سـتر الزينـة
وقد أمرت المؤمنات بغض أبصارهن، فلا ينظرن إلى ما لا يحل لهن
النظر إليه كالعورات من الرجال والنساء، وهي ما بين السرة والركبة،
وكما يحرم نظر الرجل إلى المرأة يحرم نظرها إليه ولو بلا شهوة ولا
خوف فتنة، فلا بد من غض البصر، وهذا ما قاله ابن حجر المكي.
والمراد بحفظ الفروج في قوله تعالى: “ويحفظن فروجهن” حفظها
عما لا يحل لهن وفي قوله تعالى: “ولا يبدين زينتهن” أطلق الحال
وأريد المحل، فالمراد بالزينة مواقعها ومواضعها كالرقبة والصدر
وغيرهما. وفي المجاز مبالغة في الأمر بالتستر بإيقاع النهي
على إبداء الزينة، والمراد النهي عن ابداء موضعها، وفي ذلك حث
للنساء لأن يحتطن في سترها، ويتقين الله في الكشف عنها.
وفي قوله تعالى “وليضربن بخمرهن على جيوبهن” إرشاد إلى كيفية
إخفاء بعض مواضع الزينة، فإن إرسال الخُمُر على الجيوب فيه ستر
للنحور والصدور، واستعمال الضرب في الإرسال والإسدال استعارة
تشعر بالقوة والشدة في إرسال الخمر حتى تستر ما تحتها تمام
الستر.
وقد بينت الآية الكريمة من يجوز للمرأة إظهار الزينة أمامهم، وبدأت بالبعول أي الأزواج لاتساع دائرة الحل بالنسبة إليهم دون سواهم.
تأمل دقة اختيار الألفاظ في البيان القرآني، حيث أوتر لفظ (الأبناء) مع
أولاد المرأة وأولاد زوجها في قوله تعالى: “أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن”
وجاء لفظ “بني” مع أولاد الأخوة والأخوات في قوله تعالى: “أو بني
إخوانهن أو بني أخواتهن” لأن لفظ “بني” أوفق بالعموم وأكثر
استعمالا في الجماعة الذين ينتمون إلى شخص مع عدم اتحاد
صنف قرابتهم فيما بينهم، ألا ترى أنك كثيرا ما تسمع: بني آدم، وبني
تميم،وقلما تسمع: أبناء آدم، وأبناء تميم، والإخوة والأخوات تختلف
درجة قرابتهم، فمنهم الأشقاء ومنهم الإخوة والأخوات لأب ومنهم
الإخوة والأخوات لأم، فناسبهم لفظ”بني” دون “أبناء”
والمراد من قوله تعالى “نسائهن” المختصات بهن بالصحبة والخدمة
من حرائر المؤمنات بخلاف الكوافر ( غير المسلمات ) فإنهن في ابداء
الزينة لهن كالرجال الأجانب،
وتدل الإضافة هنا على قوة الاختصاص،والإشعار بشدة الاختلاط
والصحبة مما يجعلهن أي حرائر المؤمنات مؤتمنات عليهن، محافظات
على أسرارهن بسبب الصحبة والصداقة والمخالطة.
تـعبيـرات كنائيــة
وتقابلنا في الآية الكريمة طائفة من التعبيرات الكنائية ففي قوله
تعالى: “غير أولي الإربة” كناية عن عدم الرغبة الجنسية، وعدم
الميل إلى الشهوة والتفكير فيها. وفي قوله تعالى: “الذين لم يظهروا
على عورات النساء”، كناية عن عدم بلوغ الأطفال سن التمييز، وعدم
معرفتهم للعورة والشهوة، ولما يدور بين الرجل والمرأة،
وهكذا فإننا نلحظ أن القرآن الكريم يبعد الألفاظ
الصريحة التي تخدش الحياء العام، وتشعل الغرائز، ويعبر عن ذلك
بألفاظ وكنايات لطيفة لا تتصادم مع الذوق العام.
