تشائم الوجه الطفو لي خوفا وذعرا .... حين أخذ يتجول بين طرقات المسكن الذي يعيش فيه ..... ينظر تارة إلى غرفته ويرى بعينه الأخرى الغرف المجاورة .... إحساس غريب خالج شعوره ..... أدرك أنه وحيد في زمن الغربة .... أخذ يرقب بنظرات مخيفة كل من واجهه في الطريق .... فتح الشرفة .... واطل بوجهه البريء البائس .... ينظر إلى القمر وتلك النجوم .... أنتابه الصمت .... أخذ يناجي القمر .... أيها البدر المشرق .... أأنت وحيد مثلي !!!
نشوه فرح علت محيا ذلك الثغر البائس .... شعر بأن هناك من يرد عليه صوته .... يؤنس وحشته ويخفف من لوعته .... بدأ يوجهه تساؤلاته لذلك القمر المضيء .... أنا وحيد فهل أنت مثلي !! كرر سؤاله ولا من مجيب .... وقتها قال ؟؟؟؟
لا .. لا .. لست مثلي فأنت من حولك النجوم ترسل بريقها كل ليله لتعكس الفرح على محياك .... أما أنا فما عسى لقلمي المحزون أن يبث همومه ويكتب شكواه .... نعم هذه قصتي سأبدأها من حيث انتهت حياه السعادة ....
وأرسل أنين قلبي عله يجد من يخفف عنه أحزانه .... فأنا من كان يملك فرح الدنيا ومفتاح سعادتها .... وفجأة وجدت نفسي أمام دار جديدة لا أعرف فيها سوى الأحزان .... كنت كما الفتيان عاشوا وما زالوا يعيشون في ظل حياه أسريه هانئة يظلها الأمن والاستقرار يقودها والدي وترعاها أمي وأنا كما العماد الأساسي فيها .... ولكن ؟؟ سرعان ما تبدل الحال كنت الطفل المدلل أطلب فأجد .... أتمنى وأرى أمنيتي سرعان ما تكون حقيقة أمام ناظري .... كلما تذكرت تلك الأيام التي قضيتها وعشتها أخذ قلبي يتقطع ألما وحزنا .... دمعت عيني الطفل وسرح بخياله بعيدا .... وأخذ يروي حكايته قائلا ....
بعد أن خرجت من مدرستي حاملا حقيبتي وشهادتي وكلي فخر واعتزاز بما نلته من الدرجات .... وصلت إلى منزلي فقابلتني أمي بابتسامتها الدافئة وأبى بيده الحانية متلهفين لرؤية نتاج الجهد والتعب الذي بذلوه وقدموه تجاهي .... أخذ والدي ما بيدي وابتهج لما رآه فقال : أنت دائما إلي الأمام وتجعلني أفخر بك .... فرح الصبي بسعادة والديه .... فبادرته أمه قائله .... إذا اليوم يومك اطلب ..... فأجاب سريعا .... أريد الذهاب إلى رحله بريه .... وافقه والديه على ذلك وكان موعد رحلتهم في الغد ....
هاهو الغد يقبل بكل ما يحمله من أقدار .... أقبل اليوم الذي تشوق الصبي لحلوله .... ها هي الأسرة تحزم أمتعتها مستعدة لخوض تلك الرحلة .... بكل ما تخفيه من أسرار .... الكل أتجه للجلوس بمقعده في السيارة وانطلقوا إلي حيث ما اختاره ذلك الصبي .... وبينما تدور الأحاديث في جو مبهج إذا بالسيارة تصطدم بحادث مخيف كاد أن يهلك بهم جميعا إلا أنها شاءت أراده الله فلم ينجو إلا الصبي .... وبعدها ما الحال اصبح كما الحال .... صغرت الدنيا في عيني .... أحسست فيها بأني غريب ..... وحيد لا أنيس ولا مجيب....
تنهد الصبي بعدما انتهى من رواية قصته وقال :
لست أنا ممن يعترض على قضاء الله وقدره .... وأعلم أن مع العسر يسرا ..... وأنا الصبر مفتاح الفرج ..... لكن أحببت أن اروي قصتي هذه .... تخفيف عن حزن أثقل بكاهلي وربما بقصتي هذه يفيق الكثير ويعرف مقدار ومكانة والديه .... فليسارع في بر أبويه قبل رحيلهم فلا يعلم الإنسان ما يخبأ له القدر....
الرجاء على كل من قراء الموضوع الرد عليه وابداء رايه به وخاصه
عزيزتى شام
اختكم
احلى وحده

a7la_wa7dh @a7la_wa7dh
عضوة جديدة
هذا الموضوع مغلق.
الصفحة الأخيرة
اننا بذلك نستثير شفقته على نفسه ونشعره باننا مشفقون عليه
احيانا اليتم يجعل من اليتيم رجلا معتمدا على ذاته ليس على الآخرين وحنونا اكثر من الآخرين .
وكثيرا ما نرى في افلام الكرتون امور مثل هذه التي تعقد الطفل اليتيم