oOspecialOo

oOspecialOo @oospecialoo

عضوة جديدة

يوم في حيااااااااة زوجة

الأدب النبطي والفصيح

- يوميات زوجـــة


بعد أن خرج الجميع إلى مدارسهم وسمعت صوت الباب وهو يغلق تهاوت على الأريكة التي أمامها محاولة أن تستجمع قواها فقد بدت شاحبة الوجه زائغة العينين وصداعها مازال مستمرا ،، كانت الساعة تشير إلى السادسة والنصف صباحا
أغمضت عينيها تستجدي الراحة أن ترفرف حولها أخذت نفسا عميقا ودخلت في عالمها الرحيب عالم الخيال
وأخذت تتمتم:
آه ليت لي مثل باقي أخواتي عندي خادمة تحمل عني عناء المنزل ومتابعة الأولاد!!
آه ليت زوجي يشعر بما أعانيه ويحاول مساعدتي ولو بحجب انتقاداته عني!!
آه ليت لي وظيفة أحس من خلالها بوجودي وفائدتي في هذه الحياة!!
ليت وليت وليت أشياء كثيرة جعلت مني امرأة في الستين مع أنني لم أتجاوز الخامسة والثلاثين من العمر،
أطلقت صوتا من أعماق قلبها أشبه بتنهيدة شيخ في التسعين من عمره لعبت به الأمراض والسنين وراحت في نوم عميق..
حاولت جاهدة فتح عينيها فقد بدا ملحا صوت هذا الجرس المتواصل ولكنها لم تميز ما هو هذا الصوت
لحظات وعادت تتذكر أنها على الأريكة ونظرت إلى الساعة إنها الحادية عشرة ضحى وهي مازالت نائمة فقد استيقظ العالم من حولها وهي مازالت في سبات عالم الأحلام ..
هبت مسرعة إلى الهاتف لترى من المتصل فإذا بها إحدى الجارات،رحبت بها وبدأ بينهما الحوار الروتيني اليومي الممل:
أين ذهبتم البارحة؟
ماذا قلت لزوجة أخيك هل أوقفتها عند حدها؟
أم أحمد لايمكن أن نصبر عليها فهي تمنعنا من الحديث عن فلانه وعلانه..
واستمر بها الحديث حتى الثانية عشرة ظهرا أفاقت من حديثها على صوت جرس الباب فعلمت أن أبنائها بدءوا في الخروج من مدارسهم ثم يأتي زوجها وهي لم ترتب المنزل أو حتى تقوم بإعداد الطعام هالها الموقف اعتذرت من جارتها ووعدتها بإكمال الحديث عندما يغط زوجها في نومه ظهرا فالحديث معها شيق وممتع !!!
أدخلت الأولاد ودخلت المطبخ مسرعة بدت مترددة ماذا تعمل فاللحوم مثلجة والأدوات غير مرتبة، صرخت في أبناءها ساعدوني هبوا مسرعين أمرت البنت ذات العشر سنوات أن تقوم بتنظيف غرفة الجلوس وابنها صاحب الاثنا عشر عاما أن يقوم بتنظيف دورات المياه وبدأت في إعداد الطعام على عجل..
الساعة الآن الواحدة والنصف وهي بشكلها الغير منظم مازالت في المطبخ ،،
صوت المفتاح يدور في الباب صرخ أبناءها جاء أبى وذهبوا مسرعين إلى الباب لاستقباله!!
دخل الزوج يحمل فوق عاتقه أطنانا من التعب تهاوى جالسا وطلب الغداء كي ينام ،،أسرعت الزوجة
ووضعت أمامه الطعام وأخذت تصب غضبها على الأطفال:
ضع هذا هناك…… اترك هذا في مكانه……. لا تعبث بالطعام………وأنت كل بالطريقة التي أخبرتك دع مجالا لغيرك……….. وهكذا حتى صرخ الزوج:كفى أريد أن أتناول الطعام في هدوء أخذ ملعقة من الأرز ثم قال لزوجته في هدوء هل انتهى الملح من المنزل قالت الزوجة بتعجب كلا ولماذا ولكنها تذكرت لم تضع حبة ملح واحدة في طعامها اليوم،،ثارت ثائرة الزوج وأخذ يصيح ما الذي أشغلك عن طعامك ؟؟متى استيقظي اليوم؟؟
تمتم قائلا:حسبي الله ونعم الوكيل ودخل غرفته وأغلق عليه الباب واستسلم للنوم فقد بدا مجهدا اليوم..
تنهدت الزوجة ورثت لحالها وحملت بقية الطعام إلى المطبخ ..
وعندما عاد زوجها من صلاة العصر طلبت منه الخروج لزيارة الجيران رفض الزوج بحجة أنها مشغولة بالمنزل والأولاد وخرج من المنزل..بقيت الزوجة تندب حظها حتى سمعت جرس الهاتف يرن أسرعت إليه كانت جارتها تسألها متى تأتي إليها اعتذرت منها وقالت لقد رفض زوجي فما كان من جارتها إلا أن انطلقت كالسيل الهادر كيف تصبرين الحي عليه انظري لبقية الجارات كل يوم في مكان وان لم تخرج ذلك اليوم فان زوجها يبقى معها يؤنسها وكانت الزوجة تسمع كلام جارتها بحماس شديد وهي تعقد النية على أن تخاصم زوجها أن لم يفعل لها ذلك!!
