موضوع رآآئع قرأته اليوم في جريده الرياض فحبيتكم تشاركوني في قراءته
والاستفاده منه واتمنى ان الاخت LN تتطلع عليه..
في صباح يوم جميل تخطو صغيرتي التي لم تتجاوز العامين وتركض فرحة مسرورة بذهابها للمدرسة "الحضانة" ودعتها كعادتي بقبلات حانية على وجنتيها وآخر ما أسمعتني (باي ماما).
مضت ساعات وإذا زوجي يتصل بي ليخبرني بأنهم نقلوها للمستشفى وأصبحت لا تقوى علىالمشي..
لحظات عصيبة بين أكناف المستشفيات حتى استقر بنا المطاف إلى ذلك السرير الأبيضالذي ضم جسدها الصغير.
ذهول الأطباء وحيرة الممرضات أدخلني في دوامة من البكاء، أرى صغيرتي ممدة على السرير، أنهكوا جسدها الصغير بتلك الأجهزة.. لا تقوى على المشي ولا تعرف أحداً، كنت أتحسسها وأبكي، أتذكر كيف كانت سعيدة صباحا" وكيف حالها مساء".. غربة أهل وغربة وطن وأحزان تتوالى فمن لها يا الله..
سبحانك يا الله.. سبحان من ذلت له الصعاب.. سبحانك ياعزيز يا حكيم.. ما بين غمضة عينٍ وانتباهتها يغير الله من حال إلى حال.
كيف لهم أن يقرروا ما قرروا على يأسهم من حالتها، وكيف جاء كرمك ومنّك..
تحاليل وفحوصات وأيام وليال في المستشفى، ثم يأتي فرجك برؤيتي لها واقفة على سريرها الأبيض.
كنت وقتها أصلي وأستشعر عظمة رحمه الله فرحمته بها أشد من رحمتي لها..
كنت أبكي وأقول: "اللهم إنك أرحم بها منّي فارحمها برحمتك" فجاء شفاؤك..
انتهيت من الصلاة وإذا بها واقفة، ذهلت، بكيت من شدة الفرح، وسجدت شكراً لرب الأرباب..
لم أصدق ما رأت عيناي.. أيقنت بعدها أن الله قريب يجيب دعوة المضطر إذا دعاه..
صدق قوله تعالى: "إن مع العسر يسرا".
نعم جاء اليسر بعد العسر وعلمت أن الحياة لا تخلو من كدر، وأن الأبناء زينة الحياة الدنيا، كنت أتأمل حقيقة هذه الدنيا وحقيقة لماذا نحن خلقنا.. هل سندوم في هذه الدار؟ فكان الجواب من المحال دوام الحال.
أيقنت أن البلاء خيرة للعبد، فإذا وقع القضاء ضاق الفضاء..
تدبرت عدة آيات كنت أقرأها بلساني لا بقلبي.. (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان).. (أمّن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء).
يقول ابن الجوزي رحمه الله: "اعطوا الله ما يحب.. يعطيكم ما تحبون"
فجعلت منهجي في حياتي.. (احفظ الله يحفظك).
أمل بنت محمد المجاهد
http://www.alriyadh.com/2010/07/10/article542286.html
