
الجـمــ ام ـــــان
•


العمل على الصدقة
قال الله تعالى آمراً نبيه صلى الله عليه وسلم : (قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ يُقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَيُنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خِلاَلٌ ) (إبراهيم:31).
وقال سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم)البقرة:254
وقال سبحانه: ( أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ )البقرة:267
وقال صلى الله عليه وسلم : )ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقاً خلفاً، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفاً ) (في الصحيحين).
10 فوائد للصدقة
* الصدقة تجعل الملائكة تدعو بالخلف على المتصدق فتقول "اللهم أعط منفقا خلفا"
* الصدقة تنتصر على الشياطين ،قال صلى الله عليه وسلم "لا يخرج رجل شيئا من الصدقة حتى يفك على لحييها سبعين شيطانا"
* الصدقة تعالج المرضى ،قال صلى الله عليه وسلم "داووا مرضاكم بالصدقة "
* الصدقة تطفئ غضب ربك ،قال صلى الله عليه وسلم "إن الصدقة لتطفئ غضب الرب"
* الصدقة تمحو خطاياك ،قال صلى الله عليه وسلم "الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار"
* الصدقة تحمي عرضك وشرفك ،قال صلى الله عليه وسلم "ذبوا عن أعراضكم بأموالكم"
* الصدقة تحسن ختامك ،قال صلى الله عليه وسلم "صنائع المعروف تقي مصارع السوء"، قال صلى الله عليه وسلم "إن الصدقة لتطفئ غضب الرب وتدفع ميتة السوء"
* الصدقة ظلك من اللهب ،قال صلى الله عليه وسلم "كل امرئ في ظل صدقته حتى يقضى بين الناس"
* الصدقة تفك رهانك يوم القيامة ،قال صلى الله عليه وسلم "من فك رهان ميت (عليه الدين) فك الله رهانه يوم القيامة"
* الصدقة سترك من النار ،قال صلى الله عليه وسلم "يا عائشة استتري من النار ولو بشق تمرة ،فأنها تسد من الجائع مسدها من الشبعان".
قال الله تعالى آمراً نبيه صلى الله عليه وسلم : (قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ يُقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَيُنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خِلاَلٌ ) (إبراهيم:31).
وقال سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم)البقرة:254
وقال سبحانه: ( أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ )البقرة:267
وقال صلى الله عليه وسلم : )ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقاً خلفاً، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفاً ) (في الصحيحين).
10 فوائد للصدقة
* الصدقة تجعل الملائكة تدعو بالخلف على المتصدق فتقول "اللهم أعط منفقا خلفا"
* الصدقة تنتصر على الشياطين ،قال صلى الله عليه وسلم "لا يخرج رجل شيئا من الصدقة حتى يفك على لحييها سبعين شيطانا"
* الصدقة تعالج المرضى ،قال صلى الله عليه وسلم "داووا مرضاكم بالصدقة "
* الصدقة تطفئ غضب ربك ،قال صلى الله عليه وسلم "إن الصدقة لتطفئ غضب الرب"
* الصدقة تمحو خطاياك ،قال صلى الله عليه وسلم "الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار"
* الصدقة تحمي عرضك وشرفك ،قال صلى الله عليه وسلم "ذبوا عن أعراضكم بأموالكم"
* الصدقة تحسن ختامك ،قال صلى الله عليه وسلم "صنائع المعروف تقي مصارع السوء"، قال صلى الله عليه وسلم "إن الصدقة لتطفئ غضب الرب وتدفع ميتة السوء"
* الصدقة ظلك من اللهب ،قال صلى الله عليه وسلم "كل امرئ في ظل صدقته حتى يقضى بين الناس"
* الصدقة تفك رهانك يوم القيامة ،قال صلى الله عليه وسلم "من فك رهان ميت (عليه الدين) فك الله رهانه يوم القيامة"
* الصدقة سترك من النار ،قال صلى الله عليه وسلم "يا عائشة استتري من النار ولو بشق تمرة ،فأنها تسد من الجائع مسدها من الشبعان".

فضل العمل على الصدقة بالتقوى
العامل على الصدقة هو الذي يبذل جهده في جمع الزكاة من المسلمين ليوصلها إلى بيت المال ، فيتصرف الإمام في إنفاقها في المصالح العامة ، والمساعدة والإعانة والإحسان ، وثوابه ثواب المجاهد لنصر دين الله ، المضاعف أجره .
