يوميـــــــــــــات مديرة 24 (هكذا أنا دائما .. وحيدة )

الأدب النبطي والفصيح

هكذا أنا ...... دائما وحيدة

في منزلي وفي حديقتي الصغيرة وبين شجيرات الورد الجورية الصفراءالحزينة , تحركت قطتي الحبيبة تجمع أشتات وليفتها , تمسك بها تجرهــــا بعيدا عن ناظري ...
ولم أدر تلك الفترة من حساب الزمن كم استمرت فكم أكره دقات الساعة كأنها تجرعنا سما بطيئا اسمه مرور وانتهاء حاضر .
وكأن الحاضر بما فيه من نفوس وقلوب تؤلم لم تكفني لتأت صورة أخرى تجرعني ألما آخر .
حملت بقايا صور القطة الحزينة في عمري الذي لملمته رأفة بمن حولي ...... وواصلت المسير.
واصلته ........... وهواء ثقيل أثقل من نفسي يحيط بالمدرسة . كان الظلام لا زال يلف أرجاء مدرستي الحبيبة فقد يممتها عند أذان الفجر كي أنعم بعمل هاديء !!
جلست في باحة المدرسة , وقد ابتدأ خط الفجر يسكب الصمت والأحلام على دنياي الصغيرة مشحونة بأفكار تعلو وتنخفض كأنفاس الخائفين المترقبين .
وأخذت النسمات تلاعب يقظة عيوني تحاول أن تستدرجها لتبتعد عن أحلام تشدهــــا إلى الوراء.
وفترت شفتي عن بسمة باردة , تجمدت, رغم أني كنت أحاول قلب نبضات قلبي لشيء آخر غير الدقات , ربما حركات متماوجة كتلك السحب الخفيفة التي ما أن تبتسم حتى يظهر ضوء الشمس الخفيف الباهت معلنا عن شروق قادم ............ أو قمر غائب
ولم توقظ تلك النسائم في الحافز القديم للعمل كما تعودت فقد كانت تصاحب ترقبي وتنتظر على بوابته كي تهيم بروحي تصول وتجول حاملة إشراقات لا حدود لها ..... أو تقفل اندفاقهــــــــــــــا ....
وانتظرت معي
وحملت أرجل الصغار والكبار يتواثبون من حولي وينتظمون بحركات مدروسة وعشوائية حتى لفتهم الصفوف وغابت أقمارهم عني ... لأبحث عن قمر لم يطل علي هذا الصباح كعادته
حالفت الانتظار.....ولسان حالي يردد
أين هي ؟؟
تعودت أن لا تأت أحيانا وتذهب إلى الوزارة في شئون المدرسة
ورغم معرفتي بذلك إلا أن قلقا خفيــــــــا استبد بي
وتقرع دقات الساعة على قلبي تطلب مني تناسي القلق والبدء بالعمل
ونفسي تتوق إلى تلك التي أينما أوجه عشب عيوني أجدها ترويها لتخضر
وأينما تضل حروفي أجدها تلملم نقاطها وتنظمها في عقد متماسك
وأينما تتوق روحي لأنس أراهــــــــا كالطبيعة المبتسمة دائما ......
لم أجدهــــــــا اليوم
اليوم أحس أن غيابها له معنى كبير ...
وبما أن الصباح قد جُـبل على حمل جبال الحزن في أرضه فقد عدت للعمل ... فهكذا أنا أودع قلمي صباحا لا أطيق حمله من كثرة ما يحمل لأعود له في المســــــاء
أرمي بورقي ليلا لأرسم عليها في كل صبح
ولكن دقات الساعة ......تلك القاسية نبهتني مرة أخرى , تلك الساعة التي لا تنتظر , لا تقدم أو تؤخر من أجلنــا
حملت مع دقتهـــــــا الأخيرة ووجيب القلب يزداد
حملت خبـــــــــرا

