية وابتسمت لهاأتملقها علها تخفف عني عبئا , علها تفك لي طلسما ... أو علها ... وبينما أنا على هذا الحال إذا بطرق عنيف على الباب ..رغم أنه كان مفتوحا , وإذا بشابتين تقفان وتحملان ماذا آه ثم آه ورقة جديدة . لم أدر ما حصل أحسست بأنني أمام قصة جديدة غريبة ,, اقتربتا . نظرتا إلي .. لم تسلما .. وضعتا الورقة على المكتب بعيدا عن متناول يدي وعادتا إلى مكانهما .
خاب أملي للحظة فالورقة كانت تعيينا لهما لتعملا في المدرسة وتساعدان في جعل حياتنا هنا نظيفة مرتبة . لم أتعب نفسي في توصيتهما فقد أكدا لي أنهما بحاجة للعمل وسيبذلا جهدهما في تأدية واجبهما.
ومرت الأيام وبينما كنت في يوم أفتح باب مكتبي أنظر خلفه أمني النفس بوجود مفاجأة جميلة وإذا بالشابتين تفترشان الأرض في انتظاري .. ما الأمر ؟ ما هذه الدموع ؟ وتبعثرت كلماتهما هنا وهنا حروف متقاطعة... مخنوقة وغير مفهومة . ورغم كل هذا فهمت , إنهما متهمتان بسرقة أشياء من قسم الروضة !
وانتقل وعيي فجأة لأول يوم قدمتا فيه لقد أحسست أن وراءهما قصة عجيبة فهل كان إحساسي صادقا ؟
ابتدأ التحقيق معهما من قبل لجنة كنت عضوا فيها ونظرت إليهما , كان قلبي يؤلمني فرغم شعوري أنهما مذنبتان إلا أن هناك شيئا ما كان يحزنني. وطال التحقيق وهما تنكران وتلحا في الإنكار . فقررت إنقاذهما واستخرت الله :
أمسكت بصحيفة اليوم وأخذت بالتظاهر أنني أقرؤها ,اعضاء اللجنة يلحون علي بالإشتراك معهن وأنا صامتة وبين الفينة والأخرى أنظر الى الفتاتين نظرات قوية ولما أحسست بتوجسهما أشرت إلى المساعدة أن تطلب مني سؤالهما وفعلت, فأنزلت قولي عليهما مثل الصاعقة وقلت:
_ ولم أسالهما أنا متأكدة أنهما من أخذ الأشياء بغير وجه حق .
_ وكيف؟ صاح الجميع ..
_ ألا تعلمون أنه مكشوف عني الحجاب ( وهذه عبارة تعني أنني أستعين بالجن ) .
وما أن قلت هذه العبارة النارية حتىأحسست بلسعها يصيب الفتاتين فانطلقتا إلى أبعد زاوية في الغرفة تنتفضان..
وتوحدت مع ألمهما وكنت أريد أن انطلق لأخفف عنهما ولكن ما أن تحركت من مكاني حتى رأيتهما تصيحان:
_ أرجوك.. أرجوك .. لا تؤذينا نحن من أخذ الأشياء وكان خطيب أختنا الكبيرة يساعدنا يأتي بالليل ويفتح الباب الذي نتركه مفتوحا قبل أن نغادر في المساء !!!! وكنت كلما اقتربت منهما يقولان كلمات غريبة فهمت منها كلمتي أشتاتا أشتوت !!!!
وعدت إلى مكتبي حزينة لجهلهما ..حزينة لفقرهما ... حزينة لأنني نسيت هذه الشريحة من الناس إنها أحوج من غيرهن للعلم الحقيقي والتربية الصحيحة وكم أحسست بالتقصير.
امسكت بقلبي الحزين ..احتويته بكفي ونظرت إلى السماء وقلت يا رب أعني على مساعدة أمثال هاتين الفتاتين . ومنذ ذلك الحين وانا أضع جميع العاملات في أول صف لحضور الدروس الدينية جنبا إلى جنب مع كل من في المدرسة لعل الله يعيننا وإياهن على السير في الطريق المستقيم .
8
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

بائعة الورود
بائعة الورود
سلمت يداك أخيتي..كتاباتك تعجبني جدا جدا..

بارك الله فيك وجزاك كل خير..وجزاك الجنة..

