الاميرة الشهري
احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن فوائد قراءة القرآن الكريم

عن أبِي أمـَامـَة رضي اللهُ عنه قال : سـَمـِعتُ رَسول الله صلى الله عليه وسلم يقول

" اقرؤوا القرآن فـَإنهُ يـَأتيِ يَومَ القِيامةِ شـَفيعاً لأصْحَابه "

ـ رواه مسلم ـ



--------------------------------------------------------------------------------

عن عـَثمان َ بن ِ عفانَ رضيّ الله عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم

" خـَيْرُكم من تـَعـَلـمَ القُرْآن وعَلـَّمه"

ـ رواه البخاري ـ



--------------------------------------------------------------------------------

عنِ ابنِ عباس ٍ رضيَ الله عنهما قال : قال رسول ُ الله صلى الله عليه وسلم

" إنَّ الَّـذي لـَيسَ في جـَوفهِ شـَيء من َ القرآن ِ كالبـَيْتِ الخـَرِبِ "

ـ رواه الترمذي ـ



--------------------------------------------------------------------------------

عـَنِ ابنِ مسعودٍ رضي َ الله ُ عـَنه ُ قالَ : قال َ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم


(مـَنْ قـَرأ حـَرْفـَاً مـِنْ كـِتابِ الله ِ فـَلـَهُ حـَسـَنـَة والحـَسـَنـَةُ بـِعـشر ِ أمثالِها لا أَقولُ ، ألم حـَرْفٌ ، ولـَكـِنْ ألـفٌ حـَرْفٌ ، ولامٌ حـَرْفٌ ، ومـِيمٌ حـَرْفٌ)

ـ رواه الترمذي

--------------------------------------------------------------------------------




آداب تلاوة القرآن الكريم

1-
إخلاص النية لله تعالى فيها ، لأنّ تلاوة القرآن من العبادات الجليلة .
* وقد قال الله تعالى (فاعبد الله مخلصًا له الدين)

(المزمل : 2) .
* وقال تعالى (وما أمروا إلاّ ليعبدوا لله مخلصين له الدين حنفاء)

.(البينة: 5).
* وقال النبي صلى الله عليه وسلم (( اقروا القرآن وابتغوا به وجه الله عزّ وجل من قبل أن يأتي قوم يقيمونه إقامة القدح يتعجلونه ولا يتأجّلونه)). رواه ((أحمد)).
ومعنى ((يتعجلونه)) : يطلبون به أجر الدنيا.
2- أن يقرأ بقلب حاضر، يتدبر ما يقرأ ويتفهم معانية ويخشع عند ذلك قلبه ، ويستحضر أن الله يخاطبه في هذا القرآن ؟ لأن القرآن كلام الله عز وجلَّ.


* ومن آدابها : أن يقرأ على طهارة ؟ لأن هذا من تعظيم كلام الله عز وجل ، ولا يقرأ القرآن وهو جنب حتى يغتسل إن قدر على الماء أو يتيمم إن كان عاجزًا عن استعمال الماء لمرض أو عدم وجود الماء
3- أن لا يقرأ القرآن في الأماكن المستقذرة أو في مجمع لا ينصت فيه لقراءته ، لأن قراءته في مثل ذلك إهانة له. ولا يجوز أن يقرأ القرآن في بيت الخلاء ونحوه مما أعد للتبول أو التغوّط ، لأنه لا يليق بالقرآن الكريم.
4- أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم عند إرادة القراءة :
*لقوله تعالى : (فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم ) ولئلا يصدَّه الشيطان عن القراءة أو كمالها.
5- أن يحسن صوته بالقرآن ويترنم به.
· لما في (( الصحيحين)) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه : أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال : ((ما أذن الله لشيء - أي : ما استمع لشيء - كما أذن لنبيِّ حسن الصوت يتغنى بالقرآن يجهر به)).
· و فيهما عن جبير بن مطعم رضي الله عنه قال : ((سمعت النبيّ صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بالطور فما سمعت أحدًا أحسن صوتاً أو قراءةً منه ))
لكن إن كان حول القارئ أحد يتأذى بجهره في قراءته كالنائم والمصلي ونحوهما فإنه لا يجهر جهرًا يشوش عليه أو يؤذيه.
· لأنًّ النبي صلى الله عليه وسلم خرج على الناس وهم يصلون ويجهرون بالقراءة فقال : (( كلكم يناجي ربه فلا يجهر بعضكم على بعض في القرآن)) رواه ((مالك)) في ((الموطأ) ، قال ابن عبد البر : وهو حديث صحيح.
6- أن يرتل القرآن ترتيلاً :
· لقوله تعلى (ورتل القرآن ترتيلاً )
(المزمل : 4).