لا ليس خبرا إنه صاعقة بدون مقدمـــــات

ماتــــــــــت صديقتي
أنيستي
وليفتي
رفقة عمري
ذهبت هكذا فجـــــــــأة فجأة
تركتني وحدي
.....
آه يا رفقة العمر
يا من علمتني معنى الحب في الله
يا من لم تفكري يومـا بنفسك حتى عندما تزدحم الهموم تأتي لتري إن كنت مهمومة فتمسحي بيدك الحنونة رواسب فعل الغير
آه يا من أراك تسعين كل صباح جاهدة لكي تطمئني إن تناولت ما يسد الرمق
تتفنين في إحضار ما أحب
وبحنانك ...تبتسمين فرحة إن تناولتُ طعامك
-----أنت تتعبين ياصباحي هكذا كنت تقولين , يجب أن تراعي صحتك
أين أجد تلك اللهفة الآن ؟؟
أين أجد تلك اليد التي تقرأ لي المعوذات عندما أضيق
أين أجد من سيأخذ أعمالي ليساعدني ثم يكتب اسمي تحتها مفتخرا , ويقول أسمعك الآن ترددينها
-- آه يا صباحي ألا تعلمين أن يدي لا تحب إلا كتابة اسمك !
وأغفل حتى أن أرد لك الجميل
وأنسى حتى أن أضم عيونك الحبيبة إلى قلبي
آه يا أنيستي
من سيمسك الآن يا بالشمس يبعدها عن قلبي ويحترق هو
من سيلفني بدفء كلماته وتجمد دنياه ولا يهتم؟؟؟؟
من ؟؟؟ من ؟؟؟؟
لا أحد مثلك يا أنيستــــــــي
ذهبت وتركتني وحيدة
هكذا أنا دائمـــــا وحيدة
لن أنساك يا أنيستي أبدا
وإن تكاثرت الأقمــــــــــــار من حولي

فقمرك مهما ادلهم الليل وثناثرت النجوم ومهما تعب النهار من كثرة ما أشرق
سيظل هو القمر الأول
منتشر في نفسي بكل أضوائه كأن قطراته الندية لا زالت تروي لتذهب أكدارا دنيوية
ولا زال في ألفاظي مداده

ذهبت يا أنيستي
وغاب قمري حمل أشعته بكأس الموت وارتشفته دون أن أستعد له
لأظل أرشف أشعة ... من أقمار شتى ... أرجو أن تؤنس روحي
لأبقى وحيـدة

أو هكذا أتوهم
ووهمي يطفو ويغرق
يدق بانتظام وبضطرب
ومع أني أعلم يقينا أن الله لم يخلق قمرا واحدا في حياتنا يضيء علينا
ومعى أني أعلم أن دقات الساعة ليست ثابتة بل متحركة
تمشي تحمل كل شيء , تحمل صوت ذكرياتنا وحاضرنا إلى مستقبلنا فنمشي بانتظام معها أو بتمرد , بألم مرة , براحة أخرى ونعي أن دقاتها قد وضعت بيد رحيم فندرك أن قرعها بروحنا صقل لها فنفهم سرها
ورغم كل هذا أتوهم دائما أنني والوحدة توأمـان
فمتى تستريحين يا نفس وتعلميــــــــن
أن
((( من تخلص من وهمـــــــــــه...... خلص من همــــــــــــه ))

في الهامش

بالأمس كانت ذكرى وفاة صديقتي
أسكنها الله فسيح جنانه

آسف إن كنت أحزنتكن
8
857

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

ايمان خالد
ايمان خالد
آآآآآآآآهههههه
كم من أحبة أضعناهم ,سرقهم منا الموت.
لكن أنيستك يا أمي ما ماتت فهي حيه في روحك في ذاكرتك وعند الرحمن
وما هي إلا أيام لا ندري متى ستنتهي ويكون اللقاء الأعظم مع كل أحبائنا تحت عرش الرحمن( وهكذا ظننا ان شاء الله)
فاستبشري يا أمي و أشرقي فقد حظيت بنعمة عظيمه ليست متاحه للكل .............المحبه في الله.:26:
نــــور
نــــور
هكذا أنا ...... دائما وحيدة !!!!!!!!