وعبر عن الجمع بالمفرد في قوله “أو الطفل” الذين لم يظهروا على
عورات النساء” حيث كان الظاهر أن يقال: “أو الأطفال...، لأن الأطفال
الذين لم يظهروا على عورات النساء يشملهم عدم التمييز، فموقفهم
واحد، ورد فعلهم متشابه، فكأنهم لذلك شخص واحد أو طفل واحد لا
تمايز بينهم في عدم الاستثارة وعدم الإطلاع على عورات النساء، لذا
كان إيثار المفرد، إضافة إلى أن كلمة “الطفل” اسم جنس، يشمل كل
الأطفال، فإذا قلت: “لا طفل في الدار، نفيت أن يكون في الدار أي
طفل، الواحد والاثنان والجمع، أما إذا قلت: لا أطفال في الدار، فهذا لا
ينفي وجود طفل أو طفلين
والمراد بالنهي في قوله تعالى: “ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين
من زينتهن” النهي عن ضرب الأرض بالأرجل، لإظهار صوت الزينة
الخفية كالخلخال وغيره، ويكون هذا أبلغ من النهي عن ابداء الزينة،
لأن سماع صوت الشيء أضعف من رؤيته، فإذا نهي عن الأضعف فما
فوقه يكون منهيا عنه من باب أولى وتختم الآية الكريمة بأمر حاسم
وملزم للمؤمنين بالتوبة في قوله تعالى: “وتوبوا إلى الله جميعاً أيها
المؤمنون لعلكم تفلحون” وفي توجيه هذا الأمر إلى المؤمنين تلوين
للخطاب بصرفه عن الرسول صلى الله عليه وسلم إلى كل المؤمنين
والمؤمنات بطريق التغليب، وأمر جميع المؤمنين بالتوبة فيه إشعار
بأنه لا يخلو مؤمن من بعض الذنوب.
===============
وهكذا رأينا كيف ألزم الله المؤمنين والمؤمنات بما يضمن صون
المجتمع من عوامل الانحراف والتحلل والفساد من غض الأبصار
وحفظ الفروج والتستر بالنسبة للمؤمنات وفي الآية الثانية نهي
المؤمنات عن إبداء الزينة الخفية إلا لمن استثناهم الله في هذه الآية
الكريمة ...
إلا أننا أصبحنا في عصر للأسف انتشرت فيه ظاهرة العري والمجون
والخلاعة، وأصبح الكثير من الفتيات والنساء يتبارين في فتنة عباد الله
وإغوائهم بتكسرهن وميوعتهن وخلاعتهن ....
ألا فليتـقيـن الله فـي أنفسهـن وفـي النـاس .
والله أسأل أن يهدينا سواء السبيل.
منقول من جريدة الخليج
الإمارات
18-11-2005

هل تحب ان تكون قريب من الله؟................
هل تريد أن تكون قريباً من الله
- قال صلى الله علية وسلم : أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد
فأكثرواالدعاء
هل تريد أجر حجة
- قال صلى الله علية وسلم : العمرة في رمضان تعدل حجةأو حجة معي
هل تريد بيتاً في الجنة
- قال صلى الله عليه وسلم : من بنى مسجداً لله بنى الله له في الجنة مثله
هل تريد أن تنال رضى الله سبحانه وتعالى
- قال صلى الله علية وسلم : إن الله ليرضى عن العبد يأكل الأكله فيحمده عليهاويشرب الشربة فيحمده عليها
هل تريد أن يستجاب دعائك
- قال صلى الله علية وسلم : الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة
هل تريد أن يكتب لك أجر صيام سنة كاملة
- قال علية وسلم : صوم ثلاثة أيام من كل شهر صوم الدهر كله
هل تريد حسنات كالجبال
- قال علية وسلم : من شهد الجنازة حتى يصلي عليها فله قيراط ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان قيل : وما القيراطان قال : مثل الجبلين العظيمين
هل تريد مرافقة النبي علية وسلم في الجنة
- قال صلى الله علية وسلم : أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وأشار بالسبابة والوسطى
هل تريدأجر مجاهد في سبيل الله أو صايم أو قائم
- قال صلى الله علية وسلم : الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله ...وأحسبة قال : وكالقائم لا يفتر وكالصائم لا يفطر
هل تريد أن لا ينقطع عملك بعد الموت
