يوميات مديرة 5
خواطر غير مركزة
الجبــــــــل
كانت المدرسة تقبع في واد يترامى على جنبيه سهول القمح الواسعة تحاول أن تنبغ مرتفعة لتصل لدرجة ذاك الشامخ المطل من عل
وبهمس المسبحين اقتحم الفجر غرفة المصلى في مدرستي يعلن عن افتتاح نهار جميل أقرب ما يكون إلى الربيع , قليل من حبات الندى على الورد الأحمر المتناثر في باحة المصلى تنادي على إضاءات في خيالي المضطرب من جراء الحمى التي اعترتني منذ البارحة
أمسكت بحبة الندى وكـأني أراها تكبر حتى بانت عين ماء تهبط عليها ألوانا طيفية وهيء لي بأني أسمع اندماج أصوات طيور تستقي رشفات منها
فتثلجت أطراف أناملي ببرد الندى وابتدأت النفس تهدأ لما تهادى رشاش من طل خفيف على الرأس تركته يغسل اضطراب المرض ويحرفه
ولم أدر أخيال ما أنا فيه أم صحو , فبدون وعي مني ابتدأت تسلق الجبل المتاخم للمدرسة , لم أحمل بيدي شيئا قد يهزم في الاعتماد على النفس
وتدافعت مني الانفاس وابتدأ الصحو في غيبوبة فلا تساؤل فيما أفعل
صعدت وصعدت بقوة وبسرعة ولم أتوقف لم أقع لم تخفني نسور ولا صقور ولا أزيز طائرات محلقة , كنت فقط أريد الصعود للقمة حتى وصلت
عندها .....
أخذت بالصراخ , وصلت ! وصلت .
وتنبهت على أيد تمتد مرحبة من حولي :
- أهلا بك .................سبقناك فلم تخلفت عنا ؟
نظرت إلى تلك ا لوجوه
يا إلهي ما هذا النور ؟ ما هذه الأنفاس الزكية الأزلية الطهر
ورسب في أعماقي ثقل هواء الجبل العالي وثقل المسؤولية بالمعرفة
وعاودتني الحمى لتعيدني مرة أخرى نازلة نازلة .نازلة وخواطري تثور كأنها أمواج مبعثرة كلما أتى عليها هبة ريح طارت وكلما ذهب عنها جزع الريح وإلحاحه برقت مرحبة بالسكينة والدعة
- لم سبقوني ؟؟؟؟؟؟؟؟ وماذا فعلوا ليصلوا قبلي ؟؟
لم أجد إجابة وإنما وجدت الصغار حولي يصرخون ويلعبون يحيون حركة الأمل في قلبي ويعيدوني للحياة .
وجبال من الحقائب تلقى من حولي تطلب مني تسلقها لأصل لمكتبي , حيث الصعود إلى مكانهم
إلى من سبقني
فهل أستطيع ............
وأشرق مثلهم ؟
___________________________________________
(( خواطر غير مركزة ))
مكتب من زجاج
لم أتعود أبدا أن يكون مكتبي بهذا الحجم الكبير أحس أحيانا أنه يبتلعني , كم أتمنى أن يأكلني وأني لم أختره ولكن ما الحيلة الآن فثمنه غال ولا يمكن الاستغناء عنه ولن أفقده إلا إذاكسر
ولا أظن ذلك فالحداد قد أصلحه منذ فترة مالعجب قد يكسر ثانية .......!!! وربما يتمزق . لا أظن ذلك فأنا من النوع الخفيف من وزن الريشة ولا أؤثر كثيرا في الجلود القوية الغريبة الصنع . إذن لم يشغلني أمره كثيرا فهو جامد كتلك الوجوه التني أراها في كل يوم ولن يتركني هذا المقعد إلا إذا تركته أنا فإما أن أتحمله وإما أن أبحث عن وسيلة أخرى غيره تريحني ... وأشعر أنها لا تبتلعني !!!!!!!
