من اهم التفاسير الاثرية، مع وجازة لفظه وشمول معانيه، وقد جعل الله له قبولا عظيما بين الناس، خاصة وعامة.
ومن أهم مميزات تفسير ابن كثير رحمه الله :
اختياره أحسن الطرق في تفسير القرآن مثل تفسير القرآن بالقرآن وتفسير القرآن بالسنة وتفسير القرآن بأقوال الصحابة والتابعين .
اهتمامه باللغة وعلومها وأهتمامه بالأسانيد ونقدها ..
أهتمامه بذكر القراءات واسباب النزول ..
قال السيوطي : وله ( أي ابن كثير ) التفسير الذي لم يؤلف على نمطه مثله .
وقال الشوكاني : وله التفسير المشهور وهو في مجلدات وقد جمع في فأوعى ونقل المذاهب والأخبار ..
وقال أحمد شاكر في عمدة التفسير عن الحافظ ابن كثير : وبعد فإن تفسير الحافظ ابن كثير أحسن التفاسير التي رأينا ، وأجودها وأدقها بعد تفسير إمام المفسيرين أبي جعفر الطبري .
المحقق : سامي بن محمد سلامة
الناشر : دار طيبة للنشر والتوزيع
الطبعة : الثانية 1420هـ - 1999 م
عدد الأجزاء : 8
مصدر الكتاب : موقع مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف

سورة الهمزة
بِسْمِ اللّهِ الرّحْمـَنِ الرّحِيمِ
** وَيْلٌ لّكُلّ هُمَزَةٍ لّمَزَةٍ * الّذِى جَمَعَ مَالاً وَعَدّدَهُ * يَحْسَبُ أَنّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ * كَلاّ لَيُنبَذَنّ فِي الْحُطَمَةِ * وَمَآ أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ * نَارُ اللّهِ الْمُوقَدَةُ * الّتِي تَطّلِعُ عَلَى الأفْئِدَةِ * إِنّهَا عَلَيْهِم مّؤْصَدَةٌ * فِي عَمَدٍ مّمَدّدَةِ
الهماز بالقول واللماز بالفعل يعني يزدري الناس وينتقص بهم, وقد تقدم بيان ذلك في قوله تعالى: {هماز مشاء بنميم} قال ابن عباس: همزة لمزة, طعان معياب. وقال الربيع بن أنس: الهمزة يهمزه قي وجهه واللمزة من خلفه وقال قتادة: الهمزة واللمزة لسانه وعينه ويأكل لحوم الناس ويطعن عليهم. وقال مجاهد: الهمزة باليدين والعين واللمزة باللسان وهكذا قال ابن زيد. وقال مالك عن زيد بن أسلم: همزة لحوم الناس, ثم قال بعضهم: المراد بذلك الأخنس بن شريق وقيل غيره وقال مجاهد هي عامة. وقوله تعالى: {الذي جمع مالاً وعدده} أي جمعه بعضه على بعض وأحصى عدده كقوله تعالى: {وجمع فأوعى} قاله السدي وابن جرير, وقال محمد بن كعب في قوله: {جمع مالاً وعدده} ألهاه ماله بالنهار هذا إلى هذا فإذا كان الليل نام كأنه جيفة منتنة.
وقوله تعالى: {يحسب أن ماله أخلده} أي يظن أن جمعه المال يخلده في هذه الدار {كلا} أي ليس الأمر كما زعم ولا كما حسب. ثم قال تعالى: {لينبذن في الحطمة} أي ليلقين هذا الذي جمع مالاً فعدده في الحطمة وهي اسم صفة من أسماء النار لأنها تحطم من فيها ولهذا قال: {وما أدراك ما الحطمة ؟ نار الله الموقدة * التي تطلع على الأفئدة} قال ثابت البناني: تحرقهم إلى الأفئدة وهم أحياء ثم يقول لقد بلغ منهم العذاب ثم يبكي, قال محمد بن كعب: تأكل كل شيء من جسده حتى إذا بلغت فؤاده حذو حلقه ترجع على جسده.