فيقرأه بتمهل بدون سرعة لأنَّ ذلك أعون على تدبر معانيه وتقويم حروفه وألفاظه.
· وفي ((صحيح البخاري)) : عن أنس بن مالك رضي الله عنه ((أنه سئل عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ((كانت مدًّا ثم قرأ: (بسم الله الرحمن الرحيم) يمد : (بسم الله ) ويمد : (الرحمن) ويمد (الرحيم) )).

· وسئلت أم سلمة رضي الله عنها عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : ((كان يقطع قراءته آيةً آيةً (( بسم الله الرحمن الرحيم * الحمد لله ربِّ العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين ) رواه (( أحمد )) و ((أبو داود)) و ((الترمذي)).

· وقال ابن مسعود رضي الله عنه : (( لا تنثروه نثر الرمل ولا تهذوه هذَّ الشعر ، قفوا عند عجائبه وحركوا به القلوب ولا يكن هم أحد كم آخر السورة )),
ولا بأس بالسرعة التي ليس فيها إخلال باللفظ بإسقاط بعض الحروف أو إدغام ما لا يصح إدغامه فإن كان فيها إخلال باللفظ فهي حرام ، لأنها تغيير للقرآن.
7-
أن يسجد إذا مر بآية سجدة وهو على وضوء في أي وقت كان من ليل أو نهار ، فيكبر للسجود ويقول: ((سبحان ربي الأعلى)) ، ويدعو ، ثم يرفع من السجود بدون تكبير ولا سلام ، لأنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن يكون السجود في أثناء الصلاة فإنه يكبر إذا سجد وإذا أقام.
· لحديث أبي هريرة رضي الله عنه : (( أنه كان يكبر في الصلاة كلما خفض ورفع ويحدث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك )) رواه ((مسلم)).
· وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : (( رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يكبر في كل رفع وخفض وقيام وقعود )) رواه (( أحمد )) و (( النسائي )) و (( الترمذي )) وصححه .
وهذا يعم سجود الصلاة وسجود التلاوة في الصلاة.


هذه بعض آداب القراءة، فتأدبوا بها واحرصوا عليها وابتغوا بها من فضل الله .

م/ن

عاشقه القهوة
عاشقه القهوة
<B><FONT size=4>
رحلة مع القلب فى القرآن الكريم
تحدث الينا رب العزة فى محكم اياته فى القران الكريم فى اكثر من موضع وشرف بالذكر القلب ونحاول أن نستشف من خلال هذه الكلمات بعض من هذه الاسرار حتى نحظى بقلوب سليمة من الشرك واعية لشرع الله واحكامه- قلوب مطمئنة بإذن الله تعالى وبقى أن نقول أن الحديث عن القلب قد جاء باللفظ الصريح وايضا بالمعنى مثل الفؤاد كما جاء ذكره بما يدل على مكانه فى الجسم وهو الصدر وعدد سور القران الكريم كما نعلم مائة واربعة عشر سورة ذ كر القلب فى ستين منها اى اكثر من نصفها وتعددت صفاته من آية الى اخرى فمرة هو قلب سليم وقلب منيب ومرة هو قلب مريض منافق ومرة فيه الخوف من الله والخشية والتقوى ومرة فيه الرعب ومرة فيه الثبات ومرة فيه الزيغ ومرة ختم وطبع عليه او علاه الران اى الصدأ ومرة هو قلب عليه اكنة واغلفة اى أغطية وحجب فهو لايفقه شئيا مما حوله,ومرة هو قلب غليظ قاسى-و كماقال أهل المعاني: وصف الله تعالى قلوب الكفار بعشرة أوصاف:( بالختم والطبع والضيق والمرض والرَّين والموت والقساوة والانصراف) وفيما يلى نعرض لما ورد فى القرآن الكريم من أيات تتحدث عن القلب بصورة مجملة فى سوره المباركة بالفاظ مختلفة ثم يلى ذلك شىء من التفصيل مع شرح مبسط لها كما ورد فى امهات التفاسير

