والله والله والله لن أترك الأمر يمر هكذا
والله والله والله سأجعلها تكلم نفسها في الشارع
والله والله والله سيكون مصيرها بيت خالتها ( السجن )
هكذا جاءتني هذه الكلمات من الممر المؤدي إلى مكتبي عبر الهواء الذي تسلل إلى غرفتي فإليك أعتذر أيها الهواء لأنك اضطررت أن تكون جسرا تعبر عليه هذه الكلمات فلو كنت أملك تلك اللحظة لما سمحت لأحد أن يعكر صفوك ولكنني أعلم أن مثل هذه الكلمات لا تفسد نقاءك ولا سكونك فأنا مثلك حين أغضب لا أكون عاصفة لمثل هذه الهلوسات .
و لما أن هممت بإغلاق باب مكتبي لأسمح بالمهام العاجلة أن تأخذ مساحة من وقتي إذا ببعض الأخوات يدخلن مسلمات يقدمن خطوة ويؤخرن أخرى . وبدأت إحداهن بالكلام لتنتهي قائلة :
... في الحقيقة جئنا ناصحات لأننا نحبك ونخاف عليك , فلو أنك سحبت الإنذار الذي أعطيته لفلانة إبنة فلان فأنت تعلمين من هي ... فقد يؤذيك والدها ولربما أخوها أو عمها أو خالها أو أو .... واسترسلت تعدد, ونحن جميعا نعلم أنها تستحق الإنذار فخروجها من غرفة الصف بدون ترك أحد مكانها وبدون إستئذان أمر غاية في الخطورة وخاصة عندما يكون التعامل مع أطفال . ولكن يكفي تنبيه شفهي حتى لا تعود إلى ذلك و..
وهنا قاطعتها قائلة لأريحكن جميعا : الإنذار كان بعد التنبيه الشفهي الثالث والجميع رأى ما حل بالصغار عندما تركت الصف . ولكن ذلك التنويه لم يكن كافيا لأقنع الجميع . فقد جئن وهن معتقدات بالخطر المحدق بي فقد انبرت إحداهن بإعلامي أنهن لن يستطعن الوقوف في وجهها فهذا يجلب المشاكل ( على حد زعمها ) وأمن الجميع على كلامها .
وعدت إلى الهواء في الغرفة -أعجب - هل يعقل أن يكون قد غادر الغرفة فقد كنت احس باختناق وظننت أنه من اكتظاظ المكان . ولكن للأسف لم يعد الهواء النقي لينعشني من جديد بعد مغادرتهن . فقد كانت الغرفة مليئة بالأقنعة المتناثرة هنا وهناك من كل لون .
واقتسمت غرفة المكتب مع صديقتي الصامتة وكنت أريد أن أسمح للمهام الهامة أن تأخذ حيزا في تفكيري وتستقر بين أناملي لتسيل على الورق جداول يرتوي منها كل من يقصدها , لولا أن لفت إنتباهي شيئ يلمع على ورقة خضراء يانعة من وريقات صديقتي الصامتة, عجبت , اقتربت منها فقد كانت قطرة ماء و ظننت أن أم أحمد ( الآذنة التي تعتني بي قبل مكتبي ) ظننت أنها لم تمسحها عندما روتها . قربت إصبعي من الورقة فانثنت , حاولت مسح القطرة فلم تمسح وكررت ذلك مرارا ولكن دون جدوى , استنجدت بأم أحمد وطلبت منها أن تزيل معي القطرة .
- ولكن أية قطرة يا ابنتي لا يوجد شيء على الشجرة ولا على هذه الورقة !
ارتددت إلى الوراء قليلا وكأن شيئا ما صعقني
وبسرعة عدت إلى مقعدي ويخامرني شعور ما . نعم إنه مكتبي البني الكبير الجلدي المتحرك وو وتحسسته وكأنني أشك بوجوده .
نظرت إلي أم أحمد نظرة ثاقبة ولم تتكلم بل هزت رأسها وكأنها مصممة على شيء واختفت .
أمسكت بقلمي مترددة فقد كان ملقى بين الورق ينتظر مع كل المنتظرين لحظة ثورة البركان في نفسي بعد العواصف . ولكنني رميته جانبا عندما دق جرس المدرسة معلنا توديع يوم أقل ما أقول عنه أنه كان بداية لثورة بركان . وأقفلت باب مكتبي فاتحة إياه من جديد بعد لحظات أتفقد تلك القطرة التي لا زالت هناك تتلألأ دون أن يراها أحد غيري .
وعدت إلى منزلي الحبيب لأستنشق بعد طول انتظار هواء نقيا ولأعيش لحظات صفاء مع نفسي متجردة من كل ما استوطن روحي من أسى على ما رأيت اليوم من كبر و جبن وتخاذل ونفاق .لجأت إلى ربي أسأله العون كي يبقى الحب بأعماقي للجميع ودعوت لهم حتى فلانة ابنة فلان رجوت الله أن لا تكون كلماتها غذاء لحقد أو ضغينة , وأغمضت عيني و أكثر ما كان يشغل بالي تلك القطرة التي لا تفارق الورقة اليانعة على صديقتي الخضراء الصامتة .
وكأنني سبحت في عالم جميل أتذكر فيه أجمل ما حصل لي ومر شريط أحلام كنت قد رأيته منذ مدة قصيرة لا تتعدى الأيام ولم أجد له تفسيرا :
رأيتني أركض في مكان مقفر لا يوجد به إلا شخص قبيح ضخم يطاردني وإذا بباب كبير يفتح لي ويد تمتد وتدخلني وتغلق الباب أمام هذا الشخص المخيف , ولما دخلت إذا بنور يعم المكان وإذا بي أرى رجلا يبتسم لي قائلا لا تخافي أنت هنا في أمان , وشهقت فلم يكن هذا المنقذ إلا سيدنا يوسف عليه السلام . وأعادني جرس الهاتف إلى الواقع لأسمع همهمات من المتحدث لأعلم أن فلانة ابنة فلان قد قدمت في شكوى إلى ( ذوي الشأن ) مدعية بدعوى الإضطهاد وأخذ إنذار بغير جريرة إرتكبتها!
ولم أكترث لما قيل وقلت مطمئنة مبتسمة إن غدا لناظره قريب .
وعندما يأتي الغد سأكمل لكن ماتبقى من يوميتي مع فلانة ابنة فلان .....