وقوله تعالى: {إنها عليهم مؤصدة} أي مطبقة كما تقدم تفسيره في سورة البلد. وقال ابن مردويه: حدثنا عبد الله بن محمد, حدثنا علي بن سراج, حدثنا عثمان بن حرزاد, حدثنا شجاع بن أشرس, حدثنا شريك عن عاصم عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم {إنها عليهم مؤصدة} قال: مطبقة. وقد رواه أبو بكر بن أبي شيبة عن عبد الله بن أسيد عن إسماعيل بن خالد عن أبي صالح قوله ولم يرفعه. وقوله تعالى: {في عمد ممددة} قال عطية العوفي: عمد من حديد, وقال السدي من نار,وقال شبيب بن بشر عن عكرمة عن ابن عباس {في عمد ممددة} يعني الأبواب هي الممددة, وقال قتادة في قراءة عبد الله بن مسعود: إنها عليهم مؤصدة بعمد ممددة, وقال العوفي عن ابن عباس: أدخلهم في عمد ممددة عليهم بعماد في أعناقهم السلاسل فسدت بها الأبواب: وقال قتادة: كنا نحدث أنهم يعذبون بعمد في النار واختاره ابن جرير, وقال أبو صالح {في عمد ممددة} يعني القيود الثقال.آخر تفسير سورة ويل لكل همزة لمزة, ولله الحمد والمنة.
تفسير ابن كثير
بِسْمِ اللّهِ الرّحْمـَنِ الرّحِيمِ
** وَيْلٌ لّكُلّ هُمَزَةٍ لّمَزَةٍ * الّذِى جَمَعَ مَالاً وَعَدّدَهُ * يَحْسَبُ أَنّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ * كَلاّ لَيُنبَذَنّ فِي الْحُطَمَةِ * وَمَآ أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ * نَارُ اللّهِ الْمُوقَدَةُ * الّتِي تَطّلِعُ عَلَى الأفْئِدَةِ * إِنّهَا عَلَيْهِم مّؤْصَدَةٌ * فِي عَمَدٍ مّمَدّدَةِ
الهماز بالقول واللماز بالفعل يعني يزدري الناس وينتقص بهم, وقد تقدم بيان ذلك في قوله تعالى: {هماز مشاء بنميم} قال ابن عباس: همزة لمزة, طعان معياب. وقال الربيع بن أنس: الهمزة يهمزه قي وجهه واللمزة من خلفه وقال قتادة: الهمزة واللمزة لسانه وعينه ويأكل لحوم الناس ويطعن عليهم. وقال مجاهد: الهمزة باليدين والعين واللمزة باللسان وهكذا قال ابن زيد. وقال مالك عن زيد بن أسلم: همزة لحوم الناس, ثم قال بعضهم: المراد بذلك الأخنس بن شريق وقيل غيره وقال مجاهد هي عامة. وقوله تعالى: {الذي جمع مالاً وعدده} أي جمعه بعضه على بعض وأحصى عدده كقوله تعالى: {وجمع فأوعى} قاله السدي وابن جرير, وقال محمد بن كعب في قوله: {جمع مالاً وعدده} ألهاه ماله بالنهار هذا إلى هذا فإذا كان الليل نام كأنه جيفة منتنة.
وقوله تعالى: {يحسب أن ماله أخلده} أي يظن أن جمعه المال يخلده في هذه الدار {كلا} أي ليس الأمر كما زعم ولا كما حسب. ثم قال تعالى: {لينبذن في الحطمة} أي ليلقين هذا الذي جمع مالاً فعدده في الحطمة وهي اسم صفة من أسماء النار لأنها تحطم من فيها ولهذا قال: {وما أدراك ما الحطمة ؟ نار الله الموقدة * التي تطلع على الأفئدة} قال ثابت البناني: تحرقهم إلى الأفئدة وهم أحياء ثم يقول لقد بلغ منهم العذاب ثم يبكي, قال محمد بن كعب: تأكل كل شيء من جسده حتى إذا بلغت فؤاده حذو حلقه ترجع على جسده.
وقوله تعالى: {إنها عليهم مؤصدة} أي مطبقة كما تقدم تفسيره في سورة البلد. وقال ابن مردويه: حدثنا عبد الله بن محمد, حدثنا علي بن سراج, حدثنا عثمان بن حرزاد, حدثنا شجاع بن أشرس, حدثنا شريك عن عاصم عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم {إنها عليهم مؤصدة} قال: مطبقة. وقد رواه أبو بكر بن أبي شيبة عن عبد الله بن أسيد عن إسماعيل بن خالد عن أبي صالح قوله ولم يرفعه. وقوله تعالى: {في عمد ممددة} قال عطية العوفي: عمد من حديد, وقال السدي من نار,وقال شبيب بن بشر عن عكرمة عن ابن عباس {في عمد ممددة} يعني الأبواب هي الممددة, وقال قتادة في قراءة عبد الله بن مسعود: إنها عليهم مؤصدة بعمد ممددة, وقال العوفي عن ابن عباس: أدخلهم في عمد ممددة عليهم بعماد في أعناقهم السلاسل فسدت بها الأبواب: وقال قتادة: كنا نحدث أنهم يعذبون بعمد في النار واختاره ابن جرير, وقال أبو صالح {في عمد ممددة} يعني القيود الثقال.آخر تفسير سورة ويل لكل همزة لمزة, ولله الحمد والمنة.
