يوميات مديرة 21
لمســة حنان
مهما تدافعت رؤانا في مروج حياتنا من حولنا تتزين لنا وتتفنن في إقناعنا بأن الكل يعيش حلمه الطفل , ومهما حاولنا احتواء براعمها فلا بد وأن يستولي على نقائها وشم قاتم في لحظة من زمن .
فكم من برعم نراه يقبل الأرض ثم يرفع رأسه عل شمسا تنير دربه ليتسامق ويزدهر ولكن الشمس تبدو أبعد من أحلامه فتظلله برودة وتبقى نظراتنا إليه جليدية الحركة لا تحمل أفكارا ..تكون ظلا دافئا له .
كان الجو هذا اليوم باردا كبرودة الشمس التي أفكر بها والتي اخشى أن تستقر هكذا طوال نهاري , دخلت غرفتي علني ألتمس دفئا لفكري وقلبي , علني أتلمس نقاء من بين الورق الأبيض الملقى بعشوائية هنا وهناك يحاكي حبي لفوضى تنعش في أحيانا العمل ...!!!
وتحقق الأمـــل , ولكن ! ليس من بين الورق الملقى بل على الطاولة الصغيرة أمام المكتب ....................
شيء أبيض صغير , فركت عيني ثم فركتهما ... ثم فركتهما لالا لا لم أعتقد أن ما رأيته هنا حقيقـــــــــــــــة
أرنـــــــــــب .!!!!!!!
نعم هو أرنب صغيرالحجم يقبع ككومة فرو ثلجي وجهه إلي ...ينظر باتجاهي .....
بدأ قلبي يدق , هززت رأسي أحاول استجماع شجاعتي وعلمت أن الجمال هنا يهاجمني بسلاح لينزع جبني .
جلست بعنف على المقعد لعلمي أن الأرنب سيهب في إطلاق ساقيه لريح محببة تحمله بعيدا عني . وفعل !!!! ولكن ليس إلى الخارج بل إلى حجري .
سمعت صوتي يصرخ , نعم فقط أنا من سمعه لأنه لم يغادر حنجرتي فقد احتبس هناك , واستبداد جمال الأرنب طغى وبشكل بسيط على خوفي منه (( رغم أن هذا الاستبداد قد جمد أطرافي كلها ... ونظراتي ))
أي سر هذا الذي حدا بأرنبي الجميل الصغير أن يفترش ثيابي ويطبع بصماته عليها ؟
لا شك أن ألفاظ الحيرة كلها لا تفي بالغرض هنا وقد كنت أختلس النظر إلى الباب داعية الله بمنقذ من هذا المستبد الضعيف .
وقليلا قليلا بدأ الأرنب يصعد علي ظانا أنني مرجه المفضل واستقر على كتفي ...اقترب من أذني وكأنني سمعت أنفاسه تحادثني , وانسابت تلك الأنفاس مع دقات قلبه السريعة إلى أذني تعرض صورة لم افهمها خصصت لي وحدي ولكن لم أفهمها...
وبين حيرتي وتجمدي وحرارة أنفاسه في أذني جاءت المنقذة .. أم احمد
ومن بين ضحكاتها المهتزة على منظري المتجمد أوضحت أن الأرنب للتشريح في المعمل وقد فر من المعلمة .
حزنت جدا جدا أن أخذ مني , ناشدت المعلمة أن تستعمل أرنبا مذبوحا , ويبدو أنني لم أفلح وأرسلته للجزار ..
و خيم الحزن واكتسى قلمي برودة وثقلا بدأ قليلا قليلا في نسيان , وتدفقت توقيعاتي على الورق الأبيض , قلبية تارة ... حزينة تارة .... راضخة للأمر الواقع تارة أخرى
ولكن الدفء لا زال مفقودا في مكتبي فتفيأت ظلا في الباحة كانت الشمس قد مرت عليه في زمن الإشراق لأراقب من مكاني تلك الكلمات الصريحة المبعثرة هنا وهناك في تحركات من صبية أو نمو لبراعم غير مكترثة لتزاحم الأغصان الكبيرة حولها , فهي ترى فيها حنانا فتتوسد ورقا أخضر يانعا أو تحبو نحو واحدة تقادم عليها العمر .. تلمح في خطوطها قوة حانية فتنام في أحضانها لتحيي فيها قانون بقاء....