وفقك الله وحفظك من كل مكروه..

تحياتي لك وللجميـع..ولا تنسونا من الدعـاء..

دمتم..دعواتكم..أختكم في الله..
صباح الضامن
صباح الضامن
جزاك الله خيرا يا إباء وبارك الله فيك وإنني أدعو لك ولكل من في المنتدى يقصد من وراء قلمه الخير والمنفعة
بحور 217
بحور 217
لن أتحدث عن الأسلوب ..

ولن أمتدح الكتابة ..

فهي مما لا يحتاج إلى مثلي لامتداحه ..

سأشرع فورا في ملامسة المضمون الذي من أجله كتبت هذه الكلمات ..

كم تعج البيوت والمدارس والجمعيات وكل مكان في المجتمع بأمثال هؤلاء ..

يعيشون بيننا وهم على جهل بأبسط أمور العقيدة ..

ندعي أننا نمارس الدعوة إلى الله ..

ولكنني أحيانا أعتقد أننا نبحث عن الترف عند ممارسة الدعوة ..

مثل هؤلاء قد تكون دعوتهم صعبة وتعليمهم أصعب ولكنه انتشال نفس آمنت بالله من براثن الشرك ..

سهل جدا أن أتحدث عن أحكام الحجاب والنمص وأدعو لحفظ القرآن ووووو

وهذا خير ... ولكن ألا يوجد مشمر للصعاب يحاول تثبيت العقيدة الصحيحة في النفوس

بعض المتعلمين أيضا عنده خلل في بعض مفاهيم العقيدة وبعض المعلمين !!

فليلتفت كل منا حوله ليرى وليجد في البحث وليمحض النصح بقلب يرتجي ما عند الله ..
تساقط
تساقط

غاليتي صبــــاح ....
ما أجمل البداية ، أعجبتني كثيراً ..
أراك قد وفقت فيها ، وصفت عملك في بداية الدراسة وكثرة أشغالك كمديرة بدقة كبيرة ..
بقولك" أحس بأن أحدا قد تبرع بأن يجمع كل طلبات العالم وكل أوراق العالم وكل مشاكل العالم ووضعهاعلى مكتبي"..
وما أروع تشبيهك لمكتبك وهو يطير بالطائرة الورقية فوجه الشبه بينهما طريف وجميل ...
كذلك ربطك للفرح بالطفولة ..
أيضا نقلت لنا قصة البداية مع الفتاتين ، وأجدت في هذا المجال ..
ثم توالي الأحداث إلى أن وصلت إلى اتهامهما بالسرقة.. وظهور الحقيقة ..
حروف متقاطعة... مخنوقة وغير مفهومة راقت لي كثيرا ، أحس أن فيها موسيقى جميلة..
أيضا أعجبتني " وتساعدان في جعل حياتنا هنا نظيفة مرتبة"
أسلوبك جميل وواضح ..
وينجلي لنا ذلك في كل نصك ..وألاحظ دقة في اختيار الألفاظ ، مثل"ا تلح "" تفترشان
الأرض " "توجسهما " ....... إلخ ..
استخدمت استعارة لتقريب المعنى " عبارة نارية"..
لاحظت خطأً نحوياً .. في " لا تؤذينا " والصواب على حسب علمي " لاتؤذنا " لأن الفعل مجزوم بلا الناهية..أليس كذلك ؟..

في النهاية حل مفيد ورأي سديد لحل تلك المشكلة التي تطرقت إليها .. وفي رأيي هي خاتمة ممتازة لموضوع ممتاز لصنف من الناس كثيرا ما نغفل عنه..نسأل الله الهداية للجميع ....

أتمنى أن أجد لهذا النقد صدرا رحبا فيك ، وواثقة بإذن الله بذلك ..
وأشكر بحور جدا على هذا الموضوع ، فبصراحة لم يسبق لي أن قرأت هذه اليوميات سوى اثنتين منها ، وها آ نذا أقرأ الثالثة واستمتعت كثيرا وسأقرأالبقية حال فراغي ! ..


لكم تحياتي ...
وآسففففة على التأخير يا بحور ،،،
بقايا دموع
بقايا دموع
سلمت يديكي اختاه و جزاكي الله خيرا في الدنيا والاخره ,,
:26: