
*هبة
•
=


*هبة
•
الاستعدادات النهائية
(1) داو قلبك
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صل الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا .
أحبتي في الله ..
في اليوم الأول من الاستعدادات النهائية ، وكأننا في مراجعة ليلة الامتحان ، تعالوا نتهيأ بمداوة قلوبنا ، فطريق الله لا تقطع إلا بالقلوب ، ولن نحصل الثمرات المرجوة في رمضان إلا عندما تنصلح هذه القلوب العليلة .
قال يحيى بن معاذ : دواء القلب خمسة أشياء : قراءة القرآن بالتفكر ، وخلاء البطن ، و قيام الليل ، و التضرع عند السحر ، و مجالسة الصالحين .
في ضوء هذا الكلام :
(1) نحتاج للاستشفاء بالقرآن :
زد من وردك اليوم ، واصطحب معك دفترك الخاص
( آيات استوقفتني )
وسأعينك من اليوم فصاعدًا في كل واجب :
ما رأيك في التأمل في هذه الآيات الجليلات في وصف كليم الله موسى
" وألقيت عليك محبة مني ولتصنع على عيني "
" واصطنعتك لنفسي "
" وقربناه نجيًا "
استشف بمثل هذا عسى أن يبدلنا الله بقلوب تحبه ، ويلقي علينا المحبة ، ونصنع في رمضان هذا العام صناعة ربانية جديدة ، ونتقرب إليه بما يرضى به عنَّا .
ثانيًا : ( خلاء البطن )
، فتقرب بالصيام ، ولا تفطر على طعام كثير ، تريض عسى أن تكون من المخفين ، لتتيسر لك ابواب من الطاعات .
ثالثًا : ( قيام الليل ) أ( نجيناهم بسحر )
رابعًا : ( التضرع عند السحر ) وخذها من أدعية سلفنا الصالح .
قل له : " يا حبيب التائبين ، ويا سرور العابدين ، ويا أنيس المتفردين ، ويا حرز اللاجئين ، ويا ظهير المنقطعين ، ويا من أذاق قلوب العابدين لذة الحمد ، وحلاوة الانقطاع إليه .
يا من يقبل من تاب ، ويعفو عمن أناب ، يا من يتأنى على الخطائين ، ويحلم عن الجاهلين .
يا من لا يضيع مطيعًا ، ولا ينسى صفيًا ، يا من سمح بالنوال ، ويا من جاد بالإفضال . تب علينا توبة ترضى بها عنَّا ، وافض علينا برحمة تغنينا ، اصفح عنَّا بعد جهلنا ، وأحسن إلينا بعد إساءتنا
يا رب .... أنا عبدك المسكين كيف أنقلب من عندك محرومًا ، وقد كان حسن ظني بجودك أن تقبلني بالنجاة مرحومًا "
خامسًا : ( مجالسة الصالحين )
فطالع كتابًا لأحد الصالحين من العلماء والدعاة الربانيين ، وكأنك تجالسه ، واتصل بمن يفيدك مخالطته ، واقطع عنك كل حبل موصل بمن يفسد عليك قلبك من أهل الدنيا ومن الغافلين ومن البطالين .
ابدأ وتطهر ، ولا تنس كثرة الاستغفار لتغسل أدران قلوبنا .

:
فضل قيام ليالي رمضان
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُرغب في قيام رمضان ، من غير أن يأمرهم بعزيمة ، ثم يقول : " من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه " فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم والأمر على ذلك ( أي على ترك الجماعة في التراويح ) ثم كان الأمر على ذلك في خلافة أبي بكر رضي الله عنه ، وصدرٍ من خلافة عمر رضي الله عنه .
وعن عمرو بن مرة الجهني قال : جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من قضاعة فقال : يا رسول الله ! أرأيت إن شهدت أن لا إله إلا الله ، وأنك محمد رسول الله ، وصليت الصلوات الخمس ، وصمت الشهر ، وقمت رمضان ، وآتيت الزكاة ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " من مات على هذا كان من الصديقين والشهداء "
ليلة القدر وتحديدها :
2- وأفضل لياليه ليلة القدر ، لقوله صلى الله عليه وسلم : " من قام ليلة القدر { ثم وُفّقت له } ، إيماناً واحتساباً ، غفر له ما تقدم من ذنبه "
ورفع ذلك في رواية إلى النبي صلى الله عليه وسلم . أخرجه مسلم وغيره . .
مشروعية الجماعة في القيام :
4- وتشرع الجماعة في قيام رمضان ، بل هي أفضل من الانفراد ، لإقامة النبي صلى الله عليه وسلم لها بنفسه ، وبيانه لفضلها بقوله ، كما في حديث أبي ذر رضي الله عنه قال : " صمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رمضان ، فلم يقم بنا شيئاً من الشهر حتى بقي سبع فقام بنا حتى ذهب ثلث الليل ، فلما كانت السادسة لم يقم بنا ، فلما كانت الخامسة قام بنا حتى ذهب شطر الليل ، فقلت : يا رسول الله ! لو نفّلتنا قيام هذه الليلة ، فقال : " إن الرجل إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف حسب له قيام ليلة " فلما كانت الرابعة لم يقم ، فلما كانت الثالثة جمع أهله ونساءه والناس ، فقام بنا حتى خشينا أن يفوتنا الفلاح ، قال : قلت : وما الفلاح ؟ قال : السحور ، ثم لم يقم بنا بقية الشهر ) حديث صحيح ، أخرجه أصحاب السنن .
السبب في عدم استمرار النبي صلى الله عليه وسلم بالجماعة فيه :
5- وإنما لم يقم بهم عليه الصلاة والسلام بقية الشهر خشية أن تُفرض عليهم صلاة الليل في رمضان ، فيعجزوا عنها كما جاء في حديث عائشة في الصحيحين وغيرهما ، وقد زالت هذه الخشية بوفاته صلى الله عليه وسلم بعد أن أكمل الله الشريعة ، وبذلك زال المعلول ، وهو ترك الجماعة في قيام رمضان ، وبقي الحكم السابق وهو مشروعية الجماعة ، ولذلك أحياها عمر رضي الله عنه كما في صحيح البخاري وغيره .