مسلسلاسم السورةقلب

فئد
صدر
1

سورة البقرة7 قلوبهم-10 قلوبهم-74قلوبكم- 88 قلوبنا-93 قلوبهم-97قلبك204 قلبه-225 قلوبكم-260 قلبى283 قلبه 2


سورة آل عمران7 قلوبهم-8 قلوبنا-126 قلوبكم151 قلوب-154 قلوبكم 159 القلب167 قلوبهم 29 صدوركم-119 ذات الصدور-104 صدوركم-ذات الصدور-

3سورة النساء63 قلوبهم-155 قلوبنا


90 صدورهم-



4سورة المائدة13 قلوبهم-41 قلوبهم مرتين- 52 قلوبهم

7 ذات الصدور

5سورة الانعام43 قلوبهم-46 قلوبكم-

110 افئدتهم-113 افئدة-
125 صدره-


6سورة الاعراف

100 قلوبهم-101 قلوب-179 قلوب-

2 صدرك-43 صدورهم7سورة الانفال10 قلوبكم-24 قلبه-49 قلوبهم-63 قلوبهم-70 قلوبكم- 43 ذات الصدور-8سورة التوبة8 قلوبهم-15 قلوبهم-45 قلوبهم-60 قلوبهم-77 قلوبهم-93 قلوبهم87 قلوبهم-110 قلوبهم مرتين-117 قلوب-125 قلوبهم-127 قلوبهم


14 صدور-9سورة يونس74 قلوب-88 قلوبهم


57 الصدور-10سورة هود


120 فؤادك5 صدورهم-ذات الصدور-11سورة الرعد

28 قلوبهم-القلوب-

12سورة ابراهيم


37 افئدة -43 افئدتهم

13سورة الحجر

12 قلوب-

47 صدورهم-97 صدرك14سورة النحل

22 قلوبهم-105 قلبه-108 قلوبهم78 الافئدة105 صدرا15سورة الاسراء46 قلوبهم36 الفؤاد51 صدوركم16سورة الكهف14 قلوبهم-28 قلبه-57 قلوبهم 17سورة طه 25 صدرى18سورة الانبياء3 قلوبهم 19سورة الحج32 القلوب-46 قلوب-53 قلوبهم مرتين 46 الصدور20سورة المؤمنون61 قلوبهم-63 قلوبهم78 الافئدة
21سورة النور37-القلوب- 50 قلوبهم 22سورة الفرقان 32 فؤادك 23سورة الشعراء89 قلب-194 قلبك-200 قلوب 13 صدرى24سورة النمل 74 صدورهم25سورة القصص10 قلبها- 69 صدورهم26سورة العنكبوت 10 صدور-49 صدور27سورة الروم59 قلوب 28سورة لقمان 23 ذات الصدور29سورة السجدة 9 الافئدة 30سورة الاحزاب4 قلبين-10 قلوب-26 قلوبهم-32 قلبه-53 قلوبكم قلوبهن-60 قلوبهم 31سورة سبأ23 قلوبهم 32سورة فاطر 38 ذات الصدور33سورة الصافات84 قلب 34سورة الزمر22 قلوبهم-23 قلوبهم-45 قلوب 7 ذات الصدور-22 صدره35سورة غافر18 القلوب- 35 قلب 56-صدورهم36سورة فصلت5 قلوبنا 80 صدوركم37سورة الشورى24 قلبك 24 ذات الصدور38سورة الجاثية23 قلبه 39سورة الاحقاف 26 افئدة 40سورة محمد16 قلوبهم 41سورة الفتح11 قلوبهم-18 قلوبكم 26 قلوبهم 42سورة الحجرات3 قلوبهم-7 قلوبكم-14 قلوبكم 43سورة ق33 قلب-37قلب 44سورة النجم 11 الفؤاد 45سورة الحديد16 قلوبهم-27 قلوب 6-ذات الصدور46سورة المجادلة22 قلوبهم 47سورة الحشر2- قلوبهم- 10-قلوبنا 9-صدورهم48سورة الصف5- قلوبهم 49سورة المنافقون3- قلوبهم 50سورة التغابن11- قلبه 3- ذات الصدور51سورة التحريم4- قلوبكما 52سورة الملك 23- الافئدة 53سورة الحاقة46- الوتين 54سورة المدثر31-قلوبهم 55سورة النازعات8-قلوب 56سورة المطففين14- قلوبهم 57سورة الشرح 1- صدرك58سورة العاديات 10- الصدور59سورة الهمزة 7- الافئدة 60سورة الناس 5- صدور
ملحوظة : الرقم قبل اللفظ المذكور هو رقم الاية فى السورة


اولا-القلب فى سورة البقرة
وحين نبدأ رحلتنا المباركة بالحديث عن القلب فيما ذكره عنه خالقه جل وعلا فى محكم آياته- وهو سبحانه وتعالى اعلم بمراد كلماته- سورة البقرة والتى تعرضت الى فئات ثلاث من خلق الله تعالى هم المؤمنون والكافرون والمنافقون ونبدا بقوله تعالىفىوصف الفئة الثانية وهى الكافرة التى قال تعالى عنها (ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم ) الاية7 وجاء فى تفسير القرطبى ان معنىالختم من ختمت الشيء ختما فهو مختوم ومختم، شدد للمبالغة، ومعناه التغطية على الشيء والاستيثاق منه حتى لا يدخله شيء، والختم على القلوب: عدم الوعي عن الحق تعالى مفهوم مخاطباته والفكر في آياته. فإن قالوا: إن معنى الختم والطبع والغشاوة مجردالتسميه والحكم والإخبار بأنهم لا يؤمنون، لا الفعل. قلنا: هذا فاسد، لأن حقيقة الختم والطبع إنما هو فعل ما يصير به القلب مطبوعا مختوما، ولا يجوز أن تكون حقيقته التسمية والحكم، ألا ترى أنه إذا قيل: فلان طبع الكتاب وختمه، كان حقيقة أنه فعل ما صار به الكتاب مطبوعا ومختوما، لا التسمية والحكم. هذا ما لا خلاف فيه بين أهل اللغة، ولأن الأمة مجمعة على أن الله تعالى قد وصف نفسه بالختم والطبع على قلوب الكافرين مجازاة لكفرهم، وأجمعت الأمة على أن الطبع والختم على قلوبهم من جهة النبي عليه السلام والملائكة والمؤمنين ممتنع، فلو كان الختم والطبع هو التسمية والحكم لما امتنع من ذلك الأنبياء والمؤمنون، لأنهم كلهم يسمون الكفار بأنهم مطبوع على قلوبهم، وأنهم مختوم عليها وأنهم في ضلال لا يؤمنون، ويحكمون عليهم بذلك. فثبت أن الختم والطبع هو معنى غير التسمية والحكم، وإنما هو معنى يخلقه الله في القلب يمنع من الإيمان به وفى معنى قوله تعالى: "على قلوبهم" فيه دليل على فضل القلب على جميع الجوارح. والقلب للإنسان وغيره. وخالص كل شيء وأشرفه قلبه، فالقلب موضع الفكر. وهو في الأصل مصدر قلبت الشيء أقلبه قلبا إذا رددته على بداءته. وقلبت الإناء: رددته على وجهه. ثم نقل هذا اللفظ فسمي به هذا العضو الذي هو أشرف الحيوان، لسرعة الخواطر إليه، ولترددها عليه، كما قيل:ما سمي القلب إلا من تقلبه فاحذر على القلب من قلب وتحويل - و الجوارح وإن كانت تابعة للقلب فقد يتأثر القلب - وإن كان رئيسها وملكها - بأعمالها للارتباط الذي بين الظاهروالباطن وقال مجاهد: القلب كالكف يقبض منه بكل ذنب إصبع، ثم يطبع.
ثم تحدث تعالى عن صفات الفئة الثالثة وهم المنافقون : فقال تعالى( في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون) آية(10)
وجاء فى تفسيرقوله تعالى: "في قلوبهم مرض" فى تفسير الامام القرطبى ان المرض عبارة مستعارة للفساد الذي في عقائدهم. وذلك إما أن يكون شكا ونفاقا، وإما جحدا وتكذيبا. والمعنى: قلوبهم مرضى لخلوها عن العصمة والتوفيق والرعاية والتأييد. قال ابن فارس اللغوي: المرض كل ما خرج به الإنسان عن حد الصحة من علة أو نفاق أو تقصير في أمر. وقال أرباب المعاني: "في قلوبهم مرض" أي بسكونهم إلى الدنيا وحبهم لها وغفلتهم عن الآخرة وإعراضهم عنها. وقوله: "فزادهم الله مرضا" أي وكلهم إلى أنفسهم، وجمع عليهم هموم الدنيا فلم يتفرغوا من ذلك إلى اهتمام بالدين. . وقال الجنيد: علل القلوب من اتباع الهوى، كما أن علل الجوارح من مرض البدن.
ثم قال تعالى ( ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله وما الله بغافل عما تعملون) آية(74)
وفى تفسيرقوله تعالى: "ثم قست قلوبكم من بعد ذلك" ورد فى تفسير القرطبى ان القسوةهى الصلابة والشدة واليبس وهي عبارة عن خلوها من الإنابة والإذعان لآيات الله تعالى. قال أبو العالية وقتادة وغيرهما: روى الترمذي عن عبدالله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله فإن كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة للقلب وإن أبعد الناس من الله القلب القاسي). وفي مسند البزار عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أربعة من الشقاء جمود العين وقساء القلب وطول الأمل والحرص على الدنيا).
ثم قال تعالى ( وقالوا قلوبنا غلف بل لعنهم الله بكفرهم فقليلا ما يؤمنون) آية(88)
,جاء فى معنى قوله تعالى"قلوبنا غلف" فى تفسير القرطبى: ان غلف بسكون اللام جمع أغلف، أي عليها أغطية. وهو مثل قوله: "قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه" أي في أوعية. قال مجاهد: "غلف" عليها غشاوة. وقال عكرمة: عليها طابع. وحكى أهل اللغة غلفت السيف جعلت له غلافا، فقلب أغلف، أي مستور عن الفهم والتمييز. وقرأ ابن عباس والأعرج وابن محيصن "غلف" بضم اللام. قال ابن عباس: أي قلوبنا ممتلئة علما لا تحتاج إلى علم محمد صلى الله عليه وسلم ولا غيره. وقيل: هو جميع غلاف. مثل خمار وخمر، أي قلوبنا أوعية للعلو فما بالها لا تفهم عنك وقد وعينا علما كثيرا! فكيف يعزب عنها علم محمد صلى الله عليه وسلم.
قال تعالى ( وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما آتيناكم بقوة واسمعوا قالوا سمعنا وعصينا وأشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم قل بئسما يأمركم به إيمانكم إن كنتم مؤمنين) آية(93)
وفى تفسيرقوله تعالى: "وأشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم" يقول القرطبى أي جعلت قلوبهم تشرب حب العجل ، وهذا تشبيه ومجاز عبارة عن تمكن أمر العجل في قلوبهم. وفي الحديث: (تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا فأي قلب أشربها نكت فيه نكتة سوداء...) الحديث، خرجه مسلم. يقال أشرب قلبه حب كذا، وإنما عبر عن حب العجل بالشرب دون الأكل لأن شرب الماء يتغلغل في الأعضاء حتى يصل إلى باطنها، والطعام مجاور لها غير متغلغل فيها.
قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين) آية(97)
وعن قوله تعالى: "فإنه نزله على قلبك" يقول القرطبى ان الضمير في "إنه" يحتمل معنيين، الأول: فإن الله نزل جبريل على قلبك. الثاني: فإن جبريل نزل بالقرآن على قلبك. وخص القلب بالذكر لأنه موضع العقل والعلم وتلقي المعارف. .
قال تعالى ( ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام) آية(204)
ويقول القرطبى وهي تشبه ما ورد في سنن الترمذي : إن من عباد الله قوما ألسنتهم أحلى من العسل وقلوبهم أمر من الصبر، يلبسون للناس جلود الضأن من اللين، يشترون الدنيا بالدين، يقول الله تعالى: أبي يغترون، وعلي يجترئون، فبي حلفت لأتيحن لهم فتنة تدع الحليم منهم حيران.
ثم قال تعالى ( لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم والله غفور حليم) آية(225)
وقال القرطبى فى تفسير قوله تعالى: "ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم" هو في الرجل يقول: هو مشرك إن فعل، أي هذا اللغو، إلا أن يعقد الإشراك بقلبه ويكسبه.
قال تعالى ( وإن كنتم على سفر ولم تجدوا كاتبا فرهان مقبوضة فإن أمن بعضكم بعضا فليؤد الذي اؤتمن أمانته وليتق الله ربه ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه والله بما تعملون عليم)آية(283)
. وقال القرطبىفى تفسيره "ومن يكتمها فإنه آثم قلبه" خص القلب بالذكر إذ الكتم من أفعاله،
اعلى الصفحة
ثانيا-القلب فى سورة آل عمران
تتواصل الرحلة المباركة مع ثانى سور القرآن الكريم سورة آل عمران والتى يبدأ ذكر القلب فيها بمرض من اهم الامراض التى يتعرض لها والتى يجب علينا ان ندعو الله تعالى ان يجنبنا اياه فى كل آن وهو مرض الزيغ
وعنه قال تعالى (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب)آية(7)
ويقول القرطبى فى تفسير قوله تعالى: "فأما الذين في قلوبهم زيغ" . والزيغ الميل؛ ومنه زاغت الشمس، وزاغت الأبصار. ويقال: زاغ يزيغ زيغا إذا ترك القصد؛ ومنه قوله تعالى: "فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم" . وهذه الآية تعم كل طائفة من كافر وزنديق وجاهل وصاحب بدعة، . وسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الراسخين في العلم فقال: (هو من برت يمينه وصدق لسانه واستقام قلبه).
ثم قال تعالى ليعلمنا كيف ندعو ( ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب)آية(8)
وجاء فى تفسير القرطبى- ويقال: إزاغة القلب فساد وميل عن الدين، أفكانوا يخافون وقد هدوا أن ينقلهم الله إلى الفساد؟ فالجواب أن يكونوا سألوا إذ هداهم الله ألا يبتليهم بما يثقل عليهم من الأعمال فيعجزوا عنه؛ نحو "ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم..." . قال ابن كيسان: سألوا ألا يزيغوا فيزيغ الله قلوبهم؛ نحو "فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم..." أي ثبتنا على هدايتك إذ هديتنا وألا نزيغ فنستحق أن تزيغ قلوبنا. وقيل: هو منقطع مما قبل؛ وذلك أنه تعالى لما ذكر أهل الزيغ. عقب ذلك بأن علم عباده الدعاء إليه في ألا يكونوا من الطائفة الذميمة التي ذكرت هي وأهل الزيغ. وروى الترمذي من حديث شهر بن حوشب قال: قلت لأم سلمة: يا أم المؤمنين، ما كان أكثر دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان عندك؟ قالت: كان أكثر دعائه (يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك). فقلت: يا رسول الله، ما أكثر دعاءك يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك قال: (يا أم سلمة إنه ليس آدمي إلا وقلبه بين أصبعين من أصابع الله فمن شاء أقام ومن شاء أزاغ). فتلا معاذ "ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا". قال: حديث حسن.
ثم قال تعالى محدثا عن الصدر وهو محل القلب( قل إن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه يعلمه الله ويعلم ما في السماوات وما في الأرض والله على كل شيء قدير)اية(29) وجاء فى تفسير القرطبىفهو العالم بخفيات الصدور وما اشتملت عليه، وبما في السموات والأرض وما احتوت عليه، علام الغيوب لا يعزب عنه مثقال ذرة ولا يغيب عنه شيء، سبحانه لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة.
وقال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون) آية 118 وجاء فى تفسير القرطبىقوله تعالى: "وما تخفي صدورهم أكبر" إخبار وإعلام بأنهم يبطنون من البغضاء أكثر مما يظهرون بأفواههم.
وتأتى السورة تتحدث عن واحدة من اهم معارك المسلمين مع اهل الكفر وهى غزوة بدر الكبرىفقال تعالى ( وما حعله الله الا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به وما النصر الا من عند الله العزيز الحكيم )آية 126 وجاء فى تفسير القرطبى"ولتطمئن قلوبكم به" اللام لام كي، أي ولتطمئن قلوبكم به جعله؛ كقوله: "وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا"
ثم قال تعالى ( سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب بما أشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا ومأواهم النار وبئس مثوى الظالمين:)آية(151) وقال القرطبى نظيره "وقذف في قلوبهم الرعب". والمعنى: سنملأ قلوب المشركين خوفا وفزعا.
ثم قال تعالى ( ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا يغشى طائفة منكم وطائفة قد أهمتهم أنفسهم يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية يقولون هل لنا من الأمر من شيء قل إن الأمر كله لله يخفون في أنفسهم ما لا يبدون لك يقولون لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا ههنا قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم وليبتلي الله ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم والله عليم بذات الصدور):اية154
وجاء فى تفسير القرطبى "وليبتلي الله ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم" فرض الله عليكم القتال والحرب ولم ينصركم يوم أحد ليختبر صبركم وليمحص عنكم سيئاتكم إن تبتم وأخلصتم. . "والله عليم بذات الصدور" أي ما فيها من خير وشر. وقيل: ذات الصدور هي الصدور؛ لأن ذات الشيء نفسه.
ثم تحدث عن صفة من صفات اعظم الخلق محمد قال تعالى ( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين:)آية(159)
. وجاء فى تفسير القرطبىوالفظ الغليظ الجافي. وغلظ القلب عبارة عن تجهم الوجه، وقلة الانفعال في الرغائب، وقلة الإشفاق والرحمة،
ثم يتحدث القرآن عن المنافقين قال تعالى ( يقولون بأفواههم ماليس فى قلوبهم والله اعلم بما يكتمون) آية167
. وجاء فى تفسير القرطبى وقوله تعالى: "يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم" أي أظهروا الإيمان، وأضمروا الكفر. وذكر الأفواه تأكيد؛ مثل قوله: "يطير بجناحيه" .
اعلى الصفحة
ثالثا-القلب فى سورةالنساء
قال تعالى عن المنافقين ( أُولَـئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُل لَّهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغًا) آية( 63)
وجاء فى تفسير القرطبى"أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم "قال الزجاج: معناه قد علم الله أنهم منافقون. والفائدة لنا: اعلموا أنهم منافقون. وقال . الحسن: قل لهم إن أظهرتم ما في قلوبكم قتلتكم.
ومرة اخرى يتحدث القرآن عن القلوب فى المعارك فيقول تعالى ( إِلاَّ الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَىَ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ أَوْ جَآؤُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَن يُقَاتِلُونَكُمْ أَوْ يُقَاتِلُواْ قَوْمَهُمْ وَلَوْ شَاء اللّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْاْ إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً) آية( 90)
وجاء فى تفسير القرطبىقوله تعالى: "أو جاؤوكم حصرت صدورهم" أي ضاقت. صدورهم"، وقال محمد بن يزيد: "حصرت صدورهم "هو دعاء عليهم؛ كما تقول: لعن الله الكافر؛

<B>ثم قال تعالى ( فبما نقضهم ميثاقهم وكفرهم بايات الله وقتلهم الانبياء بغير حق وقولهم قلوبنا غلف بل طبع الله عليهم بكفرهم فلا يؤمنون الا قليلا) اية 155وجاء فى تفسير القرطبى ان"غلف" جمع غلاف؛ أي قلوبنا أوعية للعلم فلا حاجة بنا إلى علم سوى ما عندنا. وقيل: هو جمع أغلف وهو المغطى بالغلاف؛ أي قلوبنا في أغطية فلا نفقه ما تقول؛ وهو كقوله: "قلوبنا في أكنة" وقد تقدم هذا في "البقرة" وغرضهم بهذا درء حجة الرسل. والطبع الختم؛ وقد تقد
ـ أم ريـــــم ـ
من فضائل القرآن



1- عن عثمان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم, قال: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) رواه البخاري برقم 5027.

2- عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة: ريحها طيب, وطعمها طيب, ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل التمرة لا ريح لها, وطعمها حلو, ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة: ليس لها ريح وطعمها مر) رواه مسلم برقم 1860,

3- عن عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله القرآن, فهو يقوم به آناء الليل, وآناء النهار, ورجل آتاه الله مالاً فهو ينفقه, آناء الليل, وآناء النهار) رواه مسلم برقم 1862.

4- وعن عائشة, رضي الله عنها, قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة, والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه, وهو عليه شاق, له أجران) رواه مسلم برقم 1962.

5- عن ابن عباس قال: بينا جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم, سمع نقيضا من فوقه, فرفع رأسه, فقال: هذا باب من السماء فتح اليوم, لم يفتح قط إلا يوم, فنزل منه ملك فقال: هذا ملك نزل إلى الأرض, لم ينزل قط إلا اليوم, فسلّم وقال: أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب, وخواتيم سورة البقرة, لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته رواه مسلم برقم 1877.

6- وعن زيد أنه سمع أبا سلاّم يقول: حدثني أبو أمامه الباهلي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (اقرؤوا القرآن, فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه, اقرؤوا الزهراوين: البقرة وسورة آل عمران, فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان, أو كأنهما غيايتان, أو كأنهما فرقان من طير صواف, تحاجان عن أصحابهما, اقرؤوا سورة البقرة, فإن أخذها بركة, وتكرها حسرة, ولا يستطيعها البطلة) رواه مسلم برقم 1874.
قال معاوية: -أحد رواة الحديث-: بلغني أن البطلة السحرة.

7- عن أبي الدرداء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف, عصم من فتنة الدجل) رواه مسلم برقم 1883.

8- ( لقد أنزل عليّ الليلة سورة لهي أحب إلي مما طلعت عليه الشمس) ثم قرأ رواه البخاري رقم 5012.

9- عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أيعجز أحدكم أن يقرأ في ليلة ثلث القرآن؟) قالوا: وكيف يقرأ ثلث القرآن؟ قال: ({قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ } تعدل ثلث القرآن) رواه مسلم برقم 1886.

10- قال عمر: أما إن نبيكم صلى الله عليه وسلم قد قال: ( إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما, ويضع به آخرين) رواه مسلم برقم 1897.

منقول
ـ أم ريـــــم ـ
ـ أم ريـــــم ـ