يوم فرق الله فيه بين الحق والباطل
هو يوم بدر ..
يوم فرق بين عهدين في تاريخ البشرية: عهد كان فيه الإسلام مستضعفاً..
وعهد سيكون فيه الإسلام قوياً.
::
ولو كان النصر يقاس بالمقاييس المادية، فإن المسلمين لم يكونوا لينتصروا في ذلك اليوم ..
لماذا ؟؟
لقد كانوا ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً
ولم يكونوا مهيئين نفسياً أو مجهزين عتاداً للقتال ..
وكان معهم فرس واحدة!
والكفار جمعوا ألف مقاتل كامل الجهوزية للحرب..مع ثلاثمائة فرس !
فانظروا الفرق بين الفئتين ..
ولكن يبطل العجب إن آمنا بأن
ففئة تقاتل في سبيل الله ..
وأخرى كافرة !
وما النصر إلا من عند الله .
::
ومع اليقين بأن النصر من عند الله..
يأتي الأخذ بالأسباب
في التخطيط للمعركة
وفي اختيار زمانها ومكانها ..
في التجهيز المعنوي والنفسي ..
وقبل كل شيء التوكل على الله ..
ووضوح الهدف وهو الدفاع عن دين الله وهو مانفخ فيهم روح القتال والتطلع الى الشهادة أو النصر ..
وفي كل خطوة للمسلمين تظهر منة الله عليهم وتوجيههم .
ثم كان المدد الإلهي بأن غشاهم النعاس قبل المعركة أمنة منه
ثم نزل مطر السماء فأمدهم بالنشاط فتوضأوا واستعدواوقد تجددت نفسياتهم ..
ثم ساندتهم الملائكة في القتال..
وكانت المعركة..
فدب في قلوب الكافرين الرعب ..
ونزلت سيوف المسلمين فوق الأعناق
::
ولكن ..
كيف انتصر المسلمون في بدر وهي أول معركة .. وهم الضعفاء ؟!
من الذي فعل كل هذا ؟!
إنه المالك لهذه الأرض!
فليثق الإنسان بربه..
وأن النصر من عنده تعالى ..
وإن كانت الأسباب المادية تحتم الهزيمة ..
ولنحرص جميعا على فهم قوانين النصر ..
ولنصبر ونثبت ونلجأ إلى الله ونثق
أنه تعالى وحده صانع النصر