يقول صلى الله عليه وسلم (العامل على الصدقة بالحق لوجه الله تعالى ، كالغازي في سبيل الله عز وجل حتى يرجع إلى أهله) .
وقال الحبيب صلى الله عليه وسلم (العامل إذا استعمل فأخذ الحق ، وأعطى الحق ، لم يزل كالمجاهد في سبيل الله حتى يرجع إلى بيته) .
وكسب العامل هو خير كسب ، قال الرسول صلى الله عليه وسلم (خير الكسب كسب العامل إذا نصح) .
وله مصل ثواب المتصدقين لما يقوم به من أمانة في حفظ الصدقات ، وإيصالها إلى أهلها .
فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (إن الخازن المسلم الأمين الذي ينقل ما أمر به فيعطيه كاملا موفرا طيبة به نفسه فيدفعه إلى الذي أمر به أحد المتصدقين) .
والعامل إذا اتقى الله وراقبه فهو من أهل الجنة ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم (إنه ستفتح عليكم مشارق الأرض ومغاربها ، وإن عمالها في النار ، إلا من اتقى الله عز وجل وأدى الأمانة) .م/ن
العامل على الصدقة هو الذي يبذل جهده في جمع الزكاة من المسلمين ليوصلها إلى بيت المال ، فيتصرف الإمام في إنفاقها في المصالح العامة ، والمساعدة والإعانة والإحسان ، وثوابه ثواب المجاهد لنصر دين الله ، المضاعف أجره .
يقول صلى الله عليه وسلم (العامل على الصدقة بالحق لوجه الله تعالى ، كالغازي في سبيل الله عز وجل حتى يرجع إلى أهله) .
وقال الحبيب صلى الله عليه وسلم (العامل إذا استعمل فأخذ الحق ، وأعطى الحق ، لم يزل كالمجاهد في سبيل الله حتى يرجع إلى بيته) .
وكسب العامل هو خير كسب ، قال الرسول صلى الله عليه وسلم (خير الكسب كسب العامل إذا نصح) .
وله مصل ثواب المتصدقين لما يقوم به من أمانة في حفظ الصدقات ، وإيصالها إلى أهلها .
فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (إن الخازن المسلم الأمين الذي ينقل ما أمر به فيعطيه كاملا موفرا طيبة به نفسه فيدفعه إلى الذي أمر به أحد المتصدقين) .
والعامل إذا اتقى الله وراقبه فهو من أهل الجنة ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم (إنه ستفتح عليكم مشارق الأرض ومغاربها ، وإن عمالها في النار ، إلا من اتقى الله عز وجل وأدى الأمانة) .م/ن

جُمَلٌ مُخْتَصَرَاتٌ فِي فَوَائِدَ وَآدَابِ الصَّدَقَاتِ
إن للصدقه تأثيرًا عجيب على القلب والروح والبدن، فهى تخلص القلب من خصلة الشح وحب المال والإمساك به, وتقرب الروح من ربها عز وجل فهو المحبوب الأول الذى يتقرب إليه الإنسان بكل ما يملك, وتأثيرها على البدن ظاهرٌ لكل ذي لُبٍّ؛ فتجدُ البخيل الشحيح يخرج من عند طبيب إلى آخر، وتجد المتصدق بدنه -بقدرة الله- خالصًا من الأسقام والأمراض.
والصدقة لها من الفوائد والآثار غير ذلك، منها:
أنّهَا تُكَفِّرُ الخَطِيئَةَ
عن حذيفة بن اليمان قال: قال عمر بن الخطاب ا: «أَيُّكُمْ يَحْفَظُ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْفِتْنَةِ قُلْتُ أَنَا كَمَا قَالَهُ قَالَ إِنَّكَ عَلَيْهِ أَوْ عَلَيْهَا لَجَرِيءٌ قُلْتُ فِتْنَةُ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَوَلَدِهِ وَجَارِهِ تُكَفِّرُهَا الصَّلاةُ وَالصَّوْمُ وَالصَّدَقَةُ....» (1).
تَزِيدُ الحَسَنَاتِ
قال تعالى: {مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} .
