يوميات مديرة ( 8 ) أ طفالنا على باب الريان ( الجزء الثاني )

الأدب النبطي والفصيح

ملاحظة قبل البدء
يبدو أن الخيال رفض أن ينطلق من عقاله وينتثر دررا تبرق على صفحاتكن فلم أجد تفاعلا إلا درة مغلقة من بحور أو لربما أتت يوميتي في زمن صعب .!


لقد عجبت لماذا يكون الطير دائما سبب الإندفاق لمخيلتي كأنه الملهم لكل الرؤى التي بها أحلم , أوأني أستعمل ريشه الجميل لطيران قد لا أطيق علوه أحيانا فيهبط بي أرضا لأحكي جمال ما رأيت . ولربما أقمت معه حلفا سريا لا يفهم لغاه إلا نحن , وهو أن يوحي لي بومضة تلون هوائي و أرد له الجميل بأن يعيش دائما في عالمي بدون مفردات الصيد .
ولقد أوحى إلي صديقي الصغير في زمن الجفاف أوحى لي سحر العطاء , سحر التعلم ولا أقول التعليم فأنا من تتعلم هنا ...!
كيف أعطي هؤلاء الصغار شيئا , ذكرى يقتاتون عليها كلما أرادوا الفرح أرادوا الصبر أرادوا القوة فلم أجد غير أن أعلمهم كيف يصومون .
فكان هناك يوم.. أفرد لهذه الطيور الصغيرة أن تقضيه في المدرسة من أوله إلى ما بعد آذان المغرب بدون دراسة بدون كتب بدون أقلام وبدون الزي المدرسي فقط صائمون ويؤدون هذه الفريضة .
كل ما رأيناه من فرح وكأننا نعيش في أمس جميل تصدح فيه نغمات متجانسة
كلها تجسدت في قدرتهم على الصمود وعدم الشكوى من الصوم
كانوا أكبر من الكلام أكبر من التوقعات وأكبر من طفولتهم .
عاشوا يوما كاملا صلوا فيه الفروض وتطهرت المياه لما لامست تلك القلوب النقية ولطالما كان دمعي هو المعبر عن فرحي . فانسكب بلا خجل أمام العيون الطفلة .
عاشوا يوما كاملا سرقوا الأضواء من الشمس فالنور الذي كسى وجوههم شجع الشيخ الذي كان يحادثهم عن أمور دينهم بلغتهم البسيطة أن يدعوا له .
عاشوا يوما كاملا عرفوا فيه معنى أن يضموا أيديهم مع أيدي إخوتهم لما شعروا بالبرد يلفهم
عاشوا يوما كاملا سكب كل واحد فيهم قطرة ماء على واحة نقاش زرعت فيه المعلمات حكايا تمسهم فأينعت زهورا وثمرا .
عاشوا يوما كاملا تسابقت فيه الأيدي لتساعد في تجهيز طعام الإفطار . الكل على حد قولهم يريد المشاركة بالأجر.
وزادوا أجرهم أجرا بعيادة بعض الأطفال المرضى . صنعوا المعجزات بزرع الإبتسامة على شفاههم.
ودعونا لهم بعضا من الأطفال من دار الأيتام فعاشوا معهم يتقاسمون خيالهم وأمانيهم وألعابهم .
وبين هذا وذاك لعبوا , رسموا , قرأوا , نشدوا فجاء ت الصورة بلحن ورجع من بلابل تسبح للرحمن صائمة طاهرة.
ولم يشكو أحد منهم من جوع أو تعب وأكبرهم لا يتعدى العاشرة وأصغرهم في السابعة.
ومن فرحهم ومن طلبهم بإعادة التجربة عرفت أنني عشت عمرا فوق عمري
وعرفت أنه إذا عاد أي منهم سنوات للوراء ليتذكر فلن يكون الليل ولا الفجر ولا الشفق الجميل بل تلك الساعات الملونة بدقائق صفاء وطهر في ضيافة الرحمن على أبواب الريان .
10
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

أحلام اليقظة
أحلام اليقظة
فعلا ً ...

خيالنا مهما بلغ مداه فلن يصل لروعة واقعك ِ المصور بالحروف

>>> مسروق من بحور بتصرف :05:





وصدقا ً ...

احترافك ِالأدبي يجعل كلماتي تنكمش وتستسلم للبرود

فاعذريني
بحور 217
بحور 217
هذه تجربة تقف شامخة لتقف أمام سياسة التربية الخاطئة التي تدفع الأمهات للخوف على

صغارهم من الصيام فتستمر طفولتهم حتى تتبرأ منهم وما زالو أطفالا في أعين من حولهم ..!!

كانوا أكبر من الكلام أكبر من التوقعات وأكبر من طفولتهم..

هكذا ننشيء قادة جيوش كأسامة .. قادة يسير في ركبها الكبار سعداء ..

كما سار كبار الصحابة في ذلك الجيش ..








أحلام ..







:eek:







كله تحت أمرك ..;)
أحلام اليقظة
أحلام اليقظة
بحور ...

ما يامر عليك عدو

تسلمين
































( وجه خجول من المسينجر )
صباح الضامن
صباح الضامن
وبدون ذكر أسماء فقد باتت كل واحدة تعرف مقدار منزلتها في القلب
إلى الأحبة :
ليس سهلا أن تكتبي عن تجربة قمت بها وخاصة إذا دخل الأطفال في معرض هذه التجربة ولكننا أحيانا نستمد من شموخ هؤلاء الفتية علوا نضيفه إلى كلماتنا فتنجح التجربة وتعلو الكلمات لأنها كانت عنهم وبهم ولهم .
والحق أنني كنت أفشل أحيانا ولكن مع قليل من التشجيع وكثير من الدعاء أعاود الكرة
أخواتي
بارك الله فيكن وجزاكن الله خيرا
نووووسة
نووووسة
مشكورة بس ممكن طلب؟






































تضيفين كل المذكرات في مشاركة وحدة؟ لاني المذكرة رقم ثلاثة مالقيتها




تقبلي تحيات

أسماء