يوميات مديرة 3 1 ( ضحــــى وجدتهـــا )

الأدب النبطي والفصيح

ذات صباح
وبينما كا سلطان النوم يصدر حكمه علي بعدم الإستيقاظ , كان جرس ا لباب يرن ويرن فالطارق كان خارج سلطة سلطاني وله الحق أن يتمرد عليه ويبدو أن تمرده كان مبكرا فالساعة لم تتجاوز السادسة ..... واستمر الرنين ولا زلت تحت حكم سلطان نومي إلى أن استسلمت للغازي المزعج فجررت نفسي إلى الباب.
لم أجد أحدا , ما أثقل الهواء الذي حمل ذاك الرنين المزعج ! ولكن ما أن هممت بإغلاق الباب حتى وقع مغلف أبيض خال تماما من أية نقوش
فضضته .. ورقة خالية تماما
يبدو أن أحدهم أزعجه خضوعي لسلطان أحد حتى النوم ! فحرمه مني وحرمني من لذة الدفء .فبادرت إلى المدرسة .
وكان أول قادم فنجان القهوة الساخنة تتلاعب بعواطفي , فتارة تلسعني وتارة تدفئني وأخيرا تتركني في شوق لمثلها .
وترفض أم أحمد الرضوخ لمطلبي وتتسلط علي بأوامرها الحنونة أن أتناول الفطور أولا ...كم تذكرني .. بتلك التي طواها الزمن فلم يبق منها إلا أشياء في القلب و ..
وتخرج غاضبة لعدم خنوعي فاليوم يبدو أن الجميع يريد تطويعي .. اليقظة والنوم وفنجان القهوة ..و أم أحمد .. والذكريات
ويبدو أنني بين الخضوع والتمرد أتأرجح !
خرجت غاضبة لتصطدم بمعلمة حبيبة إلى نفسي , دخلت ضاحكة
:- ما بها ؟
- تريد أن تصادر حريتي في شرب القهوة
_ معها حق
_ ماذا أتى بك وملامح وجهها تنم عن أمر
_ إنها ضحى .
_ من ضحى ؟
في الصف الأول الإبتدائي ...
_ ما بها ؟
_ درجة الحرارة خارجا 25 درجة وهي ترفض خلع معطفها الفرو وقبعتها الفرو وقفازاتها وو
ضحكت قائلة ولم ؟؟
_ هذا ما لا نعرفه وقد باءت كل محاولات تطويعها وجعلها تخضع لأوامر معلماتها بالفشل وهي تتصبب عرقا داخل الصف وعندما ترينها ستحكمين .

وهزتني كلمات المعلمة , فلم مفردات التطويع القسري هذه ؟!!

وأتت ضحى مع فنجان القهوة الساخن وقليل من حلوى أم أحمد أجبرت على ابتلاعها
أعطيت الصغيرة منها ورفضت هازة رأسها
كانت كالأرنب السمين بهذا المعطف الأبيض الثلجي وتلك القبعة الغريبة البيضاء تخفي تحتها شعرا متموجا أسود فاحم اللون وتحيط بوجه مستدير ينبض بالصحة , وعينين سوداوين واسعتين , حائرتين , فيهما حزن عميق وبريق..حنين .
أشرت إليها أن تأتي إلى حيث أجلس خلف المكتب وأمسكت بيديها .. أقصد قفازيها وأخذت أتحسس معطفها الثلجي الدافيء
وقلت لها :
_ لقد كان عندي معطف متله, من أين أتيت بهذا ؟؟
لم تجـــــب
_ نعم ..إنه مثله , كنت أظن أن لا أحد يملك مثل معطفي وعندما أتيت إلى المدرسة إذا بي أرى جميع صديقاتي يلبسن مثله ..أمم نعم إنه مثله وهناك الكثير منه ...
وهنـــا انطلقت الكلمات البريئة من فم ضحـــى
_ لا لا .. لا أحد يمتلك مثله إنه من جدتي هذا من جدتي أعطتني إياه وذهبت .. لقد ماتت ذهبت ..ذهبت ..
وانفجرت باكية واحتضنتها
لقد كانت تنفس عن برودة الإفتراق فحاولت أن تستتدعي لها دفئا بما تبقى من ذكرى جدتهاالدافئة
آه يا جدتي .. كم أشتاق إلى دفء موقدك ..دفء نظراتك إلى حكاياك
حياتي بعدك كتلك الورقة البيضاء الباردة لم تزينها دفء حروف كمثل قصصك
ولكنني أزينها الآن بتلك الضمة لهذه المرتجفة بين يدي
أزينها بتحليق إلى حيث تسكنين أمسك فيها صندوقي الذي أضع فيه ذكراك .. أفتحه .. أطلقه عله يصلك ويريك أنك لا زلت في قلبي.
وابتدأت أشياء جدة ضحى تستقر على مكتبي رويدا رويدا
قبعتها , المعطف والقفازات , مددت يدي بعد أن هدأت أجمعهم لأعطيهم الصغيرة
فكانت تلك العبارات ...
_إنها لك ...خذيها وضعيها هنا في الخزانة , ووعندما أشتاق إلى جدتي .. آتي لرؤيتها وأريد أن تكوني معي
....حتى تضميني .....فلا أبكي ....
10
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