أرحت نفسي المتعبة تساؤلا وجررتها إلى المكتب مقفلة صندوق هذا اليوم
بدأت بالبحث عن حقيبتي حتى أضناني البحث وعيل صبري ثم دعوت دعاء الفقد , لأجدهـا ! ولكن أسفل المكتب ... ليست وحدها ... شيء ما وضعها تحت رأسه , شيء صغير يلبس ملابس المدرسة ويملك شعرا غير منسق ...وينام بعمق ....
طفــــــــــلة ...!!!
لا تتعدى السادسة من عمرها تنام ملء جفونها تحت مكتبي ,على حقيبتي, تفترش أرض المكتب الباردة وتستظل بسقفه الحديدي الأشد برودة .
وكأن الأرانب اليوم تستهوي دفء مكتبي حاولت إيقاظها ولم أفلح والعجب يلفني
, جررتها قليلا لأراها تحت النور وتحسست وجهها البارد الصغير , وعجبت كم هو خشن لا ككل الأطفال في عمرها ولمحت تقاسيم وجهها الحادة .. كانت مقطبة رغم استسلامها للنوم
حاولت حملها لأحميها من برد الأرض فتأوهت بصوت انخلع له قلبي ..وضعتها على المقعد وفي كل مرة كنت ألمس ساقيها تتأوه . كشفت عن ساقيها لأرى سبب التأوه لتصرخ كل جارحة في ...!!!
يا أللــــــــــه
صرخت ,, ثم رجعت مرة أخرى إلى رشدي ورفعت بنطالها المهتريء نوعا ما وتأوهت ثانية .
لم أكن واهمة .. ما أرى هنا بقعا سوداء في ساقيها وثارت نفسي لأرى أن هناك أيضا آثار حروق في يديها وعلامات لأصابع غليظة
يا ألله يا ألله ,, إنني وأنا أروي الآن تتدافع الدموع من عيني وأشعر أن قلمي يرتجف , لم اصدق أن هذا المخلوق الصغير قد مورس عليه هذا الظلم .
وتنبهت , الدوام كان منتهيا ولا أحد غيري في المدرسة وهذه المسكينة ..
بحثت بحركات سريعة عن حقيبتها ولم أجدها وبعد جهد وبحث في الملفات عرفت من هي وعجبي يزداد لعدم فقدان أهلها لها ..
واتصلت بهم
وجاءني صوت أجش على الهاتف :
_ دعيها تأتي هذه ال ........... إنها تعرف البيت , واقفل السماعة في وجهي ..
عرفت ساعتها لم لم يسأل عنها أهلها وإن كانت الصورة لم تتضح .
أيقظتها وأطعمتها قليلا من حلوى وكوب عصير
كانت تشرب بهدوء مميت وصمت يبحث من بين نظراتها الخائفة عن أمل لانطلاق .
كشقت لها عن ساقيها متساءلة , لم تجبني , طلبت منها المغادرة إلى البيت ولم تتحرك , حملت حقيبتي وهممت بالانصراف فشيعتني بنظرات باردة وعدلت من جلستها ولم تتحرك
أقفلت باب المكتب ببطء لأرى ردة فعلها فقفزت ممسكة ثوبي صارخة :
_ لا تتركيني .. لن أذهب إليه لن اذهب إليــــــــــــه جلست ووضعتها في حجري ةتعلقت برقبتي وأنفاسها اختلطت بدقات قلبها وارتفعت لأذني ............كما ذاك الأرنب الصغيــــــــــــــــــــر تشكو لي
آه ما أشد الحزن الذي جاء يبحث عن دموعي ورعد قلبي تصاحبه خفقات متسارعة تطلب حلا لهذه المسكينة
__ يضربني .. لم أفعل شيئا , يحرق السجائر في رجلي لم أفعل شيئا يريدني دائما أن أصمت لا أتكلم
يأتي من الخارج غاضبا ويضربني .. يغضب من امي ويضربني , لا تتركيني أذهب .. لا اريد .. لا أريد ... لم تغسل دموعها خوفها فالدموع أحيانا لا تكفي ........