مشروعية الجماعة للنساء :
6- ويشرع للنساء حضورها كما في حديث أبي ذر السابق بل يجوز أن يُجعل لهن إمام خاص بهن ، غير إمام الرجال ، فقد ثبت أن عمر رضي الله عنه لما جمع الناس على القيام ، جعل على الرجال أبيّ بن كعب ، وعلى النساء سليمان بن أبي حثمة ، فعن عرفجة الثقفي قال : ( كان علي بن أبي طالب رضي الله عنه يأمر الناس بقيام شهر رمضان ويجعل للرجال إماماً وللنساء إماماً ، قال : فكنت أنا إمام النساء "
قلت : وهذا محله عندي إذا كان المسجد واسعاً ، لئلا يشوش أحدهما على الآخر .
عدد ركعات القيام :
7- وركعاتها إحدى عشرة ركعة ، ونختار أن لا يزيد عليها اتباعاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإنه لم يزد عليها حتى فارق الدنيا ، فقد سئلت عائشة رضي الله عنها عن صلاته في رمضان ؟ فقالت : " ما كان رسول الله يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة ، يصلي أربعاً فلا تسل عن حسنهن وطولهن ، ثم يصلي أربعاُ فلا تسل عن حسنهن وطولهن ، ثم يصلي ثلاثاً " أخرجه الشيخان وغيرهما
8- وله أن ينقص منها ، حتى لو اقتصر على ركعة الوتر فقط ، بدليل فعله صلى الله عليه وسلم وقوله .
أما الفعل ، فقد سئلت عائشة رضي الله عنها : بكم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر ؟ قالت : " كان يوتر بأربع وثلاث ، وست وثلاث ، وعشر وثلاث ، ولم يكن يوتر بأنقص من سبع ، ولا بأكثر من ثلاث عشرة " رواه ابو داود وأحمد وغيرهما .
وأما قوله صلى الله عليه وسلم فهو : " الوتر حق ، فمن شاء فليوتر بخمس ، ومن شاء فليوتر بثلاث ، ومن شاء فليوتر بواحدة " .
القراءة في القيام :
9- وأما القراءة في صلاة الليل في قيام رمضان أو غيره ، فلم يحُد فيها النبي صلى الله عليه وسلم حداً لا يتعداه بزيادة أو نقص ، بل كانت قراءته فيها تختلف قصراً وطولاً ، فكان تارة يقرأ في كل ركعة قدر ( يا أيها المزمل ) وهي عشرون آية ، وتارة قدر خمسين آية ، وكان يقول : " من صلى في ليلة بمائة آية لم يكتب من الغافلين " ، وفي حديث آخر : " .. بمائتي آية فإنه يُكتب من القانتين المخلصين " .
وقرأ صلى الله عليه وسلم في ليلة وهو مريض السبع الطوال ، وهي سورة ( البقرة ) و ( آل عمران ) و ( النساء ) و ( المائدة ) و ( الأنعام ) و ( الأعراف ) و ( التوبة ) .
وفي قصة صلاة حذيفة بن اليمان وراء النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى الله عليه وسلم قرأ في ركعة واحدة ( البقرة ) ثم ( النساء ) ثم ( آل عمران ) ، وكان يقرؤها مترسلا متمهلاً
وثبت بأصح إسناد أن عمر رضي الله عنه لما أمر أبيّ بن كعب أن يصلي للناس بإحدى عشرة ركعة في رمضان ، كان أبيّ رضي الله عنه يقرأ بالمئين ، حتى كان الذين خلفه يعتمدون على العصي من طول القيام ، وما كانوا ينصرفون إلا في أوائل الفجر .
وصح عن عمر أيضاً أنه دعا القراء في رمضان ، فأمر أسرعهم قراءة أن يقرأ ثلاثين آية ، والوسط خمساً وعشرين آية ، والبطيء عشرين آية .
وعلى ذلك فإن صلى القائم لنفسه فليطوّل ما شاء ، وكذلك إذا كان معه من يوافقه ، وكلما أطال فهو أفضل ، إلا أنه لا يبالغ في الإطالة حتى يحيي الليل كله إلا نادراً ، اتباعاً للنبي صلى الله عليه وسلم القائل : " وخير الهدي هدي محمد " ، وأما إذا صلى إماماً ، فعليه أن يطيل بما لا يشق على من وراءه لقوله صلى الله عليه وسلم : ( إذا قام أحدكم للناس فليخفف الصلاة ، فإن فيهم الصغير والكبير وفيهم الضعيف ، والمريض ، وذا الحاجة ، وإذا قام وحده فليُطل صلاته ما شاء .
وقت القيام :
10- ووقت صلاة الليل من بعد صلاة العشاء إلى الفجر ، لقوله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله زادكم صلاة ، وهي الوتر ، فصلوها بين صلاة العشاء إلى صلاة الفجر "
11- والصلاة في آخر الليل أفضل لمن تيسر له ذلك لقوله صلى الله عليه وسلم : " من خاف أن لا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله ، ومن طمع أن يقوم آخره فليوتر آخر الليل ، فإن صلاة آخر الليل مشهودة ، وذلك أفضل "
12- وإذا دار الأمر بين الصلاة أول الليل مع الجماعة ، وبين الصلاة آخر الليل منفرداً ، فالصلاة مع الجماعة أفضل ، لأنه يحسب له قيام ليلة تامة .
وعلى ذلك جرى عمل الصحابة في عهد عمر رضي الله عنه ، فقال عبد الرحمن بن عبد القاري : " خرجت مع عمر بن الخطاب ليلة في رمضان إلى المسجد ، فإذا الناس أوزاع متفرقون ، يصلي الرجل لنفسه ، ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرّهط ، فقال : والله إني لأرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل ، ثم عزم ، فجمعهم على أبيّ بن كعب ، قال : ثم خرجت معه ليلة أخرى ، والناس يصلون بصلاة قارئهم ، فقال : عمر ، نعمت البدعة هذه ، والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون - يريد آخر الليل - وكان الناس يقومون أوله "
وقال زيد بن وهب : ( كان عبد الله يصلي بنا في شهر رمضان فينصرف بليل )
13- لما كان النبي صلى الله عليه وسلم قد نهى عن الإيتار بثلاث ، وعلل ذلك بقوله : " ولا تشبهوا بصلاة المغرب " فحينئذ لابد لمن صلى الوتر ثلاثاً من الخروج من هذه المشابهة ، وذلك يكون بوجهين :
أحدهما : التسليم بين الشفع والوتر ، وهو الأقوى والأفضل .