وعن حكيم بن حزام ا قال: قلت يا رسول الله أَرَأَيْتَ أَشْيَاءَ كُنْتُ أَتَحَنَّثُ بِهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ مِنْ صَدَقَةٍ أَوْ عَتَاقَةٍ وَصِلَةِ رَحِمٍ فَهَلْ فِيهَا مِنْ أَجْرٍ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَسْلَمْتَ عَلَى مَا سَلَفَ مِنْ خَيْرٍ»(2).
الخُلْفُ فِي المَالِ
قال الله تعالى: {فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى}.
وعن أبى هريرة ا أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: «مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ الْعِبَادُ فِيهِ إِلَّا مَلَكَانِ يَنْزِلَانِ فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا وَيَقُولُ الآخَرُ اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا»(3).
وقد قيل: إن دعاء الملك بالخلف فى المال أعم من أن يكون لأموال الدنيا أو لأموال الآخرة فحسب.
نَمَاؤُهَا عِنْدَ اللَّهِ
قال تعالى: {يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ}.
قال ابن كثير قرئ بضم الياء والتخفيف من ربا الشيء يربو وارباه يربيه أى كثَّره ونمَّاه بيمينه, وقُرئ يربى بالضم والتشديد من التربيه, قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ تَصَدَّقَ بِعَدْلِ تَمْرَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ وَلَا يَقْبَلُ اللَّهُ إِلَّا الطَّيِّبَ وَإِنَّ اللَّهَ يَتَقَبَّلُهَا بِيَمِينِهِ ثُمَّ يُرَبِّيهَا لِصَاحِبِهِ كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ حَتَّى تَكُونَ مِثْلَ الْجَبَلِ»(4).
دُعَاءُ الإِمَامِ لَهُ وَالنَّاس
قال تعالى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}.
وعن عبد الله بن أبى أوفى قال: كان النبى صلى الله عليه وسلم «إِذَا أَتَاهُ قَوْمٌ بِصَدَقَتِهِمْ قَالَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى آلِ فُلَانٍ فَأَتَاهُ أَبِي بِصَدَقَتِهِ فَقَالَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى آلِ أَبِي أَوْفَى»(5).
والصلاة على أبى أوفى كان بطلب الرحمة والمغفرة له, وكذا صلاة الملائكة لبنى آدم الدعاء لهم.
دُخُولُ الجَنَّةِ
عن أبى أيوب ا أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلمأَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ قَالَ صلى الله عليه وسلم: «تَعْبُدُ اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ وَتَصِلُ الرَّحِمَ»(6).
وعن أبى هريرة ا أَنَّ أَعْرَابِيًّا أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلمفَقَالَ دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ إِذَا عَمِلْتُهُ دَخَلْتُ الْجَنَّةَ قَالَ: «تَعْبُدُ اللَّهَ لَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ وَتُؤَدِّي الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ وَتَصُومُ رَمَضَانَ قَالَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا أَزِيدُ عَلَى هَذَا فَلَمَّا وَلَّى قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا»(7).
آدَابُ مُعْطِي الصَّدَقَةِ
إن لكل عبادة فى ديننا آدابًا يجب أن تتوفر فيها؛ لكى تؤتى ثمارها المرجوة من ثواب الله, وأعظم هذه الآداب الإخلاص, بل إن شئت فقل: لا يُقبل العمل بدونه, فهو أحد شرطى قبول العمل، فبدونه يكون العمل هباءً منثورًا, قال الله تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ}, والمتصدق إذا كانت نيته صالحة قُبلت صدقته، وإذا كانت تشوبها الرياء ردت عليه فإن الله لا يقبل من الأعمال إلا ما كان خالصًا لوجه وما كان لوجه الناس جيء يوم القيامة؛ ليأخذ جزاءه من الناس وهيهات أن يوفوه وإن وفوه فما يغنى عنه من عذاب الله شيء.
عن عمر بن الخطاب ا قال: قال صلى الله عليه وسلم «إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ»(8).