عندما يبتعد عنك الزمن أحيانا وترى أن توقف وتفني الساعات فاعلم أنك تذوب...وهذا ما حدث معي .. أحسست أني أذوب ويعتل فؤادي لما أرى
ما الحل ؟ كيف أحمي هذه الصغيرة من استبداد أقرب الناس لها
كيف ...
إلى اللقاء في الجزء الثاني
صباح الضامن @sbah_aldamn
محررة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
بحور 217
•
يا الله ...
ظننت أن يومياتك ستخفف عني الحزن الذي يخنقني من الأمس ...
فوجدته يزيد في عصر قلبي ...
أتعذب الطفولة ... وتغتال البراءة ... وتموت الرحمة ...
أنتظر البقية علها تجدد لي شيئا من الأمل .
في الهامش ...
ما زلت رغم أحزاني أقدم التحية لقلمك كلما قرأت كلماته .
ظننت أن يومياتك ستخفف عني الحزن الذي يخنقني من الأمس ...
فوجدته يزيد في عصر قلبي ...
أتعذب الطفولة ... وتغتال البراءة ... وتموت الرحمة ...
أنتظر البقية علها تجدد لي شيئا من الأمل .
في الهامش ...
ما زلت رغم أحزاني أقدم التحية لقلمك كلما قرأت كلماته .
استاذتي الغاليه صباح
دائما اقرا في يومياتك ولكن دونما تعليق.................
لانني دائما اشعر ان تعليقي سوف يكون صغيرا جدا امام روعه ما تكتبين من ابداع ....................
يومياتك تشعرني بالحنان واشتاق الى امي .................
لقد ابكيتيني حقا عندما تذكرت الطفوله المحرومه والتي تعاني من ظلم الغير دونما سبب
سلمت يمينك وجزاكي الله كل خير
ومازلت انتظر النهايه
دائما اقرا في يومياتك ولكن دونما تعليق.................
لانني دائما اشعر ان تعليقي سوف يكون صغيرا جدا امام روعه ما تكتبين من ابداع ....................
يومياتك تشعرني بالحنان واشتاق الى امي .................
لقد ابكيتيني حقا عندما تذكرت الطفوله المحرومه والتي تعاني من ظلم الغير دونما سبب
سلمت يمينك وجزاكي الله كل خير
ومازلت انتظر النهايه
______________________________________________________________________الجزء الثانـــــــــي
وقبل ان تتلاشى في القدرة على فعل شيء
اتصلت بأحد المرشدين الإجتماعيين , شرحت له القضية والتقينا عند باب بيت الصغيرة , لتبدأ المواجهة .
فتح الاب لنا الباب ثم أقفل جزءا منه , شد الصغيرة بعنف إلى الداخل وكاد أن يقفل الباب بوجهنا ولكني أمسكت المقبض ولم أدر كيف واتني تلك القوة ودخلنا رغما عنه .
كيف يمكن أن نتكلم مع أب .. يقسو على ابنته ؟؟
كيف تخاطب دينه ؟؟
كيف نخاطب رجولته
تخاطب إنسانيته ..
كيف تقنعه بالرفق بها ؟؟
كيف نضمن أن تدخلنا لن يجر عليها مزيدا من العذاب ؟؟ فقد التصقت الصغيرة بي ووالدتها تنظر والدموع في عينيها تعلم يقينا لم أتينا ..
