ليس صحيحاً أنه لا علاج لسرطان الثدي.
انتبهي لنفسك وانتبهوا للواتي تحبونهنّ
التقيت جارتي السبعينية الجميلة
(كنت دوما أظن أنها لا تبلغ أكثر من ٥٠ سنة من العمر) في الحافلة التي تقلني الى عملي
و في اطار الحديث استنتجت أننا ذاهبين الى نفس المكان: أنا الى عملي، وهي لاستئصال "ورم صغير" في الثدي!
أخبرتني أنها منذ سنوات تخضع للصورة الشعاعية السنوية، وقد اكتشفوا لديها كتلة صغيرة جداً.
كان وجهها مرتاحاً ونبرتها هادئة. طمأنها الأطباء أن ما اكتشفوه هو ورم صغير جداً، أقل من ١ سم
وأن احتمال الانتشار بعد استئصاله ضئيل جدا واحتمال الشفاء يقارب ال٩٠٪. كان عمر جارتي ٧٠ عاماً!
بالمقابل، أسمع كل يوم قصصاً توجعني، لنساء شابات أعرفهن، وأحبهن، لم يفكرن بالكشف المبكر
خوفاً من "هيداك المرض"، أو تجاهلن عمداً كتلة صغيرة أو كبيرة، خوفاً من المستشفيات والعلاجات.
وحين قررن أو أجبرن على علاج أنفسهن، كان الوقت متأخراً جداً.
أتفهم هذا الخوف، في بلاد تغرقنا فيها المشاعر والانطباعات، انما نحتاج الى وعي أكبر
الى أن نتفهم أن الوقت في معركتنا مع أمراض كالسرطان عامل أساسي.
الى أن نفكر بمن يحبوننا ونحبهم، والى ثقة بالجسم الطبي لأن الطبيب الجيد دائماً موجود وعلينا ايجاده والثقة به
٤ مليون امرأة في العالم يصبن بهذا المرض كل عام، فهو السرطان الأكثر انتشاراً بين السرطانات
والسبب الأول للموت جراء السرطان لدى النساء. امرأة من كل تسعة نساء تكون معنية بهذا المرض
في مرحلة من حياتها، واحتمال الاصابة يتزايد مع العمر.
ليس صحيحاً أنه لا علاج لسرطان الثدي، لا تخافي من الكشف المبكر ومن “المرض الخبيث”
ومن العلاجات الطويلة. ٩٠٪ من السرطانات تشفى اذا كشفت في الوقت المناسب
والكثير منها لا يحتاج علاجاً كيميائياً. انتبهي لنفسك وانتبهوا للواتي تحبونهنّ.
Dr Assala Lamaa