عن أبى هريرة ا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «قَالَ رَجُلٌ لَأَتَصَدَّقَنَّ بِصَدَقَةٍ فَخَرَجَ بِصَدَقَتِهِ فَوَضَعَهَا فِي يَدِ سَارِقٍ فَأَصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ تُصُدِّقَ عَلَى سَارِقٍ فَقَالَ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ لَأَتَصَدَّقَنَّ بِصَدَقَةٍ فَخَرَجَ بِصَدَقَتِهِ فَوَضَعَهَا فِي يَدَيْ زَانِيَةٍ فَأَصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ تُصُدِّقَ اللَّيْلَةَ عَلَى زَانِيَةٍ فَقَالَ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى زَانِيَةٍ لَأَتَصَدَّقَنَّ بِصَدَقَةٍ فَخَرَجَ بِصَدَقَتِهِ فَوَضَعَهَا فِي يَدَيْ غَنِيٍّ فَأَصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ تُصُدِّقَ عَلَى غَنِيٍّ فَقَالَ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى سَارِقٍ وَعَلَى زَانِيَةٍ وَعَلَى غَنِيٍّ فَأُتِيَ فَقِيلَ لَهُ أَمَّا صَدَقَتُكَ عَلَى سَارِقٍ فَلَعَلَّهُ أَنْ يَسْتَعِفَّ عَنْ سَرِقَتِهِ وَأَمَّا الزَّانِيَةُ فَلَعَلَّهَا أَنْ تَسْتَعِفَّ عَنْ زِنَاهَا وَأَمَّا الْغَنِيُّ فَلَعَلَّهُ يَعْتَبِرُ فَيُنْفِقُ مِمَّا أَعْطَاهُ اللَّه»(9).
إن للصدقه تأثيرًا عجيب على القلب والروح والبدن، فهى تخلص القلب من خصلة الشح وحب المال والإمساك به, وتقرب الروح من ربها عز وجل فهو المحبوب الأول الذى يتقرب إليه الإنسان بكل ما يملك, وتأثيرها على البدن ظاهرٌ لكل ذي لُبٍّ؛ فتجدُ البخيل الشحيح يخرج من عند طبيب إلى آخر، وتجد المتصدق بدنه -بقدرة الله- خالصًا من الأسقام والأمراض.
والصدقة لها من الفوائد والآثار غير ذلك، منها:
أنّهَا تُكَفِّرُ الخَطِيئَةَ
عن حذيفة بن اليمان قال: قال عمر بن الخطاب ا: «أَيُّكُمْ يَحْفَظُ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْفِتْنَةِ قُلْتُ أَنَا كَمَا قَالَهُ قَالَ إِنَّكَ عَلَيْهِ أَوْ عَلَيْهَا لَجَرِيءٌ قُلْتُ فِتْنَةُ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَوَلَدِهِ وَجَارِهِ تُكَفِّرُهَا الصَّلاةُ وَالصَّوْمُ وَالصَّدَقَةُ....» (1).
تَزِيدُ الحَسَنَاتِ
قال تعالى: {مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} .
وعن حكيم بن حزام ا قال: قلت يا رسول الله أَرَأَيْتَ أَشْيَاءَ كُنْتُ أَتَحَنَّثُ بِهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ مِنْ صَدَقَةٍ أَوْ عَتَاقَةٍ وَصِلَةِ رَحِمٍ فَهَلْ فِيهَا مِنْ أَجْرٍ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَسْلَمْتَ عَلَى مَا سَلَفَ مِنْ خَيْرٍ»(2).
الخُلْفُ فِي المَالِ
قال الله تعالى: {فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى}.
وعن أبى هريرة ا أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: «مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ الْعِبَادُ فِيهِ إِلَّا مَلَكَانِ يَنْزِلَانِ فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا وَيَقُولُ الآخَرُ اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا»(3).
وقد قيل: إن دعاء الملك بالخلف فى المال أعم من أن يكون لأموال الدنيا أو لأموال الآخرة فحسب.
نَمَاؤُهَا عِنْدَ اللَّهِ
قال تعالى: {يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ}.
قال ابن كثير قرئ بضم الياء والتخفيف من ربا الشيء يربو وارباه يربيه أى كثَّره ونمَّاه بيمينه, وقُرئ يربى بالضم والتشديد من التربيه, قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ تَصَدَّقَ بِعَدْلِ تَمْرَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ وَلَا يَقْبَلُ اللَّهُ إِلَّا الطَّيِّبَ وَإِنَّ اللَّهَ يَتَقَبَّلُهَا بِيَمِينِهِ ثُمَّ يُرَبِّيهَا لِصَاحِبِهِ كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ حَتَّى تَكُونَ مِثْلَ الْجَبَلِ»(4).