- قال صلى الله علية وسلم : إن مات الإنسان انقطع عملة إلا من ثلاث : صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعوله
هل تريد كنزاً من كنوز الجنة
- قال صلى الله علية وسلم : لا حول ولا قوةإلا بالله
هل تريد أجر قيام ليلة كاملة
- قال صلى الله علية وسلم : من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله
هل تريد أن تقرأ ثلث القرآن في دقيقة
- قال علية وسلم : (( قل هوالله أحد )) تعدل ثلث القرآن
هل تريد أن تثقل ميزان حسناتك
- قال صلى الله علية وسلم : كلمتان حبيبتان إلي الرحمن خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان (( سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم ))
هل تريد أن يبسط لك في رزقك ويطيل عمرك
- قال صلى الله علية وسلم : من سره أن يبسط له في رزقه أو ينسأ له فيأثره فليصل رحمه
هل تريد أن يحب الله لقاءك
- قال صلى الله علية وسلم : منأحب لقاء الله أحب الله لقاه
هل تريد أن يحفظك الله
- قال صلى الله علية وسلم : من صلى الصبح فهو في ذمة الله
هل تريد أن تغفر ذنوبك وإن كانت كثيرة
- قال صلى الله علية وسلم : من قال سبحان الله وبحمده في يوم مئة مرة حطت خطاياه وإنكانت مثل زبد البحر
هل تريد أن يباعد بينك وبين النار سبعين خريفاً
- قال صلى الله علية وسلم : من صام يوماً في سبيل الله بعد الله وجهه عن النار سبعين خريفاً
هل تريد أن يصلى عليك
- قال صلى الله علية وسلم : من صلى علي صلاة صليت عليه بها عشراً
هل تريد أن يرفعك الله
- قال صلى الله علية وسلم : وما تواضع أحدلله إلا رفعه الله عزوجل
وصلي الله علي سيدنا محمد وعلي اله وصحبه اجمعين

علو الهمة في الدعوة إلى الله تعالى
• قال تعالى : ( ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين).
• قال ابن القيم : مقام الدعوة إلى الله أشرف مقامات التعبد.
• ويقول أيضا : فالدعوة إلى الله تعالى هي وظيفة المرسلين وأتباعهم وهم خلفاء الرسل في أممهم والناس تبع لهم .
• وقال عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه- : إن لله عند كل بدعة كيد بها الإسلام وليا من أوليائه يذب عنها وينطق بعلاماتها ، فاغتنموا حضور تلك المواطن.
• قال القرطبي : فجعل الله تعالى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. فرقا بين المؤمنين والمنافقين ، فدل على أن أخص أوصاف المؤمنين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. ورأسها الدعاء إلى الإسلام.
• قال أبو قاسم الغرناطي في ذكر قصة نوح : ذكر أولا أنه دعاهم بالليل والنهار ثم ذكر أنه دعاهم جهارا ثم ذكر أنه جمع بين الجهر والإسرار وهذه غاية الجد في النصيحة وتبليغ الرسالة.
• صورة نوح في دعوته وهو لا يمل ولا يفتر ولا ييأس أمام الإعراض والإصرار هي صورة لإصرار الداعية على الدعوة.
• قال البراء بن عازب : أول من قدم علينا مصعب بن عمير وابن أم مكتوم ، وكانوا يقرئون الناس... سبحان الله! ما منع العمى ابن أم مكتوم عن الدعوة إلى الله فرحمه الله ورضي الله عنه.
• يقول زياد الزبيدي الذي كان في جند عمرو بن العاص : فجعلنا نأتي بالرجل ممن في أيدينا ثم نخيره بين الإسلام والنصرانية فإذا اختار الإسلام كبرنا تكبيرة هي أشد من تكبيرنا حين تفتح القرية.. من حرصهم على دعوة الناس.
• يقول توماس أرنولد عن تحمس المسلمين لنشر الإسلام على الساحل الغربي من أفريقية : وإذا ما اجتمع في مدينة ستةرجال منهم وأقل من ذلك أو أكثر وعزموا على أن يقيموا فيها فترة من الزمن سارعوا إلى بناء المسجد وأخذوا ينشرون الدعوة .
• يقول عمر بن الخطاب: إنما بعثت عمالا ليعلموكم كتاب ربكم وسنة نبيكم ويقيموا بينكم دينكم.
• ما كان يشغل الدعاة إلى الله عن الدعوة التي امتزجت بدمائهم شاغل مهما عظم ولله صبرهم في نشر دعوتهم وإسلامهم .. وحياتهم من أجل نشره.
• وانظروا إلى حرض النساء.. فهذه أم سليم على تلقن ابنها أنس شهادة الإسلام رغم معارضة زوجها ودعت أبا طلحة إلى الإسلام حينما تقدم إليها ولم ترتض منه مهرا سوى الإسلام.
• أخي : كان الدعاة إلى الله يسيحون لنشر الدعوة وتبليغها ويبادئون الناس بالكلام ولا ينتظرون مجيء الناس إليهم وهكذا كان شأن الدعاة دوما.
• يقول أحدهم : هم قيام في مقام الدعوة ، يدعون الخلق إلى معرفة الحق عز وجل .
• لا نجاح للدعوة ولا وصول للغاية .. إن أعطيناها فضول الأوقات ولم ننس أنفسنا وطعامنا .
• ويرحم الله الشيخ حسن البنا ، ما كان يدخل بيته إلا ليهييء متاعه لسفر جديد من أجل الدعوة .. رجته زوجته الانتظار وقد خشيت موت ابنه بعد شدة المرض به فقال لها : إن جده يعرف طريق المقابر جيدا.
• قال الشافعي : من وعظ أخاه بفعله كان هاديا.
• الدعوة إلى الله وسيلة لإقامة العبودية في النفس ونشرها بين الناس وهي في نفسها عبادة.
م/ن

أداء الأمانة ـ حقوق المسلم على أخيه - الشيخ محمد بن صالح العثيمين(رحمه الله)
اداء الأمانة ـ حقوق المسلم على أخيه
الحمد لله الحمد لله أحمده وأشكره وأتوب إليه واستغفره قضى بالحق وأمر بالعدل وهو السميع البصير واشهد ألا اله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير واشهد أن محمد عبده ورسوله الذي قام بعبادة ربه ونصح أمته وبلغ البلاغ المبين فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد
فيا عباد الله إن الله تعالى قال في كتابه ( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا ) وقال الله تعالى ( إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا ) سبحان الله ما أظلم الإنسان وما أجهله تعرض الأمانات على السموات والأرض والجبال فيمتنعن عن حملها ثم يقوم الإنسان الضعيف بتحملها نعم إن الإنسان هو الذي تحملها بما وهبه الله من عقل وما أعطاه من إرادة وتصرف قال الله تعالى (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا ) وقال تعالى ( فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ) أيها الاخوة أيها الجامعون بين الإيمان والإنسانية إن الأمانة لمسئولية عظيمة وعبء ثقيل الا على من خففه الله عليه إن الأمانة التزام الإنسان بالقيام بحق الله وبعبادته على الوجه الذي شرعه مخلصا له الدين وكذلك هي التزام بالقيام بحقوق الناس من غير تقصي قم بحقوق الناس كما تحب أن يقوموا بحقوقك من غير تقصير ونحن بني الإنسان قد تحملنا الأمانة وحملناها على عواتقنا والتزمنا بمسؤليتها وسنسال عنها يوم القيامة فيا ليت شعري ما هو الجواب إذا سئلنا في ذلك اليوم العظيم اللهم إنا نسألك تثبيتا وصوابا اللهم إنا نسالك تثبيتا وصوابا اللهم إنا نسالك تثبيتا وصوابا يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من أتى الله بقلب سليم أيها المسلمون إن الله تعالى أمرنا أن نؤدي الأمانات إلى أهلها وأمرنا إذا حكمنا بين الناس أن نحكم بالعدل وهذان أمران لا تقوم الأمانة إلا بهما أداء الأمانات إلى أهلها والحكم بين الناس بالعدل وإننا أيها الاخوة أيها الأخوة إننا على أبواب اختبارات الطلبة من ذكور وإناث وإن الاختبارات أمانة إنها أمانة وحكم فهي أمانة حين وضع الأسئلة وأمانة حين المراقبة وحكم حين التصحيح أمانة حين وضع الأسئلة يجب على واضع الأسئلة مراعاتها بحيث تكون على مستوى الطلبة المستوى الذي يبين به مدى تحصيل الطالب في عام دراسته بحيث لا تكون الأسئلة سهلة لا تكشف عن تحصيل ولا صعبة تؤدي إلى التعجيز والاختبارات أمانة حين المراقبة فعلى المراقب أن يراعي تلك الأمانة التي ائتمنه عليها مدير المدرسة ومن ورائه وزارة أو رئاسة وفوق ذلك دولة بل ائتمنه عليها المجتمع كله فعلى المراقب أن يكون مستعينا بالله يقظا في رقابته مستعملا حواسه السمعية والبصرية والفكرية يسمع وينظر ويستنتج من الملامح والإشارات على المراقب أن يكون قويا لا تأخذه في الله لومة لائم يمنع أي طالب من الغش أو محاولة الغش وذلك لأن تمكين الطالب من الغش خيانة وقد قال النبي صلي الله عليه وعلى آله وسلم ( من غش فليس منا )
م/ن
اداء الأمانة ـ حقوق المسلم على أخيه
الحمد لله الحمد لله أحمده وأشكره وأتوب إليه واستغفره قضى بالحق وأمر بالعدل وهو السميع البصير واشهد ألا اله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير واشهد أن محمد عبده ورسوله الذي قام بعبادة ربه ونصح أمته وبلغ البلاغ المبين فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد
فيا عباد الله إن الله تعالى قال في كتابه ( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا ) وقال الله تعالى ( إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا ) سبحان الله ما أظلم الإنسان وما أجهله تعرض الأمانات على السموات والأرض والجبال فيمتنعن عن حملها ثم يقوم الإنسان الضعيف بتحملها نعم إن الإنسان هو الذي تحملها بما وهبه الله من عقل وما أعطاه من إرادة وتصرف قال الله تعالى (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا ) وقال تعالى ( فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ) أيها الاخوة أيها الجامعون بين الإيمان والإنسانية إن الأمانة لمسئولية عظيمة وعبء ثقيل الا على من خففه الله عليه إن الأمانة التزام الإنسان بالقيام بحق الله وبعبادته على الوجه الذي شرعه مخلصا له الدين وكذلك هي التزام بالقيام بحقوق الناس من غير تقصي قم بحقوق الناس كما تحب أن يقوموا بحقوقك من غير تقصير ونحن بني الإنسان قد تحملنا الأمانة وحملناها على عواتقنا والتزمنا بمسؤليتها وسنسال عنها يوم القيامة فيا ليت شعري ما هو الجواب إذا سئلنا في ذلك اليوم العظيم اللهم إنا نسألك تثبيتا وصوابا اللهم إنا نسالك تثبيتا وصوابا اللهم إنا نسالك تثبيتا وصوابا يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من أتى الله بقلب سليم أيها المسلمون إن الله تعالى أمرنا أن نؤدي الأمانات إلى أهلها وأمرنا إذا حكمنا بين الناس أن نحكم بالعدل وهذان أمران لا تقوم الأمانة إلا بهما أداء الأمانات إلى أهلها والحكم بين الناس بالعدل وإننا أيها الاخوة أيها الأخوة إننا على أبواب اختبارات الطلبة من ذكور وإناث وإن الاختبارات أمانة إنها أمانة وحكم فهي أمانة حين وضع الأسئلة وأمانة حين المراقبة وحكم حين التصحيح أمانة حين وضع الأسئلة يجب على واضع الأسئلة مراعاتها بحيث تكون على مستوى الطلبة المستوى الذي يبين به مدى تحصيل الطالب في عام دراسته بحيث لا تكون الأسئلة سهلة لا تكشف عن تحصيل ولا صعبة تؤدي إلى التعجيز والاختبارات أمانة حين المراقبة فعلى المراقب أن يراعي تلك الأمانة التي ائتمنه عليها مدير المدرسة ومن ورائه وزارة أو رئاسة وفوق ذلك دولة بل ائتمنه عليها المجتمع كله فعلى المراقب أن يكون مستعينا بالله يقظا في رقابته مستعملا حواسه السمعية والبصرية والفكرية يسمع وينظر ويستنتج من الملامح والإشارات على المراقب أن يكون قويا لا تأخذه في الله لومة لائم يمنع أي طالب من الغش أو محاولة الغش وذلك لأن تمكين الطالب من الغش خيانة وقد قال النبي صلي الله عليه وعلى آله وسلم ( من غش فليس منا )
م/ن
الصفحة الأخيرة
قـل لـلمـؤمـنيــن ..... و قـل لـلمـؤمـنـــات
نظـرات بلاغيـة في آيـات قـرآنيـة
غض البصـر والتزام الحجـاب
قال تعالى : “ قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك
أزكى لهم. إن الله خبير بما يصنعون .
وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين
زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين
زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن
أو إخوانهن أو بن إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت
إيمانهن أو التابعين غير أولي الأربة من الرجال أو الطفل الذين لم
يظهروا على عورات النساء ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من
زينتهن وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنو لعلكم تفلحون ”
سورة النور
بيّن السياق السابق على الآيات المذكورة أدبا من الآداب السامية
التي تحمي المجتمع من الشرور والانحراف والفساد ألا وهو أدب
الاستئذان الذي فيه ستر للعورات، وحفظ للحرمات، وصيانة من
الشبهات، ووقاية للمجتمع من المنكرات،
وجاءت هاتان الآيتان لبيان بعض الآداب الرفيعة الأخرى، والعوامل
السديدة التي تمنع المنكر، وتصون الأعراض، وتقضي على الفتن في
مهدها، وتقي المجتمع من غوائل الفساد والانحراف عن جادة الرشاد
والصواب إلى الزيغ والضلال، فأمرت الآية الأولى منهما المؤمنين
بغض أبصارهم، وحفظ فروجهم، وأمرت الثانية المؤمنات بغض البصر و
حفظ الفروج والتزام الحجاب، والتمسك بالتستر والاحتشام، والبعد عن
مسالك الريبة، ومواطن الفتنة،
وختمت بدعوة أهل الإيمان رجالا ونساء إلى التوبة والإنابة إلى ربهم،
ليتم لهم الفوز في الدنيا والآخرة.
ولنا في هاتين الآيتين النظرات والتساؤلات الآتية :
ما علة توجيه الأمر في صدر الآيتين للرسول صلى الله عليه وسلم؟
ما سر التعبير بقوله: “للمؤمنين” دون قوله “الذين آمنوا”؟
ما حكمة تقديم الأمر بغض البصر على الأمر بحفظ الفروج؟
ما سبب تقييد غض الأبصار ب “من” الدالة على التبعيض، وإطلاق
حفظ الفروج؟
ما علة التعبير باسم الإشارة للبعيد في قوله تعالى: “ذلك أزكى
لهم”؟
لماذا ختمت الآية الأولى بقوله تعالى: “إن الله خبير بما يصنعون”؟ وما
وجه دلالة ذلك على المقصود؟
لماذا قدّم أمر الرجال على أمر النساء؟ ولمَ لم يدرج أمر المؤمنات في
أمر المؤمنين ؟
ما المراد بالزينة في قوله تعالى: “ولا يبدين زينتهن”؟
لماذا ذكر لفظ “أبناء” مع أولاد المرأة وأولاد زوجها في قوله تعالى:”أو
أبنائهن أو أبناء بعولتهن”؟
ولماذا جيء بلفظ “بني” مع أولاد الأخوة والأخوات في قوله تعالى:
“أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن”؟
لماذا أوثر الأفراد في قوله تعالى: “أو الطفل الذين لم يظهروا على
عورات النساء”؟
ما علة بناء الفعل للمجهول في قوله تعالى: “ليعلم..”؟
ما سرّ توجيه الخطاب إلى المؤمنين في قوله تعالى: “وتوبوا إلى الله
جميعا أيها المؤمنون”؟
وما وجه أمر جميع المؤمنين بالتوبة؟
نقول بعون الله:
من التبعيضية أن توجيه الخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم حيث
كلف بأن يأمر المؤمنين والمؤمنات بالتكاليف الواردة في حيز الآيتين،
للاهتمام بشأن تلك الأوامر والنواهي، ولأن هذه التكاليف متعلقة بأمور
جزئية كثيرة الوقوع، حرية بأن يكون الأمر بها والمتصدي لتدبيرها رأس
الأمة صلى الله عليه وسلم.
