ـ أم ريـــــم ـ



(لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا

عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ)




تفسير القرطبي


هاتان الآيتان في قول أبي أقرب القرآن بالسماء عهداً. وفي قول سعيد بن جبير: آخر ما نزل من القرآن "واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله" على ما تقدم. فيحتمل أن يكون قول أبي: أقرب القرآن بالسماء عهداً بعد قوله: "واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله". والله أعلم. والخطاب للعرب في قول الجمهور، وهذا على جهة تعديد النعمة عليهم في ذلك، إذ جاء بلسانهم وبما يفهمونه، وشرفوا به غابر الأيام. وقال الزجاج: هي مخاطبة لجميع العالم، والمعنى: لقد جاءكم رسول من البشر، والأول أصوب. قال ابن عباس: ما من قبيلة من العرب إلا ولدت النبي صلى الله عليه وسلم، فكأنه قال: يا معشر العرب، لقد جاءكم رسول من بني إسماعيل. والقول الثاني أوكد للحجة، أي هو بشر مثلكم لتفهموا عنه وتأتموا به. قوله تعالى: "من أنفسكم" يقتضي مدحاً لنسب النبي صلى الله عليه وسلم وأنه من صميم العرب وخالصها. وفي صحيح مسلم عن واثلة بن الأسقع قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل واصطفى قريشاً من كنانة واصطفى من قريش من بني هاشم واصطفاني من بني هاشم". وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إني من نكاح ولست من سفاح". معناه أن نسبه صلى الله عليه وسلم إلى آدم عليه السلام لم يكن النسل فيه إلا من نكاح، ولم يكن فيه زنى. وقرأ عبد الله بن قسيط المكي من أنفسكم بفتح الفاء من النفاسة، ورويت عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن فاطمة رضي الله عنها، أي جاءكم رسول من أشرفكم وأفضلكم، من قولك: شيء نفيس إذا كان مرغوباً فيه. وقيل: من أنفسكم، أي أكثركم طاعة. قوله تعالى: "عزيز عليه ما عنتم" أي يعز عليه مشقتكم. والعنت: المشقة، من قولهم: أكمة عنوت إذا كان شاقة مهلكة. وقال ابن الأنباري: أصل التعنت التشديد، فإذا قالت العرب: فلان يتعنت فلاناً ويعنته فمرادهم يشدد عليه ويلزمه. بما يصعب عليه أداؤه. وقد تقدم في البقرة. وما في ما عنتم مصدرية، وهي ابتداء وعزيز خبر مقدم. ويجوز أن يكون ما عنتم فاعلاً بعزيز، وعزيز صفة للرسول، وهو أصوب وكذا حريص عليكم وكذا رؤوف رحيم رفع على الصفة. قال الفراء: ولو قرئ عزيزاً عليه ما عنتم حريصاً رؤوفاً رحيماً، نصباً على الحال جاز. قال أبو جعفر النحاس: وأحسن ما قيل في معناه مما يوافق كلام العرب ما حدثنا أحمد بن محمد الأزدي قال: حدثنا عبد الله بن محمد الخزاعي قال: سمعت عمرو بن علي يقول: سمعت عبد الله بن داود الخريبي يقول في قوله عز وجل: "لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم" قال: أن تدخلوا النار، "حريص عليكم" قال: أن تدخلوا الجنة. وقيل: حريص عليكم أن تؤمنوا. وقال الفراء: شحيح بأن تدخلوا النار. والحرص على الشيء: الشح عليه أن يضيع ويتلف. "بالمؤمنين رؤوف رحيم" الرؤوف: المبالغ في الرأفة والشفقة. وقد تقدم في البقرة معنى رؤوف رحيم مستوفى. وقال الحسين بن الفضل: لم يجمع الله لأحد من الأنبياء اسمين من أسمائه إلا للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، فإنه قال: "بالمؤمنين رؤوف رحيم" وقال: "إن الله بالناس لرؤوف رحيم" . وقال عبد العزيز بن يحيى: نظم الآية لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز حريص بالمؤمنين رؤوف رحيم، عزيز عليه ما عنتم لا يهمه إلا شأنكم، وهو القائم بالشفاعة لكم فلا تهتموا بما عنتم ما أقمتم على سنته، فإنه لا يرضيه إلا دخولكم الجنة.