دُعَاءُ الإِمَامِ لَهُ وَالنَّاس
قال تعالى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}.
وعن عبد الله بن أبى أوفى قال: كان النبى صلى الله عليه وسلم «إِذَا أَتَاهُ قَوْمٌ بِصَدَقَتِهِمْ قَالَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى آلِ فُلَانٍ فَأَتَاهُ أَبِي بِصَدَقَتِهِ فَقَالَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى آلِ أَبِي أَوْفَى»(5).
والصلاة على أبى أوفى كان بطلب الرحمة والمغفرة له, وكذا صلاة الملائكة لبنى آدم الدعاء لهم.
دُخُولُ الجَنَّةِ
عن أبى أيوب ا أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلمأَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ قَالَ صلى الله عليه وسلم: «تَعْبُدُ اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ وَتَصِلُ الرَّحِمَ»(6).
وعن أبى هريرة ا أَنَّ أَعْرَابِيًّا أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلمفَقَالَ دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ إِذَا عَمِلْتُهُ دَخَلْتُ الْجَنَّةَ قَالَ: «تَعْبُدُ اللَّهَ لَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ وَتُؤَدِّي الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ وَتَصُومُ رَمَضَانَ قَالَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا أَزِيدُ عَلَى هَذَا فَلَمَّا وَلَّى قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا»(7).
آدَابُ مُعْطِي الصَّدَقَةِ
إن لكل عبادة فى ديننا آدابًا يجب أن تتوفر فيها؛ لكى تؤتى ثمارها المرجوة من ثواب الله, وأعظم هذه الآداب الإخلاص, بل إن شئت فقل: لا يُقبل العمل بدونه, فهو أحد شرطى قبول العمل، فبدونه يكون العمل هباءً منثورًا, قال الله تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ}, والمتصدق إذا كانت نيته صالحة قُبلت صدقته، وإذا كانت تشوبها الرياء ردت عليه فإن الله لا يقبل من الأعمال إلا ما كان خالصًا لوجه وما كان لوجه الناس جيء يوم القيامة؛ ليأخذ جزاءه من الناس وهيهات أن يوفوه وإن وفوه فما يغنى عنه من عذاب الله شيء.
عن عمر بن الخطاب ا قال: قال صلى الله عليه وسلم «إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ»(8).
عن أبى هريرة ا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «قَالَ رَجُلٌ لَأَتَصَدَّقَنَّ بِصَدَقَةٍ فَخَرَجَ بِصَدَقَتِهِ فَوَضَعَهَا فِي يَدِ سَارِقٍ فَأَصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ تُصُدِّقَ عَلَى سَارِقٍ فَقَالَ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ لَأَتَصَدَّقَنَّ بِصَدَقَةٍ فَخَرَجَ بِصَدَقَتِهِ فَوَضَعَهَا فِي يَدَيْ زَانِيَةٍ فَأَصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ تُصُدِّقَ اللَّيْلَةَ عَلَى زَانِيَةٍ فَقَالَ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى زَانِيَةٍ لَأَتَصَدَّقَنَّ بِصَدَقَةٍ فَخَرَجَ بِصَدَقَتِهِ فَوَضَعَهَا فِي يَدَيْ غَنِيٍّ فَأَصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ تُصُدِّقَ عَلَى غَنِيٍّ فَقَالَ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى سَارِقٍ وَعَلَى زَانِيَةٍ وَعَلَى غَنِيٍّ فَأُتِيَ فَقِيلَ لَهُ أَمَّا صَدَقَتُكَ عَلَى سَارِقٍ فَلَعَلَّهُ أَنْ يَسْتَعِفَّ عَنْ سَرِقَتِهِ وَأَمَّا الزَّانِيَةُ فَلَعَلَّهَا أَنْ تَسْتَعِفَّ عَنْ زِنَاهَا وَأَمَّا الْغَنِيُّ فَلَعَلَّهُ يَعْتَبِرُ فَيُنْفِقُ مِمَّا أَعْطَاهُ اللَّه»(9).