صباح الضامن @sbah_aldamn
محررة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.


أخواتي العزيزات
ما كنت ارغب أن تكون اليومية على جزئين وما كنت أرغب في التغيب كثير ولكني كنت حائرة هل انشر هذه اليومية او لا وما شجعني على نشرها غلا ليرى كل متكبر أو ظالم نتيجة عمله
جزاكن الله خيرا على التشجيع فلولا أن وضعكن الله في طريقي لما كان لوقتي وقلمي فائدة بارك الله فيكن
ما كنت ارغب أن تكون اليومية على جزئين وما كنت أرغب في التغيب كثير ولكني كنت حائرة هل انشر هذه اليومية او لا وما شجعني على نشرها غلا ليرى كل متكبر أو ظالم نتيجة عمله
جزاكن الله خيرا على التشجيع فلولا أن وضعكن الله في طريقي لما كان لوقتي وقلمي فائدة بارك الله فيكن

عطاء
•
ما أضعف المرء حين يظن أن بيده تقليب الأمور وتصريفها!!
حين يرديه غروره فيجعله يمشي بين عطفيه فيأتي بقائمة من التجاوزات
والتفريط في المسؤوليات ثم يعمد إلى بشر ضعيف مثله فيركن بضعفه إلى
من هو أضعف منه,حين يفعل ذلك يكله الله إلى ضعف ووهن وقلة حال!!
وعلى العكس حين يقبل العبد بقلبه إلى ربه فيقف على معنى قول الرب جل
وعلا(( والله غالب على أمره))فيخضع قلبه ويذعن بسمعه وبصره وبكل جارحة
لعظيم لطف الله,سيشعر بالفرج وإن لم تنفتح له طاقة إلى الغيب,لقد بنى
اليقين بالرب ذلك الأمل المرتقب,فلا بد من موعد مضروب للفرج ولوطال
الأمد00
جزى الله قلما سال مداده على هذه الصفحات خيري الدنيا والآخرة
حين يرديه غروره فيجعله يمشي بين عطفيه فيأتي بقائمة من التجاوزات
والتفريط في المسؤوليات ثم يعمد إلى بشر ضعيف مثله فيركن بضعفه إلى
من هو أضعف منه,حين يفعل ذلك يكله الله إلى ضعف ووهن وقلة حال!!
وعلى العكس حين يقبل العبد بقلبه إلى ربه فيقف على معنى قول الرب جل
وعلا(( والله غالب على أمره))فيخضع قلبه ويذعن بسمعه وبصره وبكل جارحة
لعظيم لطف الله,سيشعر بالفرج وإن لم تنفتح له طاقة إلى الغيب,لقد بنى
اليقين بالرب ذلك الأمل المرتقب,فلا بد من موعد مضروب للفرج ولوطال
الأمد00
جزى الله قلما سال مداده على هذه الصفحات خيري الدنيا والآخرة
الصفحة الأخيرة
فما عدنا نملك الصبر طويلا عن حروف هذا القلم ..
كيف وقد بدأت الحكاية وفي أذهاننا شوق إلى معرفة النهاية ..
دمت لنا ودام لنا قلمك المعطاء .