إن اللغة بحد ذاتها وجدت لتكون تواصلا بين الناس تأتي أحيانا محبة كوسيلة لاجتذاب من حولك فتكون بعض من مفرداتها لغتك الدائمة
ولكي تتضوأ الحياة هنا وتنير شمس في قلب تلك البرعم الباحث عن دفء حاولت أن أحمل لغتي تنوعا يومض قليلا في قلب القسوة ليطفيء استبداد ظلمه , ولكن نشأ نزاع بيني وبين هذه القسوة المتمثلة في أب لا يرحم
حب الطفولة في نفسي تجعل قلبي كجناح طائر محملا ندى , محملا بشرا , محملا خوفا من صقر جامح أو سهم طائش أو متعمد
وقسوة السهم هنا تنفذ جناحي الطائر دائما فيدمى
وأنشر دماءه في كلماتي فتأتي ثائرة مرة على الظلم ومرة يائسة من الألم
ولكني عندما أنظر إلى الصغيرة أستصغر ألمي فأعاود النضال من أجلها وأنسى ألمي
وساعدني المرشد بنصحه , ولم يستجب بل أخذ يكيل لنا الشتائم حتى أحسست ان هبوب الريح المنتنة القادمة تحمل صنوفا من النعوت السيئة تكاد تخنقني .
هز المرشد رأسه يائسا وهم بالخروج مهددا بفضح أمره للسلطات .
وأقفل الحديث ورسائل الكره تتطاير بيننا
ولمحت في آخر الغرفة طفلا يحبو ويتقدم نحونا , أمسكت به ورأيت نظرات الأب لهذا الطفل , كانت مغايرة لما ينظر لابنته
كان فيها نوع من حب
أمسكت بالصغير وقلت للأم بصوت حازم :
__ أحضري له ثيابا وحليبا
قالت خائفة
_ لم ؟
وأحضري ثيابا للصغيرة أيضا . أردفت
نظر الأب إلي والنار تشتعل في ملامحه وقبضته تضرب على ركبته مؤذنا باندلاع حرب
__ لم ؟؟ قالت الأم المغلوب على أمرها
استدرت للمرشد قائلة
_ إتصل بالشرطة يجب أن يوضع حد لهذا .
قفز الأب من مكانه وخطف الصغير مني وطالبني بالانصراف
ولكن النار التي أشعلتها هنا لا تنطفيء بهذه الطريقة وإلا لاحترق الجميع . فهم المرشد مرماي وقام إلى الهاتف ,
سبقه الأب ودفعه عنه وكادت أن تبدأ الحرب
فأمسكت بالهاتف وبدأت بالتهديد ..
ومع بوادر الارتباك ابتدأت والمرشد بالضغط عليه ليستمع بقلبه وما يزيد كلامنا في نفسه إلا ضراما وأخيرا وبعد جذب ورد ودموع الصغيرة تحرق صبري أحيانا
خنع لينهي المشكلة .
والغريب أنه وأثناء معركتنا معه كان يمسح رأس ابنه الصغير رقة وحنانا
و لربما استطعت فك رموز قسوته على الصغيرة ...
ألأنهــــــــــا أنثى .. وهو لا يحب الإناث وكان يتمنى أن يكون بكره ولدا
أو لأن الأنثى أضعف والضعيف في هذا الزمان وكل زمان فريسة ليد العنف والظلم !!
وبعد جهد تعهد بعدم ضرب الصغيرة .. ربما خوفا منا .. وربما ...
قبلت الصغيرة التي تعلقت برقبتي وهمست بأذني كلمة
_ إذا ضربني سأخبرك .... وقبلتني
وطمأنتها وأنا التي تحتاج أن تطمئن .
خرجت من بيت الصغيرة أستروح أنفاسا نقية من حولي علي أجدها , فناسمتني رويحة صغيرة تلعب على السلم , عذبة ابتسمت لي ومع بسمتها الهادئة لاحت لي تلك الصغيرة المسكينة التي تنشد لمســــــــة حنان من أقرب الناس لها.