أَنْ لاَ تُتْبَعَ بِالمَنِّ وَالأَذَى
قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى}.
قال القرطبى: المن غالبًا يقع من البخيل والمعجب، فالبخيل تعظم فى نفسه وإن كانت حقيرة فى نفسها والمعجب يحمله العجب على النظر لنفسه بعين العظمة، وأنه منع بحاله على المعطى وإن كان أفضل منه فى نفس الأمر وموجب ذلك كله الجهل ونسيان نعمة الله فيما أنعم به ولو نظر مصيره بعلم أن المنة للآخذ لما يترتب له من الفوائد.
وقال تعالى: {قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَآ أَذًى}.
أخبر الله تعالى أن الصدقة تبطل بما يتبعها من المن والاذى فما يبقى ثواب الصدقة بخطيئة المن والاذى, قال صلى الله عليه وسلم«ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمْ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْمَنَّانُ الَّذِي لَا يُعْطِي شَيْئًا إِلَّا مَنَّهُ وَالْمُنَفِّقُ سِلْعَتَهُ بِالْحَلِفِ الْفَاجِرِ وَالْمُسْبِلُ إِزَارَهُ»(10).
وعن أبى الدرداء قال: قال صلى الله عليه وسلم: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنَّانٌ وَلَا عَاقٌّ وَلَا مُدْمِنُ خَمْرٍ»(11) وهذا المنان مثل المرائى الذى يظهر للناس أنه يريد وجه الله وإنما قصد مدح الناس له وشهرته بالصفات الجميلة؛ ليشكر بين الناس أو يقال: إنه كريم ونحو ذلك من المقاصد الدنيوية مع قطع نظره عن معاملة الله تعالى وابتغاء مرضاته وجزيل ثوابه وهو لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر ولهذا ضرب الله أروع مثال حيث قال: إنه بعمله هذا كمثل صخرة ملساء عليها تراب فأصابها مطر نازل عليها من السماء فمحا هذا التراب وتركها ملساء كما كانت فكذا المرائى والمنان يمحو الله عنهما ثواب أعمالهما يوم القيامة وينزع بركته منه.
أَنْ تَكُونَ مِنْ مَالٍ طَيِّبٍ
قال الله تعالى: {يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ}, وقال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا»(12), قال الإمام البخارى: لا يقبل الله صدقة من غلول، ولا يقبل إلا من كسب طيب, وقال القرطبى: إنما لا يقبل الله الصدقة بالحرام؛ لأنه غير مملوك للمتصدق –أي مال– وهو ممنوع من التصرف فيه والمتصدق به متصرف فيه قُبل منه –أى الله– لزم أن يكون الشيء مأمورًا منهيًا من وجه واحد وهو محال.
الإِسْرَاعُ فِي إِخْرَاجِهَا
قال الله تعالى: {وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ}.
قال صلى الله عليه وسلم: «تَصَدَّقُوا فَإِنَّهُ يَأْتِي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ يَمْشِي الرَّجُلُ بِصَدَقَتِهِ فَلَا يَجِدُ مَنْ يَقْبَلُهَا يَقُولُ الرَّجُلُ لَوْ جِئْتَ بِهَا بِالْأَمْسِ لَقَبِلْتُهَا فَأَمَّا الْيَوْمَ فَلَا حَاجَةَ لِي بِهَا»(13).
وعن عقبة بن الحارث ا قال: صَلَّى بِنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلمالْعَصْرَ فَأَسْرَعَ ثُمَّ دَخَلَ الْبَيْتَ فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ خَرَجَ فَقُلْتُ أَوْ قِيلَ لَهُ فَقَالَ: «كُنْتُ خَلَّفْتُ فِي الْبَيْتِ تِبْرً(14) مِنْ الصَّدَقَةِ فَكَرِهْتُ أَنْ أُبَيِّتَهُ فَقَسَمْتُهُ»(15).
قال ابن بطال: إن الخير ينبغى أن يبادر به فإن الآفات تعرض والموانع تمنع والموت لا يؤمن والتسويف غير محمود, زاد غيره وهو أخلص للذمة وأنقى للحاجة وأبعد من المطل المذموم وأرضى للرب وأمحى للذنب.
وقال الإمام أحمد: التسويف له آفات.
التَّصَدُّقُ وَلَوْ بِالقَلِيلِ
قال تعالى: {وَالَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُمْ}، وقال صلى الله عليه وسلم: «اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ»(16).
وعن أبى هريرة ا قال: " جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أَيُّ الصَّدَقَةِ أَعْظَمُ أَجْرًا قَالَ: «أَنْ تَصَدَّقَ وَأَنْتَ صَحِيحٌ شَحِيحٌ تَخْشَى الْفَقْرَ وَتَأْمُلُ الْغِنَى وَلَا تُمْهِلُ حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ الْحُلْقُومَ قُلْتَ لِفُلَانٍ كَذَا وَلِفُلَانٍ كَذَا وَقَدْ كَانَ لِفُلَانٍ»(17).
أَنْ تَكُونَ سِرًّا
قال تعالى: {الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً} .
والآية ظاهرة فى تفضيل صدقة السر ولكن ذهب الجمهور إلى أنها نزلت فى صدقة التطوع, ونقل الطبرى وغيره الإجماع على أن الإعلان فى صدقة الفرض أفضل من الإخفاء؛ والإسرار فى صدقة التطوع أفضل من الإعلان.
فعن أبى هريرة ا قال: قال صلى الله عليه وسلم: «سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمْ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ الْإِمَامُ الْعَادِلُ وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ رَبِّهِ وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي الْمَسَاجِدِ وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ وَرَجُلٌ طَلَبَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ أَخْفَى حَتَّى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ»(18).
وقال تعالى: {إِن تُبْدُواْ الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاء فَهُوَ خَيْرٌ لُّكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}.
الأَيْدِي فِي الصَّدَقَاتِ
إن الأيدى التي تتصل بالصدقة على خمسة أصناف, المنفقة وهى العليا, والمتعففة عن الأخذ, والآخذة بغير سؤال, والسائلة, والمانعة.
المنْفِقَةُ وَهِيَ العُلْيَا
قال صلى الله عليه وسلم: «الْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنْ الْيَدِ السُّفْلَى وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ وَخَيْرُ الصَّدَقَةِ عَنْ ظَهْرِ غِنًى وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ»(19).
قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى}.
قال القرطبى: المن غالبًا يقع من البخيل والمعجب، فالبخيل تعظم فى نفسه وإن كانت حقيرة فى نفسها والمعجب يحمله العجب على النظر لنفسه بعين العظمة، وأنه منع بحاله على المعطى وإن كان أفضل منه فى نفس الأمر وموجب ذلك كله الجهل ونسيان نعمة الله فيما أنعم به ولو نظر مصيره بعلم أن المنة للآخذ لما يترتب له من الفوائد.
وقال تعالى: {قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَآ أَذًى}.
أخبر الله تعالى أن الصدقة تبطل بما يتبعها من المن والاذى فما يبقى ثواب الصدقة بخطيئة المن والاذى, قال صلى الله عليه وسلم«ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمْ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْمَنَّانُ الَّذِي لَا يُعْطِي شَيْئًا إِلَّا مَنَّهُ وَالْمُنَفِّقُ سِلْعَتَهُ بِالْحَلِفِ الْفَاجِرِ وَالْمُسْبِلُ إِزَارَهُ»(10).
وعن أبى الدرداء قال: قال صلى الله عليه وسلم: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنَّانٌ وَلَا عَاقٌّ وَلَا مُدْمِنُ خَمْرٍ»(11) وهذا المنان مثل المرائى الذى يظهر للناس أنه يريد وجه الله وإنما قصد مدح الناس له وشهرته بالصفات الجميلة؛ ليشكر بين الناس أو يقال: إنه كريم ونحو ذلك من المقاصد الدنيوية مع قطع نظره عن معاملة الله تعالى وابتغاء مرضاته وجزيل ثوابه وهو لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر ولهذا ضرب الله أروع مثال حيث قال: إنه بعمله هذا كمثل صخرة ملساء عليها تراب فأصابها مطر نازل عليها من السماء فمحا هذا التراب وتركها ملساء كما كانت فكذا المرائى والمنان يمحو الله عنهما ثواب أعمالهما يوم القيامة وينزع بركته منه.