والآخر : أن لا يقعد بين الشفع والوتر ، والله تعالى أعلم .
القراءة في ثلاث الوتر :
14- ومن السنة أن يقرأ في الركعة الأولى من ثلاث الوتر : ( سبح اسم ربك الأعلى ) ، وفي الثانية : ( قل يا أيها الكافرون ) ، وفي الثالثة : ( قل هو الله أحد ) ويضيف إليها أحياناُ : ( قل أعوذ برب الفلق ) و ( قل أعوذ برب الناس ) .
وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قرأ مرة في ركعة الوتر بمائة آية من سورة ( النساء )
دعاء القنوت :
15- و.. يقنت .. بالدعاء الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم سبطه الحسن بن علي رضي الله عنهما وهو : ( اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ، فإنك تقضي ولا يقضى عليك ، وإنه لا يذل من واليت ، ولا يعز من عاديت ، تباركت ربنا وتعاليت ، لا منجا منك إلا إليك ) ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم أحياناً ، لما يأتي بعده . ( ولا بأس أن يزيد عليه من الدعاء المشروع والطيّب الصحيح ) .
16- ولا بأس من جعل القنوت بعد الركوع ، ومن الزيادة عليه بلعن الكفرة ، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والدعاء للمسلمين في النصف الثاني من رمضان ، لثبوت ذلك عن الأئمة في عهد عمر رضي الله عنه ، فقد جاء في آخر حديث عبد الرحمن بن عبيد القاري المتقدم : " وكانوا يلعنون الكفرة في النصف : اللهم قاتل الكفرة الذين يصدون عن سبيلك ، ويكذبون رسلك ، ولا يؤمنون بوعدك ، وخالف بين كلمتهم ، وألق في قلوبهم الرعب ، وألق عليهم رجزك وعذابك ، إله الحق ) ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ، ويدعو للمسلمين بما استطاع من خير ، ثم يستغفر للمؤمنين .
قال : وكان يقول إذا فرغ من لعنة الكفرة وصلاته على النبي واستغفاره للمؤمنين والمؤمنات ومسألته : ( اللهم إياك نعبد ، ولك نصلي ونسجد ، وإليك نسعى ونحفد ، ونرجو رحمتك ربنا ، ونخاف عذابك الجد ، إن عذابك لمن عاديت ملحق " ثم يكبر ويهوي ساجداً .
ما يقول في آخر الوتر :
17- ومن السنة أن يقول في آخر وتره ( قبل السلام أو بعده ) :
" اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك ، وبمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك ، لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما اثنيت على نفسك "
18- وإذا سلم من الوتر ، قال : سبحان الملك القدوس ، سبحان الملك القدوس ، سبحان الملك القدوس ( ثلاثاً ) ويمد بها صوته ، ويرفع في الثالثة .
الركعتان بعده :
19- وله أن يصلي ركعتين ( بعد الوتر إن شاء ) ، لثبوتهما عن النبي صلى الله عليه وسلم فعلاً بل .. قال : " إن هذا السفر جهد وثقل ، فإذا أوتر أحدكم ، فليركع ركعتين ، فإن استيقظ وإلا كانتا له " .
20- والسنة أن يقرأ فيهما : ( إذا زلزلت الأرض ) و ( قل يا أيها الكافرون ) .
من كتاب قيام رمضان للألباني .
متابعة الإمام حتى ينصرف
إذا كان الأرجح في عدد ركعات التراويح هو أحد عشر ركعة وصليت في مسجد تقام فيه التراويح بإحدى وعشرين ركعة ، فهل لي أن أغادر المسجد بعد الركعة العاشرة أم من الأحسن إكمال الإحدى وعشرين ركعة معهم ؟
الأفضل إتمام الصلاة مع الإمام حتى ينصرف ولو زاد على إحدى عشرة ركعة لأنّ الزيادة جائزة لعموم قوله صلى الله عليه وسلم : " .. مَنْ قَامَ مَعَ الإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ قِيَامَ لَيْلَةٍ .. " رواه النسائي وغيره : سنن النسائي : باب قيام شهر رمضان . ولقوله صلى الله عليه وسلم : " صَلاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى فَإِذَا خَشِيتَ الصُّبْحَ فَأَوْتِرْ بِوَاحِدَةٍ " . رواه السبعة وهذا لفظ النسائي .
ولا شكّ أنّ التقيّد بسنة النبي صلى الله عليه وسلم هو الأولى والأفضل والأكثر أجرا مع إطالتها وتحسينها ، ولكن إذا دار الأمر بين مفارقة الإمام لأجل العدد وبين موافقته إذا زاد فالأفضل أن يوافقه المصلي للأحاديث المتقدّمة ، هذا مع مناصحة الإمام بالحرص على السنّة .
إذا زاد ركعة على وتر الإمام ليكمل بعد ذلك
بعض الناس إذا صلى مع الإمام الوتر وسلم الإمام قام وأتى بركعة ليكون وتره آخر الليل فما حكم هذا العمل ؟ وهل يعتبر انصراف مع الإمام ؟ .
الجواب
الحمد لله :
لا نعلم في هذا بأساً نص عليه العلماء ولا حرج فيه حتى يكون وتره في آخر الليل . ويصدق عليه أنه قام مع الإمام حتى ينصرف لأنه قام معه حتى انصراف الإمام وزاد ركعة لمصلحة شرعية حتى يكون وتره آخر الليل فلا بأس بهذا
ولا يخرج به عن كونه ما قام مع الإمام بل هو قام مع الإمام حتى انصرف لكنه لم ينصرف معه بل تأخر قليلاً . من كتاب الجواب الصحيح من أحكام صلاة الليل والتراويح للشيخ عبد العزيز بن باز ص 41
منقول
فضل قيام ليالي رمضان
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُرغب في قيام رمضان ، من غير أن يأمرهم بعزيمة ، ثم يقول : " من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه " فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم والأمر على ذلك ( أي على ترك الجماعة في التراويح ) ثم كان الأمر على ذلك في خلافة أبي بكر رضي الله عنه ، وصدرٍ من خلافة عمر رضي الله عنه .
