القمر وانا واحد
الاميرة الشهري
معنى الاعتداء في الدعاء 12-10-2004


السؤال:

قرأت فيما قرأت أنه لا يجوز الاعتداء في الدعاء، فما معنى الاعتداء في الدعاء، وجزاكم الله خيراً.




الجواب:

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:



يقول محمد سعدي الباحث الشرعي:


إنَّ للدعاء آدابا منها عدم الاعتداء في الدعاء، والاعتداء في الدعاء هو طلب مالا يكون أو ما لا ينبغي أن يكون فمثال الأول دعاء المستحيلات فيحرم على الإنسان حال دعائه أن يطلب المستحيلات، كأن يدعو الله أن يجعل له ولدا بغير جماع، فهذا من الاعتداء في الدعاء؛ ومن الاعتداء دعاء ما لا ينبغي أن يكون كمن يدعو بإثم أو بقطيعة رحم أو بمعصية.



جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية:


نهى الله تعالى عن الاعتداء في الدعاء بقوله : "ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ" وورد في الحديث : " سيكون قوم يعتدون في الدعاء " .


قال القرطبي : المعتدي هو المجاوز للحد ومرتكب الحظر، وقد يتفاضل بحسب ما يعتدى فيه، ثم قال : والاعتداء في الدعاء على وجوه : منها الجهر الكثير والصياح، ومنها أن يدعو أن تكون له منزلة نبي، أو يدعو بمحال ونحو هذا من الشطط . ومنها أن يدعو طالبا معصية.



قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى:


الاعتداء في الدعاء يكون تارة بأن يسأل ما لا يجوز له سؤاله من المعونة على المحرمات، وتارة يسأل ما لا يفعله الله مثل أن يسأل تخليده إلى يوم القيامة، أو يسأله أن يرفع عنه لوازم البشرية، من الحاجة إلى الطعام والشراب، ويسأله بأن يطلعه على غيبه، أو أن يجعله من المعصومين، أو يهب له ولداً من غير زوجة، ونحو ذلك مما سؤاله اعتداء لا يحبه الله، ولا يحب سائله.



وجاء في حاشية ابن عابدين في الفقه الحنفي: من المحرم أن يسأل المستحيلات العادية وليس نبيا ولا وليا في الحال : كسؤال الاستغناء عن التنفس في الهواء ليأمن الاختناق، أو العافية من المرض أبد الدهر لينتفع بقواه وحواسه أبدا. إذا دلت العادة على استحالة ذلك، أو ولدا من غير جماع، أو ثمارا من غير أشجار، وكذا قوله اللهم أعطني خير الدنيا والآخرة لأنه محال، فلا بد من أن يراد الخصوص بغير منازل الأنبياء ومراتب الملائكة، ولا بد أن يدركه بعض الشرور ولو سكرات الموت ووحشة القبر، فكله حرام.



.. أو ما فيه تحكُّم على الله تعالى كطلب ما ليس أهلا لنيله، أو ما كان مستحيلا فإنه من الاعتداء في الدعاء، وقد قال الله تعالى " ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ".



وروي عن عبد الله بن مغفل رضي الله تعالى عنه أنه سمع ابنه يقول : اللهم إني أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنة إذا دخلتها، فقال : يا بني سل الله الجنة وتعوذ به من النار، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " سيكون في هذه الأمة قوم يعتدون في الطهور والدعاء ".


والله أعلم.


"اسلام أون لاين"

*هبة
*هبة


تابع البذرة الخامسة :

هو العبادة


بسم الله والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله
وآله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا .
أما بعد ..
أحبتي في الله ..

تعالوا اليوم نختم مجالس الدعاء بكلام ممتع للعلامة
ابن القيم يجمع لنا كل ما تقدم في كلمات :

قال في الداء والدواء :
" وإذا اجتمع مع الدعاء حضور القلب وجمعيته بكليته
على المطلوب وصادف وقتا من أوقات الإجابة الستة :
وهي الثلث الأخير من الليل ، وعند الأذان ،
وبين الأذان والإقامة ، وإدبار الصلوات المكتوبات ،
وعند صعود الإمام يوم الجمعة على المنبر حتى تقضى الصلاة ،
وآخر ساعة بعد العصر من ذلك اليوم .
وصادف خشوعا في القلب وانكسارا بين يدي الرب ،
وذلا له وتضرعا ورقة ، واستقبل الداعي القبلة ،
وكان على طهارة ورفع يديه إلى الله تعالى ،
وبدأ بحمد الله والثناء عليه ، ثم ثنى بالصلاة على محمدٍ عبده ،
ثم قدم بين يدي حاجته التوبة والاستغفار ،
ثم دخل على الله وألح عليه في المسألة وتملقه ،
ودعاه رغبة ورهبة ، وتوسل إليه بأسمائه
وصفاته وتوحيده ، وقدم بين يدي دعائه صدقة فإنَّ هذا الدعاء
لا يكاد يرد أبدا "

فاجمع هذه الآداب ، وتحراها في دعائك ،
لتكون على مظنة القبول ، تقبل الله منَّا ومنكم .

دعاء اليوم :

روى الحاكم في المستدرك وصححه الألباني
أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول :
اللهم إني أعوذ بك من العجز و الكسل و الجبن و البخل و الهرم
و القسوة و الغفلة و العيلة و الذلة و المسكنة
و أعوذ بك من الفقر و الكفر و الفسوق و الشقاق و النفاق
و السمعة و الرياء و أعوذ بك من الصمم و البكم و الجنون
و الجذام و البرص و سيء الأسقام .