وعبّر بالوصف “المؤمنين” للإشارة إلى أنه لا يقدر أن يلتزم بتلك
التكاليف من الأوامر والنواهي إلا من رسخ الإيمان في قلبه.
وأثبتت “من” التبعيضية في الأمر بغض الأبصار، وحذفت من الأمر
بحفظ الفروج، لأن أمر النظر أوسع، فالزوج ينظر إلى محاسن زوجته،
وينظر من المرأة الأجنبية إلى وجهها وكفيها، كما أن النظرة الأولى لا
مؤاخذة عليها، وإنما المأخوذ به هو التمادي، أما حفظ الفروج وسترها
فمأمور به على العموم، وما أبيح من ذلك فمقصور على الأزواج وهو
قليل بالنسبة إلى ما أبيح من النظر.
وقدم غض البصر على حفظ الفرج، لأن النظر بريد الزنا، وطريق
الفجور، والخطب فيه أعظم، ولا يكاد يقدر على الانفلات منه أحد، وهو
الباب الأكبر إلى القلب، واقصر طرق الحواس إليه، ويكثر الزلل والفتن
والسقوط من جهة النظر، من اجل ذلك قدم غض البصر على حفظ
الفرج، والمراد من قوله: “ويحفظوا فروجهم” أي عن كل حرام من
كشف وغيره، ولم يستثن الزوجة وملك اليمين استغناء عنه بما سبق
في سورة (المؤمنون) في قوله تعالى:
“والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم
فإنهم غير ملومين” المؤمنون ،5 ،6 ولأن المقام للتهويل في أمر
الحفظ والتشديد ولم يذكر متعلق حفظ الفروج لإفادة عموم الحفظ،
والمراد: ويحفظوا فروجهم عما لا يحل.
والتعبير باسم الإشارة للبعيد في قوله تعالى: “ذلك أزكى لهم”
لتعظيم شأن غض البصر، وحفظ الفروج، وتفخيم أمرهما و الامتثال
الفوري . وفي قوله تعالى: “قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم
ويحفظوا فروجهم” إيجاز بالحذف، حيث حذف مقول القول، والأصل:
قل للمؤمنين غُضّوا يغضوا واحفظوا يحفظوا، وقد أومأ الحذف إلى
مسارعة المؤمنين إلى الامتثال والقبول، كأنهم لسرعة استجابتهم
لما أمرهم رسولهم صلى الله عليه وسلم به لا ينفصل فعلهم عن
أمره صلى الله عليه وسلم فهما متلازمان،
وتلمح وراء هذا الحذف أيضا إغراء وحثا للمؤمنين على الامتثال الفوري
لما أمروا به، يعينك على هذا إيثار الوصف بالإيمان على الوصف
بالإسلام، والإيمان أعلى درجة كما هو معروف.
وختمت الآية الأولى بقوله تعالى: “إن الله خبير بما يصنعون” للحث
على الامتثال لأمره تعالى، لأنه لا يخفى عليه شيء من أفعال
عباده. وقد جاء نظم التذييل مؤكدا للدلالة على المقصود، حيث أكد
بأن و أسمية الجملة، وصيغة المبالغة “خبير” وهذا اللفظ يدل بمادته
على تمام العلم بحقائق الأشياء، لأنه مشتق من الخبر وهو العلم
بكنه المعلومات على حقائقها ففيه معنى زائد على العلم،
كما قال: أبو هلال العسكري.
و قدم أمر الرجال على أمر النساء، لأن الرجال قوامون عليهن. واستقل
أمر المؤمنات عن أمر المؤمنين ولم يدرج تحته على سبيل التغليب
كما هو الشأن في كثير من الآيات، للاهتمام بتوجيه هذا الأمر إلى
المؤمنات مباشرة لخطورة هذا الأمر، ولأن في هذا الأمر تفصيلاً
وزيادة غير موجودة في الأمر الموجه إلى المؤمنين
منقووووووول ( يتبع )