وعن عمرو بن مرة الجهني قال : جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من قضاعة فقال : يا رسول الله ! أرأيت إن شهدت أن لا إله إلا الله ، وأنك محمد رسول الله ، وصليت الصلوات الخمس ، وصمت الشهر ، وقمت رمضان ، وآتيت الزكاة ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " من مات على هذا كان من الصديقين والشهداء "
ليلة القدر وتحديدها :
2- وأفضل لياليه ليلة القدر ، لقوله صلى الله عليه وسلم : " من قام ليلة القدر { ثم وُفّقت له } ، إيماناً واحتساباً ، غفر له ما تقدم من ذنبه "
ورفع ذلك في رواية إلى النبي صلى الله عليه وسلم . أخرجه مسلم وغيره . .
مشروعية الجماعة في القيام :
4- وتشرع الجماعة في قيام رمضان ، بل هي أفضل من الانفراد ، لإقامة النبي صلى الله عليه وسلم لها بنفسه ، وبيانه لفضلها بقوله ، كما في حديث أبي ذر رضي الله عنه قال : " صمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رمضان ، فلم يقم بنا شيئاً من الشهر حتى بقي سبع فقام بنا حتى ذهب ثلث الليل ، فلما كانت السادسة لم يقم بنا ، فلما كانت الخامسة قام بنا حتى ذهب شطر الليل ، فقلت : يا رسول الله ! لو نفّلتنا قيام هذه الليلة ، فقال : " إن الرجل إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف حسب له قيام ليلة " فلما كانت الرابعة لم يقم ، فلما كانت الثالثة جمع أهله ونساءه والناس ، فقام بنا حتى خشينا أن يفوتنا الفلاح ، قال : قلت : وما الفلاح ؟ قال : السحور ، ثم لم يقم بنا بقية الشهر ) حديث صحيح ، أخرجه أصحاب السنن .
السبب في عدم استمرار النبي صلى الله عليه وسلم بالجماعة فيه :
5- وإنما لم يقم بهم عليه الصلاة والسلام بقية الشهر خشية أن تُفرض عليهم صلاة الليل في رمضان ، فيعجزوا عنها كما جاء في حديث عائشة في الصحيحين وغيرهما ، وقد زالت هذه الخشية بوفاته صلى الله عليه وسلم بعد أن أكمل الله الشريعة ، وبذلك زال المعلول ، وهو ترك الجماعة في قيام رمضان ، وبقي الحكم السابق وهو مشروعية الجماعة ، ولذلك أحياها عمر رضي الله عنه كما في صحيح البخاري وغيره .
مشروعية الجماعة للنساء :
6- ويشرع للنساء حضورها كما في حديث أبي ذر السابق بل يجوز أن يُجعل لهن إمام خاص بهن ، غير إمام الرجال ، فقد ثبت أن عمر رضي الله عنه لما جمع الناس على القيام ، جعل على الرجال أبيّ بن كعب ، وعلى النساء سليمان بن أبي حثمة ، فعن عرفجة الثقفي قال : ( كان علي بن أبي طالب رضي الله عنه يأمر الناس بقيام شهر رمضان ويجعل للرجال إماماً وللنساء إماماً ، قال : فكنت أنا إمام النساء "
قلت : وهذا محله عندي إذا كان المسجد واسعاً ، لئلا يشوش أحدهما على الآخر .
عدد ركعات القيام :
7- وركعاتها إحدى عشرة ركعة ، ونختار أن لا يزيد عليها اتباعاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإنه لم يزد عليها حتى فارق الدنيا ، فقد سئلت عائشة رضي الله عنها عن صلاته في رمضان ؟ فقالت : " ما كان رسول الله يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة ، يصلي أربعاً فلا تسل عن حسنهن وطولهن ، ثم يصلي أربعاُ فلا تسل عن حسنهن وطولهن ، ثم يصلي ثلاثاً " أخرجه الشيخان وغيرهما
8- وله أن ينقص منها ، حتى لو اقتصر على ركعة الوتر فقط ، بدليل فعله صلى الله عليه وسلم وقوله .
أما الفعل ، فقد سئلت عائشة رضي الله عنها : بكم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر ؟ قالت : " كان يوتر بأربع وثلاث ، وست وثلاث ، وعشر وثلاث ، ولم يكن يوتر بأنقص من سبع ، ولا بأكثر من ثلاث عشرة " رواه ابو داود وأحمد وغيرهما .
وأما قوله صلى الله عليه وسلم فهو : " الوتر حق ، فمن شاء فليوتر بخمس ، ومن شاء فليوتر بثلاث ، ومن شاء فليوتر بواحدة " .
القراءة في القيام :
9- وأما القراءة في صلاة الليل في قيام رمضان أو غيره ، فلم يحُد فيها النبي صلى الله عليه وسلم حداً لا يتعداه بزيادة أو نقص ، بل كانت قراءته فيها تختلف قصراً وطولاً ، فكان تارة يقرأ في كل ركعة قدر ( يا أيها المزمل ) وهي عشرون آية ، وتارة قدر خمسين آية ، وكان يقول : " من صلى في ليلة بمائة آية لم يكتب من الغافلين " ، وفي حديث آخر : " .. بمائتي آية فإنه يُكتب من القانتين المخلصين " .
وقرأ صلى الله عليه وسلم في ليلة وهو مريض السبع الطوال ، وهي سورة ( البقرة ) و ( آل عمران ) و ( النساء ) و ( المائدة ) و ( الأنعام ) و ( الأعراف ) و ( التوبة ) .
وفي قصة صلاة حذيفة بن اليمان وراء النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى الله عليه وسلم قرأ في ركعة واحدة ( البقرة ) ثم ( النساء ) ثم ( آل عمران ) ، وكان يقرؤها مترسلا متمهلاً
وثبت بأصح إسناد أن عمر رضي الله عنه لما أمر أبيّ بن كعب أن يصلي للناس بإحدى عشرة ركعة في رمضان ، كان أبيّ رضي الله عنه يقرأ بالمئين ، حتى كان الذين خلفه يعتمدون على العصي من طول القيام ، وما كانوا ينصرفون إلا في أوائل الفجر .
