يوم في حياة عجوز في دار العجزة

الأسرة والمجتمع

استيقظ الجميع الا انا ولم استيقظ الا على يدي امنة المعروقة وهي تهزني : استيقظي لقد احضرو لنا الفطور

دخلت الموظفة التي توزعه علينا واخذت ترمي الوجبات في تذمر فقالت لها عائشة كيفك يابنتي فردت بصوت خافت يزخر بالملل : بخير

وخرجت بسرعة كما دخلت وبمجرد ان انهت مهمتها تناولنا افطارنا على صوت كحة مريم القوية

قالت لها منيرة : اذا جاء الطبيب دعيه يكشف عليك فكحتك جافة

ضحكت منيرة والكحة تسبقها : لقد اصبحنا مثل السيارت القديمة المنهكة صلاحيتنا قاربت على الانتهاء

تأوه الجميع في الحسرة ومنهم انا كاانت حسرتي بفقداني فلذات كبدي اكبر من كل شيء

كانت سنوات شبابي جسر عبر عليه هؤلاء الابناء ولم اتزوج بعد وفاة زوجي خوفا عليهم من سطوة وسوء معاملة زوج الام

مرت فترة الضحى مابين ثرثرة رفيقاتي وشخير بعضهن

وحان وقت الظهر وصلينا بعضنا قائما والبعض جالس على كرسي

وبعد الغذاء بادرتني امنة : اليوم موعد الزيارة وارجو ان تأتي ابنتي واتمنى ان تحضر معها احفادي لقد اشتقت لهم

وظفرت دمعة من عيني حاولت جاهدة الاتنحدر على خدي ولكن امنة لمحتها فهي شديدة الملاحظة رغم انها تكبرني سنا

وقالت لي ويدها الجافة تربت على يدي : وسيلة لا تحزني يااختي انت قمت بواجبك نحوهم وربيتهم وكنت لهم ابا واما

فقلت لها في ألم وماذا كان جزائي منهم احضروني الى هنا نزولا عند رغبة زوج هناء وزوجة خالد انني لااعلم حتى كم انجبو من الابناء

اخر مرة كان عند هناء ولد وعند خالد بنت

وعادت امنة تخفف عني وتقول :هم بحاجتك ولست انت بحاجتهم لن يفلحو في الدنيا والاخرة الابرضاك عنهم

انظري الي انا لا اختلف عنك كثيراالفرق الوحيد هو انني انا من طلبت الجيء الى هنا عندما رأيت من زوج ابنتي نظرات تأفف ومعاملة قاسية

وظلت هذه الحنونة تخفف عني الى ان غلبني النوم واستيقظت على صوت الموظفة وهي تعلن اسماء الزائرين

وكانت كل واحدة من رفيقاتي تخرج بسرعة وهي فرحة وكأنها مسجونة وحان وقت اطلاق سراحها

وعند عودتهن تكون كل واحدة ساهمة وشاردة وهي تفكرولم اسال اي واحدة عن سبب هذا الوجوم فالجواب واضح يالهولاء الابناء

كم لهم من قلوب قاسية

وبعد صلاة المغرب دخلت علينا فتاتان في سن الشباب وكل واحدة يطفح وجهها بالبشر والسرور

سلمن علينا واخذن يسألن عن أحوالنا وعلمنا انهن متطوعات اتين لزيارتنا والسؤال عنا

اخذت احداهن تصب القهوة التي جلبتها معها بينما اخذت الاخرى توزع علينا حلوى بيضاء لذيذة الطعم

اعجبت عائشة لإاخذت تاكل منها في نهم بينما صوت امنه يحذرها من مضاعفات مرض السكر الذي تعاني منه عائشة

وبعد الانتهاء أخذتا توزعان علينا هدايا جلبنها معهن

كانت عبارة عن قميص جميل اللون وسجادة صلاة ومصحف صغير وزجاجة عطر رائحته جدا جميلة

وكم كانت هذه الزيارة مصدر سعادة لنا فتكفي تلك الوجوه البشوشة التي تسعدنا وتمسح اثار وجوه كالحة مكفهرة غالبا ما نراها

وودعناهن مع الحاح منا بتكرار زيارتهن ووعد منهن بتلبية طلبنا

صليت العشاء وتناولت عشائي الخفيف في صمت

وبعد العشاء اخذت رفيقاتي يتحدثن عن زيارة اقاربهن لهن عصر هذا اليوم البعض يتحدث بفرح برؤية من يحب

والبعض يشتكي

الا انا التزمت الصمت

لم يكن هناك كلام لأقوله

آثرت النوم

واغممضت هذه المسكينة عيناها واستسلمت للنوم لكي تدخل في عالم احلام تتمناه في الحقيقة

ولا تراه الا في احلامها
11
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

منى321
منى321
جزاك الله خيرا يا غالية على
تذكيرك لنا
فوشيا~
فوشيا~
جزاك الله خير
نكتآر
نكتآر
لا يمكنك مشاهدة هذا التعليق لانتهاكه شروط الاستخدام.
وكل الشكر لك غاليتي على كلماتك الرائعة

كم اسعدني مرورك

كل عام وانت بصحة وعافية وسعادة
~ أمورة زوجها ~
جزاك الله خير
نــــجــــود
نــــجــــود
يار ترا هل يوجد بيننا يا حوائيات من أرسلت والدتها أو اسهمت في أرسال والدة زوجها إلى دار العجزة

الحمد لله لا يوجد في بلدي دار للعجزة ان كان عندنا دار للعجزة فستتفاقم المسألة

ولكن للاسف يوجد الكثير ممن يعقون بوالديهم ويرمونهم بالشوارع ودائما نجدهم في المستشفيات