سأؤجل كتابة العنوان للغد
تبعثرت الأوراق التي يقال أنها ( مهمة )على المكتب عندما اقتحم الهواء الغرفة من النافذة المشرعة ولكن يدي لم تحرك ساكنا ولم تحاول إعادة الترتيب وكأنني أنتقم من كل شيء مهم ومادي فروحي كانت تتوق لتغيير ما !
وحاولت أن أنطلق من حالتي الراهنة إلى عالم آخر من خلق أفكاري المشوشة فأصغيت عّلي أسمع شاردة أو واردة هنا وهناك تضيء لي فجرا جديدا في نفسي أو تسقي خيالا عطشا من نبع شفقي أو طيفي .. ولم يسعفني المرور بتلك الأسرار وكأنها حبيسة مارد وضع قيدا منع من أصغي حتى لأنفاسي . وحمدا لله أنه فعل فقد كانت أنفاسي نارا تحرق كل شيء إلا الحزن .
ولم أدر ما سبب هذه الأفكار التي تستجدي الدموع ولا تلك الومضات الحارقة التي تسبق رعود الآه . ولم يكن لي بد إلا أن أغادر المكتب لعل رشاش المطر الخفيف خارجا يزاحم تلك الدموع المحتبسة ويزور للناظر صورة وهمية.
و نظرت إلى ساحة المدرسة الخاوية إلا من طيور صغيرة تقفز هنا وهناك وكأنها تذكرني بطيور كانت قبل لحظات تمرح وتحكي قصص طفولة بريئة .اقتربت قليلا ولم تطر بل ظلت آنسة بوجودي . اقتربت أكثر لأرى طيرا غضا يداعب برعما وإذا بأمه تحفر في أسفل الشجيرة وتطير حيث وليدها لتوهبه من جهدها قليلا من حب واستمر الحال هكذا حتى استكان الصغير ونام هنيئا .
أين جهدي أنا ؟!!! سألت نفسي حانقة عليها,ا أين ذلك الحب الذي أسقيه لهؤلاء الصغار كي يستطيعوا قراءة صفحات الدنيا المتلاحقة , وكي تستكين نفوسهم !
انطلقت لمكتبي وبسرعة البرق رتبت أوراقه المبعثرة, وتلاحقت أنفاسي الحارة فبعثت الدفء في جوارحي وسمعت صوت القيود تتكسر فسطرت كلمات حسبتها تتورد فرحا, وقعت جميع المعلمات عليها بالترحيب وعبارات تشجيعية دفعت الدماء ‘لى ربيع كاد أن يذبل لولا لطف الله . وبدأ الإستعداد .....
وغدا أكمل لكن ما حدث
لأترك لخيالكن أن يسرح في فناء مدرستي فيرى فيها ما سيحدث أو ما قد حدث.

صباح الضامن @sbah_aldamn
محررة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

الصفحة الأخيرة
فرديه لعالم الواقع فهو بمداد قلمك أجمل من الخيال ..
ننتظرك ..