تفسير ابن كثير

{أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم ( 29 ) ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم
بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول والله يعلم أعمالكم ( 30 ) ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم
والصابرين ونبلو أخباركم ( 31 )} (محمد )
يقول تعالى : ( أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم ) أي : اعتقد المنافقون أن الله
لا يكشف أمرهم لعباده المؤمنين ؟ بل سيوضح أمرهم ويجليه حتى يفهمهم ذوو البصائر ، وقد أنزل
تعالى في ذلك سورة " براءة " ، فبين فيها فضائحهم وما يعتمدونه من الأفعال الدالة على نفاقهم ; ولهذا
إنما كانت تسمى الفاضحة .
والأضغان : جمع ضغن ، وهو ما في النفوس من الحسد والحقد للإسلام
وأهله والقائمين بنصره .
وقوله : ( ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ) يقول تعالى : ولو نشاء يا محمد لأريناك أشخاصهم ،
فعرفتهم عيانا ، ولكن لم يفعل تعالى ذلك في جميع المنافقين سترا منه على خلقه ، وحملا للأمور على
ظاهر السلامة ، ورد السرائر إلى عالمها ، ( ولتعرفنهم في لحن القول ) أي : فيما يبدو من كلامهم الدال
على مقاصدهم ، يفهم المتكلم من أي الحزبين هو بمعاني كلامه وفحواه ، وهو المراد من لحن القول ،
كما قال أمير المؤمنين عثمان بن عفان ، رضي الله عنه : ما أسر أحد سريرة إلا أبداها الله على صفحات
وجهه ، وفلتات لسانه . وفي الحديث : " ما أسر أحد سريرة إلا كساه الله جلبابها ، إن خيرا فخير وإن شراً
فشر ."
وقوله : ( ولنبلونكم ) أي : ولنختبرنكم بالأوامر والنواهي ، ( حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو
أخباركم ) . وليس في تقدم علم الله تعالى بما هو كائن أنه سيكون شك ولا ريب ، فالمراد : حتى نعلم
وقوعه ; ولهذا يقول ابن عباس في مثل هذا : إلا لنعلم ، أي : لنرى .
بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول والله يعلم أعمالكم ( 30 ) ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم
والصابرين ونبلو أخباركم ( 31 )} (محمد )
يقول تعالى : ( أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم ) أي : اعتقد المنافقون أن الله
لا يكشف أمرهم لعباده المؤمنين ؟ بل سيوضح أمرهم ويجليه حتى يفهمهم ذوو البصائر ، وقد أنزل
تعالى في ذلك سورة " براءة " ، فبين فيها فضائحهم وما يعتمدونه من الأفعال الدالة على نفاقهم ; ولهذا
إنما كانت تسمى الفاضحة .
والأضغان : جمع ضغن ، وهو ما في النفوس من الحسد والحقد للإسلام
وأهله والقائمين بنصره .
وقوله : ( ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ) يقول تعالى : ولو نشاء يا محمد لأريناك أشخاصهم ،
فعرفتهم عيانا ، ولكن لم يفعل تعالى ذلك في جميع المنافقين سترا منه على خلقه ، وحملا للأمور على
ظاهر السلامة ، ورد السرائر إلى عالمها ، ( ولتعرفنهم في لحن القول ) أي : فيما يبدو من كلامهم الدال
على مقاصدهم ، يفهم المتكلم من أي الحزبين هو بمعاني كلامه وفحواه ، وهو المراد من لحن القول ،
كما قال أمير المؤمنين عثمان بن عفان ، رضي الله عنه : ما أسر أحد سريرة إلا أبداها الله على صفحات
وجهه ، وفلتات لسانه . وفي الحديث : " ما أسر أحد سريرة إلا كساه الله جلبابها ، إن خيرا فخير وإن شراً
فشر ."
وقوله : ( ولنبلونكم ) أي : ولنختبرنكم بالأوامر والنواهي ، ( حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو
أخباركم ) . وليس في تقدم علم الله تعالى بما هو كائن أنه سيكون شك ولا ريب ، فالمراد : حتى نعلم
وقوعه ; ولهذا يقول ابن عباس في مثل هذا : إلا لنعلم ، أي : لنرى .
الصفحة الأخيرة
====
منقوول للفائدة