"يوم يدعون إلى السجود فلا يستطيعون "حملة وجعلت قرة عيني في الصلاة

السلام عليكم ورحمة الله


حياك الله و بياك أخيتي و جعل الجنة مثواي و مثواكـ ِ
بالعددين الماضين تطرقنا لحب الله و الخوف منه كمؤشر للحفاظ على الصلاة
و كمال الإيمان و استقامة الجسد و الروح و في هذا العدد ما قبل الأخير
و هذه الحملة النافعة الماتعة ارتأيت أن نتحدث عن الجانب الذي
ما إن فهمه الإنسان و أدركه بقلبه و وجدانه و عقله للحفاظ على الصلاة إلا و كان
اشد حرصا عليها و بأوقاتها لألا يدركه الوقت و لا يجد لنفسه سبيلا للتعويض
و العودة للوراء و يحضرني قوله تبارك وتعالى """


وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِندَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ (12)السجدة
هكذا يكون حال الذي ضيع الصلاة والأعمال الصالحات و ضيع عليه
اليوم الذي يحيا فيه من جديد و ضيع عليه العمر و السنين الطوال
قال خير البشرية صلوات ربي و سلامه عليه
اغْتَنِمْ خَمْسًا قبلَ خَمْسٍ : شَبابَكَ قبلَ هِرَمِكَ ، وصِحَّتَكَ قبلَ سَقَمِكَ ،
وغِناكَ قبلَ فَقْرِكَ ، وفَرَاغَكَ قبلَ شُغْلِكَ ، وحَياتَكَ قبلَ مَوْتِكَ .
صحيح الترغيب للشيخ الألباني


و الإغتنام هو الغنيمة والفائدة التي يجب أن نتناولها من هذه المحطات الخمس
الهامة بحياتنا قبل أن يحصل الضد .................


فالشباب قبل الهرم و الكبر الذي يعجز فيه المرء عن تأدية واجباته الدنيوية
و الأخروية على أكمل وجه و منها الصلاة فقد ينام عنها أو يتكاسل عليها
بسبب العجز والضعف و الوهن ..............................




2- الصحة التي هي جمال و تاج كل صحيح و بها يتجبر الظالمون
و العاقل يستخدمها لعبادة الله و بدايتها الصلاة و التي كان عليها
صلى الله عليه و سلم تتورم قدماه هذا ما ذكرته أم المؤمنين رضي الله عنها
فكيف بنا نحن ؟ و هو المغفور له و الراضي عنه ربه ...............
عن عائشة رَضي اللَّه عنها أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَان يقُومُ مِنَ اللَّيْلِ حتَّى تتَفطَرَ قَدمَاهُ،
فَقُلْتُ لَهُ، لِمْ تصنعُ هَذَا يَا رسولَ اللَّهِ، وقدْ غفَرَ اللَّه لَكَ مَا تقدَّمَ مِنْ ذَنبِكَ وَمَا تأخَّرَ؟ قَالَ:
أَفَلاَ أُحِبُّ أَنْ أكُونَ عبْداً شكُوراً؟ متفقٌ عَلَيهِ. هَذَا لفظ البخاري، ونحوه في الصحيحين من رواية المُغيرة بن شُعْبَةَ.




3-الفراغ قبل الشغل و هو العزوبية و انفراد الشخص لذاته فيشرع
بالصلاة في وقتها و يعطيها حقها و يجمع معها كل العبادات التي
تجعل منه شابا نشأ في طاعة الله و كان من بين السبعة الذين يضلهم
الله بضله يوم لا ضل إلا ضله ................لأن الزواج سوف يشغل المرء
و تتناقص عباداته و تصعب عليه في بعض الأحيان لعدة أسباب و يزداد عليه
الإنشغال لما يرزق بثمرة نكاحه و تكبر مسؤوليته




و الحياة قبل الموت فصلي صلاتك قبل أن يجاهمك هاذم اللذات و مفرق الجماعات

و لا يحتاج لأن يستأذنك و لا أن يستأذن غيرك ................فتتركين كل أمر من أمور
الدنيا وراءك و يرافقك عملك الصالح و على رأسه الصلاة ....................

و كلمتي الأخيرة هي آية عظيمة تترك بالقلب الحسرة قبل إدراكها
و تحفر الندم بالأفئدة التي تخاف ربها و تجل لذكره و كلامه عز من قائل "

°° يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون خاشعة أبصارهم
ترهقهم ذلة وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون °°سورة القلم

من تفسير الإمام السعدي رحمة الله عليه °
أي: إذا كان يوم القيامة، وانكشف فيه من القلاقل والزلازل والأهوال ما لا يدخل تحت الوهم،
و أتى الباري لفصل القضاء بين عباده ومجازاتهم فكشف عن ساقه الكريمة التي لا يشبهها شيء،
ورأى الخلائق من جلال الله وعظمته ما لا يمكن التعبير عنه، فحينئذ يدعون إلى السجود لله،
فيسجد المؤمنون الذين كانوا يسجدون لله، طوعا واختيارا، ويذهب الفجار المنافقون
ليسجدوا فلا يقدرون على السجود، وتكون ظهورهم كصياصي البقر، لا يستطيعون الانحناء،
و هذا الجزاء من جنس عملهم، فإنهم كانوا يدعون في الدنيا إلى السجود لله وتوحيده وعبادته وهم سالمون،
لا علة فيهم، فيستكبرون عن ذلك ويأبون، فلا تسأل يومئذ عن حالهم وسوء مآلهم،
فإن الله قد سخط عليهم، وحقت عليهم كلمة العذاب، وتقطعت أسبابهم،
ولم تنفعهم الندامة ولا الاعتذار يوم القيامة، ففي هذا ما يزعج القلوب عن المقام على المعاصي،
و يوجب التدارك مدة الإمكان،


و حتى يبقى قبلك معلقا به حبا فيه و خوفا منه ورجاءا و تضرعا له
لا تهجري القرآن و لا تقرئيه قراءة المار و العابر بل تفحصيه بكل كلمة
حتى تثمر بداخلك معانيه و تطمئن و تستكين نفسك فكله هدى و كله خير
و لخير الكلام كلام الله عز وجل °°
°° إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم °° الإسراء 9