أغلقت جارتها الهاتف بعد أن شعرت أنها أسدت أعظم نصيحة لجارتها،تلاعبت الأفكار بها وأخذت تتقاذفها يمنة ويسرة تركت أبنائها أمام التلفاز وأدارت قرص الهاتف على والدتها فهي مريضة منذ يومين ولم تكلف نفسها عناء السؤال عنها ولو بالهاتف،،
بعد السؤال عن والدتها والاطمئنان عليها بدأت تشتكي لها من صلف زوجها وقلة حيلتها وكثرة المشاغل وأن كل شيء فوق عاتقها هي ولا أحد يمد يد العون لها أو يحاول التخفيف عنها ثم انخرطت في بكاء طويل،،
هدأت الام من حال ابنتها وقالت لها :
يا ابنتي:عندما نحاول علاج أي أمر فإننا نعود إلى منشأة،،
فأنت تشتكين من كثرة الأعباء المنزلية عليك وتودين لو كان هناك خادمة تعينك،،
أنت تشتكين من كثرة تذمر زوجك وكثرة خروجه من المنزل،،
تشتكين من عدم محاولته التفريج عنك ولو بالقليل ،،
وأشياء كثيرة يا ابنتي لوعدنا لمنشأها وسببها ألن يكون من صنع يديك أنت؟؟
تعجبت الزوجة وقالت:انتم دائما هكذا!!الزوج يخرج منها مثل الشعرة من العجين!!
سكتت الأم قليلا ثم قالت بهدوء:
يا ابنتي إن الزوج يبقى خارج المنزل نصف النهار تقريبا أو تزيد وهو يكابد الحياة من أجل أن تتوفر لكم حياة هانئة رغيدة مستقرة وعندما يهم بالعودة الى المنزل وهو في طريقة يحلم بدخول جنته في الدنيا سكنه المريح وتخيلي أنت ماذا يجد زوجك عند دخوله المنزل ولك أن تحكمي بنفسك وفي قرارة نفسك ،،
الزوج يا ابنتي يريد زوجة تحيل بيتها الى جنة وارفة الظلال الى واحة يركن إليها عندما تحيط به المتاعب
يجد صدرا رحبا وقلبا مفتوحا متفرغا ليمتص همومه وآلامه..
يابنتي ان تركت نفسك امعة تسيرين خلف ترهات بعض النسوة فانك تهدمين صرحا تعبت حتى اعتلى الا وهو اسرتك ،،
يا ابنتي :
زوجك هو جنتك ونارك
هو حياتك تشكلينها كيفما تشائين بالحب والمودة والسكنى
يا ابنتي صديقك من صدقك انا أتكلم إليك ووالله ان دمعي يتحدر شفقة وخوفا عليك لا تهتمي او تكترثي ببعض النسوة فهي حاقدة لم تنعم بالسعادة والامان في بيتها ولا تريد احدا ان ينعم به.
استودعك الله يا ابنتي وارجو ان تفكري في كلماتي هذه وضعيها منهاجا تسيرين عليه بعد نهج القرآن الكريم والسنة النبوية ........
لحظات وأغلقت الام الاتصال مع ابنتها فما كان من ابنتها الا ان خلت بنفسها وجلست تفكر..
أن أمها محقة في كل كلمة وحرف وهي ترى الصدق ينبع من بين حروفها
فعاهدت نفسها على البدء من جديد في معاملة زوجها رفيق دربها ومتابعة أطفالها وشئون منزلها ،،،
قامت الزوجة وأعادت ترتيب منزلها وأضافت اليه الروائح الزكية وأصلحت من شأن الأطفال وانتظرت عودة حبيبها..
تمام الساعة الثانية عشرة ليلا والزوجة في غرفتها تنتظر قدوم الزوج ،،،دخل الزوج المنزل وتفاجأ من شكله ورائحته تبدلت نفسيته وارتسمت على محياه ابتسامة الرضا وأخذ ينادي زوجته بصوت عالي : مها,, مها أين أنت؟؟
هبت الزوجة مسرعة اليه ووضعت يدها على فمه وقالت : شششششش الوقت متأخر والجميع نيام ،وعندما أراد أن يتكلم قالت :حبيبي هي بداية ونقطة انطلاق نحو كوكبة السعادة فضع يدك في يدي ولنبدأ سويا.
ضحك الزوج وأمسك بيدها ودخل الى غرفته ضاغطا على يدها مؤيدا بداية الانطلاق..
وفي تمام الواحدة ليلا كانت هناك امرأة في الستين من عمرها تبكي في خشوع في مصلاها وتلح بالدعاء لبنات المسلمين عامة ولبنيتها خاصة...

وأسدل الستار عن يوم لا ينسى في حياة زوجة
2
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

عطاء
عطاء
يومية جميلة..
وإن كانت تحتاج لإعادة صياغة في بعض المواضع
إلا إنها جميلة..
بورك مدادك عزيزتي:26:
شموخ في زمن الإنكسااااار
الاخت سبشل

والله القصة جميله وسهلة العبارات

حتى كأن الشخص عندما يقرأها يحس أنه يعيش مع هذه الاسره..
زحقيقة تكاد تكون هذه حياااة 80%من النساء..
نسأل الله التوفيق لك ولنا ولجميع الاخوات المسلمات لما فيه الخير والسداد..
:41::41::41: