
إن من أفضل أوقات التبتل أو الخلوة بالرحمن في ظلم اليالي
والناس رقود ليس إلا أنت وتناجي الحبيب الذي خلوت به
تتمتع بعبق الأسحار فرياح الأسحار أقوات القلوب
لو شممت نسيم الأسحار لفاق منك قلبك المخمور
قال إبراهيم بن عقبة :سمعت أم خالد بنت خالد بن سعيد
بن العاص
تقول لنسائها بالليل :"احللن عقد الليل ليست هذه بساعة
نوم"
المتهجدون خلوا بالرحمن فألبسهم من نوره
قال تعالى (وجوه يومئذ مسفرة ضاحكة مستبشرة)
قال ابن عباس رضي الله عنهما"من قيام الليل"
وقيل للحسن البصري : مابال المتهجدين بالليل أحسن
الناس وجوها؟
قال لأنهم خلوا بالرحمن فألبسهم من نوره"
أن لم تكن مع القوم في السحر فتلمح آثار الحبيب علىيهم
في وقت الضحى ترى ترى في صحائف الوجوه سطور
القبول بمداد الأنوار،
"وجوه زهاها الحسن ان تتبرقعا"
وجوه طالما غسلتها الدموع وجوه طالما أذلها في
الدياجي الخشوع خاطرت في الليالي فأصبحت سالمة
(وجوه يومئذ ناعمة)
وجوه في الليل اذعت وذلت وجوه ألفت السجود فما ملت
وجوه توجهت إلى الله وعن غيره تولت،زالت عنها فترة الهجر
فحلت بجواره غانمة (وجوه يومئذ ناعمة)
سهرهم إلى الصباح قد أثر في الوجوه الصباح،وعلى
الحقيقة فكل الأرواح هائمة (وجوه يومئذ ناعمة)
من كتــــــــــاب "رهبــــــــــــــان الليل"
رااااااااااائع جدا انصـــــح بقرأتـــــــــــــه

وَاذْكُرْ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً(8)فلا يجوز للمؤمن أن ينزعج لشأن الحياة وأعبائها، ولا ينصت لوساوس الشياطين وألاعيبها، فالرب هو المتصرف المقدر القائم على عناية من ذكره وأخلص في ذكره، ووحَّده وعظَّمه، وعمل بأوامره وانتهى عن نواهيه، وتعبَّده بما صحَّ عن رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من أذكار ودعاء لكافة الأوقات والأحوال في السراء والضراء.
وقوله تعالى (وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً) قال قتادة: أي: "أخلص له الدعوة والعبادة". وأصل البتل: القطع، والتبتل: الانقطاع إلى عبادة الله عز وجل؛ أي: انقطع بعبادتك إليه، ولا تشرك به غيره, وامرأة بتول: منقطعة عن الرجال لا شهوة لها فيهم، والتبتل عند العرب: التفرد، ويقال للراهب متبتل؛لانقطاعه عن الناس، وانفراده بالعبادة. والتبتل: هو الانقطاع عن النساء. وقد جاءت السنة بصريح النهي عن التبتل الذي هو الانقطاع للعبادة وترك التزوج. قال القرطبي: "فصار التبتل مأموراً به في القرآن منهياً عنه في السنة، ومتعلق الأمر غير متعلق النهي؛ فلا يتناقضان، وإنما بعث ليبيِّن للناس ما نزِّل إليهم، فالتبتل المأمور به: هو الانقطاع إلى الله بإخلاص العبادة؛ كمال قال تعالى (وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ)، والتبتل المنهي عنه: هو مسلك النصارى في ترك النكاح والترهب في الصوامع، لكن عند فساد الزمان يكون خير مال المسلم غنماً يتبع بها شغف الجبال ومواقع القطر، يفر بدينه من الفتن".
والإخلاص لله لا يتحقق إلا بقطع علائق النفس عن مظاهر الحياة الدنيا، وزينتها، والتكاثر منها، فاجتهد على ذلك بالتدرج إلى أن يصير انقطاعك عن الدنيا لله (تَبْتِيلاً) خلقاً وسجية، لذلك قال زيد بن أسلم: التبتل: "رفض الدنيا وما فيها، والتماس ما عند الله تعالى".
م / ن
وقوله تعالى (وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً) قال قتادة: أي: "أخلص له الدعوة والعبادة". وأصل البتل: القطع، والتبتل: الانقطاع إلى عبادة الله عز وجل؛ أي: انقطع بعبادتك إليه، ولا تشرك به غيره, وامرأة بتول: منقطعة عن الرجال لا شهوة لها فيهم، والتبتل عند العرب: التفرد، ويقال للراهب متبتل؛لانقطاعه عن الناس، وانفراده بالعبادة. والتبتل: هو الانقطاع عن النساء. وقد جاءت السنة بصريح النهي عن التبتل الذي هو الانقطاع للعبادة وترك التزوج. قال القرطبي: "فصار التبتل مأموراً به في القرآن منهياً عنه في السنة، ومتعلق الأمر غير متعلق النهي؛ فلا يتناقضان، وإنما بعث ليبيِّن للناس ما نزِّل إليهم، فالتبتل المأمور به: هو الانقطاع إلى الله بإخلاص العبادة؛ كمال قال تعالى (وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ)، والتبتل المنهي عنه: هو مسلك النصارى في ترك النكاح والترهب في الصوامع، لكن عند فساد الزمان يكون خير مال المسلم غنماً يتبع بها شغف الجبال ومواقع القطر، يفر بدينه من الفتن".
