طالب فلسطيني صغير .. يروي قصته في أحد المنتديآت
فـ بمآذى ستجيبون . . ؟!
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
اليوم..:الاثنين
التاريخ..:28-9-2009
الساعة..:10:30صباحاً بتوقيت فلسطين
المكان..:مدرستي الثانوية الواقعة على مدخل البلدة التي أعيش فيها بعيداً عن التجمعات السكنية
يوم عادي من أيام الدراسة..يُقرع الجرس ليعلن انتهاء الحصة الثالثة
يخرج الطلاب إلى الفسحة..وينتشرون في ساحات المدرسة,هذا يكلم ذاك وآخر يأكل والبعض يلعب والجميع يستريحون تحت شمس الصيف الدافئة..
فجأة تتعالى الأصوات وتنطلق الصافرات..ماذا يحدث؟
يتجمهر الطلاب..الجميع ينظر إلى الشارع..لماذا يركض بعض الطلاب خارج المدرسة!!
فتى يقول..:ها هو لقد رأيته..]..وآخر..:إنه قادم نحو المدرسة..]
الجرس يُقرع رغم عدم انتهاء وقت الفسحة في محاولة يائسة لإداخل الطلاب إلى فصولهم
المعلمون..:كل واحد يفوت على صفو..]..لكن من يهتم..
المدير يحاول أن يُخرج الطلاب من الملعب ويبعدهم عن بوابة المدرسة لكن لا فائدة..فإذا جاء من اليسار نزلو من اليمين وإذا جاء من اليمين نزلوا من اليسار
فالجميع يريد أن ينظر والبعض يريد أن يشارك في قذف الحجارة على الجيب العسكري الصهيوني الذي يقترب من المدرسة في محاولة لاستفزاز الطلاب والتحركش بهم..
بعد وقت قصير ينسحب الجيب ويدخل الطلاب إلى فصولهم حتى انتهاء ساعات الدوام ثم يعودون إلى بيوتهم.
اليوم..:الأربعاء
التاريخ..:30-9-2009
الساعة..:12:10 ظهراً بتوقيت فلسطين
المكان..:فصل الأحياء..الحصة الخامسة
أشعر بالملل..فالمادة طويلة والأستاذ لا يتوقف عن الكلام
ما هذا الصوت؟..يبدو أن هناك شغباً في أحد الصفوف لعدم وجود أستاذ به..
مرت بضع دقائق لكن الأصوات لا زالت ترتفع..يبدو الأمر أكبر من صف بلا أستاذ..
هاتف أستاذ الأحياء يرن لكنه يقطع الخط...
أحد الطلاب(يمزح)..:جيب جيش..]..الجميع تحملق حول النافذة فغضب الاستاذ وأجلسنا..
طالب آخر..:شوفو الجيب بين الزيتون]..يبدو أنه أصاب هذه المرة
تعالت الأصوات في الخارج لكن لم نستطع رؤية ما يحدث فباب الصف مغلق
يصرخ احدهم..:ست جبات في الشارع جاي لهون]..والأصوات لا تزال ترتفع
الطلاب..:استاذ افتح الباب وقلنا بس شو صاير الفضول قتلنا]..لكن الأستاذ يرفض فيضطر أحد الطلاب لفتح الباب بنفسه..
الطالب..:الكل برا الصفوف تعال شوف]..لم نستطع أن نرى ما الذي ينظر إليه الطلاب ولماذا هم خارج الصفوف لكننا أدركنا بدافع الخبرة ><" أن أحد الجيبات دخلت إلى المدرسة..
يستكمل الأستاذ شرح الدرس لكن لا أحد يصغي فبالنا مشغول بما يحدث..
هاتف الأستاذ يرن مرة أخرى..الاستاذ..:آلوو،...بعرفش،احنا في الصف ومش عارفين شو قاعد بصير....]..ثم أنهى المحادثة،سألناه ما الذي يحدث فقال أن المتصل أخبره أن هناك طالباً من الثانوية الأخرى الواقعة في وسط البلدة قد أصيب بعيار ناري من الجيش..
يعود الاستاذ لاستكمال الدرس،أما الطلاب فهم يسألون بعضهم عن هوية الطالب المصاب وفجأة سمعنا أصوات عيارات نارية قريبة..الطلاب..:في صوت طخ برا]..الاستاذ..:لا فش اشي غير انو جيب جيش مارق شو يعني مش اشي عجيب وهاي مش أول مرة بتشوفو جيب الجيش الي بسمع بقول احنا مستقلين]..
فتح الأستاذ باب الفصل وإذا بمعظم الطلاب خارج الصفوف في أروقة الطابق الثاني فحاولنا الخروج لكن لم نستطع فالحصة السادسة سنقدم اختبار الفيزياء ومُنِعنا من الخروج من الفصل خوفاً من نقل الأسئلة لأن الفصل الآخر كان قد قدم الاختبار قبلنا..
الأستاذ بعد أن أغلق الباب..:ضايل نقطتين بس خلوني أشرحهن]..وبينما هو يشرح قاطعه الطلاب بصراخهم فتوقف حينها انزعجت وقلت..:اشرحهن خلصنا علينا امتحان بدنا نعرف انركز]..
جاء طالب من الخارج وفتح الباب وقال..:شو ابتعملوا الجيش في المدرسة قومو بدنا نروح]..لكن الأستاذ أغلق الباب..
علت بعض الأصوات من الخارج..:بالروح بالدم نفديك يا xxxx]لم أسمع الكلمة الأخيرة بسبب صراخ الطلاب في الفصل..ثم يدخل أستاذ الفيزياء..
طلبنا منه إلغاء الاختبار لأن المدرسة ستُخلى لكنه أبى ووزع الأوراق..الجميع متوتر فلم يبقى في المدرسة سوانا عالقين بين المتجهات السينية والصادية..سحقاً للفيزياء..
...جاء استاذ آخر وقال..:شو ابتعملو بعدكم يلا طلعهم خليهم يروحو]..فأجاب استاذ الفيزياء..:طيب بس خمس دقائق]..
لم نعرف كيف نجيب على الأسئلة في هذا الجو..أنهى بعض الطلاب الاختبار بسرعة وخرجو ولم يبقى الا أنا وطالب آخر فاضطررت لتسليم ورقة الاختبار..خرجت من الصف فإذا بالآذن يصيح هيا اخرجو لم يبقى أحد هنا
..عندما وصلت إلى البوابة كان جميع الأساتذة واقفين في الخارج ومعهم بعض الأهالي فسمعتهم يتحدثون عن الذهاب لزيارة الطالب المصاب في المشفى..
ذهب بعض أصدقائي للسؤال عما جرى..فاتضح أن المصاب من مدرستنا وهو في حالة خطرة لا تؤمل نجاته
عدت إلى البيت وقبل أن ادخل تحدثت إلى طالب وسألته إذا كان قد رأى ما جرى فاتضح أن أصوات العيارات النارية التي سمعناها كانت حقيقية..فجاء شخص آخر وقال أن الطالب قد استشهد..
حقيقة ما حدث:
جاءت بعض الجيبات العسكرية ودخلت ملعب المدرسة فخرج الطلاب من الصفوف وأحدثوا حالة من الفوضى ولم يستطع الأساتذة السيطرة عليهم فخرجوا إلى ساحة المدرسة وبدؤوا برشق الجيب الذي دخل المدرسة بالحجارة فبادلوهم بالقنابل الغازية والعيارات النارية مما أصاب بعض الطلاب بحالات اختناق..
أما الطالب الذي استشهد فما حدث معه كان فظيعاً جداً حتى أن جسدي يقشعر عندما أتذكره رغم أنني كنت في الفصل ولم أرى ما حدث..حيث قام الجيب بدهسه وضربه في باب المدرسة ثم عاد وصعد على جسده بكل وحشية ولم يستطع أحد أن يفعل شيئاً وهو يرى الفتى يتقلب تحت اطار الجيب..حدث هذا أمام ناظري أخوه المسكين
..حاول الأساتذة التكلم مع الجنود وطلب السماح لهم بإسعافه ونقله لكنهم رفضوا الى أن تأكدوا أن لا أمل بنجاته فانسحبوا وتم نقله إلى المشفى ليلفظ أنفاسه الأخيرة بعد أن تحطم كامل جسده..
يا الهي كل هذا حدث بالقرب مني وأنا جالس على كرسي..الألم في القلب فظيع حقاً..فالطالب من مدرستي وقبل عدة أيام كان يمشي أمامي..
لا أعرف على من ألقي اللوم..هل على المعلمين الذين سمحوا للطلاب بالخروج..أم على الطلاب أنفسهم..فماذا قد يفعل حجر أمام هذه الآلة..
الآن أُغلقت المدرسة ونحن ممنوعون من الوصول إليها..
من يكترث؟
لا أدري لماذا كتبت هذا الموضوع..
شعرت فقط أنني بحاجة للكتابة،لعلي أزيح هماً بسيطاً جداً عن قلبي
فهل يمكن أن ننسا ما حدث في مدرستنا ذاك اليوم!!
بصراحة لا أدري فلا نعلم ماذا يخفي لنا القدر
النهاية

Swansshii @swansshii
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.




الصفحة الأخيرة
قد يتخوووف البعض من انتشار الانفلونزا ولها علاااج وهاهو الشعب الفلسطيني شااامخ رغم الحرب والدمار