وصح عن عمر أيضاً أنه دعا القراء في رمضان ، فأمر أسرعهم قراءة أن يقرأ ثلاثين آية ، والوسط خمساً وعشرين آية ، والبطيء عشرين آية .
وعلى ذلك فإن صلى القائم لنفسه فليطوّل ما شاء ، وكذلك إذا كان معه من يوافقه ، وكلما أطال فهو أفضل ، إلا أنه لا يبالغ في الإطالة حتى يحيي الليل كله إلا نادراً ، اتباعاً للنبي صلى الله عليه وسلم القائل : " وخير الهدي هدي محمد " ، وأما إذا صلى إماماً ، فعليه أن يطيل بما لا يشق على من وراءه لقوله صلى الله عليه وسلم : ( إذا قام أحدكم للناس فليخفف الصلاة ، فإن فيهم الصغير والكبير وفيهم الضعيف ، والمريض ، وذا الحاجة ، وإذا قام وحده فليُطل صلاته ما شاء .
وقت القيام :
10- ووقت صلاة الليل من بعد صلاة العشاء إلى الفجر ، لقوله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله زادكم صلاة ، وهي الوتر ، فصلوها بين صلاة العشاء إلى صلاة الفجر "
11- والصلاة في آخر الليل أفضل لمن تيسر له ذلك لقوله صلى الله عليه وسلم : " من خاف أن لا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله ، ومن طمع أن يقوم آخره فليوتر آخر الليل ، فإن صلاة آخر الليل مشهودة ، وذلك أفضل "
12- وإذا دار الأمر بين الصلاة أول الليل مع الجماعة ، وبين الصلاة آخر الليل منفرداً ، فالصلاة مع الجماعة أفضل ، لأنه يحسب له قيام ليلة تامة .
وعلى ذلك جرى عمل الصحابة في عهد عمر رضي الله عنه ، فقال عبد الرحمن بن عبد القاري : " خرجت مع عمر بن الخطاب ليلة في رمضان إلى المسجد ، فإذا الناس أوزاع متفرقون ، يصلي الرجل لنفسه ، ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرّهط ، فقال : والله إني لأرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل ، ثم عزم ، فجمعهم على أبيّ بن كعب ، قال : ثم خرجت معه ليلة أخرى ، والناس يصلون بصلاة قارئهم ، فقال : عمر ، نعمت البدعة هذه ، والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون - يريد آخر الليل - وكان الناس يقومون أوله "
وقال زيد بن وهب : ( كان عبد الله يصلي بنا في شهر رمضان فينصرف بليل )
13- لما كان النبي صلى الله عليه وسلم قد نهى عن الإيتار بثلاث ، وعلل ذلك بقوله : " ولا تشبهوا بصلاة المغرب " فحينئذ لابد لمن صلى الوتر ثلاثاً من الخروج من هذه المشابهة ، وذلك يكون بوجهين :
أحدهما : التسليم بين الشفع والوتر ، وهو الأقوى والأفضل .
والآخر : أن لا يقعد بين الشفع والوتر ، والله تعالى أعلم .
القراءة في ثلاث الوتر :
14- ومن السنة أن يقرأ في الركعة الأولى من ثلاث الوتر : ( سبح اسم ربك الأعلى ) ، وفي الثانية : ( قل يا أيها الكافرون ) ، وفي الثالثة : ( قل هو الله أحد ) ويضيف إليها أحياناُ : ( قل أعوذ برب الفلق ) و ( قل أعوذ برب الناس ) .
وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قرأ مرة في ركعة الوتر بمائة آية من سورة ( النساء )
دعاء القنوت :
15- و.. يقنت .. بالدعاء الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم سبطه الحسن بن علي رضي الله عنهما وهو : ( اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ، فإنك تقضي ولا يقضى عليك ، وإنه لا يذل من واليت ، ولا يعز من عاديت ، تباركت ربنا وتعاليت ، لا منجا منك إلا إليك ) ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم أحياناً ، لما يأتي بعده . ( ولا بأس أن يزيد عليه من الدعاء المشروع والطيّب الصحيح ) .
16- ولا بأس من جعل القنوت بعد الركوع ، ومن الزيادة عليه بلعن الكفرة ، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والدعاء للمسلمين في النصف الثاني من رمضان ، لثبوت ذلك عن الأئمة في عهد عمر رضي الله عنه ، فقد جاء في آخر حديث عبد الرحمن بن عبيد القاري المتقدم : " وكانوا يلعنون الكفرة في النصف : اللهم قاتل الكفرة الذين يصدون عن سبيلك ، ويكذبون رسلك ، ولا يؤمنون بوعدك ، وخالف بين كلمتهم ، وألق في قلوبهم الرعب ، وألق عليهم رجزك وعذابك ، إله الحق ) ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ، ويدعو للمسلمين بما استطاع من خير ، ثم يستغفر للمؤمنين .
قال : وكان يقول إذا فرغ من لعنة الكفرة وصلاته على النبي واستغفاره للمؤمنين والمؤمنات ومسألته : ( اللهم إياك نعبد ، ولك نصلي ونسجد ، وإليك نسعى ونحفد ، ونرجو رحمتك ربنا ، ونخاف عذابك الجد ، إن عذابك لمن عاديت ملحق " ثم يكبر ويهوي ساجداً .
ما يقول في آخر الوتر :
17- ومن السنة أن يقول في آخر وتره ( قبل السلام أو بعده ) :
" اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك ، وبمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك ، لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما اثنيت على نفسك "
18- وإذا سلم من الوتر ، قال : سبحان الملك القدوس ، سبحان الملك القدوس ، سبحان الملك القدوس ( ثلاثاً ) ويمد بها صوته ، ويرفع في الثالثة .
الركعتان بعده :
19- وله أن يصلي ركعتين ( بعد الوتر إن شاء ) ، لثبوتهما عن النبي صلى الله عليه وسلم فعلاً بل .. قال : " إن هذا السفر جهد وثقل ، فإذا أوتر أحدكم ، فليركع ركعتين ، فإن استيقظ وإلا كانتا له " .
20- والسنة أن يقرأ فيهما : ( إذا زلزلت الأرض ) و ( قل يا أيها الكافرون ) .
من كتاب قيام رمضان للألباني .