والإخلاص لله لا يتحقق إلا بقطع علائق النفس عن مظاهر الحياة الدنيا، وزينتها، والتكاثر منها، فاجتهد على ذلك بالتدرج إلى أن يصير انقطاعك عن الدنيا لله (تَبْتِيلاً) خلقاً وسجية، لذلك قال زيد بن أسلم: التبتل: "رفض الدنيا وما فيها، والتماس ما عند الله تعالى".
م / ن

اعلم أنك واقف وحدك أمام ربك، فالموت يأتي للمرء وحده، والصراط مذلة للمرء وحده، ولن ينفع الإنسان إلا ما قدم، وفقك الله وطهر قلبك...
إننا في طريقنا إلى الله سبحانه، مأمورون بعبادته وإخلاص العبادة له عز وجل، وتخليصها من شوائب الشرك وخبائث البدع. والمسلم في طريق سيره إلى ربه سبحانه يحتاج أن يحب العبادة ليصبر عليها، وليكثر منها، ويحتاج أن يشعر بلذتها ليتوق إليها ويتشوق إليها.
والمسلم الذي لم يشعر بحب العبادة ولم يذق طعم حلاوتها لن يصبر عليها، ولن يثابر في الثبات عليها.
إذن فالمثابرة على العبادة والثبات عليها هو نهج الشريعة وطريقة الإسلام وهو المقرب إلى الله تعالى، ففي الحديث القدسي الثابت: "ما تقرب عبدي إلي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه..."، وهذا الثبات لا يمكن تحقيقه إلا بحب الطاعة والشعور بمعنى العبادة وأثرها.
وبشكل عام فإن هناك خطوات أساسية لمن أراد التقرب من الله عز وجل:
أولاً: لا إله إلا الله من قلب مخلص.
ثانيًا: متابعة تامة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثالثًا: تعهد ومراعاة وعلاجات دائمة للقلب المتقلب.
رابعًا: تبتل وخلوة بالله سبحانه وتعالى.
خامسًا: بذل وعطاء بالمال والجهد بنية صالحة، وعليه أن يدعو الله تعالى دومًا بالثبات على ذلك.
م / ن
الصفحة الأخيرة
التبتل
قال الله تعالى: (وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً)(المزمل:8) .
والتبتل : الانقطاع .
والتبتل الذي يقصدونه في هذا المقام هو الانقطاع إلى الله بالكلية، بحيث يكون العبد متجردًا لسيده ومولاه .
وإذا كان غاية شرف النفس دخولها تحت رق العبودية طوعًا واختيارًا ومحبة، لا كرهًا وقهرًا . كما قيل :
شرفُ النفوس دخولها في رقهم .. .. والعبد يحوي الفخر بالتمليكِ
فإن المتبتل يخدم بمقتضى عبوديته لا للأجرة.
والتبتل يجمع أمرين لا يصح إلا بهما: الاتصال ، والانفصال.
أما الانفصال فيُقصد به: انقطاع قلب المتبتل عن حظوظ النفس المزاحمة لمراد الرب، وعن التفات قلبه إلى ما سوى الله تعالى .
وأما الاتصال: فهو اتصال القلب بالله تعالى، وإقباله عليه، وإقامة وجهه له، حبًا وخوفًا، ورجاءً وإنابةً وتوكلاً .
ومما يعين على ذلك :
- أن يحسم مادة رجاء المخلوقين من القلب، وذلك بالرضا بحكم الله وقسمه، فمن رضي بحكم الله وقسمه؛ لم يبق لرجاء الخلق في قلبه موضع .
- أن يحسم مادة الخوف، وذلك بالتسليم لله تعالى؛ فإن من علم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه، وعلم أنه لن يصيبه إلا ما كتب الله له، لم يبق لخوف المخلوقين في قلبه موضع.
- أن يحسم مادة المبالاة بالناس، وذلك برؤية الأشياء كلها من الله وبالله، وفي قبضته وتحت قهره وسلطانه . لا يتحرك منها شيء إلا بحوله وقوته، ولا ينفع ولا يضر إلا بإذنه ومشيئته .
إن من صح فراره إلى الله، صح قراره مع الله، ومن انقطع إلى الله أغناه عمَّن سواه.
هذه مريم البتول انقطعت إلى الله؛ فأثرها على نساء العالمين، وأجرى لها من الكرامة ما أجرى؛ (كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقاً)(آل عمران: 37) .
وهذه آسية انقطعت إلى الله وآثرته على الملك والجاه، فآثرها الله بالقرب منه في جنته ودار علاه .نسأل الله من فضله.