ها أنا الساعة أهزه يمنة ويسرة أراقب الأقنعة والوجوه التي تمر من شباك غرفة المعلمات فمنها من ترفع حاجبا معلنة افتتاح تحية , ومنها من تهز رأسا وتشرع في ابتسامة مصطنعة ومنها من تنظر في عشب عيوني ولا يعجبها لونها ومنها من ترسم في الأثير قبلات مودة ترسلها ضاحكة جذلة ومنها من تعرف بعد مدة أن الزجاج نقل صورتها فتعود مستدركة لتحيي
وأتنهد واضعة يدي على رأسي .... أعتقد أنها حركة خطا يجب أن تكون على قلبي! ولكن لامانع يا يدي استقري ببرودة على ما يغلي داخلا آه أطلقتها ألما وأرجعت رأسي بحركة خاطئة
ثم استعدت نظراتي على زجاج مكتبي لأفاجأ بصورة عليه
من هذه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أهذه أنا
؟؟؟
وكأني لم أعرفني للوهلة الأولى ابتسمت بمرارة ثم سميت بالله ثلاثا
دق جرس الهاتف غمغمات . وعود . ورجاء بأن يجلس ولدها في المقعد الأول أحيانا أعتقد أن المقاعد الأولى تغرس في أذهان النشء من البدء فتتراكض لها الأنفاس الكل يريد الكرسي الأول لا يهم كم يدفع ثمنه المهم الحصول عليه وقد يغرق فيه وقد يغرق الناس معه
ليس مهما مادامت الصفوف الأولى تستوعب الكل سأرصهم رصا حتى لا يكون هناك مقاعد للصف الثاني
متعجبة وبمرارة انطلقت ملاحظة ولية أمر طالبة
كيف ستضعينهم جميعا في المقاعد الأولىوبصف واحد أتسخرين مني؟؟؟
أقفلت السماعة
مقعدي الضخم يأكل غيري
وأعود إلى زجاج مكتبي ,,,, صورتي اختفت وحل محلها صوركثيرة تتلاحق ....وتتلاحق
__________________________________________________

صباح الضامن @sbah_aldamn
محررة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
خواطرك ياحبيبة حركت ساكناً..
لاأعرف ما أقول ..ربما أجد ما أقوله يوماً ما...ولكن دعيني أريك أروع عبارة
كتبتها بمداد روح ..ونسجتها بأنامل حريرية فلامست الشعور..
(1)
أمسكت بحبة الندى وكـأني أراها تكبر حتى بانت عين ماء تهبط عليها ألوانا طيفية وهيء لي بأني أسمع اندماج أصوات طيور تستقي رشفات منها
فتثلجت أطراف أناملي ببرد الندى وابتدأت النفس تهدأ لما تهادى رشاش من طل خفيف على الرأس تركته يغسل اضطراب المرض ويحرفه..
(2)
صعدت وصعدت بقوة وبسرعة ولم أتوقف لم أقع لم تخفني نسور ولا صقور ولا أزيز طائرات محلقة , كنت فقط أريد الصعود للقمة حتى وصلت
عندها .....
أخذت بالصراخ , وصلت ! وصلت .
وتنبهت على أيد تمتد مرحبة من حولي :
- أهلا بك .................سبقناك فلم تخلفت عنا ؟
(3)
وأتنهد واضعة يدي على رأسي .... أعتقد أنها حركة خطا يجب أن تكون على قلبي! ولكن لامانع يا يدي استقري ببرودة على ما يغلي داخلا آه أطلقتها ألما وأرجعت رأسي بحركة خاطئة
ثم استعدت نظراتي على زجاج مكتبي لأفاجأ بصورة عليه
من هذه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أهذه أنا
(4)
ورجاء بأن يجلس ولدها في المقعد الأول أحيانا أعتقد أن المقاعد الأولى تغرس في أذهان النشء من البدء فتتراكض لها الأنفاس الكل يريد الكرسي الأول لا يهم كم يدفع ثمنه المهم الحصول عليه وقد يغرق فيه وقد يغرق الناس معه
سيكون لي عود...كوني بخير