متابعة الإمام حتى ينصرف
إذا كان الأرجح في عدد ركعات التراويح هو أحد عشر ركعة وصليت في مسجد تقام فيه التراويح بإحدى وعشرين ركعة ، فهل لي أن أغادر المسجد بعد الركعة العاشرة أم من الأحسن إكمال الإحدى وعشرين ركعة معهم ؟
الأفضل إتمام الصلاة مع الإمام حتى ينصرف ولو زاد على إحدى عشرة ركعة لأنّ الزيادة جائزة لعموم قوله صلى الله عليه وسلم : " .. مَنْ قَامَ مَعَ الإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ قِيَامَ لَيْلَةٍ .. " رواه النسائي وغيره : سنن النسائي : باب قيام شهر رمضان . ولقوله صلى الله عليه وسلم : " صَلاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى فَإِذَا خَشِيتَ الصُّبْحَ فَأَوْتِرْ بِوَاحِدَةٍ " . رواه السبعة وهذا لفظ النسائي .
ولا شكّ أنّ التقيّد بسنة النبي صلى الله عليه وسلم هو الأولى والأفضل والأكثر أجرا مع إطالتها وتحسينها ، ولكن إذا دار الأمر بين مفارقة الإمام لأجل العدد وبين موافقته إذا زاد فالأفضل أن يوافقه المصلي للأحاديث المتقدّمة ، هذا مع مناصحة الإمام بالحرص على السنّة .
إذا زاد ركعة على وتر الإمام ليكمل بعد ذلك
بعض الناس إذا صلى مع الإمام الوتر وسلم الإمام قام وأتى بركعة ليكون وتره آخر الليل فما حكم هذا العمل ؟ وهل يعتبر انصراف مع الإمام ؟ .
الجواب
الحمد لله :
لا نعلم في هذا بأساً نص عليه العلماء ولا حرج فيه حتى يكون وتره في آخر الليل . ويصدق عليه أنه قام مع الإمام حتى ينصرف لأنه قام معه حتى انصراف الإمام وزاد ركعة لمصلحة شرعية حتى يكون وتره آخر الليل فلا بأس بهذا
ولا يخرج به عن كونه ما قام مع الإمام بل هو قام مع الإمام حتى انصرف لكنه لم ينصرف معه بل تأخر قليلاً . من كتاب الجواب الصحيح من أحكام صلاة الليل والتراويح للشيخ عبد العزيز بن باز ص 41
منقول

معاً لتدبر القرآن في رمضان
1-قال الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً).
من الناس من يجد صعوبة في قراءة ختمة واحدة في رمضان مع أن السلف كانوا يختمونه مرات كثيرة, كان مالك رحمه الله إذا دخل رمضان نفر من قراءة الحديث ومجالسة أهل العلم, وأقبل على تلاوة القرآن من المصحف, وسرّ هذا الإقبال على تلاوة كتاب الله في رمضان, هو فهمهم لمعانيه, بسبب تدبرهم, وحضور قلوبهم عند قراءته
2-قال الله تعالى: (إنه لقرآن كريم).
فضل مدارسة القرآن في رمضان: عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن). أخرجه البخاري.
فلنجعل ( تلاوة ) القرآن و( مدارسته ) ( هدفا ) في شهر القرآن اقتداء به صلى الله عليه وسلم ، ولنعد لذلك خطة مسبقة ومن أهمها استحضار الإقتداء به صلى الله عليه وسلم ، والأجور المترتبة عليه ليتكون الحافز النفسي لدينا ... اللهم وفقنا
.
3-قال الله تعالى: (إنا أنزلناه في ليلة القدر).
لو تأملنا في سبب تنزل الملائكة عليهم السلام على حِلق الذكر طوال العام, ثم تنزلهم في ليلة القدر, لتبين لنا أن العامل المشترك في الحالتين, هو قراءة المؤمنين لكتاب ربهم بتدبر وفهم واستيعاب ومدارسة.
4-قال الله تعالى: (والذين آمنوا أشد حبًّا لله).
قال ابن القيم: (من عرف الله بأسمائه وصفاته وأفعاله, فإنه لا يملك إلا أن يحبه). وأي شهر أعظم من شهر رمضان المبارك, شهر القرآن, نغتنمه للتأكيد على ضرورة تدبر كتاب الله فيه, لتعميق المعرفة بالله تعالى, وأسماءه الحسنى وصفاته العلى.
5-قال الله تعالى: (نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلا تُصَدِّقُونَ * أَفَرَأَيْتُم مَّا تُمْنُونَ * أَأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ * نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ * عَلَى أَن نُّبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنشِئَكُمْ فِي مَا لا تَعْلَمُونَ * وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الأُولَى فَلَوْلا تَذكَّرُونَ * ... الآيات)
من أصبح وأمسى وهو مؤمن مستيقن أن الله سبحانه يكلؤه بحفظه ورعايته في الليل والنهار, ويرى أنه حي لأن الله أحياه, يأكل من الطيبات, مع يقينه أن الله هو الذي أخرجها له من الأرض, ويشرب من الماء الزلال, مستيقناً أن الله هو الذي أنزل له هذا الماء, من مزن السماء, ويتدفأ من نار, يعلم أن الله هو الذي أنشأ شجرتها.
إن امروء يعيش ما بين صباحه ومساءه, معترفاً بصاحب هذه النعم عليه, مناجياً له في صلاته بالذكر والشكر, لهو المؤمن الذي عرف حقيقة الإيمان.
6-قال الله تعالى: (يا أيها الناس اذكروا نعمة الله عليكم هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض لا إله إلا هو فأنى تؤفكون).
سأل رجل قد تعمقت معاني أسماء الله الحسنى وصفاته العُلى في نفسه رجلاً آخر, فقال له: وهو يشير إلى رغيف من الخبز في يده, بكم هذا الرغيف؟
فأجاب: ريال.
قال له هذا ثمن خبزه في الفرن, ريال, لكني أسألك عن ثمنه الحقيقي؟
قال له لا أعرف ما تقصد.
فقال له: ثمنه يزيد على المليارات من الريالات, لأن الناس كلهم, وما يملكون من مال ومواد, لا يستطيعون إنبات القمح, الذي يصنعوا منه هذا الرغيف.
7-قال الله تعالى: (هو الله الخالق البارئ المصور).