أَنْ تَكُونَ مِنْ مَالٍ طَيِّبٍ
قال الله تعالى: {يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ}, وقال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا»(12), قال الإمام البخارى: لا يقبل الله صدقة من غلول، ولا يقبل إلا من كسب طيب, وقال القرطبى: إنما لا يقبل الله الصدقة بالحرام؛ لأنه غير مملوك للمتصدق –أي مال– وهو ممنوع من التصرف فيه والمتصدق به متصرف فيه قُبل منه –أى الله– لزم أن يكون الشيء مأمورًا منهيًا من وجه واحد وهو محال.
الإِسْرَاعُ فِي إِخْرَاجِهَا
قال الله تعالى: {وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ}.
قال صلى الله عليه وسلم: «تَصَدَّقُوا فَإِنَّهُ يَأْتِي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ يَمْشِي الرَّجُلُ بِصَدَقَتِهِ فَلَا يَجِدُ مَنْ يَقْبَلُهَا يَقُولُ الرَّجُلُ لَوْ جِئْتَ بِهَا بِالْأَمْسِ لَقَبِلْتُهَا فَأَمَّا الْيَوْمَ فَلَا حَاجَةَ لِي بِهَا»(13).
وعن عقبة بن الحارث ا قال: صَلَّى بِنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلمالْعَصْرَ فَأَسْرَعَ ثُمَّ دَخَلَ الْبَيْتَ فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ خَرَجَ فَقُلْتُ أَوْ قِيلَ لَهُ فَقَالَ: «كُنْتُ خَلَّفْتُ فِي الْبَيْتِ تِبْرً(14) مِنْ الصَّدَقَةِ فَكَرِهْتُ أَنْ أُبَيِّتَهُ فَقَسَمْتُهُ»(15).
قال ابن بطال: إن الخير ينبغى أن يبادر به فإن الآفات تعرض والموانع تمنع والموت لا يؤمن والتسويف غير محمود, زاد غيره وهو أخلص للذمة وأنقى للحاجة وأبعد من المطل المذموم وأرضى للرب وأمحى للذنب.
وقال الإمام أحمد: التسويف له آفات.
التَّصَدُّقُ وَلَوْ بِالقَلِيلِ
قال تعالى: {وَالَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُمْ}، وقال صلى الله عليه وسلم: «اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ»(16).
وعن أبى هريرة ا قال: " جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أَيُّ الصَّدَقَةِ أَعْظَمُ أَجْرًا قَالَ: «أَنْ تَصَدَّقَ وَأَنْتَ صَحِيحٌ شَحِيحٌ تَخْشَى الْفَقْرَ وَتَأْمُلُ الْغِنَى وَلَا تُمْهِلُ حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ الْحُلْقُومَ قُلْتَ لِفُلَانٍ كَذَا وَلِفُلَانٍ كَذَا وَقَدْ كَانَ لِفُلَانٍ»(17).
أَنْ تَكُونَ سِرًّا
قال تعالى: {الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً} .
والآية ظاهرة فى تفضيل صدقة السر ولكن ذهب الجمهور إلى أنها نزلت فى صدقة التطوع, ونقل الطبرى وغيره الإجماع على أن الإعلان فى صدقة الفرض أفضل من الإخفاء؛ والإسرار فى صدقة التطوع أفضل من الإعلان.
فعن أبى هريرة ا قال: قال صلى الله عليه وسلم: «سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمْ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ الْإِمَامُ الْعَادِلُ وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ رَبِّهِ وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي الْمَسَاجِدِ وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ وَرَجُلٌ طَلَبَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ أَخْفَى حَتَّى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ»(18).
وقال تعالى: {إِن تُبْدُواْ الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاء فَهُوَ خَيْرٌ لُّكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}.
الأَيْدِي فِي الصَّدَقَاتِ
إن الأيدى التي تتصل بالصدقة على خمسة أصناف, المنفقة وهى العليا, والمتعففة عن الأخذ, والآخذة بغير سؤال, والسائلة, والمانعة.
المنْفِقَةُ وَهِيَ العُلْيَا
قال صلى الله عليه وسلم: «الْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنْ الْيَدِ السُّفْلَى وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ وَخَيْرُ الصَّدَقَةِ عَنْ ظَهْرِ غِنًى وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ»(19).
الصفحة الأخيرة