تلك الطفولة التي تحيا معنا أصل لكل شيء وببسمتهم ندرك سر الحب البريء ذاك الغذاء النابض المستمر الذي يعطي للنفس هدوءها . و بسمتهم هي ذلك الوقود الذي يضيء سراج حياة وهي أشعة دافئة تفتت جليد قسوة وهي نسائم تهب على أغصان متكسرة فتجمعها لتحيا من جديد
إن تلك الطفولة هي أصل لكل شيء وهي بداية لكل لذة وجمال وكينونة, وعندما نحنو عليها تسري فينا قوة خالقة لكل المعاني والمشاعر النقية
أفلا تكون كلماتنا لمسة حنان لبرعم يطلب الشمس ودفئها العذب ....
وقبل ان تتلاشى في القدرة على فعل شيء
اتصلت بأحد المرشدين الإجتماعيين , شرحت له القضية والتقينا عند باب بيت الصغيرة , لتبدأ المواجهة .
فتح الاب لنا الباب ثم أقفل جزءا منه , شد الصغيرة بعنف إلى الداخل وكاد أن يقفل الباب بوجهنا ولكني أمسكت المقبض ولم أدر كيف واتني تلك القوة ودخلنا رغما عنه .
كيف يمكن أن نتكلم مع أب .. يقسو على ابنته ؟؟
كيف تخاطب دينه ؟؟
كيف نخاطب رجولته
تخاطب إنسانيته ..
كيف تقنعه بالرفق بها ؟؟
كيف نضمن أن تدخلنا لن يجر عليها مزيدا من العذاب ؟؟ فقد التصقت الصغيرة بي ووالدتها تنظر والدموع في عينيها تعلم يقينا لم أتينا ..
إن اللغة بحد ذاتها وجدت لتكون تواصلا بين الناس تأتي أحيانا محبة كوسيلة لاجتذاب من حولك فتكون بعض من مفرداتها لغتك الدائمة
ولكي تتضوأ الحياة هنا وتنير شمس في قلب تلك البرعم الباحث عن دفء حاولت أن أحمل لغتي تنوعا يومض قليلا في قلب القسوة ليطفيء استبداد ظلمه , ولكن نشأ نزاع بيني وبين هذه القسوة المتمثلة في أب لا يرحم
حب الطفولة في نفسي تجعل قلبي كجناح طائر محملا ندى , محملا بشرا , محملا خوفا من صقر جامح أو سهم طائش أو متعمد
وقسوة السهم هنا تنفذ جناحي الطائر دائما فيدمى
وأنشر دماءه في كلماتي فتأتي ثائرة مرة على الظلم ومرة يائسة من الألم
ولكني عندما أنظر إلى الصغيرة أستصغر ألمي فأعاود النضال من أجلها وأنسى ألمي
وساعدني المرشد بنصحه , ولم يستجب بل أخذ يكيل لنا الشتائم حتى أحسست ان هبوب الريح المنتنة القادمة تحمل صنوفا من النعوت السيئة تكاد تخنقني .
هز المرشد رأسه يائسا وهم بالخروج مهددا بفضح أمره للسلطات .
وأقفل الحديث ورسائل الكره تتطاير بيننا
ولمحت في آخر الغرفة طفلا يحبو ويتقدم نحونا , أمسكت به ورأيت نظرات الأب لهذا الطفل , كانت مغايرة لما ينظر لابنته
كان فيها نوع من حب
أمسكت بالصغير وقلت للأم بصوت حازم :
__ أحضري له ثيابا وحليبا
قالت خائفة
_ لم ؟
وأحضري ثيابا للصغيرة أيضا . أردفت
نظر الأب إلي والنار تشتعل في ملامحه وقبضته تضرب على ركبته مؤذنا باندلاع حرب
__ لم ؟؟ قالت الأم المغلوب على أمرها
استدرت للمرشد قائلة
_ إتصل بالشرطة يجب أن يوضع حد لهذا .
