السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

(1)
أيا قبري الصغير ..
أحضني لـ اشتم أنفاس الرحيل ..
لـ أذوق طعم الندم المرير ..
خذني في غيبوبة الموت ..
لـ أعيش غربة السنين ..
خذني و اكشف عن الزيف الخداع ..
أنا متُ مرات عديدة ..
مُتُ وهماً .. مُتُ كذباً ..
متُ جبناً .. مت ضعفاً ..
متُ أحلاماً و أخيلة ..
ليس لها للموت نديم ..
أنا ما ذقت طعم الموت حقاً ..
و لا علِمتُ المعنى اصلاً ..
أنا متُ في قعر نفسي ..
في ضيق همي ..
في مفرق دمعي ..
متُ في غربتي .. وحدي ..
تَنزعُ عني الروح نفسي ..
فتخشى عليَّ الموت فتتركني ..
و تبقى تعاود النزع نفسي ..
و لاشيء من القوة يأتيني ..
إلا ليكسرني و يسقيني ..
من طعم الموت الكذوب ..
(2)
أيا قبري الصغير ..
أتركني ألتف مع خشونة الكفن ..
مع سرابيل الوهم ..
أتركني لـ أصفع خد الألم ..
لـ أجلجل رغم أفاعيل الندم ..
ما عدتُ أقوى على الحراك ..
هكذا أخبرني القلم ..
و هكذا كتبتني الحروف ..
و هكذا أنساي الفراق ..
صوت أنفاسي ..
عطر أحبابي ..
و روح أيامي ..
هكذا أخذني الفراق مني ..
و ألبسني الكفن ..
و أودعني قبري الصغير ..
أودعني الظلمة ..
حيث الوحدة و نيران الغربة ..
تعزف ألحان الألم ..
(3)
ها أنا مُت يا قبري الصغير ..
فـ اطفىء الشموع كي لا أرى ..
و أغلق الأبواب دوني ..
و قل ليّ هيت لك ..
ها هو الموت أمامك ..
آتياً رغم احتضارك ..
ناسفاً كل آلامك ..
تاركاً كل آمالكِ ..
فـ إلى أين مآلك ..
أيا قبري الصغير ..
أخرجني من همومي ..
من ظنوني و قيودي ..
و علمني من أنـت و من أنـا ..
و كيف الموت أن حل بنا ..؟
و كيف الموت أن حل بنا ..؟
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته