الجـمــ ام ـــــان

وعن التباكي قال ابن القيم - بعد ذكره أنواع البكاء - : وما كان منه مستدعىً متكلفاً فهو التباكي وهو نوعان : محمود ومذموم فالمحمود : أن يُستحلب لرقة القلب ولخشية الله ، لا للرياء والسمعة ، والمذموم : يُجتلب لأجل الخلق . وقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم وقد رآه يبكي هو وأبو بكر في شأن أسارى بدر : أخبرني ما يبكيك يا رسول الله ؟ فإن وجدت بكاء بكيت ، وإن لم أجد تباكيت لبكائكما ( أخرجه مسلم في صحيحه ( 1763 ) ضمن حديث مطول في الجهاد ) .ولم ينكر عليه صلى الله عليه وسلم ، وقد قال بعض السلف : ابكوا من خشية الله فإن لم تبكوا فتباكوا ." زاد المعاد " ( 1 / 185 ، 186 ) .

نسأل الله تعالى أن يجعل لنا قلوبا وجلة ، وأعيننا دامعة من خشيته .
الجـمــ ام ـــــان
الجـمــ ام ـــــان
قسوة القلب ، ذلك السياج المانع للقلب من الخشوع لله تعالى ، الحابس لدمع العين من خشيته

الحائل دون قشعريرة الجلد وليونته ذلاً لله تعالى ، فلا يعرف القلب بعد هذا معروفًا ولا ينكر منكرًا ،


قد جفّت ينابيع الحب فيه ، وأقفرت رياض الرحمة لديه ،
واصفرت خضرة المشاعر في فؤاده ،



فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ]

وتستمر القسوة بالقلب حتى تصل إلى درجة تتضاءل أمامها صلابة الأحجار والصخور قال الله تعالى



الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ

مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ]

وشتان بين من كان هذا حال قلوبهم ، وبين من تنتفض أجسادهم كالعصافير المبللة بالمطر رهبة

من الله تعالى ، حتى خلّد الله ذكرهم ووصفهم في كتابه العزيز فقال

مَّ تَلِينُ



جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ]

م/ن
ـ أم ريـــــم ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


::::::::


الى من سيخــرج من الدنيـــا ولم يذق أجمل ما فيها ربــــــــك يحبــك ... ويفرحبتوبتـــك ويباهي بك ... وأنت غافـــل}..
أما آن لك أن تبادله حبابحب؟
أي شخص أقبل على الله ...تجد علامات حب الله له في عينه فالوجه مستريحلأن القلب مستريح }..

ثلاث حروف قد تلين قلبك !!!

..{أنظروا إلى هذه الكلمات ‎}..
..{موت . مات . ميت . قبر. نشر. حشر. عرض . جنة. نار}..
إنها كلمات مكونة من ثلاثة حروف فقط .. سهلة النطق
لكنها تهز القلوبالحية ‎وتقض المضاجع‎ .

***************

موت
كلمة تخبرك عن ضيف سيحل بك رغم أنفك وبدون تحديد لموعد الزيارة.. فهو‎صاحب الشأن بهذا الخصوص..!!وقد قصم ظهور الجبابرة وأوسدهم التراب ‎فكيف بكأنت؟‎!

****************

مات
كلمة تخبرك عن إنسان فارقك إلى غيررجعة أو لقاء في هذه الدار .. وأصبح ‎من أخبار الماضي ولم يبق لك منه إلاالذكريات.. وإن كان فارقك منذ سويعات‎..

***************

ميت
كلمة ستقال عنك في إحدى اللحظات .. إنها أجلك ونهايتك في هذه الحياة.. فهل أنت مستعد لمابعدها؟‎!

************

قبر
هو بيتك الذي ستسكنه بعد منزلك الوارفهنا .. حفرة في التراب.. لا زجاج فيها‎ولا نوافذ ولا رخام.. فهل جملته بالطاعة؟! وأثثته بالأعمال الصالحة؟‎!

****************

نشر
موعد الأذن بخروجك من قبرك أشعث أغبر‎..

**************

حشر
لحظة.. اجتماعك بالأولين والآخرين .. كما ولدت أمك.. لحظة ينشغل فيها كل ‎امرئ بنفسه عنبنيه.. وزوجه.. وولده.. وأمه.. وأبيه.. وكل ذويه‎..

**************


عرض
موقف عظيم.. يوم طويل.. بل خمسينألف سنة.. ستقفها.. تنتظر العرض وفصل‎القضاء.. تدنو فيه الشمس من رؤوسالخلائق.. فتكون على بعد ميل منهم.. ميل‎واحد فقط!!! فيسيل العرق منهم قدرأعمالهم فإلى أين سيصل عرقك ياترى؟؟؟‎

****************


جنة
منزلك الأبدي.. تخلد فيه أبدالآبدين.. إن كنت من أهل الطاعة لتفوز بدار‎السعادة والنعيم..أسأل الله أن أكونوإياك منهم .. فقل آمين‎
*****************

نار
منزلك إلى أن يشاءربك.. إن كنت من أهل الشقاوة والبؤس والعياذ..


إلهي قد أثقلتني الذنوب ولي في بحار الخطايا دروب ولكن بالحب قلبي يذوب وقد جئت يارب قبل الغروب وظني بك يا إلهي تتوب نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فمهما أبتغينا العزة بغيره أذلنا الله ونسأل الله حُسنَ الخاتمة والفوز بالجنة والنجاة من النار إن شاء الله !


-----

م\ن
ـ أم ريـــــم ـ
لين القلب و لين المعاملة
لين القلب :

لين القلب هو رقته وخشيته من الله عزّوجلّ، وأكثر ما يكون ذلك عند سماع القرآن..
يقول تعالى عن هذا اللون من ألوان اللين، وعن هذه الصفة التي يتصف بها ملوك الآخرة: (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) (الزمر/ 23).
يقول الإمام القرطبي: "تقشعر أي تضطرب وتتحرك بالخوف مما فيه من الوعيد، ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله أي عند أية الرحمة، هؤلاء عندما يستمعون إلى كتاب الله تعالى أو إلى المواعظ، أو يشاهدون مناظر الموت والغسل والجنائز فإن قلوبهم تضطرب وتلين، فيخرج أثرها بكاءً، ودموعاً تخرج من مآقيهم.
- يدعون عندما تلين قلوبهم :
هكذا كان ملوك الآخرة يتعاملون مع ربهم، ويتصلون به دعاءً أو تضرعاً عندما تضطرب قلوبهم وترق، بل يعتبرون ذلك علامة من علامات قبول الدعاء..
وينقل لنا ثابت البناني قصة أحد العباد " قال يوماً لإخوانه: إني لأعلم حين يذكرني ربي، قال: ففزعوا من ذلك، فقالوا: تعلم حين يذكرك ربك؟! قال: نعم، قالوا: ومتى؟ قال: إذا ذكرته ذكرني، قال: وإني لأعلم حين يستجيب لي ربي، قال: فعجبوا من قوله، قالوا: تعلم حين يستجيب لك ربك عزّوجلّ؟! قال: نعم، قالوا: وكيف تعلم ذلك؟ قال: إذا وجل قلبي واقشعر جلدي وفاضت عيناي، وفتح لي في الدعاء، فثم أعلم أن قد اُستجيب لي".
قلوب تسقى بكلام الله :
فكما أن الماء الذي ينزله الرحمن من السماء تستقبله الأرض فينبت به الله الزرع، فترى الأرض مخضرة، ثم لا تلبث أن تُكسا الأرض بألوان من الزهر، كذلك هي قلوب ملوك الآخرة التي تلين، وتزهر، وتخضر بذكر الله.
يقول سيد قطب – يرحمه الله – : "وكما ينزل الماء من السماء فينبت لهم به زرعاً مختلفاً ألوانه، كذلك ينزل من السماء ذكراً تتلقاه القلوب الحية، فتتفتح وتنشرح وتتحرك حركة الحياة، وتتلقاه القلوب القاسية كما تتلقاه الصخرة القاسية لا حياة فيها ولا نداوة".
يخرون للأذقان :
هؤلاء لا يتأثرون بكلام كتأثرهم بذكر الله، ولا يجدون أنيساً ككتاب الله تعالى، وإذا تُليت عليهم آيات الرحمن، شعروا كأنها تتنزل عليهم الساعة، فلا يملكون أنفسهم من الخشوع والبكاء بل يتساقطون من طولهم دون شعور..
يقول تعالى عنهم: (أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا) (مريم/ 58).
(قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأذْقَانِ سُجَّدًا * وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولا * وَيَخِرُّونَ لِلأذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا) (الإسراء/ 107-109).
واستحق بعد ذلك هؤلاء الملوك الذين يخرون للأذقان وهم يبكون عند سماع كلام الله خوفاً ووجلاً وخشية تحريم أجسادهم على النار، بل يمنعهم حتى من رؤيتها حيث بشرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك عندما قال: "عينان لا تراهما النار: عين بكت وجلاً من خشية الله، وعين باتت تكلأ في سبيل الله".
والحديث الآخر قوله صلى الله عليه وسلم : "عينان لا تمسهما النار أبداً: عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله". متفق عليهما
إنهم أصحاب قلوب متصلة بالله تعالى، متصلة باليوم الآخر، وأحداثه، ومتذكرة هادم اللذات، فهي في وجل ورجاء دائم، مما يجعل قلوبهم تلين عند ذكر الله تعالى.
لين المعاملة:
وهي التعامل مع الآخرين برفق ومراعاة مستوياتهم العلمية والاجتماعية والثقافية، دون تعالٍ، أو إشعار لهم بالفوقية.