مما قاله أهل الاختصاص مؤخراً, أن هناك أربعة آلاف نوع من الضفادع, وإذا ما تدبرنا الآية الكريمة وعرفنا ما معنى اسم الله المصور, لوجدنا أنه يعني: المعطي كل شيء صورة تميزه, فسبحان من أعطى كل واحدة من هذه الضفادع صورتها التي صورها عليها, فكيف بمدها بالحياة, هي وباقي المخلوقات.
8-قال الله تعالى: (إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحدٍ من بعده).
المتدبر لهذه الآية إذا أحياه الله بعد نومه, ثم نظر إلى الأرض التي هو واقف عليها, فإنه يعلم أن الله تعالى هو الذي أمسكها من الزوال, وسخرها له يمشي عليها, كأنها دابة ذلول.
9-قال الله تعالى: (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِضِيَاء أَفَلَا تَسْمَعُونَ ).
المتدبر للآية الكريمة لا يفوته إذا تعاقب عليه الليل والنهار, أن يتذكر نعمة الله على الناس بأن جعل الليل لباساً, وجعل النهار معاشاً, ويردد في نفسه معنى الآية الكريمة, كيف الحياة عساها ستكون لو لم يأذن الله بتعاقب الليل والنهار.
10-قال الله تعالى: (ثمانية أزواج من الضأن اثنين ومن المعز اثنين).
المتدبر لهذه الآية الكريمة يضيف هذه النعمة الجديدة, بهيمة الأنعام, إلى باقي النعم العظيمة التي مر ذكرها في الرسائل السابقة, أرض لا تزول إلا بأمر الله, وزروع مختلفة, وتعاقب الليل والنهار, وأنعام سخرها الله للأكل والركوب, مع علم هذا المتدبر أن البشر لا يستطيعون خلق حتى ذبابة, فكيف بما هو أعظم كالأبل والبقر.
11-قال الله تعالى: (إنما يخشى الله من عباده العلماء).
جزء من آية كريمة جاءت بعد حديث ربنا عز وجل عن عظيم خلقه, من أنواع الجبال والنباتات, والناس والدواب والأنعام, تُعمِق في نفوس المؤمنين المتدبرين اسمه سبحانه "الخالق", وتورثهم خشيته, وصدق من قال: "من كان بالله أعرف كان لله أخوف".
12-قال الله تعالى: (ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى بل لله الأمر جميعا).
يا لله ما أعظم القرآن, وما أعظم هذه الآية, يقول العلامة ابن سعدي رحمه الله: يقول تعالى - مبينا فضل القرآن الكريم على سائر الكتب المنزلة – ولو أن قرآناً من الكتب الإلهية سيرت به الجبال عن أماكنها, أو قطعت به الأرض جناناً وأنهاراً, أو كُلِم به الموتى, لكان هذا القرآن - أي لكان هذا القرآن يفعل ذلك – ولكن الأمر لله جميعاً, فيأتي بالآيات التي تقتضيها حكمته.
13-قال الله تعالى: (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم).
آية الامتحان, كما سماها السلف رضوان الله عليهم, وهي الميزان كما يقول ابن سعدي رحمه الله, التي يُعرف بها من أحب الله حقيقة, ومن أدعى ذلك.
أولا يجوز لنا أن نتعجب من حجم الغفلة التي تعيشها بعض المجتمعات المسلمة, في وجود مثل هذه الآية التي ما أن يقرأها المسلم حتى يعيد حساباته, ويقبل على الله تعالى.
14-قال الله تعالى: (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم).
لا أدري كيف تمر هذه الآية على مسلم, ولا يقف عندها طويلاً طويلاً.
15-قال الله تعالى: (وله الأسماء الحسنى فادعوه بها).
لا نظن أن من يحفظ أسماء الله الحسنى وصفاته العلى,حفظاً مجرداً, يعني أنه يعرف معناها بالضرورة, وإلا لقلنا أن الطالب البليد الذي يعرف أسماء مواده الدراسية, يفهم هذه المواد ويستوعبها, ولذا فإن لأسماء الله الحسنى معان علينا قراءتها وفهمها, وهذا هو الفهم الصحيح لقوله صلى االله عليه وسلم:( إن لله تسعة وتسعين اسمًا، مائةً إلا واحدًا، من أحصاها دخل الجنة), أي من حفظ أسماء الله تعالى وعمل بمقتضاها في هذه الحياة كانت له الجنة.
1-قال الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً).
من الناس من يجد صعوبة في قراءة ختمة واحدة في رمضان مع أن السلف كانوا يختمونه مرات كثيرة, كان مالك رحمه الله إذا دخل رمضان نفر من قراءة الحديث ومجالسة أهل العلم, وأقبل على تلاوة القرآن من المصحف, وسرّ هذا الإقبال على تلاوة كتاب الله في رمضان, هو فهمهم لمعانيه, بسبب تدبرهم, وحضور قلوبهم عند قراءته
2-قال الله تعالى: (إنه لقرآن كريم).
فضل مدارسة القرآن في رمضان: عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن). أخرجه البخاري.
فلنجعل ( تلاوة ) القرآن و( مدارسته ) ( هدفا ) في شهر القرآن اقتداء به صلى الله عليه وسلم ، ولنعد لذلك خطة مسبقة ومن أهمها استحضار الإقتداء به صلى الله عليه وسلم ، والأجور المترتبة عليه ليتكون الحافز النفسي لدينا ... اللهم وفقنا
.
3-قال الله تعالى: (إنا أنزلناه في ليلة القدر).
لو تأملنا في سبب تنزل الملائكة عليهم السلام على حِلق الذكر طوال العام, ثم تنزلهم في ليلة القدر, لتبين لنا أن العامل المشترك في الحالتين, هو قراءة المؤمنين لكتاب ربهم بتدبر وفهم واستيعاب ومدارسة.
4-قال الله تعالى: (والذين آمنوا أشد حبًّا لله).
قال ابن القيم: (من عرف الله بأسمائه وصفاته وأفعاله, فإنه لا يملك إلا أن يحبه). وأي شهر أعظم من شهر رمضان المبارك, شهر القرآن, نغتنمه للتأكيد على ضرورة تدبر كتاب الله فيه, لتعميق المعرفة بالله تعالى, وأسماءه الحسنى وصفاته العلى.