وأين ذهبنا نحن ؟؟؟؟؟

ما فائدة أخوتنا ومحبتنا في الله

إن لم تؤنس وحدتك

نعم .. لسنا مثلها

ولن نكون

ولكن ............

هل تبقى فراغ بسيط

نجد فيه لأنفسنا

مكانا في قلبك

لعله يؤنسك في وحدتك

ويكفكف عنك دموعك

في النهاية ...

لست وحيدة أبدا

مادام الله تعالى معك

وأنت أجبت عن سؤالي عنك حين مرضك

قلت لك هل أنت وحدك

قلت لا معي أحبتي

والله قبل كل شيء معي

فليحرسك الله من كل سوء غاليتي

وليحميك مشرقة دوما لنا
صباح الضامن
صباح الضامن
بنيتي الحانية
إيمان قرة العين
لا أصدق أنك تزوريني في صفحاتي فذاك أقصى ماأتمنى في هذه الأيام
أنت في حياتي بلسم وإشراق
تنعشيها وتضيئيها

دمت يا غالية

نور

يا غاليتي

قلبي كمدينة كبيرة لا تضج بقاطنيها
وكل له مكانه
وأضع له خطا يسير عليه
يرتاح فيه وينعم

ويكفيني أنك هنا
فلا أطمع بأكثر

بوركت يا أرق نور
عطاء
عطاء
كنت أشعر بهذا كله...ياعزيزتي...

كان شيء ما يختفي لايريد أن يظهر..لكنني كنت أشعر به إنه قلب صباح...

كان للحروف التي تتقاطر دماؤها أو دموعها أو بسماتها على الورق رغم اختلاف دفق القلم

إلا إنه يتفلت منه نبضات قلبٍ كبير...كبير جداً...يسع كل شيء ولايرضى أن يسع أي شيء!!!!

يفر من كل حدودٍ تحبسه..يحلق في فضاءاته...وينتظر ذلك الليل ليعيش وحده...ويسعد بإشراقات

أقماره...ويبتسم ابتسامة عذبة تنبؤه أن الحياة فيها شيء جميل ...نسعد به ..ويشاركنا...

وتمضي الحياة....صباح يشرق نوره على أرتالٍ من الهموم...أو الغربة...ويأتي الليل

لتنقضي ساعاته ...بقراءة تلك الإشراقات القمرية التي تجعل الحياة تطيب...وتستثير القلم

ليظهر صبوته وفرحه وسروره..بعد أن رسمت ساعات الانتظار أخاديد المشيب في قلبٍ

مثقل بالهموم....أو الغربة...أو سمها ماشئت...

صباح....

أتعبني حرفك ...وحمت حوله ولن أقتحم الآن ....لأنني..............................................

..........................................................................................................

......................................
...................
.......
.
جداً يا أم إيمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــان
صباح الضامن
صباح الضامن
آآآآآه
كم تعبت

هل سمعت يا عطاء بشخص يكتب في الشام ويسمع صرير قلمه راكب أو عائد في أقاصي اليمن

أحيانا أحس بأن القلم يتعبني

وأعود لأرى هل من أكتب لهم لا زالوا حولي

فأرى الإشراق في صفحاتي

والنقاط تنتظر أن أجمعها
والحروف تتطاير يمنة وشمالا تحمل عبقا اشتم ريحه سحرا وليلا

فتهدأ نفسي
ثم أفتقد العبق
لأبقى أنتظر
لأجمع نقاطا أخرى
وأسمع وحدي رجع طرقاتي على أبوابهم
وأفهم بعد ذلك نقاطهم أجمعها سطرا واحدا متصلا أكتب فيه خطواتهم في حياتي
ويفهمون

ولكني صدقا أحن لكل حرف بدون نقاط

فقد تعبت


.................
عطاء

يا عطــــــــــــائي الحبيب

لك مني كل الحب