:
الجـمــ ام ـــــان

الرحمة.... أما تُحِبُّ أن تُرحم يوم القيامة ؟؟!
الرحمة... خُلق نعرفه جميعا... ونعرف معناه.. ولكنه أصبح غير موجود بيننا.... العالم كله في أشد الاحتياج لهذا الخلق....
إنه خلق النجاة يوم القيامة... يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إِنَّمَا يَرْحَمُ اللَّهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ))...
إنها علاقة قوية بين معاملتك للناس في الدنيا ورحمتك يوم القيامة, فمن عامل الناس بالرحمة في الدنيا ماذا ينتظر يوم القيامة؟!
وانظر على رحمة ربنا بنا... {كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}

وانظر إلى آثار رحمة ربِّنا بنا في الدنيا...
فمن رحمته أنه أودع الله سبحانه وتعالى في قلوب الآباء والأمهات حب أولادهم...
بل انظر إلى الرحمة التي أودعها الله في قلبين وجعلها بين كل زوجين {وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً} ... يا الله أول ما يبنى البيت الجميل المسلم... يبنى على الرحمة.... فسبحان الله... هل نحافظ على هذه الرحمة؟؟

ومن رحمته أنه لا يؤاخذنا بذنوبنا...
فذنوبنا كثيرة كثيرة... ومع ذلك فإنَّ الله يمهلنا... اقرأ هذه الآية وانظر إلى حالك وتَذَكَّرْ سنواتِ عُمْرِكَ الماضية... يقول تعالى: {وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُم بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ} ... ألا يسعك الآن إلا أن تقول: الحمد لله !!

ومن رحمته سترك بعد المعصية....
تخيَّلْ لو فُضحنا بعد المعصية... وبعد كل معصية لله تعالى تجد على باب بيتك شرحًا لما فعلته من معصية: فلان عصى وفعل كذا وكذا... وكل من يمر يقرؤه... ولكن من رحمة ربنا بنا انه يسترنا بعد المعصية....

ومن رحمته تيسير التوبة...
حقاً عن من رحمة الله بنا أن يُيسر لنا التوبة كما يسرها لآدم عليه السلام..
يا سبحان الله !!! ليس العجيب أنَّ عبدًا يتذلل إلى سيده ويتودد إليه... ولكن العجب كل العجب من سيِّد يتودد إلى عبده... فالله يتودد إلينا برحمته....

ومن رحمته إرسال الرسل وإنزال الكتب وسنّ الشرائع...
{وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} .

ومن رحمته أنه جعل لنا يوم القيامة...
حتى يأخذ كل ذي حق حقه... هذا الشاب الذي صان نفسه عن المعاصي وغض بصره... وهذا الذي ظُلم في الدنيا... وهذا الذي تجبر في الدنيا...

ومن رحمته أنه خلق المرأة...
وهي رحمة عالية بنا... فالمرأة هي منبع العاطفة في هذه الدنيا...

ومن رحمته تنغيص الدنيا...
حتى لا نرتاح إلى هذه الدنيا أبدا ونشتاق إلى الجنة... والله إنها رحمة كبيرة... فما بالنا لو كانت الدنيا حلوة لا تنغيص فيها ولا مشقة... فكيف يكون خروجنا منها؟؟!

ورحمته عمت البشرية جميعها حتى الكفرة...
فهل ترى الله يمنع رزقه عن الكفرة؟؟ أبدا... إنهم يعصون الله ولا يؤمنون به ومع ذلك... هل يمنع عنهم الهواء؟؟ لا والله , بالرغم من الأرض أرضه والسماء سماؤه... ومع ذلك يرزقهم، ولا يمنع عنهم الهواء ولا الماء رحمة منه لعلهم يعودون إليه.

يا حبيبي يا رسول الله أَنْتَ أعظم رحمات الله...
حقًّا إنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أعظم الرحمات... فبه عرفت لماذا خُلِقت ؟ وما غايتُكَ؟ وعَرَفْتَ الجَنَّةَ والنَّار...
أسئلة سهلة بالنسبة لك عرفْتَها من نبيِّكَ ولكن الغرب لا يعرفونها...

والآن هيا نطبق خُلق الرحمة ونأخذ جانبًا جانبًا في حياتنا ونطبق فيه خلق الرحمة...
• طرق تطبيق خلق الرحمة:
أولاً: الرحمة بالوالدين:
إن الذي يصل بأبيه وأمه لمرحلة البكاء..هل هكذا رحمهم؟؟!

الذي يرسب رغم أنه يعلم أنَّ هذا سيُتعب أباه وأمَّه تعبًا شديدًا.. هل فكَّر أنَّه بعد مذاكرته ليس رحيمًا بهما؟!

فايَّاك أن تجعل أباك وأمك يغضبانِ عليك.

فهذا - والله - غاية الجفاء لهما والقسوة عليهما.

ثانياً: الرحمة بالأقارب:
ورحمتك بهم أن تزورهم... أي أن تصل رحمك...

ثالثاً: الرحمة بالأطفال:
هل تستطيع أن تجعل معاملتك للأطفال برقة ولُطْفِ تَعَامُلِ الرسول - صلى الله عليه وسلم - معهم...
قَبَّلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْحَسَنَ بْنَ عَلِىٍّ وَعِنْدَهُ الأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ التَّمِيمِىُّ جَالِساً. فَقَالَ الأَقْرَعُ إِنَّ لي عَشَرَةً مِنَ الْوَلَدِ مَا قَبَّلْتُ مِنْهُمْ أَحَداً. فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ثُمَّ قَالَ: ((مَنْ لاَ يَرْحَمُ لاَ يُرْحَمُ)).

عَنْ عَائِشَةَ - رضى الله عنها – قَالَتْ: جَاءَ أعرابي إِلَى النبي - صلى الله عليه وسلم – فَقَالَ: تُقَبِّلُونَ الصِّبْيَانَ فَمَا نُقَبِّلُهُمْ. فَقَالَ النبي - صلى الله عليه وسلم - ((أَوَأَمْلِكُ لَكَ أَنْ نَزَعَ اللَّهُ مِنْ قَلْبِكَ الرَّحْمَةَ)).

هل ستتعامل مع أطفالك بهذه الرحمة؟!

فإن لم يكن لك أطفال فاكفل يتيما, اذهب إلى ملجأ وامسح على رأس يتيم..

رابعاً: الرحمة بالنساء:
ومن رحمتنا بالنساء إلا نغلظ في معاملتهن, بل تكون معاملة طيبة كلها رحمة فما ضرب رسول الله امراة ولا أهانها

وإياك أن تغلظ في معاملتك لأختك أو أمك أو ابنتك أو زوجتك.

فقد كان من آخر وصايا الرسول قبل الموت ((أوصيكم بالنساء خيرا)).

خامساً: الرحمة بالخدم.

سادساً: الرحمة بالحيوان.

سابعاً: الرحمة بالعصاة.

ثامناً: الرحمة بجسدك.

عاشراً: الرحمة بالناس أجمعين.

افتح قلبك للناس.... عامل الناس برقة وحاول أن تنتهز الفرص.. تعطف على مسكين.. تعفو عن من ظلمك... تبتسم لولد فقير مسكين..أما جربت أن تنزل يوما من بيتك ومعك نقودا لتعطيها لمسكين!!

ومن رحمتك بالناس أن تستر من أخطأ ولا تفضحه... ومن رحمتنا بالناس إلا نعذب أحد.... وعليك الرحمة بالناس في انتقاء الألفاظ والتودد إليهم.. ومن رحمتنا بالناس الرحمة بكبار السن...
وأخيرا هنيئا لك رقة القلب ودمعة العين إذا طبقت كل هذه الرحمات.... رزقنا الله وإياكم الرحمة....

التطبيق العملي?
- زر دارًا للأيتام... وكفل يتيمًا من أيتامها..
- عُد مريضًا في المستشفى ممن تعرف أو لا تعرف واصطحب معك هدية بنية إدخال السرور عليه.
- ابتسم في وجه من عرفت ومَنْ لم تعرف وساعِدْ من بحاجة إلى مساعدة.

هيا معا نُحْيِي سُنَّةَ الحبيب - صلى الله عليه وسلم -?

الدعاء بظهر الغيب...
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملَك: ولك بمثل)).

وقال أيضا - عليه الصلاة والسلام -: ((دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة؛ عند رأسه ملَك موَكّل كلما دعا لأخيه بخير قال الملَك الموكل به: آمين ولك بمثل)).
فاجعل لإخوانك في الله نصيبا من دعائك... حتى تضمن تأمين الملائكة على هذا الدعاء

الدعـاء:
((اللهُمَّ إنا قد وَقَفْنَا بابك، فلا تُبْعِدْنا يا مولانا عن جنابك، فإن أبعدتنا فلا حول ولا قوة لنا إلا بك, لا إله لنا غيرك فندعوه... ولا مالِكَ لنا سواك فنرجوه... إلِهَنَا هل في الوجود ربٌّ سواك فيُرجى؟! أم في الملأ الأعلى إله غيرك فيُدعى, أم هل من حاكم غيرك فتُرفع إليه الشكوى؟؟! إلى من نشتكي و أنت العليمُ القادر... أم إلى من نلتجي وأنت الكريم الساتر.. أم بمن نستنصر وأنت المولى الناصر.... أم بمن نستغيث وأنت المولى القاهر... من الذي يجبر كسرنا وأنت للقلوب جابر.... من الذي يَنْصُرُ ضعفنا وأنت المولى الناصر... من الذي يغفر ذنبنا وأنت الرحيم الغافر... يا عالماً بالسرائر والضمائر يا من هو الأول والآخر والظاهر والباطن)).

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
مـــنقول
الجـمــ ام ـــــان
❤"❤"❤"❤أللهـم ارحمنـا برحمتـك يـاأرحـم الراحميـن ❤"❤"❤"❤
الاميرة الشهري
فلاش للأطفال _ يشرح مفهوم الرحمة فى الأسلام فعلينا أن نتحلى بالرحمة والرأفة فيما بيننـــا

http://www.4shared.com/file/42153805..._________.html



الجـمــ ام ـــــان