نــــور
نــــور
سامحك الله يا صباح


كم أثرت شجوني
وهيجت أحزاني ...

أرفض التعليق أكثر...
لأن القلم ...


مازالت جراحه تنزف!!!!
بحور 217
بحور 217
أبيت إلا أن تخضعينا لمن يريد تطويعنا لنعيش اللحظة معك في ذكراها إن كنا لم نعشها معك في واقعها ..

في هذا الصباح الباكر عشت لحظات مشابهة ..

النوم .. اليقظة .. واحتي .. صباح الضامن .. وذكريات جدتي ..

علمت الآن لم أشعر بالبرد الشديد رغم ما أرتديه ..

إنه ليس من هدايا جدتي رحمها الله ..

ذكراها تشعرني بالبرودة أحيانا .. وبالدفء أحيانا أخرى ..

عجيبة هي الذكريات !!!

يبدو أنني سأبحث عن ضحى لأضمها ..

هنيئا لك القلب الذي تعيشين به فترين من ألوان الجمال ما لايراه أولئك الذين يتذمرون بين الأطفال ..
كلمة سر
كلمة سر
يا قلبي عليها ...
إيـــــــــه ..
الذكريات نسائم الخلان
محفورة في القلب و الوجدان
لا لن نودعكم أيا أحبابنا ..
لكن نقول إلى لقاء ثان ..

فعلا ..هي مامضى ..
و ما تعزفة قيثارة الحياة على أوتار القلوب ..
فتدمع العيون .. و تهب رياحين الأمل باللقاء ..

أحتار فيما سأخطه لكنني سأفضل أن ألتزم بـ



















الصمت ..
وللأشواق عودة
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه

تخرج مدويةً من أعماق أعماقي

لتقول :

أحرقني الشوق يا............



ولك يا من نقلتنا لنعيش عوالم ضحى

كل الشكر والتقدير.
سائرةإلىالمعالي
لقد ذكرتني بالدفء الذي كان يلفنا في ليال الشتاء الباردة

يوم كنا نجنمع عند جدتي( الحبيبة)

فترغمنا على شرب حليبها الساخن

المخلوط بالشاي الأسود


المنكه بالهيل اللذيد

ولا ترضى عنا حتى نشرب من حليبها كوبين أو أكثر ونتناول معه قطع الكعك

وكان هذا الوضع يوميا حتى صارت هذه الجلسة فرضا يوميا

لا يستطيع أي منا أن يتخلف عنه

وبعد وفاتها

وفراقها

أشعر أن قطعة من قلبي فارقتني

أشعر بالشوق إليها

وإلى حليبها الساخن

ولكن لم يعد للحليب الساخن لذة في حياتي

ولا أشعر بطعم للكعك الذي كانت تقدمه لنا

آه يا صباح لو رأيتها أو جلست معها جلسة واحدة

لأخذت بحديثها مجامع قلبك

قهي إنسانة عجيبة

ذكية لطيفة حبيبة جدا

إلى درجة أننا جميعا في العائلة

لا نناديها إلا بلفظ ( الحبيبة)

وبعد فراقها لم تسطع اي شخصية في العائلة ان تحوز على لقبها

أو مكانتها

رحمك الله يا جدتي

وأسكنك فسيح جناته