قفز الأب من مكانه وخطف الصغير مني وطالبني بالانصراف
ولكن النار التي أشعلتها هنا لا تنطفيء بهذه الطريقة وإلا لاحترق الجميع . فهم المرشد مرماي وقام إلى الهاتف ,
سبقه الأب ودفعه عنه وكادت أن تبدأ الحرب
فأمسكت بالهاتف وبدأت بالتهديد ..
ومع بوادر الارتباك ابتدأت والمرشد بالضغط عليه ليستمع بقلبه وما يزيد كلامنا في نفسه إلا ضراما وأخيرا وبعد جذب ورد ودموع الصغيرة تحرق صبري أحيانا
خنع لينهي المشكلة .
والغريب أنه وأثناء معركتنا معه كان يمسح رأس ابنه الصغير رقة وحنانا
و لربما استطعت فك رموز قسوته على الصغيرة ...
ألأنهــــــــــا أنثى .. وهو لا يحب الإناث وكان يتمنى أن يكون بكره ولدا
أو لأن الأنثى أضعف والضعيف في هذا الزمان وكل زمان فريسة ليد العنف والظلم !!
وبعد جهد تعهد بعدم ضرب الصغيرة .. ربما خوفا منا .. وربما ...
قبلت الصغيرة التي تعلقت برقبتي وهمست بأذني كلمة
_ إذا ضربني سأخبرك .... وقبلتني
وطمأنتها وأنا التي تحتاج أن تطمئن .
خرجت من بيت الصغيرة أستروح أنفاسا نقية من حولي علي أجدها , فناسمتني رويحة صغيرة تلعب على السلم , عذبة ابتسمت لي ومع بسمتها الهادئة لاحت لي تلك الصغيرة المسكينة التي تنشد لمســــــــة حنان من أقرب الناس لها.
تلك الطفولة التي تحيا معنا أصل لكل شيء وببسمتهم ندرك سر الحب البريء ذاك الغذاء النابض المستمر الذي يعطي للنفس هدوءها . و بسمتهم هي ذلك الوقود الذي يضيء سراج حياة وهي أشعة دافئة تفتت جليد قسوة وهي نسائم تهب على أغصان متكسرة فتجمعها لتحيا من جديد
إن تلك الطفولة هي أصل لكل شيء وهي بداية لكل لذة وجمال وكينونة, وعندما نحنو عليها تسري فينا قوة خالقة لكل المعاني والمشاعر النقية
أفلا تكون كلماتنا لمسة حنان لبرعم يطلب الشمس ودفئها العذب ....
الاستاذه صباح الضامن
احيي قلمك الرائع الذي دون اجمل عبارات ولكن
ليصوغ اسوأ اغتيال للطفوله وطعن للابوة الفطريه
ابكتني تلك الطفله البائسه والتي وجدت من يفكر بماساتها
ولكن غيرها كثر فمن يمسح دموعهم ويعوض حرمانهم حرية الطفوله
احيي قلمك الرائع الذي دون اجمل عبارات ولكن
ليصوغ اسوأ اغتيال للطفوله وطعن للابوة الفطريه
ابكتني تلك الطفله البائسه والتي وجدت من يفكر بماساتها
ولكن غيرها كثر فمن يمسح دموعهم ويعوض حرمانهم حرية الطفوله
الصفحة الأخيرة
بدأت معنا بابتسامة ... لكنك ختمتها بدموع
لكنني استغربت ...
حتى الأرانب تحبك ؟؟؟؟؟!!!!!!
لا عجب إذن من الأطفال
وهذه اللاجئة المسكينة
لم تقدها أحزانها إلا إليك
إنه سر الله في خلقه
سأنتظر البقية ..
ولكن لاتتأخري فقد بدأت أشعر بالبرد