هذا الدعاء الجامع
إن لم تستطع حفظه فاكتبه على هاتفك أو في ورقة وكرره كثيرا
حتى تحفظه ، فهو جامع لكل الآفات والأسقام التي منها شكاية
الناس اليوم ، فأسأل الله أن يعيذنا وإياكم منها جميعًا .

ونسال الله تعالى أن تكون
( وجبة الدعاء )
على مدار
هذا الاسبوع قد آتت أكلها ، وأثمرت عنقودها ، اللهم آمين .
الاميرة الشهري
اهمية حضور القلب في الدعاء

إن الدعاء من أقوى الأسباب التي تجلب بها الأمور المحبوبة ,وتدفع بها الأمور المكروهة ,لكنه قد يتخلف أثره وتضعف فائدته
وربما تنعدم لأسباب منها
1. إما ضعف في نفس الدعاء ,بأن يكون دعاء لايحبه الله لما فيه من العدوان
2. وإما لضعف القلب وعدم اقباله على الله وقت الدعاء
3. وإما لحصول المانع من الإجابة من أكل الحرام , ورين الذنوب على القلوب,واستيلاء الغفلة والسهو واللهو وغلبتها عليها,إذ إن هذه الأمور تبطل الدعاء,وتضعف من شأنه
ولهذا فان من الظوابط المهمة والشروط العظيمة التي لابد من توفرها في الدعاء .
حضور القلب وعدم غفلته
لأنه إذا دعا بقلب غافل لاهٍ ضعفت قوة دعاؤه وضعف أثره , وأصبح شأن الدعاء فيه بمنزلة القوس الرخو جداً, فإنه إذا كان كذلك خرج منه السهم خروجاً ضعيفاً, فيضعف بذلك أثره
فإن القلوب أوعية ,وبعضها أوعى من بعض, فإذا سألتم الله عز وجل أيها الناس فسألوه وأنتم موقنون بالإجابة ,فإن الله لايستجيب لعبد دعاه عن ظهر قلب غافل .
وقد قال ابن القيم في الدعاء (وهذا دعاء نافع مزيل للداء ,ولكن غفلة القلب تبطل قوته )

وقال رحمه الله : وإذا جمع مع الدعاء
.

1. حضور القلب


وجمعيته بكليته على المطلوب

2. وصادف وقتا من أوقات الإجابة
3. وصادف خشوعاً في القلب وانكساراً بين يدي الرب ,وذلاً له ,وتضرعاً ورقة ,
4. واستقبل الداعي القبلة.
5. وكان على طهارة .
6. ورفع يديه إلى الله .
7. وبدأ بحمد الله والثناء عليه ,ثم ثنى بالصلاة على محمد عبده ورسوله .
8. ثم قدم بين يدي حاجته توبة واستغفار .
9. ثم دخل على الله وألحّ عليه في المسألة ,وتملقه ودعاه رغبة ورهبة .
10. وتوسل إليه بأسمائه وصفاته وتوحيده .
11. وقدم بين يدي دعائه صدقة .
فإن هذا الدعاء لايكاد يرد أبداً, ولاسيما إن صادف الأدعية التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم مظنة الإجابة أو أنها متضمنة للاسم الأعظم .
انتهى كلامه رحمه الله
الاميرة الشهري
لذكر مِن أنفعِ العباداتِ وأعظمها وقد جاء في فضلِهِ الكثير مِن الآيات .. والكثير من الأحاديث النَّبويِّة الشَّريفة ...

♥ حُضور القلب في الذكر ♥

يقولُ اللهُ عزَّ وجل:

" وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِين َ"

وقد جاءَ في تفسير الآية _ تفسير السَّعدي _

الذكر للهِ تعالى ، يكونُ بالقلبِ ، ويكونُ باللِّسانِ ، ويكون بهما ، وهو أكمل أنواع الذكر وأحواله ،،

فأمر الله ، عبده ورسوله محمَّدا أصلاً ، وغيره تبعاً ،

بذكر ربَّه في نفسه أيّ :مخلصاً خالياً .
" تضرعا ": بلسانكَ ، مكرراً لأنواعِ الذكر ،
" وخيفة ": في قلبكَ بأن تكونَ خائفاً مِن الله ،
وجل القلب منه ، خوفاً أن يكونَ عملكَ غير مقبولٍ .
وعلامة الخوف أن يسعى ويجتهدَ ، في تكميلِ العمل وإصلاحه ، والنُّصح به .

♥ فللذكر درجاتٌ ♥

قالَ ابنُ القيم رحمه الله : " وهي تكونُ

1- بالقلبِ واللِّسانِ تارةً ، وذلك أفضل الذكر ،
2- وبالقلبِ وحدهُ تارةً ،وهي الدَّرجة الثـَّانيـِّة ،
3- وباللِّسانِ وحدهُ تارةً وهي الدَّرجة الثـَّالثة .

فأفضلُ الذكرِ ما تواطأ عليه القلب واللَّسان ،

وإنَّما كانَ ذكر القلب وحدهُ أفضل من ذكرِ اللِّسان وحدهُ ؛ لأنَّ:


ذكر القلبِ يُثمر المعرفة ، ويبعث المحبة ، ويثيرُ الحياء ،
ويبعثُ على المخافةِ ، ويدعو إلى المراقبةِ ،
ويزع ( أيّ : يمنع ) عن التـَّقصير في الطـَّاعات والتَّهاون في المعاصي والسَّيئات .

وذكر اللِّسان وحدهُ لا يُوجبُ شيئاً منها ، فثمرته ضعيفة ".

فأمَّا الذكر باللِّسان والقلب لاهٍ فهو قليل الجدوى،

لأنَّ الرسول صلى الله عليه واله وسلم قال : " واعلموا أن الله لا يستجيب دعاءً من قلب لاهٍ " رواه الترمذي (3479) وحسنه الألباني في صحيح الجامع (245).