5-قال الله تعالى: (نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلا تُصَدِّقُونَ * أَفَرَأَيْتُم مَّا تُمْنُونَ * أَأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ * نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ * عَلَى أَن نُّبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنشِئَكُمْ فِي مَا لا تَعْلَمُونَ * وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الأُولَى فَلَوْلا تَذكَّرُونَ * ... الآيات)
من أصبح وأمسى وهو مؤمن مستيقن أن الله سبحانه يكلؤه بحفظه ورعايته في الليل والنهار, ويرى أنه حي لأن الله أحياه, يأكل من الطيبات, مع يقينه أن الله هو الذي أخرجها له من الأرض, ويشرب من الماء الزلال, مستيقناً أن الله هو الذي أنزل له هذا الماء, من مزن السماء, ويتدفأ من نار, يعلم أن الله هو الذي أنشأ شجرتها.
إن امروء يعيش ما بين صباحه ومساءه, معترفاً بصاحب هذه النعم عليه, مناجياً له في صلاته بالذكر والشكر, لهو المؤمن الذي عرف حقيقة الإيمان.
6-قال الله تعالى: (يا أيها الناس اذكروا نعمة الله عليكم هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض لا إله إلا هو فأنى تؤفكون).
سأل رجل قد تعمقت معاني أسماء الله الحسنى وصفاته العُلى في نفسه رجلاً آخر, فقال له: وهو يشير إلى رغيف من الخبز في يده, بكم هذا الرغيف؟
فأجاب: ريال.
قال له هذا ثمن خبزه في الفرن, ريال, لكني أسألك عن ثمنه الحقيقي؟
قال له لا أعرف ما تقصد.
فقال له: ثمنه يزيد على المليارات من الريالات, لأن الناس كلهم, وما يملكون من مال ومواد, لا يستطيعون إنبات القمح, الذي يصنعوا منه هذا الرغيف.
7-قال الله تعالى: (هو الله الخالق البارئ المصور).
مما قاله أهل الاختصاص مؤخراً, أن هناك أربعة آلاف نوع من الضفادع, وإذا ما تدبرنا الآية الكريمة وعرفنا ما معنى اسم الله المصور, لوجدنا أنه يعني: المعطي كل شيء صورة تميزه, فسبحان من أعطى كل واحدة من هذه الضفادع صورتها التي صورها عليها, فكيف بمدها بالحياة, هي وباقي المخلوقات.
8-قال الله تعالى: (إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحدٍ من بعده).
المتدبر لهذه الآية إذا أحياه الله بعد نومه, ثم نظر إلى الأرض التي هو واقف عليها, فإنه يعلم أن الله تعالى هو الذي أمسكها من الزوال, وسخرها له يمشي عليها, كأنها دابة ذلول.
9-قال الله تعالى: (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِضِيَاء أَفَلَا تَسْمَعُونَ ).
المتدبر للآية الكريمة لا يفوته إذا تعاقب عليه الليل والنهار, أن يتذكر نعمة الله على الناس بأن جعل الليل لباساً, وجعل النهار معاشاً, ويردد في نفسه معنى الآية الكريمة, كيف الحياة عساها ستكون لو لم يأذن الله بتعاقب الليل والنهار.
10-قال الله تعالى: (ثمانية أزواج من الضأن اثنين ومن المعز اثنين).
المتدبر لهذه الآية الكريمة يضيف هذه النعمة الجديدة, بهيمة الأنعام, إلى باقي النعم العظيمة التي مر ذكرها في الرسائل السابقة, أرض لا تزول إلا بأمر الله, وزروع مختلفة, وتعاقب الليل والنهار, وأنعام سخرها الله للأكل والركوب, مع علم هذا المتدبر أن البشر لا يستطيعون خلق حتى ذبابة, فكيف بما هو أعظم كالأبل والبقر.
11-قال الله تعالى: (إنما يخشى الله من عباده العلماء).
جزء من آية كريمة جاءت بعد حديث ربنا عز وجل عن عظيم خلقه, من أنواع الجبال والنباتات, والناس والدواب والأنعام, تُعمِق في نفوس المؤمنين المتدبرين اسمه سبحانه "الخالق", وتورثهم خشيته, وصدق من قال: "من كان بالله أعرف كان لله أخوف".
12-قال الله تعالى: (ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى بل لله الأمر جميعا).
يا لله ما أعظم القرآن, وما أعظم هذه الآية, يقول العلامة ابن سعدي رحمه الله: يقول تعالى - مبينا فضل القرآن الكريم على سائر الكتب المنزلة – ولو أن قرآناً من الكتب الإلهية سيرت به الجبال عن أماكنها, أو قطعت به الأرض جناناً وأنهاراً, أو كُلِم به الموتى, لكان هذا القرآن - أي لكان هذا القرآن يفعل ذلك – ولكن الأمر لله جميعاً, فيأتي بالآيات التي تقتضيها حكمته.
13-قال الله تعالى: (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم).
آية الامتحان, كما سماها السلف رضوان الله عليهم, وهي الميزان كما يقول ابن سعدي رحمه الله, التي يُعرف بها من أحب الله حقيقة, ومن أدعى ذلك.
أولا يجوز لنا أن نتعجب من حجم الغفلة التي تعيشها بعض المجتمعات المسلمة, في وجود مثل هذه الآية التي ما أن يقرأها المسلم حتى يعيد حساباته, ويقبل على الله تعالى.
14-قال الله تعالى: (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم).
لا أدري كيف تمر هذه الآية على مسلم, ولا يقف عندها طويلاً طويلاً.
15-قال الله تعالى: (وله الأسماء الحسنى فادعوه بها).
لا نظن أن من يحفظ أسماء الله الحسنى وصفاته العلى,حفظاً مجرداً, يعني أنه يعرف معناها بالضرورة, وإلا لقلنا أن الطالب البليد الذي يعرف أسماء مواده الدراسية, يفهم هذه المواد ويستوعبها, ولذا فإن لأسماء الله الحسنى معان علينا قراءتها وفهمها, وهذا هو الفهم الصحيح لقوله صلى االله عليه وسلم:( إن لله تسعة وتسعين اسمًا، مائةً إلا واحدًا، من أحصاها دخل الجنة), أي من حفظ أسماء الله تعالى وعمل بمقتضاها في هذه الحياة كانت له الجنة.
الصفحة الأخيرة